انفراج..أم انفجار..؟
**.. من المتوقع أن تشهد الأسابيع القادمة تغيرات للأصلح أو للأسوأ.. وبوسع من ابتلاهم الله بالولايات العامة للمسلمين أن تكون الأزمات والنوازل الحالية فرصة تاريخية لتصحيح الأوضاع وعلاج الأوجاع؛ إذا ما صح أن بعضهم يريد الإصلاح....فغالب النفوس البشرية السوية ؛ تقترب من رب البرية عندما تتابع النذر..
**.. من الوارد جدا.. إذا لم يعجلوا بعلاج كوارث الظلم السياسي و القهر الأمني.. أن ينفجر المظلومون في وجوه الظالمين ؛ فيأتيهم الله من حيث لا يحتسبون.. لأن عدل الله يقتضي نهاية عهد الظالمين..وكثيرا ما يكون على أيدي المظلومين..
**.. ومن الممكن جدا إذا لم توضع نهاية للظلم الاجتماعي أن يلجأ من لايخافون الله من الفقراء المطحونين إلى طحن الأثرياء المترفين ، وبخاصة إذا كانوا مسؤولين..فثورة الجياع التي طالما جرى التحذير منها في فترات العافية النسبية..لن تنتظر أحدا إذا طالت وقست مرحلة الشدة والحدة في الأزمات المعيشية..
**.. ومن المتوقع كذلك.. إذا لم يبرهن المسؤولون أمام الله؛ على النزاهة المطلوبة في الاهتمام بالرعاية الطبية والصحية للمحتاجين، كما يوفروها للموسرين والأعوان والمسؤولين ..أن يتخذ بعض الضحايا أمراضهم؛ سلاحا (شمشونيا) ضد من ضحوا بهم..
**.. ومن المؤكد أن عدم استيعاب الفراغ الناشئ والطارئ لدى ملايين العاطلين عن العمل ..والفاقدين لمايقضون فيه أوقاتهم (حتى في المقاهي) سيضطرهم إلى قضاء تلك الأوقات في الموبقات والانشغال بتدبير وسائل الأذي والخسار ..إذا ما أغلقت أمامهم وسائل النفع والكسب الحلال..
الخيارات مطروحة.. والفرصة قد لا تعوض..ولا مناص في كل الأحوال من السعي في تغيير الأحوال..وبخاصة في أوقات الشدائد.. مع تضرع الناس، لرب الناس إله الناس.. لرفع الغمة ودفع النقمة..حتى يمن سبحانه بفجر من الفرج ..بدل انفجار أنواع الفجور والشرور، بسبب القساة المفسدين ، الخادعين المخدوعين بوحي الشياطين ..
وتأملوا هذه الآيات..(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ(٤٢) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (٤٣) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (٤٤) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥) (من سورةالأنعام)...
فاللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها..وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق