السبت، 31 أكتوبر 2020

فوق السلطة 205 – رئيس الشيشان يهدد ماكرون

                      برنامج: فوق السلطة

فرنسا في وجه المدفع.. الدفاع عن الرسول من السلطان عبد الحميد إلى أردوغان





تناولت حلقة (2020/10/30) من برنامج "فوق السلطة" العناوين التالية: أردوغان يطالب ماكرون بفحص قواه العقلية. قديروف يهدد ماكرون: توقف قبل فوات الأوان. صاحب حانة مغربي يقاطع الخمور الفرنسية.

وتناولت الحلقة أيضا العناوين التالية: تحرير مسجد في أذربيجان حوّله الأرمن إلى حظيرة للخنازير. السودان يطبع فيصبح مسالما بالتصنيف الأميركي. ترامب يحرج السيسي ويتحدث عن تدمير السد.

وفي البداية، تساءلت الحلقة: متى يجب على المرء أن يزور طبيبا للأمراض العقلية؟.. الجواب هو عندما تظهر عليه علامات المرض.. وماذا إذا لم ينتبه المريض إليها؟ ينبهه من يكتشفها فيه ويرشده إلى فحص قواه العقلية.. لكن هل كلما قال شخص لآخر افحص عقلك، على هذا الآخر أن يفعل؟.. أبدا، فقد تكون للناصح مآرب أخرى.

مثلا، في حالة اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالجنون، لا يمكننا الجزم بادعاء أردوغان حتى لو رأى البعض ظهور أعراض على ماكرون، لكن الشهادة من أردوغان مجروحة بسبب الأزمة بين تركيا وفرنسا حول شرقي المتوسط.

فرنسا اعتبرت كلام أردوغان إساءة لرئيسها، والإساءة لماكرون -عليه الكلام- ممنوعة في فرنسا، فماكرون ليس نبيا حتى يستهزأ به.

يبدو أن هناك من يريد أن يأخذ القضية إلى سجال بين أردوغان وماكرون.. القضية ليست شخصية، وليست طائفية بالضرورة، فماكرون ليس بابا المسيحيين، وأردوغان ليس خليفة المسلمين.. والقضية أكبر من الرجلين، ومن كل حكام الأرض.

بينما كان ماكرون يتكلم، كانت الرسوم المستهزئة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ترفع بلوحة كبيرة الحجم على مبنى حكومي في باريس.. فهل هذه قيم الاتحاد الأوروبي؟

ما نعرفه هو أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان رفضت قبل سنتين إدراج الإساءة للرسول الكريم ضمن حرية التعبير.

رسام الكاريكاتير البلجيكي فيليب غيلاك يسأل بأي حق أجرح المسلمين وأسب مقدساتهم؟ بينما رسام الكاريكاتير الفلسطيني علاء اللقطة يقول إنه وجد بعضا من وقت الفراغ، فقال لنفسه لماذا لا أمارس شيئا من حرية التعبير، فرسم صورة يسخر فيها من ماكرون.

اعلان

وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان -المتهم بالاغتصاب والفساد- يغلق مسجدا قرب باريس لأن إمامه شارك فيديو يستنكر عرض الرسوم المسيئة للإسلام على التلاميذ، يعني حرية التعبير لا تشمل أن تعبر عن رفضك لشتيمة نبيك.

من جهته، يسأل شاب فرنسي عن صمت وزير الداخلية "الموتور" عن حادثة الطعن للسيدتين المحجبتين.

إثر الخلاف بين فرنسا والبرازيل قبل بضعة شهور حول ملفات بيئية، تفاعل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو عبر فيسبوك مع منشور لأحد وزرائه يسخر من شكل زوجة ماكرون بريجيت وسنواتها الـ67، وقارنها بصورة لسيدة البرازيل الأولى الشابة، الأمر الذي دفع ماكرون لشن هجوم عنيف عليه.

وفي الثقافة الإسلامية ما فعله بولسونارو من استهزاء بالمرأة يقع ضمن المحرمات الكبيرة، أما في ثقافة فرنسا فهذه دعابة يكفلها القانون.. فلماذا انتفض ماكرون غضبا ولم يعتبر الإساءة لزوجته حرية تعبير؟ ولماذا وبخ قبل أسابيع صحفيا فرنسيا بسبب مقال اعتبره أنه يسيء للتوازنات اللبنانية؟ ألم يسيء ماكرون للتوازنات الأممية؟

وكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي تصدر إحصاءاتها قبل سنوات، جاء فيها أن 2% فقط من الهجمات الإرهابية في أوروبا نفذها مسلمون، ومع ذلك يلصق الإرهاب بالمسلمين.

في المقابل، يقول الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفراي إن "أوروبا بلا شرف"، ويدعو الفرنسيين والأوروبيين عموما إلى التحلي بأخلاقيات المسلمين.

الإساءات الفرنسية الممنهجة للرسول الكريم ليست جديدة، لكن الجديد هو أن المسلمين لم تعد لديهم قوة دولية تشارك الأمم في رسم الخطوط الحمراء، فيديو متداول من المسلسل التاريخي "السلطان عبد الحميد" يعيدنا إلى زمن ما قبل هيمنة الغرب على العالم الإسلامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق