الخلاف المركزي لوائل حلاق مع إدوارد سعيد
مهنا الحبيل
باحث عربي في كندا
(اتخذ سعيد إذاً الحداثة الغربية معياراً، ففي الوقت الذي أدان فيه الاستشراق، مجّد الحداثة الغربية وإنجازاتها باعتبارها المعيار الحصري. وحتى لو أن سعيداً قد استطرد في قراءاته (..) فإنها لا تخفّف من المشكلات التي تحيط بليبراليته وعلمانيته وتمركز فكره حول الإنسان). "قصور الاستشراق، وائل حلاق".
يبدو وائل حلاق كمن يأخذه الغضب في الرحلة التشريحية الأهم ربما، لكتاب الاستشراق الذي ملأ الدنيا في عالم الأكاديميا الغربية المغلق على الغرب، أو المترسب إلى عالم الجنوب الآخر، وكأنما استدعاء الاستشراق يذكّر ببيت المتنبي العريق، ولكن على لسان سعيد ورواق فلسفته الاستشراقي: أنام ملء عيوني عن شواردها/ ويسهر الخلق جرّاها ويختصموا.
غير أن انفعال حلّاق الثقافي الذي أثّر على تداخل أفكاره وتحريراته المهمة، حتى اضطر أن يُكثر من التهميش على آرائه، يشبه المحاضر الذي يجهد لطلابه، ويشعر أن الفكرة لم تتمكّن منهم، في مواجهة نظريةٍ راسخةٍ استقرت عقودا، وإن كان المسرح هنا أوسع وأشمل من رواق طلبة، بل معادلة معرفية، نجح في ترسيخها وائل حلاق في السياق المتفق مع سعيد، لإدانة الاستشراق الوظيفي، ولكن ما هو أهم وأعمق هو إدانة فلسفة التفكير في التاريخ الغربي الحديث.
ولكون أن هناك مساحة غموض، أو تعدد تفسير، بسبب تتابع مادة وائل حلاق، والجهد الذي بُذل فيها، كان من المهم أن نحدد العبارات المركزية التي تعين على تحديد مفصل الخلاف بين إدوارد سعيد ووائل حلاق، ولماذا يستمر حلاق في لغة الإدانة الثقافية لإدوارد سعيد، وهو (حلاق) يقول في الكتاب: "خلافاً لما اعتقده إدوارد سعيد وآخرون: فإن القوة الدافعة
للكولونيالية لم يكن القوة العسكرية التي ركزوا على قوتها التدميرية الهائلة، وإنما هي بنية الفكر التي جعلت كل هذه الأمور، ممكنة في المقام الأول".
فأين يختلف سعيد في ذلك؟ هي ذاتها فكرة سعيد بأن المنظومة الإمبريالية الغربية هي المولد الأساس لمشروع الكولونيالية (الاستعمار الثقافي)، الذي شكل مدداً مستمراً ومركزياً حتى اليوم، ونحتاج أن نعتني بدقة بوصف (حتى اليوم)، لأن توحش الرأسمالية وأثرها في الشرق أو الجنوب العالمي، لا يزال يستقي من مركزية القوة المهيمنة، وهو الإطار الذي يتفق عليه سعيد وحلاق. ولكن غضب حلاق يُفهم في منعطف مهم، حين يحرّر موقفه من المرجعية الفكرية لإدوارد سعيد، وقد يستغرب بعضهم تكرار استخدام حلاق ونعته العلمانية الليبرالية المقترنة بالحداثة الرأسمالية، فيسم تأثر سعيد بها في أكثر من موضع، ولولا استدلال حلاق برينيه غنيون، مقابل إدوارد سعيد، لضاعت هذه الفكرة المهمة. والعودة إلى رينيه غينون تحتاج إلى ورقة تحرير مستقلة، غير أن شاهد هذا الحديث هنا أن حلاق وصف أزمة سعيد بأنه "يَقلب الأولويات التحليلية". وتقريباً هذا مفصل الخلاف المركزي، لكن حلاق لا يكتفي بإدانة السردية الأداتية التي جاءت في كتاب "الاستشراق"، وتتابع عليها الوصف، لتزوير المستشرقين الكولونياليين، على الرغم من تحفظه على تعميم سعيد. ولكنه يقول إن عجز سعيد، وهذا سبب وصفه له بالعلمانية الحداثية، هو لأنه خضع تحت فكرة تمركز الإنسان، وهي
القاعدة التي نشأت عليها منظومة الحداثة الليبرالية، فهيمنت على قواعد تفكير سعيد، وساهم في قلب الأولوية التحليلية جهل سعيد بإبداعات الفكرة الإسلامية، كما يطلق عليها حلاق، أو حتى أدب الشرق المعاصر كنموذج غسان كنفاني. ومن الإنصاف أن يشار إلى تميّز حلاق في وعي التراث الإسلامي، وتتبعه مؤسِسَات الجوهر الأخلاقي في الرسالة الإسلامية الذي لا يُقارن بمحدودية الراحل إدوارد سعيد، وننظر على سبيل المثال عرضه نموذج الوقف الإسلامي، والمساحة التي يشكلها كقاعدة استقلال مادي وإداري، طرحها حلاق، وهي توضع في سياق تأمين المجتمع المدني، ومنع السلطة من التغول عليه.
وإضافة المجتمع المدني هنا هي من كاتب المقال، لكون حلاق، وهذه من أبرز أخطائه، ينزع إلى وضع التراكمية الحضارية في تطور صناعة الإنسان في الدولة والمجتمع، في مساريْن منفصلين، بحيث لا يمكن أن تبنى معادلة المعرفة الإسلامية على مساحة النجاح لنظرية الدولة المدنية، بسبب تعلقه الشديد بفكرة التعويم لإطار الدولة التنظيمي والسياسي، في فضاء المعرفة الإسلامية.
وحتى ننصف حلاق، فإن مسؤولية التنظير والتأسيس لمفاهيم الدولة المدنية في المعرفة الإسلامية ليست مهمته، ولا يجوز أن يُحاسب عليها، بل هي مهمة الندّية الحضارية التي تتشكل في رواق المعرفة الإسلامية، حين يكتمل لديها البناء الذاتي لوعي المقاصد المدنية الكبرى، في
الرسالة الإسلامية وفهم حركة التطور البشري، وتجربته الحضارية، وأين أخفقت وأين نجحت، في المسار الأدائي أو التأصيلي لفكرة الإنسان بين المادة والروح.
وأخطر ما يمكن أن يفهم من موقف حلاق، خصوصا بعد مقدّماته الفلسفية، هو أن ادوارد سعيد كان متلبساً بنظرية الإنسان الإله التي نُفذت عبرها كل رحلة التجريف الثقافي للاستقلال الإنساني للمعرفة، وأولها النظر في منتج الشرق، عبر معيار المقارنة العادلة واستيفاء دراسة المنتج الفكري للشرق. ولسنا نهوّن من آثار هذه الفكرة التي يشير إليها حلاق، وتأثيرها على روح المؤلف، بموته أمام النص أو بقاء ظله فيه، لكنني أرى في ذلك تعميماً خاطئاً، خصوصاً أن الفلسفة الماركسية، وما تفرع عنها من يسار، لا تختلف عن الفلسفة الليبرالية في نظرية تنحية الإله، وهي المأزق المشترك للحياة البشرية اليوم، بعد أن فتح هذا المعتقد بوابة الجحيم الرأسمالي وجندرة الإنسان (تحويله إلى جرم مادي ونزوة لا وجدان عقلي)، ففي كل مدرسة هناك أقلام تتمرّد على كلياتها الفلسفية، ومجهود سعيد الذاتي كان أحد أهم مدوّنات الزمن المعاصر التي أيقظت العالم على بشاعة نظرية الغرب المادي الحديث الذي أسقط الجوهر الأخلاقي، وصنع إله الرأسمالية المتوحش.
(اتخذ سعيد إذاً الحداثة الغربية معياراً، ففي الوقت الذي أدان فيه الاستشراق، مجّد الحداثة الغربية وإنجازاتها باعتبارها المعيار الحصري. وحتى لو أن سعيداً قد استطرد في قراءاته (..) فإنها لا تخفّف من المشكلات التي تحيط بليبراليته وعلمانيته وتمركز فكره حول الإنسان). "قصور الاستشراق، وائل حلاق".
يبدو وائل حلاق كمن يأخذه الغضب في الرحلة التشريحية الأهم ربما، لكتاب الاستشراق الذي ملأ الدنيا في عالم الأكاديميا الغربية المغلق على الغرب، أو المترسب إلى عالم الجنوب الآخر، وكأنما استدعاء الاستشراق يذكّر ببيت المتنبي العريق، ولكن على لسان سعيد ورواق فلسفته الاستشراقي: أنام ملء عيوني عن شواردها/ ويسهر الخلق جرّاها ويختصموا.
غير أن انفعال حلّاق الثقافي الذي أثّر على تداخل أفكاره وتحريراته المهمة، حتى اضطر أن يُكثر من التهميش على آرائه، يشبه المحاضر الذي يجهد لطلابه، ويشعر أن الفكرة لم تتمكّن منهم، في مواجهة نظريةٍ راسخةٍ استقرت عقودا، وإن كان المسرح هنا أوسع وأشمل من رواق طلبة، بل معادلة معرفية، نجح في ترسيخها وائل حلاق في السياق المتفق مع سعيد، لإدانة الاستشراق الوظيفي، ولكن ما هو أهم وأعمق هو إدانة فلسفة التفكير في التاريخ الغربي الحديث.
ولكون أن هناك مساحة غموض، أو تعدد تفسير، بسبب تتابع مادة وائل حلاق، والجهد الذي بُذل فيها، كان من المهم أن نحدد العبارات المركزية التي تعين على تحديد مفصل الخلاف بين إدوارد سعيد ووائل حلاق، ولماذا يستمر حلاق في لغة الإدانة الثقافية لإدوارد سعيد، وهو (حلاق) يقول في الكتاب: "خلافاً لما اعتقده إدوارد سعيد وآخرون: فإن القوة الدافعة
للكولونيالية لم يكن القوة العسكرية التي ركزوا على قوتها التدميرية الهائلة، وإنما هي بنية الفكر التي جعلت كل هذه الأمور، ممكنة في المقام الأول".
فأين يختلف سعيد في ذلك؟ هي ذاتها فكرة سعيد بأن المنظومة الإمبريالية الغربية هي المولد الأساس لمشروع الكولونيالية (الاستعمار الثقافي)، الذي شكل مدداً مستمراً ومركزياً حتى اليوم، ونحتاج أن نعتني بدقة بوصف (حتى اليوم)، لأن توحش الرأسمالية وأثرها في الشرق أو الجنوب العالمي، لا يزال يستقي من مركزية القوة المهيمنة، وهو الإطار الذي يتفق عليه سعيد وحلاق. ولكن غضب حلاق يُفهم في منعطف مهم، حين يحرّر موقفه من المرجعية الفكرية لإدوارد سعيد، وقد يستغرب بعضهم تكرار استخدام حلاق ونعته العلمانية الليبرالية المقترنة بالحداثة الرأسمالية، فيسم تأثر سعيد بها في أكثر من موضع، ولولا استدلال حلاق برينيه غنيون، مقابل إدوارد سعيد، لضاعت هذه الفكرة المهمة. والعودة إلى رينيه غينون تحتاج إلى ورقة تحرير مستقلة، غير أن شاهد هذا الحديث هنا أن حلاق وصف أزمة سعيد بأنه "يَقلب الأولويات التحليلية". وتقريباً هذا مفصل الخلاف المركزي، لكن حلاق لا يكتفي بإدانة السردية الأداتية التي جاءت في كتاب "الاستشراق"، وتتابع عليها الوصف، لتزوير المستشرقين الكولونياليين، على الرغم من تحفظه على تعميم سعيد. ولكنه يقول إن عجز سعيد، وهذا سبب وصفه له بالعلمانية الحداثية، هو لأنه خضع تحت فكرة تمركز الإنسان، وهي
القاعدة التي نشأت عليها منظومة الحداثة الليبرالية، فهيمنت على قواعد تفكير سعيد، وساهم في قلب الأولوية التحليلية جهل سعيد بإبداعات الفكرة الإسلامية، كما يطلق عليها حلاق، أو حتى أدب الشرق المعاصر كنموذج غسان كنفاني. ومن الإنصاف أن يشار إلى تميّز حلاق في وعي التراث الإسلامي، وتتبعه مؤسِسَات الجوهر الأخلاقي في الرسالة الإسلامية الذي لا يُقارن بمحدودية الراحل إدوارد سعيد، وننظر على سبيل المثال عرضه نموذج الوقف الإسلامي، والمساحة التي يشكلها كقاعدة استقلال مادي وإداري، طرحها حلاق، وهي توضع في سياق تأمين المجتمع المدني، ومنع السلطة من التغول عليه.
وإضافة المجتمع المدني هنا هي من كاتب المقال، لكون حلاق، وهذه من أبرز أخطائه، ينزع إلى وضع التراكمية الحضارية في تطور صناعة الإنسان في الدولة والمجتمع، في مساريْن منفصلين، بحيث لا يمكن أن تبنى معادلة المعرفة الإسلامية على مساحة النجاح لنظرية الدولة المدنية، بسبب تعلقه الشديد بفكرة التعويم لإطار الدولة التنظيمي والسياسي، في فضاء المعرفة الإسلامية.
وحتى ننصف حلاق، فإن مسؤولية التنظير والتأسيس لمفاهيم الدولة المدنية في المعرفة الإسلامية ليست مهمته، ولا يجوز أن يُحاسب عليها، بل هي مهمة الندّية الحضارية التي تتشكل في رواق المعرفة الإسلامية، حين يكتمل لديها البناء الذاتي لوعي المقاصد المدنية الكبرى، في
الرسالة الإسلامية وفهم حركة التطور البشري، وتجربته الحضارية، وأين أخفقت وأين نجحت، في المسار الأدائي أو التأصيلي لفكرة الإنسان بين المادة والروح.
وأخطر ما يمكن أن يفهم من موقف حلاق، خصوصا بعد مقدّماته الفلسفية، هو أن ادوارد سعيد كان متلبساً بنظرية الإنسان الإله التي نُفذت عبرها كل رحلة التجريف الثقافي للاستقلال الإنساني للمعرفة، وأولها النظر في منتج الشرق، عبر معيار المقارنة العادلة واستيفاء دراسة المنتج الفكري للشرق. ولسنا نهوّن من آثار هذه الفكرة التي يشير إليها حلاق، وتأثيرها على روح المؤلف، بموته أمام النص أو بقاء ظله فيه، لكنني أرى في ذلك تعميماً خاطئاً، خصوصاً أن الفلسفة الماركسية، وما تفرع عنها من يسار، لا تختلف عن الفلسفة الليبرالية في نظرية تنحية الإله، وهي المأزق المشترك للحياة البشرية اليوم، بعد أن فتح هذا المعتقد بوابة الجحيم الرأسمالي وجندرة الإنسان (تحويله إلى جرم مادي ونزوة لا وجدان عقلي)، ففي كل مدرسة هناك أقلام تتمرّد على كلياتها الفلسفية، ومجهود سعيد الذاتي كان أحد أهم مدوّنات الزمن المعاصر التي أيقظت العالم على بشاعة نظرية الغرب المادي الحديث الذي أسقط الجوهر الأخلاقي، وصنع إله الرأسمالية المتوحش.
فأين يختلف سعيد في ذلك؟ هي ذاتها فكرة سعيد بأن المنظومة الإمبريالية الغربية هي المولد الأساس لمشروع الكولونيالية (الاستعمار الثقافي)، الذي شكل مدداً مستمراً ومركزياً حتى اليوم، ونحتاج أن نعتني بدقة بوصف (حتى اليوم)، لأن توحش الرأسمالية وأثرها في الشرق أو الجنوب العالمي، لا يزال يستقي من مركزية القوة المهيمنة، وهو الإطار الذي يتفق عليه سعيد وحلاق. ولكن غضب حلاق يُفهم في منعطف مهم، حين يحرّر موقفه من المرجعية الفكرية لإدوارد سعيد، وقد يستغرب بعضهم تكرار استخدام حلاق ونعته العلمانية الليبرالية المقترنة بالحداثة الرأسمالية، فيسم تأثر سعيد بها في أكثر من موضع، ولولا استدلال حلاق برينيه غنيون، مقابل إدوارد سعيد، لضاعت هذه الفكرة المهمة. والعودة إلى رينيه غينون تحتاج إلى ورقة تحرير مستقلة، غير أن شاهد هذا الحديث هنا أن حلاق وصف أزمة سعيد بأنه "يَقلب الأولويات التحليلية". وتقريباً هذا مفصل الخلاف المركزي، لكن حلاق لا يكتفي بإدانة السردية الأداتية التي جاءت في كتاب "الاستشراق"، وتتابع عليها الوصف، لتزوير المستشرقين الكولونياليين، على الرغم من تحفظه على تعميم سعيد. ولكنه يقول إن عجز سعيد، وهذا سبب وصفه له بالعلمانية الحداثية، هو لأنه خضع تحت فكرة تمركز الإنسان، وهي
وإضافة المجتمع المدني هنا هي من كاتب المقال، لكون حلاق، وهذه من أبرز أخطائه، ينزع إلى وضع التراكمية الحضارية في تطور صناعة الإنسان في الدولة والمجتمع، في مساريْن منفصلين، بحيث لا يمكن أن تبنى معادلة المعرفة الإسلامية على مساحة النجاح لنظرية الدولة المدنية، بسبب تعلقه الشديد بفكرة التعويم لإطار الدولة التنظيمي والسياسي، في فضاء المعرفة الإسلامية.
وحتى ننصف حلاق، فإن مسؤولية التنظير والتأسيس لمفاهيم الدولة المدنية في المعرفة الإسلامية ليست مهمته، ولا يجوز أن يُحاسب عليها، بل هي مهمة الندّية الحضارية التي تتشكل في رواق المعرفة الإسلامية، حين يكتمل لديها البناء الذاتي لوعي المقاصد المدنية الكبرى، في
وأخطر ما يمكن أن يفهم من موقف حلاق، خصوصا بعد مقدّماته الفلسفية، هو أن ادوارد سعيد كان متلبساً بنظرية الإنسان الإله التي نُفذت عبرها كل رحلة التجريف الثقافي للاستقلال الإنساني للمعرفة، وأولها النظر في منتج الشرق، عبر معيار المقارنة العادلة واستيفاء دراسة المنتج الفكري للشرق. ولسنا نهوّن من آثار هذه الفكرة التي يشير إليها حلاق، وتأثيرها على روح المؤلف، بموته أمام النص أو بقاء ظله فيه، لكنني أرى في ذلك تعميماً خاطئاً، خصوصاً أن الفلسفة الماركسية، وما تفرع عنها من يسار، لا تختلف عن الفلسفة الليبرالية في نظرية تنحية الإله، وهي المأزق المشترك للحياة البشرية اليوم، بعد أن فتح هذا المعتقد بوابة الجحيم الرأسمالي وجندرة الإنسان (تحويله إلى جرم مادي ونزوة لا وجدان عقلي)، ففي كل مدرسة هناك أقلام تتمرّد على كلياتها الفلسفية، ومجهود سعيد الذاتي كان أحد أهم مدوّنات الزمن المعاصر التي أيقظت العالم على بشاعة نظرية الغرب المادي الحديث الذي أسقط الجوهر الأخلاقي، وصنع إله الرأسمالية المتوحش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق