الخميس، 26 مايو 2022

اقتربت الساعة

 اقتربت الساعة



بقلم : د. مصطفى محمود

لم يكتف يهود إسرائيل بعمل نصب تذكاري للسفاح باروخ جولدشتين الذي قتل الركع السجود من المسلمين في صلاه الفجر في الحرم الابراهيمي .. وحصدهم بالرشاش حصدا وهم سجود..

لم يكتفوا بهذا الجرم .. بل راحوا يوزعون صور هذا القاتل لتعلق في واجهات المحلات إشاده ببطولته وتمجيدا لاسمه حتي يظل مثالا حيا للروح اليهوديه التي لاتخبو وللثأر الذي لا يموت.. الثأر لمذبحه اليهود علي يد المسلمين في خيبر..

وما كان يهود خيبر إلا عصابه من الخونه حفروا للمسلمين حفرة فوقعوا هم فيها.. وما كانت غزوه الأحزاب إلا مكرهم وتدبيرهم.. 
وما زالوا يكيدون للمسلمين في كل مكان وفي كل مناسبه.. وما تكاد تبدا مذبحه للمسلمين إلا ونجد اسرائيل تسابق للمشاركه فيها.. 
قاتل جنود اسرائيل مع الصرب لذبح المسلمين في البوسنه.. وقاتلوا معهم لاستئصال الوجود الاسلامي في كوسوفا.. وقاتلوا مع الروس لإبادة المسلمين في داغستان.. 
واليوم يقاتلون مع الروس في الشيشان.. وحيثما ارتفعت للمسلمين راية سارعت اسرائيل لتنكيسها..

وآخر استفزاز كان إنزالهم لخمور اسرائيليه في الأسواق عليها ملصقات وصور المسجد الاقصي والقدس والخليل.. والسخريه بالمسلمين والاستهانه بشانهم لا تفوت علي المسلم المتامل.. فهم يسخرون منا ومن شرائعنا ومن ديانتنا في كل مناسبة.

حسنا.. لقد وصلتنا رسالتكم.. وعلمنا أن الجراح بيننا لن تندمل.. وأن العداوه بيننا كتاب وقدر ومصير.. ولن نكذب علي أنفسنا وندخل في تطبيع معكم أبدا تحت أي شروط او مواصفات.. فأي تطبيع بيننا هو تزييف سياسي لا نرضاه لأنفسنا, ولا ترضاه لنا أي قياده ولا يملك أحد أن يكرهنا علي عشرتكم..


والقضيه في مجموعها لاتقبل التجزئه, فاذا كان الموقف العام لإسرائيل هو موقف عداوة والسياسة العامة هي سياسه تآمر والنية هي الاعداد للحرب.. فإنه لا يبقي لنا اختيار.. ولا نملك ونحن واقفون في حالة انتباه طول الوقت علي أطراف اصابعنا.. وعلي الجانب الاخر من سيناء أسلحه الدمار الشامل مشرعه في وجوهنا..

لانملك إلا رفض هذا التطبيع الكاذب.. فالتطبيع مع هذا الوضع امر مستحيل.. والصداقة أمر أكثر استحاله.. وقبول هذا الوضع خيانه لا يقبلها أحد علي نفسه.

ومحاوله الضغط علينا بالإرهاب النووي أو بالمكر الدبلوماسي او بالحليف الأمريكي أو بقطع المعونات, سوف يزيد الهوة اتساعا..

وكيف تتصور إسرائيل بعد هذا أن نجلس معا لنقتسم ماء النيل او لنعطيهم حصة من اقتصادنا أو نشركهم في صناعة او تجاره او مصلحة.. وزراعاتنا في حاجه الي كل قطره مائ ومن ورائها سبعون مليون فم يريد أن ياكل ويشرب, وتوشكي سوف تبلع في باطنها كل جرعات المياه الجوفيه وكل فائض النيل المحجوز وراء السد, ثم تطلب المزيد..

واسرائيل عندها فوائض المياه في تركيا وبينها وبين تركيا روابط واحلاف وحساب مفتوح لن تتردد تركيا في ان تعطيها ماتشاء من حصة سوريا أو من حصة العراق.. فهي وتركيا تولفان معا جبهه عسكريه في مواجهة عرب الشرق الأوسط جميعهم.. والعسكر الذين يحكمون تركيا هم من اليهود الدونمة.. وهم وإسرائيل أبناء عمومه يفكرون باستراتيجية واحدة.

إن المائدة تعد لوليمة كبري يوكل فيها العرب, وتوكل أرضهم وثرواتهم وبلادهم ومصالحهم.. والمسرح يعد لهدم المسجد الاقصي وعبوات الديناميت مدفونة في السراديب ومجهزة للتفجير..
ولم يعد للعرب إلا خياران اثنان: أن يختاروا أن يكونوا مجرد كومبارس لهذه المعزوفه المشئومة التي سوف تنهي حياتهم.. أو أن يختاروا أن يكونوا أمة لها دور وصوت ومستقبل وكرامة.

وأضعف الايمان ان يجتمعواويتداولوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق