التحالفات العالمية في زمن كورونا..
تكريس أم تغيير؟
فيروس أصاب أغنياء وفقراء العالم على حد سواء وكسر مرايا النرجس لدى الإنسان في ذروة وهمه بتفوقه .. # كورونا يُعيد ترتيب العالم بدءاً بالتحالفات العالمية والأنشطة |
تكريس أم تغيير؟
فيروس أصاب أغنياء وفقراء العالم على حد سواء وكسر مرايا النرجس لدى الإنسان في ذروة وهمه بتفوقه .. # كورونا يُعيد ترتيب العالم بدءاً بالتحالفات العالمية والأنشطة |
تقرير: ماجد عبد الهادي # الحصاد
20/03/2020
[هذا الفيديو مفرغ آليا]
ألغى كورونا الحدود بين الأعداء كما بين الأصدقاء وانتقل بسهولة من الصين إلى أوروبا فأميركا والكوريتين وإندونيسيا وباكستان راكب الطائرة من إيران إلى السعودية ومن مصر إلى ما وراء المحيطات البعيدة مرة كذلك عبر المطارات الإسرائيلية إلى كل أرض فلسطين التاريخية بما فيها من مواطنين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين في زمنه صار المحاصر والمحاصر سيان في عزلتهما وراء وأمام الأسلاك الشائكة التي سيجها أحدهما حول الآخر وحتى أسوار السجون العالية وبواباتها الفولاذية المدعمة بزجاج سميك يستعصي على الكسر لم تجد في منع انتقاله من المسجونين إلى السجانين أو العكس عبثا وقفت في وجهه أيضا مساعي دول الاتحاد الأوروبي لاستعادة حدودها البينية التي ألغتها منذ عقود ورغم إغلاق عشرات البلدان مدارسها وجامعاتها ومطاراتها لتقلص سرعة انتشاره فوجئ متخذو قرارات كهذه بوصوله إلى قصورهم الرئاسية ومقرات حكوماتهم في البرازيل وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بل قل إلى رئاسة وزراء الصحة والبيئة والدفاع في بعض من أكثر بلدان الغرب تقدما وثراء وقوة هذا عدو للبشرية كلها وعليها التكاتف لهزيمته بعيدا عن أية عنصرية قال مفكرون وباحثون وساسة أمام تفشي الوباء وإعلان تقديرات تقول إنه قد يقتل ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء الكرة الأرضية لكن ذلك لم يكن كافيا حتى الآن على الأقل ليقتنع السادة العالم الذين تسيدوه منذ الحرب العالمية الثانية بأن تقسيمه إلى شمال وجنوب شرق وغرب أقوياء وضعفاء أغنياء وفقراء مهيمنين ومهيمن عليهم قد سقط أو يكاد بالضربة الفنية القاضية على يد مخلوق متناهي الصغر وربما يفتقر جسده الذي لا يرى بالعين المجردة إلى أي نوع من الأيدي والأرجل أول المصرحين علنا بما يشبه النعي مبكرا للنظام العالمي القائم وتكتلاته السياسية والاقتصادية كبرى كان الرئيس الصربي الذي صدمه رفض الاتحاد الأوروبي بيع بلاده معدات طبية لمواجهة الفيروس ومبادرة الصين إلى تقديم مساعدات بديلة الآن ندرك جميعا أن التضامن العالمي غير موجود التضامن الأوروبي غير موجود لقد كان كل ذلك قصة خرافية على الورق اليوم لا نستطيع استيراد المعدات الطبية من الاتحاد الأوروبي بسبب قرار منع التصدير الذي اتخذته المفوضية كنت أخرج من جلدي إن هذا القرار اتخذ من أشخاص كانوا يرسلون إلينا الأوامر بأن لا نشتري البضائع من الصين أما ما لم يقله الرئيس الصربي صراحة ويقوله اليوم كثيرون ليسوا في مواقع السلطة فهو أن أمم الأرض باتت في مركب واحد وأن الاستمرار بنهب خيرات البقاع الفقيرة في العالم وتركها في مهب الفقر والجهل والمرض والصراعات سيؤدي إلى نتائج كارثية ليس عليها وحدها وإنما أيضا على البقاع الثرية القوية التي تسترخي منذ عقود كأنها تعيش في كوكب آخر وتستخدم شعارات حقوق الإنسان مكياجا يساعدها على أن ترى ذاتها أجمل كورونا إذن لم يطوح بالحدود وحسب بل كسر مراي النرجس لدى الإنسان في ذروة وهمه بتفوقه وفتك برئتي النظام العالمي إلى حد قد تعكسه عواصف الهلع التي يبثها صناع القرار في الغرب ومعها حال الحرب التي أعلنوها ضد عدو لا يعترف بقوتهم وربما يضحك ساخرا من استنفار جيوشهم لمواجهته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق