راية المنافقين؛ الوطن ضد الإسلام..!
ناصحون
للمنافقين مأخذ معروف، الطعن في المسلمين ليتوصلوا بها الى خذلانهم والتخلي عنهم، وتبرير الوقوع في ولاء الكافرين. اليوم خيانات مكررة يرفعون الوطن مقابل الإسلام؛ فيخسرون الوطن بعدما خسروا الاسلام.
الخبر
“قال الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس المخابرات السعودية السابق وسفير المملكة إلى الولايات المتحدة، إن على السعودية أن تركز على مصالحها وأمنها مع دعم القضية الفلسطينية.
وفي الحلقة الأخيرة من مقابلة من ثلاثة أجزاء مع قناة العربية المملوكة للسعودية بثت يوم الأربعاء، انتقد الأمير بندر مرة أخرى القادة الفلسطينيين.
وقال “الآن حنا (نحن) في مرحلة مع كل الأحداث الصايرة في العالم بدل ما نكون حنا مهتمين كيف نواجه التحديات الإسرائيلية عشان نخدم الجهة الفلسطينية، كمان حنا عندنا أمن وطني ومصالح”.
وكان الأمير السعودي اتهم في جزء سابق من المقابلة القيادة الفلسطينية بالتجاوز و”التجرؤ بالكلام الهجين” في اعتراضها على قرار الإمارات والبحرين تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن بإمكان من يريد “التمهيد للتطبيع مع إسرائيل”، أن يفعل ذلك، دون الإساءة للشعب الفلسطيني. وأضاف عريقات في تغريدة على حسابه في تويتر “من يريد من العرب تقديم أوراق اعتماد لواشنطن أو غيرها، أو يريد أن يُمهّد للتطبيع مع إسرائيل، يمكنه فعل ذلك دون التشهير بالشعب الفلسطيني ونضاله الأسطوري”. (1) (2)
التعليق
من خلال التلاسن بين أطراف نافرة من دين الله متخلية عن ثوابته، لكن من خلال تلاسنها تظهر الحقائق..
إن المأخذ الذي يتقدم به “بندر بن سلطان” هو المأخذ المعتاد لدى المنافقين؛ أن يقع على إخفاقات أو عيوب بشرية وقع فيها المسلمون، أو عيوب يرمونهم بها بهتانا وكذبا ـ وهو الأكثر ـ ثم يتحججون بها للتخلي عن التزام ولاية المسلمين، والتبرير للسقوط في ولاء الكفار الصهاينة والتقدم بخيانة عظمى وعلنية بعدما كانت متخفية ومترددة.
عن أهل فلسطين
والمسلمون من أهل فلسطين يجاهدون في سبيل الله منذ مطلع القرن العشرين. وثوراتهم متعددة في العقد الثاني والعقد الرابع وما بعده. وجهادُهم لم يتوقف، ثم تقد م العرب في حرب (1948) برغم عدم جاهزيتهم وبقيادات إنجليزية نصرانية من البلاد التي أعطت لليهود حق الاستيطان في فلسطين..! فقاد “جلوب باشا!” جيوش الأردن ضد من تدعمهم بريطانيا، في مهزلة عجيبة..! ثم سحب العرب سلاح أهل فلسطين ليحاربوا هم عنهم؛ فصاروا عزلا لا يجدون ما يدافعون به عن أنفسهم، وهذا بتوجيه غربي نصراني ليصبح هذا الشعب المسلم فريسة للجميع. وكان الصواب الذي نادى به الكثير من المسلمين الصادقين في نصرة أهل فلسطين هو تسليحهم ودعمهم وهم كانوا خليقين في هذه المرحلة بإفشال المشروع الصهيوني. لكن القيادات العربية الخائنة لم تفعل، وسحبت سلاح أهل فلسطين ثم هُزمت فانكشف المسلمون من أهل البلاد وصاروا محل مذابح متتالية وتشريد من قراهم حتى تم التوسع الصهيوني والاستيطان وإقامة مدنهم وقراهم على مغتصبات من أرض الإسلام.
ولم يتوقف المسلمون في فلسطين؛ ولكنهم بحثوا عن السلاح والنضال، بين موجة إسلامية وأَدتها قيادات الأنظمة آنذاك، وأعطوا القيادة لموجات قومية حسب الصيحة آنذاك.. ثم خانت لأنها لا تلتزم بعقيدة، ثم بعث الله أجيالا مسلمة ترفع راية الإسلام وتلتزم عقيدته؛ فتآمرت عليها أنظمة المملكة التي يمثلها هذا المخرف المجرم، وحاصرها النظام في مصر، وتلاعب بها النظام العلوي في سوريا.. الى آخر المأساة التي يعيشها المسلمون حتى وصل الأمر الى إنشاء النظام العلماني العسكري في مصر ـ بالتنسيق مع الخليج في الإمارات والسعودية ـ قاعدة “برنيس” في البحر الأحمر وسلّمها للصهاينة ليراقب السلاح الذي يأتي لأهل فلسطين فيمنعه بقطع خطوط إمداده ومواصلاته..!
هذا هو الدعم الذي “المزعوم” ويقدمه فجرة المصريين وفجرة السعوديين للنظام الصهيوني ثم يمنّون على أهل فلسطين..!! الذين تركوهم مرتَهنين لإمداد رافضة إيران ومجوس الصفويين حتى جعلوا المجاهدين هناك في مأزق تاريخي بين العدو من جانب، وبين أمتهم من جانب آخر، وبين من يمدهم بالسلاح إذ بخل الجميع..!
عموم الخطر الصهيوني
ومن جانب آخر فالكيان الصهيوني لا يخص أهل فلسطين وهو ليس عدوا لأهل فلسطين فحسب، ومن يقول هذا ويعرض الأمر بهذه الصورة فهو كاذب خبيث يتناسى الثوابت وينكر وجود الشمس ليضلل أمة بأكملها عن عدوها..
إن أهل فلسطين هم المباشرون لجهاد العدو، قاوم من قاوم، وسقط من سقط. لكن الكيان الصهيوني هو مشروع غربي للهيمنة على المنطقة ولوجود قاعدة صهيوصليبية متقدمة في بلاد المسلمين للهيمنة عليها ومنع وحدتها والإشراف على عمالة الأنظمة ووأْد الحركات الإسلامية ومنع حرية الشعوب المسلمة والإشراف على نهب ثرواتها.. وغيرها من أغراض التبعية والهيمنة.
فالتحجج بمواقف مجهولة، يحكيها طرف كذاب، عن أهل فلسطين ليبيض وجه الشيطان الصهيوني هي محاولة قبيحة، والأقبح هو الغرض المأمول من نشر حديث إفكه، وهو التمهيد للخضوع والانسحاق العلني لنصارى الغرب وصهاينة العالم. إنه تولي الكافرين صراحا وعيب المسلمين ولمزهم من أجل خذلانهم، وقد امتلأ كتاب الله تعالى ببيان نفاق وكفر من فعل هذا.
وفي كل هذا ولاء للكافرين يرفع المجرمون المنافقون راية “الوطن” وراية “الوطنية” ليفكك الأمة ويجعل الوطن مقابلا للإسلام ﴿وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا * وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا..﴾ (الأحزاب: 13-14) إنهم هذا الصنف فاعرفهم واعقل عن الله ما قال بشأنهم؛ فإنهم متكررون.
وفي النهاية، وعلى يد المنافقين، لا يبقى الوطن ولا يبقى لهم إسلام..! فمن يضيّع دينَ الله يَضيع من يده كل شيء، ولا مصلحة تتحقق لأرض ولا لوطن ولا لأمة إلا بالإسلام.
خاتمة
وأخيرا لا ينسى العالم، ولا ينسى المسلمون أن هذا المخرف الفاجر هو من كان يلحّ على الرئيس الأمريكي الأسبق (جورج بوش الإبن) لغزو العراق وحربه، وتكفل له بالنفقات..! فأسقط العراقَ وأتى بقواعد أمريكية جديدة، وأسقط الجيش العراقي فخرج العراق من منظومة أمن المنطقة، وأسقط وجود أهل السنة في حكم العراق، بل وتلاعَب الشيعة بعدد أهل السنة فجعلوهم أقلية في العراق ـ بينما تعدادهم الحقيقي (60%) ـ وسلّموا العراق كاملا لشيعة إيران وشيعة العراق بفجورهم ووحشيتهم فكانت مذابحهم لمليون من أهل السنة غير ملايين أخرى قتلهم الأمريكيون..!
ثم جلس خائبوا آل سعود ينعون قوة إيران بعدما أمدوها هم بالقوة وسلموهم بلاد المسلمين..! تماما كما خانوا أهل اليمن فسلموه للإيرانيين من خلال عصابة الحوثيين، ثم جلس أيضا خائبوا آل سعود يشتكون من صواريخ الحوثيين وتمدد إيران.. وهكذا في خيبات متوالية وخيانات مترعة.
المؤلم أن الخونة يتكلمون ولا يستحيون..! وتُصدَّر بهم الأخبار. والمؤلم أكثر أن منتسبين للدعوة والعلم يثنون على أحاديثهم وأراجيفهم..! والأفحش من هذا الأغراض القادمة التي يؤملونها بأن يسحبوا معهم شعوب المسلمين الى القناعة بشيطنة المسلمين من أهل فلسطين وتبييض وجه شياطين الصهاينة؛ فينفرون من المسلمين ويتحببون الى الصهاينة. وهو شبيه بما حدث في مصر، ويحدث في إمارات الخليج.. ويُنتظر أن يحدث في أرض الحرمين.
فاللهم اخذل من خذل دينك، وانصر من جاهد في سبيلك، واقمع النفاق وأهله، واجعل ساعة ندمهم قريبا، وعجل لنا بفرج قريب.
هوامش:
- موقع “SWI عن رويتروز”: الأمير بندر: على السعودية أن تركز على مصالحها وهي تخدم القضية الفلسطينية موقع “الأناضول، SWI عن رويتروز”: عريقات للعرب: مهّدوا للتطبيع دون الإساءة للنضال الفلسطيني
- نقْلنا لاعتراض “صائب عريقات” للمطبعين ليس تزكية له ونسيانا لعلمانيته وعدائه للمجاهدين المقاتلين لليهود واستعداده للتطبيع مع اليهود لو رجعوا الى حدود (67) وقامت للمنظمة دويلة كرتونية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق