قراءة في كتاب مع الناس
اسم الكتاب: مع الناس
اسم الكاتب : الشيخ علي الطنطاوي
نبذة عن كتاب مع الناس
كتاب مع الناس أحد أشهر كتب الشيخ العلامة والأديب العظيم علي الطنطاوي، صاحب القلم السيال والفكر العذب، وقد انتشر هذا الكتاب وذاع صيته، لتنتشر كلمات كاتبه التي تنم بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة في البلدان المختلفة، فمن خلال كتاباته ظهرت سمات منهجه الإصلاحي.
وكان لهذا الكتاب أثر كبير في انتشار أفكار الطنطاوي من حكمة وعلم وأدب، والذي يعد ضمن عدد كبير من الأعمال الرائعة التي كتبها الشيخ بلغة سهلة جميلة وأسلوب ممتع جذاب، فكتابات الشيخ مما يطلق عليه السهل الممتنع الممتع، حيث البراعة في الأدب، والسمو في الفكر. ولهذا كان لابد أن يُلقب بأديب الفقهاء وفقيه الأدباء.
ويعد كتاب مع الناس من أفضل أعمال الشيخ الطنطاوي، وهو مجموعة من أحاديث الشيخ الطنطاوي التي كانت تذاع في إذاعة دمشق على مدى طويل من الزمن ثم أُعيد إنتاجها على صورة كتابات مقالية، تم سياقتها بلغة سهلة جميلة.
ويحتوي الكتاب على عدد كبير من المقالات التي تناقش قضايا اجتماعية مختلفة، حيث يصف الشيخ الطنطاوي بها هموم الناس ومشكلاتهم وأزماتهم الاجتماعية والنفسية، وفي أسلوب ساحر يعيش الطنطاوي مع الناس ليكشف ما يواجههم من مشكلات؛ ليقدم الحلول الواقعية التي تهدف إلى إصلاح المجتمع.
قراءة أحمد زهران
نظرة عامة على كتاب مع الناس
كتاب مع الناس هو عبارة عن مجموعة من المقالات الممتعة التي تتحدث عن مواقف الشيخ مع الناس في أزمنة وأماكن مختلفة.
يضم كتاب مع الناس 38 مقالة فيما يقرب من 300 صفحة من القَطع المتوسط، لكنه لم يُؤلف كعادة الكُتّاب في تأليف كُتُبهم، بأن يُختار العنوان ومن ثَمّ توضَع الفكرة العامة ثم الاستراتيجية التي يسير عليها الكاتب في كتابه، لا … ليس هكذا خرج كتاب مع الناس إلى القُرّاء، لكنه حصاد سنوات عديدة من الدعوة والبحث والاجتهاد والكتابة.
نعم كتاب مع الناس هو مجموع مقالات كُتبت على مدار ما يقرب من 20 عامًا في مواضيع متنوعة وأحداث مختلفة، لكنها تتفق في مجموعها بأنها تبحث قضايا ومشكلات اجتماعية تقع بين الناس، ويعلق عليها بما يراه حلا مناسبًا قاطعًا لهذه المشكلات التي قد تتسبب في انهيار مُجتَمعات بأسرها.
الكِتاب بالفعل يحوي حلولا رائعة لمشكلات قد ظن البعض بأنها مُزمنة لا حلّ لها، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى ما لدى الكاتب من دراية بأمور الشريعة، وحيث أنه تقلّد مناصب عديدة في التدريس ثم في القضاء وبالأخص (محكمة الأسرة) فوفِّق بسبب ذلك للوقوف على أساس المشكلة، ثم البحث عن حلول لها.
كثير من المصطلحات المعروفة المشهورة على ألسنة الناس باللغة الإنكليزية وردت في الكتاب، لكنها لم تَرِد باللغة التي اشتهرت بها، لكنها وردت باللغة العربية الفصحى ويضع المؤلف معناها بجوارها بين قوسين باللغة المشهورة بها عند الناس، على سبيل المثال: الرّاد (الراديو) – الدخينة (السيكارة) – العُقدة (الكرافات).
عالج الكتاب كثيرًا من القضايا والمشاكل المنتشرة، لكنه اهتم اهتمامًا خاصًّا بالقضايا التي تتعلق بالفضيلة والعفّة، وكذلك الغَيرة على الهوية والانتماء للدين وللعربية.
يستشهد الكتاب بكثير من آيات القرآن وكذلك النصوص الواردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أو عن أصحابه والتابعين، وبما ورد أيضًا عن العلماء المتأخرين وأرباب الحكمة من كل المجتمعات والأديان، لكنه لا يُكثر أبدًا من أقوال هؤلاء، بل لا ينقل عنهم إلا قليلًا.
ملخص كتاب مع الناس للشيخ على الطنطاوي
من الصعب جدًّا إيجاد ملخص لمثل هذه الكُتب، فالكتاب في أساسه قائم على جمع مقالات ومحاضرات كُتِبت في أحداث مُتنوعة وأزمِنَةٍ متفرِّقة تتكلم عن مشاكل وقضايا مختلفة، وتُقدم بعض الحلول لها أو لآثارها التي خلّفَتها.
ولكن نستطيع بشكل عام مُجمل أن نتكلم عن أهم القضايا التي اهتم بها الكتاب وقدم لها علاجًا وحلولا واقعية:
- قضية العبادة: تكلم الكتاب حول هذه القضية وأثرها على حياة الناس، وكذلك العقبات التي توضع في طريق الناس إليها، وذلك تحت العناوين الآتية: أحسن كما أحسن الله إليك – رمضان – مُزعجات رمضان – صناعة المَشْيَخَة – حديث العيد.
- قضية الوقت: تكلم الكتاب عن مسألة الاستهتار بالوقت وإخلاف المواعيد بنفس أسلوبه الشيق المُمتع الساخر واللاذع في بعض المقالات المتعلقة بهذه القضية، مثل: لصوص الوقت – لا تؤجل – الوعد الشرقي، وتتميز مقالة “لصوص الوقت” بما تحويه من قصص كثيرة حدثت مع الشيخ نفسه عن أناس كانوا سببا في تضييع وقته فسماهم (لصوص الوقت)، وفي مقالة “لا تؤجل” يحكي موقف تربوي لأبيه حيث يقول في ص59 “ولقد كان أبي – رحمه الله – كلما أيقظني لصلاة الصبح يقول لي: لا تتراخَ، اقفِز قفزًا.” ثم يحكي الشيخ بعد ذلك أنه يعض أصابعه ندمًا لأنه لم يسمع لهذه الوصية.
أما في ثالِثةُ الأثافي وهي مقالة “الوعد الشرقي” وما أروعها، في بدايتها يذكر قصة إخلاف موعد، فقال المتخلف عن موعده: وعدنا وعد شرقي، فقال الشيخ مُعقبًا ص99: أليس عجيبًا أن صار اسم الوعد الشرقي عَلَمًا على الوعود الكاذبة، واسم الوعد الغربي عَلَمًا على الوعد الصادق؟ من علّمَ الغربيين هذه الفضائل إلا نحن؟ من أين قَبَسوا هذه الأنوار التي سطعت بها حضارتهم؟ ألم يأخذوها منا؟
ويعقب قائلا: فلماذا يبطل الصوم إن أفطر الصائم قبل المغرب بخمس دقائق؟ أليس لتعليمه الدقة والضبط والوفاء بالوعد؟ ولماذا تبطل الصلاة إن صُليت قبل الوقت بخمس دقائق؟
أولَم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من علامات النفاق، وجعل المخلف ثُلث منافق؟
- قضية السعادة: وتحت الحديث عن هذه القضية ينسِف الكتاب فكرة أن السعادة تتمثل في كثرة الأموال أو المناصب، ويؤصل لفكرة أن السعادة تكون بالرضا والإيمان، نجد هذا جليًّا وواضحًا تحت عنوان “طريق السعادة”.
- قضية الطلاب: لأجل أن المؤلف اشتغل مُدرسًا لفترة ليست بالقصيرة، فقد وقف على بعض المشاكل التي تخص الجيل الناشئ من الطلاب والتلاميذ، ومن ثَمّ قدم الحلول الجذرية المُمكنة للأخذ بيد هؤلاء الطلاب إلى طريق الجادة ونفع الأمة، ومن يقرأ ما كُتب تحت العناوين الآتية سيقف بنفسه على هذه الدرر الثمينة: شغلّوا الطلاب في عطلة الصيف – بين المعلم والتلاميذ – إلى الطلاب – الطلاب والعطلة – من عبث التلاميذ – موضوع إنشاء.
- قضية الفضيلة: الدعوة إلى العفة والفضيلة هي من أكثر القضايا التي شغلت بال الشيخ كما يتضح في كثير من مقالات هذا الكتاب، حيث يتكلم الشيخ عن مخالفات العفة والفضيلة التي رءاها في كثير من البلاد التي سافر إليها ثم يُعقب عليها بالنقد ثم بما يراه حلا لمثل هذه المخالفات، من هذه العناوين: إبراهيم بك هنانوا قال لي – نساؤنا ونساء الإفرنج – هذا نذير للناس – هذا هو الدواء – رسالة.
- قضية الزواج: وهي تتعلق بالقضيية السابقة أو تابعة لها، إذ هي علاج أساسي لكثير من المشكلات المعروضة في القضية السابقة، فنجد الكتاب يعرض المشكلات التي افتُعلت في هذه القضية، وكيف نتخلص منها، كل هذا تحت هذه العناوين: مشكلة الزواج – أسباب المشكلة – الحب والزواج – السن المناسبة للزواج – في الزواج.
- هناك أيضًا بعض القضايا التي عرضها الكتاب بصورة مُجملة مثل:
- الوصايا وما يتعلق بها، في مقالة بعنوان: الوصايا.
- الأمور المزعجة التي يتعرض لها الناس، مثل التلفاز والهاتف والمواصلات والصديق الفارغ وغير ذلك، في مقالة بعنوان: حديث المزعجات.
- يتكلم الكاتب عن هويتنا وتاريخنا المُشرِّف الذي نسيناه في مقالة “صور من تاريخنا العلمي”.
- يتحدث عن الفنادق وما فيها من تبذير وبذخ وإسراف في مقالة “في الفندق”، والطريف في المقالة أنه كتبها في فندق مصري كبير معروف.
- كذلك يتحدث عن أولئك الذين يُراعون نظر الناس في كل صغيرة وكبيرة من شؤونهم، فكانت مقالة “كل شيء للناس”
- أما أجمل ما أعجبني في كتاب مع الناس هو فصل “إلى لبنان” حيث كان الشيخ في زيارة لأمير البيان ورجل الإسلام (شكيب أرسلان) وتحدث عن رحلته وهو يصف لبنان وجمالها ومتعتها قبل أن تصير تاريخًا.
- هناك أيضًا بعض القضايا التي عرضها الكتاب بصورة مُجملة مثل:
- الوصايا وما يتعلق بها، في مقالة بعنوان: الوصايا.
- الأمور المزعجة التي يتعرض لها الناس، مثل التلفاز والهاتف والمواصلات والصديق الفارغ وغير ذلك، في مقالة بعنوان: حديث المزعجات.
- يتكلم الكاتب عن هويتنا وتاريخنا المُشرِّف الذي نسيناه في مقالة “صور من تاريخنا العلمي”.
- يتحدث عن الفنادق وما فيها من تبذير وبذخ وإسراف في مقالة “في الفندق”، والطريف في المقالة أنه كتبها في فندق مصري كبير معروف.
- كذلك يتحدث عن أولئك الذين يُراعون نظر الناس في كل صغيرة وكبيرة من شؤونهم، فكانت مقالة “كل شيء للناس”
- أما أجمل ما أعجبني في كتاب مع الناس هو فصل “إلى لبنان” حيث كان الشيخ في زيارة لأمير البيان ورجل الإسلام (شكيب أرسلان) وتحدث عن رحلته وهو يصف لبنان وجمالها ومتعتها قبل أن تصير تاريخًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق