الأربعاء، 25 مايو 2022

عمدة أخر الزمان

عمدة أخر الزمان



بقلم : د. مصطفى محمود
 Dr. Mostafa Mahmoud



في أول تصريح له قال عمده لندن بعد انتخابه أنه سوف ينشئ مكاتب لزواج الشواذ, الرجال بالرجال والنساء بالنساء..

وقال أن من حق هولاء الشواذ أن نحترم اختيارهم كمواطنين وأن نرفع عنهم الظلم الاجتماعي الذي يعانونه..

يتكلم عنهم كأنهم أيتام في مأدبه اللئام

والسيد كين لفنجستون الذي يأتي عمده لأول مره في لندن بفضل أصوات الشواذ لا شك يسارع برد الجميل لأصحاب هذه الأصوات.. والشواذ تحولوا الآن الي عصابه لها ضغط وصوت انتخابي ولا أري اثرا لهذا الظلم الذي يتحدث عنه السيد العمده بخصوص الشواذ..

وإذا كان هناك ظلم فهو ظلمهم لانفسهم بثورتهم علي خالقهم الذي خلقهم واعلانهم التمرد علي قوانينه ومباشرتهم شهواتهم بهذه الطريقه التي لا تعطي ثمره ولا تنجب نسلا.. فأي اختيار هذا الذي اختاروه ؟؟

وهل كانت ثورتهم الا علي طبيعتهم ذاتها.. !؟

وهل كانت حريتهم إلا إهدارا للحريه وإهدارا للحياه في لذه عقيم بلا ثمره.

ولم أر أحدا في لندن يقف في وجه هذه الحريه.. فالشواذ متروكون أحرارا يفعلون ما يريدون.. لهم مجتمعهم الحر الذي يفعلون فيه مايشائون.. ولهم محافلهم ونواديهم ومجلاتهم ومواقعهم علي الانترنت, ولهم سهراتهم التي يمارسون فيها جنونهم دون أن يتدخل أحد ودون ان يشكو أحد بامر الحكومه ومراعاه لحقوق الانسان وحقوق الشواذ التي وضعوها فوق الكل.. فماذا يريد الشواذ اكثر من هذا ؟؟

وهم ينتحرون.. ويحكمون علي أنفسهم بالعقم باختيارهم هذا الزواج الشاذ رجالا برجال ونساء بنساء...

وإذا اختار المجتمع الانجليزي ان يمشي ورائهم فسوف يمشي إلي حتفه.

فعلي أي اساس أبدي السيد العمده احترامه الشديد لحريه هولاء الشواذ وعلي اي اساس يذوب عطفا عليهم.

وهل يستطيع السيد العمده تأمين هذا الزواج الشاذ بأن يزرع لكل رجل رحما ومبيضا يجعل لهذا الزواج ثمره, ويضمن للجنس البريطاني الاستمرار وعدم الفناء من خلال اشباع هذه الرغبه الشاذه.

إن قضيه الشذوذ ليست قضيه اخلاقيه وانما هي قضيه وجود أو فناء

والمجتمع الذي يختار الشذوذ الجنسي سلوكا يختار الانقراض في نفس الوقت نهايه..

فنحن لا نملك وسيله للتكاثر سوي التزاوج ذكورا و إناثا... ولا نملك وسائل اخري سوي التبني واطفال الانابيب.

وحتي اطفال الانابيب سوف يحتاجون إلي بويضات انثويه.

إن الحريه التي يباركها السيد العمده هي حريه القضاء علي الحريه.. وهذه اللذه التي يباركها ويدافع عنها لذه عقيم.. وهي نزوه لا تليق بمقام الانسان الذي استخلفه الله علي الارض.. وأعطاه مفاتيح السياده علي خيراتها.

وهي امتحان وابتلاء أراده الله لهذا الانسان.

هل يكون انسانا... او ينزل الي درك الحيوان؟!

والحيوان الذكر لا يفعلها مع الذكران من جنسه.

فكيف بالانسان يرتضي لنفسه أن ينزل عن درك الحيوان ويفعلها. أن الله لم يترك قوم لوط في الماضي وابادهم عن اخرهم.

والسيف الالهي معلق الان علي رقاب لوطيه هذا الزمان.

والسيد العمده متعاطف معهم ولا أري لهذا العطف معني.

واعجب معي لأمر هذا العمده العجيب الذي لم تحركه قضيه في لندن وبطول وعرض انجلترا الا قضيه الشواذ الذين لايلقون القدر الكافي من الاحترام.... فأراد أن يفتتح عموديته بانصافهم.

هل انتهت المشاكل الإنسانيه من العالم فلم يبق منها إلا ضمان تعاطي اللذه الشاذه لهولاء الشواذ وضمان الاستمتاع بها في اجواء من الاحترام الواجب وياحبذا لو توافر للخلوه الرومانتيكيه بعض الموسيقي الكلاسيكيه وبعض الشعر ليكتمل الاحترام للمشهد الرفيع.

وياتري.. هل غاب عن وعي هذا العمده المفتون فداحه المظالم التي اغرق فيها العدوان البريطاني القاره الافريقيه والهند فراح ينهب ثروات هذه المستعمرات ومازال ينهبها الي الآن..

أو تراه لم يسمع عن أنهار الدم التي مازالت تجري حول مناجم الالماس في الكونغو وطوفان الجثث التي ألقت بها شواطئ رواندا وبوروندي بالالوف؟!.

هل غابت عنه كل هذه المظالم ولم تبق ألا مظلمة الشواذ الذين يشكون من عدم احترام المجتمع لمباذلهم؟!.

وماذا كانوا يتوقعون من المجتمع..؟؟ ان يوزع عليهم نياشين العفه ويقدم لكل واحد منهم جائزه نوبل؟.

وأين غاب الحياء..؟!

واين غابت حمره الخجل..!

وماذا جري للدبلوماسيه البريطانيه العريقه ؟؟

وكيف هان أمرها حتي لم يبق لها إلا خطب ود الشواذ والتباكي علي ماهم فيه من ظلم وفقدان للاحترام.. للدرجه التي اصبحت اولي اولويات عمده لندن في عهده الجديد.. أن يقدم لهم رد اعتبار

وهل من أجل هذه الطائفه من عبيد الشهوات ترتفع الاصوات التي تصرخ وتتباكي علي حقوق الانسان.. اقصد حقوق الحيوان.. بين الصفوه التي تدعي قياده التنوير والتي تصف نفسها بالتقدميه؟!!

والتي تهاجم أبواقها ليل نهار دين الاسلام علي أنه الوجه الاخر للتخلف والارهاب والهمجيه.

وكيف تكون لهم بعد ذلك اي مصداقيه في أي قضيه؟!

وماذا بعد أن يرخص الكلام... وترخص القيم؟! عند الذين ناخذ منهم العلم ونتلقي عنهم دعاوي الاستناره,! ومزاعم التقدم؟

أي تقدم؟.. هذا الذي سوف يأخذوننا إليه.. سؤال؟! أرجو الإجابه عليه من السيد المحترم عمدة لندن الجديد.. وحبيب الشواذ.

ونخرج من حكاية العمدة العجيب ومن انجلترا وعجائبها إلي العالم الواسع وإلي فوهات الجحيم التي تنصب من الشمس علي المصطافين في ثغور أوروبا وأفريقيا.. الحراره التي بلغت80 درجه في الكويت وخمسين درجه في الظل في إيران وأربعا وأربعين درجه في اليونان وبلدان الجنوب الاوروبي.

ويقول علماء الفلك أن سبب هذا الصيف المشتعل أن الشمس دخلت في ذروة نشاطها والانفجارات الشمسيه تتوالي علي سطحها كما يزداد عدد البقع الشمسيه ..

ومع كل انفجار ينطلق ذراع من النار الذريه لعده ملايين من الاميال في الفضائ تصاحبها دوامات من الاضطرابات والانفجارات المغناطيسيه التي توقف عمل المولدات الكهربائيه في دول عديده علي الأرض وتغرق مساحات واسعه في ظلام دامس.. وتتضاعف حراره الآتون الشمسي سنه بعد سنه.

ومايجري علينا هي سنن كونيه امرها عند العليم القدير الذي يدير شئون الكون كله ولا حظ لنا فيها إلا النظر والتأمل والاعتبار.

ويقول اهل الفلك انه يحدث في اخر الزمان.. ان تنفجر الشمس انفجارا هائلا ثم تضمر وتصبح جرما كرويا صغيرا مظلما.. 
اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت( سوره التكوير)., وسوف تنشق السماء وتنفطر وتتناثر الكواكب وتتباعد.

" إذا السماء انفطرت واذا الكواكب انتثرت واذا البحار فجرت واذا القبور بعثرت "( الانفطار1 ـ2 ـ3 ـ4).

لقد انفكت قبضه الجاذبيه عن الارض فتفجرت البحار والقت القبور بما فيها.

وذلك هو الختام.. ويوم الدين
إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.

هكذا ينظر كل منا الي هذا اليوم... علي أنه بعيد.. وأنه مازال أمامنا الزمن كله والدنيا بطولها.. أين نحن من ذلك اليوم؟!

ولكن الزمن وهم.. خيال أين الشهر الذي مضي.. وأين أيام الطفوله وأين أيام الصبا وأيام الشباب وأين ستون سنه مضت... أين أيامها ولياليها وسهراتها واشجانها واحلامها.. لاشئ ..فالزمن سراب.. أشبه بالوهم.. أشبه بخطي ساحر يمشي علي الجسم فيهرم ويتحسس الشعر فيشيب... لا ليس وهما.. بل هو حقيقه تملكنا ولانملكها.. بل تملك كل شيئ .. فالارض ايضا تهرم والامبراطوريات تشيخ.. والكواكب تهرم.. والشموس تنطفئ وتموت.

اينشتين يقول ان الزمن بعد مثل الطول والعرض ولكنه غير مرئي.
انه فينا اذن مثل الطول والعرض ويجري علينا حكمه ولكننا لانراه والحكيم من ادرك وجوده والعاقل من حسب له الف حساب.

ويدرك الذين يحسبون حساب هذا اليوم ويستعدون لقدومه و أرجو أن تكونوا منهم.

و أرجو أن أكون معكم من أهل هذا الفهم.. والإدراك ومن الذين يسمعون في دقات قلوبهم خطي الزمن وهرولة العمر وهو يجري لاهثا إلي النهايه هامسا..

هلا فعلت خيرا تضيفه الي رصيدك قبل أن يغلق ملف الأعمال والأقوال ولايبقي شيئ يذكر إلا ذنوبك وعيوبك.. هلا سارعت إلي نجده محتاج أو اسعاف مريض أو مواساه مكلوم أو أداء واجب.

هل صحوت من غفلتك وعالجت تقصيرك و أصلحت إيمانك و صححت موقفك وأقبلت علي واجباتك.

مازال هناك وقت.
لم تأت حسره الفوت بعد
مازالت القدم تسعي واليد تعمل واللسان ينطق والعقل يفكر.
مازلنا في الدنيا وقد أعطانا ربنا فسحه زمان
ما اجمل ان نعطي فرصه أخري فلا نضيعها
انهض إلي العمل يا أخي.... مازال في العمر بقيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق