الصف الإسلامي العام؛ هل آن الأوان(٢)
د.عبدالعزيز كامل
في هذا العام (٢٠٢٤)يكون قد مر على غياب الخلافة العثمانية قرن كامل، فبعد إسقاطها عام ١٩٢٤؛ ذهب كيان المسلمين القوي العالمي، فتتابع نشوء الكيانات والجماعات الإسلامية بأنواعها لأجل السير في طريق العودة إليه، فأصابت تلك الجماعات أهدافا في ذلك وأخفقت في أخرى.
★..نجاحات وإيجابيات الكيانات الإسلامية خلال قرن مضى؛ أكثر من أن تحصى، وأكثرها من ثمرات السنة الإلهية الماضية القاضية بتجديد الدين على رأس كل قرن هجري،كماقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا )
رواه أبو داود (رقم/4291) وصححه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (149)، وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/599)
★.. إلا أن هذه الجماعات كان لها ايضا إخفاقات وسلبيات، نشأت عن قلة التوظيف العملي لما أنتجه التجديد العلمي من ثمرات ، وأبرز هذه الإخفاقات ثلاثة :
_ أولها : غياب المرجعية العلمية والفكرية الجامعة المؤثرة والقادرة على التوجيه العام على مستوى الأمة.
_ ثانيها : الإخفاق في إرساء منهاج فكري عام قويم قابل للاجتماع عليه من جمهور المتدينين، منتمين وغير منتمين.
_ ثالثها: قلة الجهد المبذول في جمع القلوب والعقول على هذا المنهاج القويم المستمد من المحكمات والأصول، لتكوين التيار العام من أهل الإسلام.
★..إن التيار الإسلامي العام؛ بمرجعيته الجامعة،ومنهجيته الراشدة ؛ صار من أهم الضرورات ، وإن كنت أفضل أن يعدل التعبير من(التيار) الإسلامي العام؛ إلى (الصف) الإسلامي العام، لأننا _ أهل الإسلام _ لسنا في الحقيقة تيارا ؛ بل نحن أمة.. بل خير أمة، وقد آن لنا أن نتحرك باعتبارنا أمة، فقد تداعت علينا الأمم ،كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، بما لم يسبق في التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق