إنه فيلم الجوكر... ولكن على طريقة «كورونا»!
خواطر صعلوك
علينا أن نتفق على ثلاث مقدمات كبرى وهي:
أن هناك حرباً اقتصادية بين الصين وأميركا.
أن عمر الدول لا يقارن بعمر الأفراد.
أن الكاميرا الخفية التي تحدث بين الأفراد، تكلفتها وخيالها ومدتها ومنفعتها أقل بكثير من تكاليف الكاميرا الخفية التي تحدث بين الدول.
بناء على هذه المقدمات المُسلم بها كونياً، كنت أستمع لمن حولي وأقرأ لمن كنت أسألهم... ماذا يحدث، وماذا سيحل بنا الآن؟
وما فهمته حتى الآن من اطلاعي واستماعي هو الآتي:
الصين لديها الدواء... لأن الفيروس إنتاج صيني، الصين أطلقت الفيروس في ووهان وساعدت على انتشاره بل وأنزلت الشارع أناساً متخصصين في السقوط على الأرض ونشر الهلع بين السكان، دب الرعب، خرج المستثمرون الأجانب واشترت الحكومة الصينية المركزية أسهمهم في الشركات الكبرى، وبعد تأميم المشهد كاملا... ظهر العلاج.
وفي الوقت الذي سيطرت فيه الصين على المشهد، وفي الناحية الأخرى من كوكب الأرض ترامب يصافح عدداً من المصابين ولا يظهر عليه أعراض الإصابة! إيفانكا تصافح وزير الداخلية الأسترالي والذي أُثبتت إصابته. ولا يعلن عن إصابتها!
فهل أميركا كانت على علم بالإنتاج الصيني، فشاركت بطاقم تمثيل أميركي وتم إعطاء الرئيس والقيادات الأميركية ذات المستويات العليا المصل المضاد، ولذلك لم يصابوا به.
إنه فيلم الجوكر... لكن على طريقة «الكورونا»!
فبريطانيا قررت اتباع سياسة «مناعة القطيع»، ليس عبر محاربة الفيروس بل نشره بين الناس... والبقاء للأقوى، وإذا نجحت في ذلك فسيُصفق لها العالم ويتبع خطتها... وينتشر الفيروس الذي ليس بقاتل ولكنه سريع الانتشار، فحسب الإحصائيات قتل فايروس سارس 10 في المئة من المصابين، وحسب فيروس ميرس مات 30 في المئة من المصابين... أما كوفيد 19 والذي ينتمي لعائلة «كورونا» فالوفيات 2 في المئة.
ماذا يعني كل ذلك؟
كل النظام العالمي الموجود حالياً تشكل بعد الحربين العالميتين، وخصوصاً الثانية. النظام القائم على تقسيم الشعوب إلى دول، لكل دولة حدود خاصة وعلم وجواز سفر وعملة ورقية، وداخل كل دولة نظام حكم مختلف، ودستور أو قوانين تنظم حياة الناس، ونظام عمل تديره وزارة مختصة يلزم الموظف بخمسة أيام عمل بمعدل 8 ساعات يومياً تبدأ من الثامنة حتى الرابعة تنتهي بحصولك على مرتب شهري، ومدارس تبدأ بالروضة وتنتهي بالثانوية العامة مقسمة على اثنى عشرة سنة تؤهلك لدخول الجامعة، وحركة استيراد وتصدير، وحرية تنقل مرهونة بتأشيرات، ونظام ضرائب، وأبراج كهرباء، وخطوط هاتف، وقنوات تلفازية ناطقة باسم السلطة، وإنترنت شبه مفتوح، ومصحات حكومية وخاصة، وبريد، وموانئ، ومطارات، وحقوق إنسان...
كل هذا يمكن أن يتغير إن استمرت أزمة «كورونا» واستمر الانكفاء الاختياري الإجباري لفترة زمنية طويلة، وجُير المشهد كله من قبل أصحاب القرار والمتنفذين باتجاه ولادة طريقة أخرى للحياة بعد الطريقة القديمة التي استمرت مئة عام فقط.
الجيد أن الأجيال الجديدة يمكنها التأقلم فوراً مع ذلك، والأجيال القديمة لن تتأثر.
السيئ أن الأجيال الوسيطة ستتعرض لأزمات نفسية حادة، قد تُخرجها من اللعبة وتصبح على هامش التاريخ كأعواد ثقاب محترقة.
عزيزي القارئ... لقد بذلت مجهوداً جباراً لكي أستطيع أن أرتب لك الأحداث، حيث عملت على مصادر عدة مختلفة وموثوق في قدراتها التحليلية وسأذكرها في نهاية المقال، فكل المذكور في الأعلى لا يُعبر عن وجهة نظري ولكنه يعبر عن مخاوف كثيرة... وماذا يحدث؟ وماذا سيحل بنا الآن؟
المصادر:
- أخوي عيسى.
- تقرير مصور على الواتس أب.
- مغردة في «تويتر» من دولة خليجية.
- مغرد في «تويتر» من دولة عربية.
- اتصال هاتفي مع صديق كان في الحجر الصحي.
- بنتي نيزك - 10 سنوات.
- عاطف الباكستاني في كراج الشويخ.
مقولة:
القلق يقتل الناس أكثر من الوباء... لأن العقل يخاف من المجهول، مثلما يخاف الجسد من الفراغ والقلم من الورقة البيضاء، لذلك ينسج قصصاً على الدوام ويقترح تفسيراً خيراً من أن يبقى جاهلاً... إنها الحاجة إلى الطمأنينة.
@moh1alatwan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق