8 من علامات الساعة الصغرى نعيشها في حاضرنا اليوم
12 يونيو2016
علامات الساعة الصغرى الحاضرة بيننا
بعد أن بسطنا أهم أشراط الساعة الصغرى التي انقضت
والتي قد تتكرر، وكنا قبلها قد تحدثنا عن المرحلة التي
الضوء اليوم على علامات كثيرة نبأنا بها رسول الله صلى
الله عليه وسلم نعيشها واقعًا عيانًا في وقتنا الحاضر لندرك
أن باجتماع أغلبها في عصرنا فإننا على مشارف النهاية
لهذه الرحلة الدنيوية التي نُمتحن فيها.
1-إسناد الأمر إلى غير أهله
لعل من أبرز أشراط الساعة إسناد الأمر إلى غير أهله، ففي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم:وهذه حالة يئن لها ضمير الصادقين الباغين مصلحة أمتهم حين يشهدون رفعة أسافل الناس وتهميش أرفعهم…“إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة”.
2-اختلال المقاييس
لقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن المقاييس التي يقوم بها الرجال تختل قبل قيام الساعة، وقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجة والحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:وفي الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم:(سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة)، قيل: وما الرويبضة؟ قال: (الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)
وقد روى الإمام عبد الله بن المبارك بسنده عن أبي أمية الجمحي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:“حتى يقال للرجل: ما أجلده! ما أظرفه! ما أعقله! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من أيمان”!
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“إن من أشراط السَّاعة ثلاثًا: إحداهن: أن يلتمس العلم عند الأصاغر…”.
كما جاء في مسند أحمد حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم:“يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم”
وفي الحديث القدسي الصحيح:“إن بين يدي السَّاعة: …. شهادة الزور، وكتمان شهادة الحق”.
فمن لم يشهد هذه الأسقام اليوم بين الناس…؟!“لك أجر الصحابة الذين هاجروا، أن تعبد الله في زمن الفتن، في زمن أن يكذب الصادق، وأن يصدق الكذوب، أن يؤتمن الخائن، أن يخون الأمين، في زمن الأمر بالمنكر، والنهي عن المعروف، في زمن أن يصبح المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، في زمن النساء الكاسيات العاريات، المائلات المميلات، الملعونات في هذا الزمن”
3-الفساد بين الناس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما نقله صحيح البخاري:وقال صلى الله عليه وسلم:“ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف”
وها نحن اليوم نبصر شريحة كبيرة من المسلمين يتبعون الغرب الكافر في كل شيء ولو دخلوا جحر الضب لدخلوه، وحين نتأمل الجفوة التي تفشت بين جموع المسلمين-إلا لمصلحة-ندرك معنى حديث ابن مسعود الذي رواه أحمد؛ حين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون قبلها شبراً بشبر، وذراعاً بذراع”، قيل له: يا رسول الله، كفارس والروم، قال: من الناس إلا أولئك. وفي رواية عن أبي سعيد: قلنا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: “فمن؟!”.
وفي مسند أحمد عن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السَّاعة؟ فقال:“إن من أشراط السَّاعة أن يسلم الرجل على الرجل، لا يسلم عليه إلا للمعرفة”.
فوقوع التناكر يكون عند كثرة الفتن فيحكم الناس المصالح وحظوظ النفس؛ وتنتشر بينهم الأنانية البغيضة، فتتلاشى القيم الأخلاقية وتتبدد الأخوة الإيمانية ويندثر الحب في الله، والتعاون على البر والتقوى تدريجيا كلما طغت الأهواء وحب الدنيا.“علمها عند ربي، لا يجليها لوقتها إلا هو، ولكن أخبركم بمشارطها، وما يكون بين يديها، إن بين يديها فتنة وهرجًا”. قالوا: يا رسول الله! الفتنة قد عرفناها فالهرج ما هو؟ قال: “بلسان الحبشة: القتل. ويلقى بين الناس التناكر، فلا يكاد أحد أن يعرف أحدًا”.
4-الموت
وهذا ما نبأنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول في الحديث المتفق عليه:وها نحن في كل يوم نرى أعداد القتلى تتناقلها الأخبار فيتجاوز الإحصاء الآلاف من القتلى، ولا يعجب له أحد! وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال:“إن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل ويرتفع العلم ويكثر فيها الهرج، والهرج القتل”.
وهذا ما يُسمى السكتة القلبية وكذلك الجلطات التي تؤدي للموت المفاجئ.“إن من أمارات السَّاعة…. أن يظهر موت الفجأة”
5-الفتن
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:وهذه من أشراط السَّاعة ظهور الفتن العظيمة التي يلتبس فيها الحق بالباطل، فتزلزل الإيمان ويتغير الحال من إيمان إلى كفر ومن كفر إلى إيمان بين اليوم والآخر، ويجدر الإشارة إلى أن أكثر الفتن التي ظهرت في المسلمين كان منبعها من المشرق، من حيث يطلع قرن الشيطان، وهذا مطابق لما أخبر به نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول:“إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًا عليه أن يدلُّ أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء الفتنة، فيرقق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه، هذه…. فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة؛ فلتأتِه منيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم :“ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان” رواه الشيخان،
فمن العراق ظهر الخوارج، والشيعة، والروافض، والباطنية، والقدرية، وغيرها وأكثر مقالات الكفر كان منشؤها من المشرق؛ من جهة الفرس المجوس؛ كالزردشتية، والمانوية، والمزدكية، والهندوسية، والبوذيَّة، والقاديانية …. إلى غير ذلك. والشيوعية الملحدة مركزها روسيا والصين الشيوعية، وهما في المشرق، وسيكون ظهور الدجال ويأجوج ومأجوج من جهة المشرق.“اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا، وبارك لنا في شامنا ويمننا”. فقال رجل من القوم: يا نبي الله! وفي عراقنا. قال: “إن بها قرن الشيطان، وتهيج الفتن، وإن الجفاء بالمشرق” رواه الطبراني، ورواته ثقات…
والفتن ليس لها حصرٌ، فمنها فتنة النساء، وفتنة المال، وحب الشهوات، وحب الإمارة والسيادة؛ كلها فتنٌ ربما تهلك الإنسان، وتعصف به إلى مهاوي الرَّدى.
6-المال الحرام
إننا نعيش اليوم في عصر أصبحت فيه الربا منقبة، وانتشاره بين الناس عادة محببة، وعدم المبالاة بأكل الحرام دهاء ومكرمة، فقد روى الطبراني الحديث عن ابن مسعود رض الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:“بين يدي السَّاعة يظهر الربا”.
“ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام”.
7-التطاول في البنيان
وفي حديث عمر رضي الله عنه في إجابة عن سؤال عن أمارات الساعة. قال:
«أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العَالَةَ رعَاءَ الشَّاءِ يتطاولون في البنيان»
8-الكوارث في الأرض
ومما ثبت من أشراط، ما جاء في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:وروى الترمذي عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:“لا تقوم السَّاعة حتى تكثر الزلازل”.
وإذا كان المسخ يحتمل أن يكون معنويًا أيضا؛ فإن كثيرًا من المستحلين للمعاصي قد مسخت قلوبهم، فأصبحوا لا يفرقون بين الحلال والحرام.“في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف”. فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله! ومتى ذلك؟ قال: “إذا ظهرت القيان والمعازف، وشربت الخمور”.
علامات تفشت
وقال صلى الله عليه وسلم:وللبخاري في الأدب المفرد وأحمد عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم:(إن من أشراط الساعة أن يفيض المال، ويكثر الجهل، وتظهر الفتن وتفشو التجارة) رواه النسائي والحاكم.
وروى الإمام أحمد والحاكم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم).
وفي مسند أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“لا تقوم السَّاعة حتى يظهر الفحش، والتفاحش، وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة”.
وروى الطبراني عن معاوية رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:“يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد؛ كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة”.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:“لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا يزداد الناس إلا شحًا”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“إن من أشراط السَّاعة أن يمر الرجل بالمسجد؛ لا يصلي فيه ركعتين” (صحيح ابن خزيمة).
وقد شهدت الأرض في بعض زواياها من شدة البؤس على معظم الناس ما قاله عليه الصلاة والسلام:(يخرج في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم أسياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه) (السلسلة الصحيحة).
ثم لنتأمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ولا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل يقول: يا ليتني مكانه) متفق عليه.
وهذه نعيشها جميعا، وعن أبي هريرة رضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَالضَّرَمَةِ بِالنَّارِ) (رواه الترمذي)
ولعل تقارب الأسواق لكثرة انتشارها وتطور وسائل النقل وكذلك الشراء عن طريق الأنترنت.“لا تقوم السَّاعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق”
(ولا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً) ومن لم يشهده بعد! و (لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها) ولا زال صيت المنافقين ينتشر ويُروج لهم، ويقول عليه الصلاة والسلام: (سيكون قوم يأكلون بألسنتهم) وإي نعم قد شهدنا هذا الحديث مبصرا اليوم، (يكون في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين) كما رواه الترمذي عن أبي هريرة.ومع هذه الأشراط المؤسفة يظهر معها علامة مبشرة يعرفها الصالحون في الأمة، وهي صدق رؤيا المؤمن في آخر الزمان، وكلما كان المرء صادقًا في إيمانه، كانت رؤياه صادقة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ولا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد) رواه أبو داود وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه.
كان هذا جمع لأبرز علامات الساعة الصغرى التي نعيشها في واقعنا المعاصر، ولم يبق لنا إلا الحديث حول ما ينتظرنا من أشراط صغرى معدودة وكبرى معلومة لم تتحقق بعد وفي تدبرها عبر وبصائر.“إذا اقترب الزمان؛ لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءًا من النبوة”. رواه مسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق