الثلاثاء، 31 مارس 2020

ماذا تعرف عن عمان ..؟

ماذا تعرف عن عمان ..؟

   معلومات من العيار الثقيل عن سلطنة عمان قد تفاجئك!   


 بقلم: د. عبدالله النفيسي


(سلطنة عمان) السلطنة الوحيدة المتبقية من سلطنات الجنوب العربي، وقد بلغ عددها يوماً ما (13) سلطنة، تمتد إلى جنوب اليمن الشمالي الحالي، وهي ليست بلد عربي بالمعنى المعروف. فيها ثلاث أعراق تتساوى في الحقوق (العرب، البلوش، الأفارقة الزنجباريين) وعرقيات أخرى كأقليات. 


كان مصطلح عمان يمتد إلى أطراف الإحساء ويضم أيضاً الأمارات العربية وأطرافاً من سواحل تنزانيا؛ والباكستان؛ وكان منها أول سفير في أمريكا من العرب في عام 1390.


وبعد ثورة طويلة ضد السلطان سعيد بن تيمور، انتهت الثورة بإنزال قابوس من طائرة بريطانية في مسقط، وقالوا له: (أنت السلطان) وأبوك الله يخلف عليك.!


وقد كان أبوه سعيد بن تيمور، رجلاً داهية وقوي الشخصية استطاع أن يفرض على زايد استقطاع البريمي ورأس مسندم الذي خول عمان الانضمام فيما بعد إلى مجلس التعاون بحكم أنها تطل على الخليج من جهة رأس مسندم. قام قابوس بالاتفاق مع البريطانيين على كيفية إدارة البلاد، خصوصاً أن عائلته (إباضية) وتتمسك بحكم البلاد وعدم إتاحة المجال لأي من المذاهب الأخرى في حكم البلاد، فعليه تولى البريطانيون إدارة كل مناشط البلد من وزارات وقيادات عسكرية، وغيرها، والعمانيون كانوا متدربين تحتهم، حتى مر عشرون عاماً على تلك الإدارة الطارئة البريطانية، وبدأ العمانيون في تسلم المناصب بأنفسهم، مع مراقبة البريطانيين لكل شيء تحت مسمى الخبراء.


لا يوجد دستور للحكم، ولا يوجد ولي عهد، وقابوس نفسه يقال أنه غير متزوج، وأقرب الناس لخلافته (فهد بن محمود، ورئيس الديوان السلطاني)، وقابوس يعمل يومياً منذ أن تولى السلطة، لمدة (14 - 16 ساعة يوميا)، ويشرف بنفسه على جميع المشاريع في عمان كبيرها وصغيرها حتى تصاميم المباني الحكومية، والأرصفة والشوارع، حتى أصابه السكر جراء الإرهاق، ومن المعلومات المهمة، أن عمان تحتل الأولى عربياً في قلة الفساد الإداري، واحتلت في عام 2006م المرتبة السادسة عالمياً في الشفافية.


السنة ثلثي الشعب العماني، والثلث الآخر معظمهم إباضية، والقليل شيعة، ولا يوجد مفتي للسنة هناك، ومذهبهم غير معترف به رسمياً، ويتعمد المفتي العماني الحالي (أحمد الخليلي) أن يخالف السنة في المملكة في تواريخ دخول رمضان وخروجه، فهو ينتظر حتى تعلن المملكة، فيؤخر يوما أو يقدم يوماً أستباقياً، ويكن (الخليلي) عداء غير مقبول لأبن تيمية تبعاً لمذهبه.


لا تنشئ السلطة في عمان مساجد للسنة، ولاتعطي رواتب لأئمة مساجدهم التي ينشئونها على حسابهم، ولايقبل من السنة أن يناقشوا تفاصيل مذهبهم عبر وسائل الإعلام، فالدين الرسمي للدولة هو (الإباضية)، ولكن بشكل غير معلن، ورغم أن قابوس ينتهج على الأرجح، المنهج العلماني، نتيجة الإدارة البريطانية لبلاده، إلا أنه لا يستطيع الفكاك من تكريس انتهاج الإباضية كدين رسمي.


تنتهج الحكومة العمانية أسلوب التعامل الحذر مع الحكومات السنية المحيطة بها، خوفاً من دعمها لأنتفاضة سنية في بلادهم، بعد سنوات من الاضطهاد للسنة، حتى (أخضعوهم).


عمان تم بناؤها خلال العقود الأربعة الماضية بناءً ناجحاً، ومدنها تتمتع بالتنظيم الرائع، وتوفر أرقى الإمكانيات، وشعبها أصبح مسالم ولطيف، والبلد مفتوح لكل المناشط الأجنبية، ويسري فيها قانون أقرب لقانون العقوبات البريطاني، حيث لا يحق للأخ أن يشكو أي شاب يجده مع أخته، في وضع مخل..! وللأب فقط حق الشكوى.


طبيعة المذهب الإباضي في عمان:


- المذهب موجود أيضا في الجزائر وليبيا وتونس وباكستان.


- الإباضيين خوارج، يكفرون بالمعصية.


- لديهم اعتقاد بأن القرآن ليس كلام الله المُنزل، بل هو كلام مخلوق على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، كما لا يعتقدون بإثبات الأسماء والصفات لله عز وجل، ويأخذون المجاز في القرآن أكثر من الحقيقة.


- يعتقدون أن العبادات الحقيقية هي الزواج وطلب العلم والعمل، أما أركان الإسلام فهي مكملة فقط لشعائر الإسلام.


- لديهم مبدأ التقية (مثل الشيعة) في بعض المبادئ.


- لايعتمدون السنة النبوية كما نعرفها من الصحاح، بل لديهم صحيح يسمونه صحيح (الربيع) وهو مجهول الأسانيد، وأحاديثه غريبة، ولا يمكن أبدا لأي إباضي أن يحدد لك من هو الربيع، فهو مثل مهدي الشيعة، مجهول، (كتاب وجدوه وتوارثوه وخلاص).


- نحن في نظرهم كفار، لأننا نعتقد بإمكانية رؤية الله، ولأننا نثبت الأسماء والصفات لله عز وجل، ولذلك لا يرون صحة الصلاة معنا أو خلفنا، وأن أدوا الصلاة كذلك فمن باب التقية فقط.


- تختلف صلاتهم في الجزئيات، فإقامتهم مثل أذانهم ولايجوز قول آمين بصوت مرتفع، ولا ضم اليدين أثناء الصلاة، وتسليمه واحده فقط، يعقب الصلاة كثير من الأدعية الجماعية.


على كل حال عوامهم لا يعلمون عن تفاصيل المذهب، فلو قلت لأحدهم علمائكم يقولون القرآن ليس كلام الله، لقال لك أعوذ بالله.. كيف هذا.


عمان النظام الاقتصادي والسياسي: 

سياسة عمان الخارجية مرتبطة ارتباطاً كاملا مع بريطانيا، فلا يمكنها، الانضمام لوحدة العملة الخليجية، وقد أعلنت هذا مبكراً، لأنها منضمة فعلاً للوحدة النقدية مع بريطانيا.

لديها مكتب تجاري مع إسرائيل، ولم تعارض اتفاقية كامب ديفيد في وقتها.


أنضمت لمجلس التعاون، ولكنها غير فعالة فيه بسبب تقييد سياساتها، ودائما ما تتحفظ على المشاريع التكاملية، وتقبل، مرغمة بالأكثرية.


ليست منظمة لمنظمة الأوبك، وتبيع نفطها الثقيل، المستخرج من الجبال، وتكلفته عالية، تبيعه في السوق السوداء، وحينما تهدد إيران بإغلاق المضيق، فإن عمان تقول (آمين) رغم أنها البلد العربي الذي يشرف عليه، كون تجارتها النفطية ستزدهر، في ظل إرتفاع أسعار بترول الخليج.


لديها علاقات إستراتيجية ومميزة مع إيران، واستثمارات عمان في إيران بعشرات المليارات.


باختصار: عمان شقيق عربي، يعطي ظهره لأشقائه في جزيرة العرب، ويفتح ذراعيه للآسيويين، والبريطانيين، وهو عضو في منظمة الدول المطلة على المحيط الهندي، وعضو في الآسيان، وتربطه علاقات وثيقة بالهند وماليزيا والصين، وبقية الدول الآسيوية.


الهنود وما أدراك ما الهنود في عمان، الهنود هناك ليسوا كالهنود عندنا، أنهم أرستقراطيين، يمتطون اللكزس والمرسيدس، ويديرون الشركات.


معلومة أخرى عن مركزية قابوس: فهو وزير الخارجية والداخلية والمالية والاقتصاد والإسكان والأشغال.!


لماذا ترفض عمان الاتحاد الخليجي؟!


- سيصبح الإباضية أقلية في الاتحاد وسط بحر سني.


- سيفرض على عمان الانفتاح السياسي والاقتصادي وهذا مايرفضه سلاطينها الذين يفرضون على شعبهم عزلة سياسية تامة عن المحيط الخليجي والعربي.


- إيران هي التي أبقت قابوس على كرسيه عندما تدخل جيشها مع قابوس في السبعينات لضرب ثورة ظفار ذات الطابع السني التي كادت تطيح بعرشه لولا التدخل الإيراني العسكري ولذلك هو يدين لايران بكرسيه.


- نتيجة الاتحاد ستفرض على عمان عملة موحدة واقتصاد موحد سيؤدي بالتيجة إلى تحسين وضع الشعب الاقتصادي وانفتاحا اقتصاديا واستثماريا وهو ما لايريده السلطان الذي يمسك بقبضة حديدية على كل موارد السلطنة المالية ويرمي الفتات فقط لشعبه لابقائه في حالة من الحرمان والتقتير لضمان تبعيته.


- الخوف الذي تشعر به الطائفة الإباضية التي تحكم سيطرتها على نظام الحكم في مسقط من هيمنة السلفية الوهابية التي تحكم السعودية على صنع القرار في الاتحاد والخوف من تغلغل القوة السنية إلى عمان وتغيير الإباضية لمذهبهم وزيادة نفوذ وقوة السنة في عمان.


- لذلك سترفض عمان الاتحاد ولن تنضم اليه حاليآ ولا بعد 50 عاما.




د. عبدالله النفيسي 
 سلطنة عمان لُغز وقامت بدور خطير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق