رحم الله الشيخ صالح العاروري وتقبله شهيدا وجمعه بأخيه وشبيهه الذي سبقه على الدرب الشيخ الشهيد الرنتيسي، نحسبهما كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
العاروري المجاهد إشكالية وأزمة حقيقية في سياق معادلة سياسية توافقية رسمت قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب اللات، الذي التزم بها ولن يسمح للعاروري بتجاوزها انطلاقا من لبنان.. لذلك كان ينبغي للعاروري أن يموت ليتنهد الحزب!
رحم الله الشيخ صالح الذي شابه الرنتيسي الشهيد في حرقته الجهادية وتمسكه الأصيل والجذري بالبندقية، وعلاقتهما مع القرآن والتي يشهد عليها من عاصر الشيخ صالح في دروسه القرآنية في فترة سجنه، والتي عايشها بعض أقاربي وأبناء العمومة وكثير من الإخوة.
لكن الشهيد الرنتيسي لم يسرف في العلاقة مع إيران ومحورها كما أسرف الشهيد العاروري غفر الله له وتقبلهما.. لكنه إسراف غير مرتبط بالفرد بل إشكالية منهجية وسياسية في عقل حركة حماس منذ نشأتها وتحديدا بعد سنتين من انطلاقتها الأولى، حيث ورثت حركة حماس هذا الخلل عن حركة الجهاد، ثم مضت فيه وسارت إلى أبعد حد حتى غرقت في أمواج محور إيران وأغرقت قياداتها بين مسرف ومعتدل ومتحفظ!
وكما أسلمت إيران الشيخ المسلم السني فتحي الشقاقي لإسرائيل حين عاينت خطوته السياسية وسعيه للتخلص من تلك العلاقة، أسلم حزب اللات الشيخ المسلم السني صالح العاروري لإسرائيل بعدما عاين موقفه الذي اهتز تجاهها بسبب الغدر الإيراني والخذلان الموجع من قبل حزب اللات في معركة طوفان الأقصى المشرفة.
وحتى يأتي لفلسطين رجل من أقصا المدينة يسعى قائلا لنا يا قوم اتبعوا المرسلين وابتعدوا عن محور إيران اللعين، سنبقى في فلسطين بين عدو اسرائيلي مفترس همجي لعين، وبين عدو طائفي ايراني غدار زنيم.
قتلوك بسكين بالوجه بعد أن غرزوها بالظهر!
لم أكن مستبعدا قتل الشيخ صالح العاروري بعد أن خرج من لبنان في حالة غضب وتنافر مع الحزب اللعين قبل شهر ونيف، وبعد مرور شهر على معركة الطوفان، وبعد خطاب الفأر الحائض حسن نصر اللات وبعد تجسد غدر إيران في معركة الطوفان.
الشيخ صالح العاروري الشخصية القوية الأولى المرشحة لقيادة حماس في الخارج، والمتصل بعمق بالداخل الغزي والضفاوي يقتل في الضاحية الجنوبية في حضن الحزب ببيروت!
فعلها حزب اللات وباع الشيخ صالح العاروري لإسرائيل غدرا، كما هو تاريخه وتاريخ ملالي إيران الغادر.
لم أستبعد مطلقا تخلص الحزب من الشيخ الغاضب منه، في مقابل يناله من الصهاينة ولو برفع اليد وعدم استهداف البعض، لاسيما والساحة ساخنة ولابد من تقديم قرابين للذئب الإسرائيلي الجريح.
نعم لقد كان الشيخ صالح العاروري قربان حزب اللات لإسرائيل الجريحة.
الحزب الذي يمسك بكل مفاصل مطار بيروت ويشرف على استقبال ونقل الشخصيات وبشكل أمني محترف، ويحيط بأماكن تواجد وتنقل الشخصيات المطلوبة.. أوصل الشيخ صالح إلى الهلاك المطلوب إسرائيليا.
تمنيت ألا يرجع الشيخ صالح لبيروت التي غادرها في حالة خلاف مع حزب اللات، والذي كان ينسق معه الشيخ -واهما- بأنه سيدخل معه حقا في أي معركة حاسمة، كما كان يعد دوما!
لكن الشيخ المجاهد عاد إلى فك الثعبان، وقدر الله نافذ.
رحم الله الشيخ المجاهد صالح العاروري وتقبله عنده وغفر لنا وله وسقانا وإياه من يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
مضر أبو الهيجاء
فلسطين-جنين 3/1/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق