وصايا الأولياء للأصدقاء الأوفياء
خواطر صعلوك
عزيزي القارئ، أشارك معك اليوم تعليقاً جاءني من أحد القراء، وهو صديقي الأديب الخفي دعيج الدعيج، والذي يبدو أنه خرج من فجوة زمنية تليق بالهمذاني ومقاماته، وليس في زمن المحتوى الرقمي وهفواته... وعندما قرأت تعليقه اعتقدت أنني أمام رجل من التابعين، شهد «اليرموك» و«القادسية» و«جلولاء»، وما بينهما من وقائع الفرس.
كان تعليقه على المقال السابق والذي كان بعنوان « قوانين عصر المهزلة...!» والذي نشرت فيه خمسة قوانين، أحث فيها الحكومة على تطبيقها على المواطنين.
ويمكن لك عزيزي القارئ، الرجوع إلى موقع جريدة «الراي» الغراء والتي يحبها القراء لتجد المقال كاملاً هناك.
يقول دعيج الدعيج القارئ الأديب والمواطن الأريب:
يا أبا نيزك... الزم بيتك ورَبِّ أطفالك وابكِ على خطيئتك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين... فإنه لا طاقة لنا بحرب الحكومة جميعاً.
وقد صفّدت مردة الشياطين في هذا الشهر الكريم، فلا تحمل أوزارها بنقل السياطِ إلى يدِ «خالتي رشيدة» لتضربنا بها.
واعلم أنني أستعيذ بالله تعالى جل شأنه وجلّت قدرته من جورِ السلطان وشماتة الأقران وتحوّلِ الخِلانْ وصُروفِ الزمان.
والحالة هذه، فإنني أهيبُ بكَ أن تكونَ عوناً لـ «بقعا» على إخوانكَ. انتهى.
عزيزي القارئ، لا أدري لماذا شعرت وأنا أقرأ هذا التعليق، أنني أتمرغ في البلاط السلطاني وآكل على مأدبته العامرة، كل ما لذّ وطاب، من أبجاج العكارم وجوازل الطواويس وصدور الدجاج وبعار المعز وثؤاج الضأن، وأن هذا التعليق ما هو إلا تحذير من مخالفة النهج القويم والطريق المستقيم والذي تعاهدنا عليه في الكتابة في ظل حضرة مولانا حائز الرتب العوالي، جامع المحامد والمعالي السيد محمد أحمد الرياحي.
ورغم أن دعيج، أحد أصدقائي المقربين والذي يعرفني جيداً، ويعرف أنني لا آكل على موائد الحكومة ولا بساط المعارضة، إلا أنني أحببت في تعليقه قدرته في التعبير والهمس من بعيد في أن أتذكر أن حث الحكومة على تشريع القوانين، لم يحل مشكلة أو يزيد إنتاجية.
كذلك شاركت معك عزيزي القارئ هذا التعليق، لأذكرك بما أذكرك به دائماً، في أن هناك من الأدباء والمثقفين من اختاروا الاختفاء عن مشهد ثقافي يلعب التسويق فيه دوراً أكثر من الكلمات والبلاغة والفكرة.
كما أنني وجدت في تعليقه الكريم، الكثير من التشابه في ما أدعو إليه عبر هذه النافذة الصحافية في أن الإصلاح يبدأ من البيوت وليس من البرلمانات...
وأن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
@Moh1alatwan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق