الثلاثاء، 31 مايو 2022

الشذوذ الجنسي والبلاء الذي حل على البشرية!

 الشذوذ الجنسي والبلاء الذي حل على البشرية!

الدكتور عزت السيد أحمد


سأبدأ مما قبل النهاية وأقول بداية: لقد بلغ السيل الزبى، بلغت الأمور منتهاها, وصارت البشرية تحت سيطرة قوم لوط الجدد. وعقيدتهم وسلوكياتهم بكامل تفاصيلها وفي ذروة طغيانها وجبروتها، ووصولهم إلىٰ حد قولهم علناً كما قال قوم لوط: «أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ».
بمنتهى الوقاحة، بمنتهى السَّفاهة، بمنتهى القذارة يقولون: هٰذا شخص طاهر يجب طرده من العمل، يجب طرده من المدينة… 
قديما في هٰذا الزمان يلفقون لشخص أو مجموعة تهمة الخيانة أو الفساد أو السرقة أو الفاحشة ويطالبون بمحاكمته أو طرده… يلفقون تهمة شائنة لطرد الشخص أو المجموعة. الآن انقلبت الموازين انقلاباً لك يحدث إلا مع قوم لوط، يقولون جهاراً نهاراً وعلىٰ الملأ: هٰذا شخص محترم، طاهر، يجب طرده أو محاكمته أو قتله.

هٰذه حقيقة لا مبالغة نعيشها اليوم بتفاصيلها العلنية، وآخرها قبل أمس اللاعب السنغالي الذي يلعب في فريق باريس سان جيرمان، رفض المشاركة في مباراة تدعم اللواطة والمثلية الجنسية وتشجع عليها فقامت الدنيا عليه تريد محاكمته، وتم فتح تحقيق معه، ووضع شروط ومطالب، ولذٰلك ربَّمَا يطرد من النادي أو يتم إنهاء مسيرته إذا لم يعتذر للواطيين، للمثليين الجنسيين، ويعلن تأييده لهم.
لولا أنَّ القرآن الكريم هو الذي حدثنا علىٰ قوم لوط وأَنَّهُم فعلوا ذٰلك وقالوا ذٰلك لما صدقناً أَنَّهُ يمكن أن يوجد بشر بهذه الأخلاق والقيم والأفعال. دعك من الجانب الديني، أتكلم من الجانب المنطقي والفطري وحَتَّىٰ العلمي، من غير ا لممكن أن تصدق أَنَّهُ يوجد فعلاً أناس يفعلون ذٰلك ويقولون ذٰلك. لا أتحدث عن وجود الشُّذوذ فهو محتمل في كلِّ زمان ومكان، ولٰكن أتحدث عن المجاهرة به بهذه الطَّريقة، وعن الفجور الذي لا حدود له في إعلان محاربة شخص لأَنَّهُ طاهر وشريف… حَتَّىٰ في الخيال لا يمكن تخيل ذٰلك. وأكرر لولا أنَّ القرآن الكريم هو الذي أخبرنا ذٰلك لما صدَّقنا. 

بل ولولا أنَّ لدينا من القرآن خبر لما صدقنا ما تتداوله وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن محاكمة إدريس غاي لأَنَّهُ رفض المشاركة في مباراة تدعم الشواذ جنسيًّا.

والأخطر من ذٰلك في هٰذا الأمر أنَّ إدريس لم يصدر بياناً بذلك، ولم يعلن أن هٰذا هو السبب في رفضه اللعب في المباراة، وإنَّمَا سألوا المدرب فقال: ليس لديه عذر صحي… لم يشارك لأمر شخصي. فاستنتجوا لأَنَّهُ مسلم، واستنتاجهم صحيح، أَنَّهُ يرفض دعم المثليين جنسيًّا.


الأمر مع إدريس لم يعد أَنَّهُ طاهر بل تعدى سلوكهم معه سلوك قوم لوط ذاتهم، إِنَّهُ يريدون إجباره علىٰ المشاركة في دعم اللواطة والمثلية الجنسية. هنا تقف العبارات عاجزة عن الشكوى.
الخطير جدًّا في الأمر أن يصل الأمر إلىٰ أنَّ بابا الفاتيكان، الذي هو رسول الله في العقيدة النصرانية، يؤيد المثلية الجنسية ويباركها، فقد قال في الفيلم الوثائقي عن سيرته الذي عرض في مهرجان روما للأفلام يوم الأربعاء 21 تشرين الأول 2020م:«للمثليين حقٌّ في تكوين أسرة». 

وأضاف: «إِنَّهُم أبناء الرَّب ولهم حقَّ تكوين أسرة. لا ينبغي طرد أحد أو تحويله إلىٰ بائس بسبب ذٰلك». بل دعا أيضاً إلىٰ صياغة قانون شراكة مدنية يمنحهم الغطاء القانوني.

وهو فيما بدا من سيرته مناصر للمثلية الجنسية قبل الباباوية بزمن طويل، فقد قال إِنَّهُ دعم المثلية الجنسية في السابق، إشارة إلى الفترة التي ترأس فيها أساقفة بوينس آيرس، عندما دعم توفير نوع من الحماية القانونية للمثليين. وقد عرض الفيلم مقطعاً له وهو يشجع رجلين مثليين على زيارة الكنيسة.
هل هٰذه المباركة البابابوية مبرر لقيام سلطة ديكتاتورية لنشر الشذوذ والدفاع عنه وتشجيعه والوصول إلىٰ حد محاربة الطاهرين وملاحقتهم، بل ومحاربة الذي يرفضون دعم الشاذين؟!
المسألة فيما يبدو مسألة جماعات معينة تقود السياسة العالمية بهذا الشأن وليس بابا الفاتيكان إلا حلقة من هٰذه الدائرة، أو أداة من أدواتها.
ظهر في الآونة الأخير إعلامي إنجليزي في لقاء تلفزيوني منتشر ومشهور في اليوتيوب، تحدث عن أديب إنجليزي مشهور يحمل حقائبه ويريد الهجرة، فسأله صديق له:
ـ ما هٰذا؟ لماذا تحمل حقائبك؟
فقال هٰذا الأديب:
ـ قبل الحرب العالمية الأولى كانوا إذا أمسكوا لواطيًّا أعدموه.
وبعد عشرين سنة صاروا إذا أمسكوا لواطيًّا سجنوه وغرموه مئة ألف جنيه.
وبعد عشرين سنة صاروا إذا أمسكوا لواطيًّا غرموه خمسين ألف جنيه.
وبعد عشرين سنة صاروا إذا أمسكوا لوطيًّا حلقوا شعر رأسه فقط.
والآن اللواطيون يتظاهرون في الشوارع بحرية يطالبون بحق الشذوذ.
والآن أنا مهاجر
فقال صديقه مستغرباً:
ولماذا تهاجر؟ ما علاقتك بهم؟
فقال الأديب:
ـ من المؤكد أَنَّهُم بعد سنوات قليلة سيجعلون اللواطة إجباريَّة علىٰ الجميع.


لم يصلوا بعد إلىٰ هٰذا الحد ولٰكنَّهُم يقتربون منه كثيرا. وأصلاً فإنَّ ما يفعلونه من نشر ثقافة الشذوذ الجنسي والتشجيع عليها علىٰ نحو مباشر وغير مباشر ومحاكمة من يعترض علىٰ الشذوذ الجنسي أو يسيء لهم أو يحكي عليه كلمة سوء أو ينظر إليهم نظرة غريبة… لا يقل عن إجبار الناس علىٰ الشذوذ الجنسي.
بل حَتَّىٰ تكتمل الصورة يجب أن نتذكر محاربة الأسرة الشرعية وتشجيع الناس علىٰ عدم الزواج وعدم تكوين الأسرة، وهٰذه الحالة التي تعيشها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تجد أنَّ المعادلة تتكامل مع بعضها.
ولتزداد الصورة اكتمالاً يجب أن نتذكر حربهم علىٰ اللباس الإسلامي متمثلاً بداية بالنقاب ثُمَّ الحجاب… وحَتَّىٰ ما يسمى البوركيني الذي هو أصلاً غير مقبول شرعاً للمرأة، فهو أيضاً ممنوع، يجب أن تتعرى المرأة كلها حَتَّىٰ يسمحوا لها بالسباحة.
سكتت الشعوب خطوة خطوة، أخذتها الدنيا وشهواتها، سروا بما يخطط لهم، وها قد وجدواً أنفسهم وجهاً لوجه أم فرض العهر، فرض الشذوذ، محاربتك بلقمتك عيشك إن لم تدعم الشذوذ الجنسي. فهل يا ترى ستنتف البشرية أم ستظل نشوانة سكرانة حَتَّىٰ تقوم عليها القيامة؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق