نفديكم بأنفسنا يا أهل غزّة!
محمد عناية الله أسد سبحاني
نفديكم بأنفسنا وأهلينا يا أهل غزة!
يا أمة العزّ والمجد والكرامة!
نفديكم بأنفسنا وأهلينا لأنكم سجّلتم مجدّداً بدمائكم الطاهرة الزكية تاريخ العزّ والمجد والكرامة، ورفعتم ببطولاتكم الجريئة النزيهة، الشامخة الخارقة هامات هذه الأمة!
إن الصبر والصمود الذي تأزرتم به وارتديتم به في مقابل الأحداث الدامية المزلزلة- الأحداث التي كان من شأنها أن تدكّ الجبال دكّا، وتجعل الولدان شيبا!
إن هذا الصبر والصمود المذهل في مقابل تلك الأحداث المروّعة المزلزلة لشيء يدعو إلى العجب، ويدعو إلى الفرح، ويقيم حجة واضحة على إيمانكم القوي، وعلى حيوية دين الإسلام!
إن الأمة الإسلامية الحاضرة في ربوع الأرض كلها كانت تعاني منذ عقود من الزمان من ذلّ وهوان، وضعف واستكانة! وطرق الحرية والعزّة والكرامة كانت أمامها مسدودة!
فأنتم برزتم يا صقور الحماس! ويا أسود غزّة وغلاف غزّة! ويا بزاة القسّام!
أنتم تقدمتم بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ونزلتم في الميدان مع كل ما يلزمكم من إيمان وإخلاص، ومن شجاعة وبسالة، ومن سلاح وعتاد، لتمسحوا عن أمّتكم العزيزة الغالية ذلك الخزي والعار، وتغسلوا عنها ذلك الذل و الهوان!
ولتلقّنوا الظالمين الغاشمين المتغطرسين درسا عنيفا يعالج عنجهيتهم وغطرستهم، ويدخل الرعب في قلوبهم، ويعيدهم إلى رشدهم وصوابهم، ويلزمهم حدودهم ومواضعهم!
والشيء الذي يدعو إلى العجب، ويدعو إلى الفرح أنكم في قتالكم ونضالكم، وفي هجماتكم و ضرباتكم كنتم متميّزين وملتزمين بالأخلاق الإسلامية الشامخة، والقِيَم الإنسانية الرائعة، على عكس ما فعل بكم عدوّكم الحقود اللدود، الظالم الغشوم!
فما قتلتم أطفالهم مثلما قتلوا أطفالكم!
وما قتلتم نساءهم مثلما قتلوا نساءكم!
وما قتلتم شيوخهم مثلما قتلوا شيوخكم!
وما قتلتم عجائزهم مثلما قتلوا عجائزكم!
وإنما قتلتم من قاتلكم، وضربتم من ضاربكم، امتثالا لقول ربكم:
وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ١٩٠
وأحسنتم إلى أسرى العدوّ إحسانا، وعاملتموهم معاملة كريمة، على عكس ما يفعله العدوّ مع أسراكم! وما فعلتم ما فعلتم إلا امتثالا لما وصّاكم به نبيكم الكريم- نبيّ الرحمة والمودّة والسلام، عليه صلوات الله وسلامه!
فتحية وسلاما على صبركم وصمودكم في أشد أوقات الحرج! وتحية وسلاما على حسن تمسّككم بتعاليم الإسلام في الغضب والرضا،والشدة والرخاء.
وأنتم على أبواب النصر العزيز والفتح المبين إن شاء الله، وأمارات النصر والفتح واضحة ناطقة، فامضوا قدُما يا جنود الرحمان! فالظروف كلها تبشر بالخير، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله!
ندعو الله أن يثبت أقدامكم، ويسدّد سهامكم، ويتقبل منكم جهادكم ونضالكم، ويشفي جرحاكم ومرضاكم، ويسكن شهداءكم حيث أسكن الأنبياء والصديقين والشهداء، ويلهمكم الصبر والسلوان، ويجمعكم معهم في الفردوس الأعلى، إنه سميع قريب مجيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق