350 ألف دينار!
خواطر صعلوك
إن مقولة إننا البلد الخليجي الديموقراطي صاحب مجلس الأمة منذ ستين عاماً، هي مقولة تحتاج إلى تصحيح الآن، لأن الحقيقة أننا شعب بينه وبين من حوله من دول الخليج ستون عاماً من المسير.
فرغم وجود انتخابات مجلس الأمة والمجلس البلدي ومجالس الجمعيات التعاونية ومجالس الأندية والاتحاد ومجالس واتحاد النقابات، فلا شيء يصل في موعده في هذا الوطن سوى طلبات المطاعم وموكب رئيس الوزراء لمقر عمله.
فقل لي بالله عليك، كم هي تكلفة هذه الانتخابات والأعراس الديموقراطية بالدينار، لكي أقول لك كم هي تكلفة متوسط العقارات في الكويت، وكيف تتحول العروس الديموقراطية إلى ليالي «دخلة» يدفع ثمنها المواطن!
الآن وبعد 60 عاماً من التجربة الديموقراطية البرلمانية... كم جيلاً استفاد من التنمية؟
كم جيلا حصل على بيت حكومي؟ وكم جيلاً يسكن الآن مع آبائه في بيوتهم؟ وكم بيتاً أخذ قروضا للتوسعة من أجل أن يكفي الأبناء الذين كبروا وتزوجوا وأنجبوا؟ وكم جيلاً يستأجر في عقارات متوسط الإيجارات فيها 500 دينار؟ وكم جيلاً يستطيع أن يدفع 350 ألف دينار ثمن متوسط سعر الأرض، في ظل تأخير البناء واستلامات اذونها وتوافر الخدمات؟ وكم جيلاً استفاد من «الترفيه» والسياحة الداخلية؟
وكم جيلاً استفاد من جودة التعليم؟ وكم جيلاً قادراً على دفع ثمن أرائه؟ وكم جيلاً قادراً على دفع ثمن قول كلمة «كفى»؟
وقبل أن يأخذ بتلابيبي أحد القراء الذين عبروا واستفادوا من الديموقراطية ويقول لي «احمد ربك... أرض وقرض 70 ألفاً، وتعليم وصحة مجانية، ومؤسسات تشريعية وديموقراطية ورقابية، ومؤسسات تحارب الفساد، ومجتمع محافظ يرفض الحرام ولا يستقبل الحرامية في دواوينه، ومجلس يُشرع وحكومة تنفذ... إلخ».
إن هذا القارئ تحديداً هو المثال الحي لـ«كداب الزفة»، وهو الشخص محدود الذكاء والذاكرة والذي يصرخ في الأعراس والأفراح مادحاً أهل المعرس أو أهل العروس ليجمع المتفرجين، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية يستخدم كدّاب الزفة كل المعينات من رقص وزمر وقفز وصراخ وعويل وعزف وتطبيل، وينتشر هذا النوع في الانتخابات والأعراس الديموقراطية.
إن مقولة إنا البلد الخليجي الديموقراطي صاحب مجلس الأمة منذ ستين عاماً، هي مقولة تحتاج إلى تصحيح الآن، لأن الحقيقة أننا شعب بينه وبين من حوله من دول الخليج ستون عاماً على الأقل من المسير... فيبدو عزيزي القارئ أن المقال سيُعيد نفسه كحال واقعنا...
أما مقولة إننا «جميعاً نحارب الفساد»، فهي أكذوبة تشبه تماماً أكذوبة أننا شعب محافظ بطبعه.
وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
Moh1alatwan@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق