الخميس، 15 أكتوبر 2020

قراءة في كتاب الابتلاء وأثره في حياة المسلمين

  قراءة في كتاب 

الابتلاء وأثره في حياة المسلمين 

 
اسم الكِتاب: الابتلاء وأثره في حياة المسلمين
اسم الكاتب: د. جابر قميحة
عدد الصفحات: 168 صفحة
دار النشر: مركز الحضارة للبحوث والدراسات والتدريب


يتحدث هذا الكِتاب عن معنى الابتلاء، والفرق بينه وبين البلاء، والفتنة، والاختبار، والتكليف، ويعرض هَدْي القرآن الكريم والسُنة النبوية في الابتلاء، وما يرتبط به من حقائق وقيم وتوجيهات، ويعرض صور #الابتلاء في الأمم الغابرة كما عرضها القرآن الكريم، ومنها: الابتلاء في السراء والضراء، والابتلاء بالآيات كما حدث مع ثمود وناقة صالح، كما يذكر فوائد الابتلاء والدروس المستفادة منه وإسقاطها على حياتنا الحاضرة في شتّى المجالات -وخصوصاً السلوكية والتربوية منها- ويُقدّم رؤية لما يُمكِن أنْ يكونَ حلاً أو إنقاذاً للشعوب المسلمة في المِحَنْ التي تستبد بها، وتكاد تخنقها خنقاً.

مَعَ الكِتاب:

• تحدث الكاتب بالبداية عن الابتلاء بمفهومه اللغوي والاصطلاحي، وتوظيف الكلمة ومترادفاتها أو شبيهاتها المعنوية في سياق القرآن الكريم والسنة النبوية، وما تعكسه من دلالات، وما تثيره من قضايا في رحاب النفس والمجتمع والكون.

• كما عرض أنواع الابتلاء الرئيسة، وهي: الابتلاء بالضراء، والسّراء، والابتلاء بالآيات، وما يندرج تحت النوعين الأول والثاني من ألوان وحالات مختلفة، ووقف الكاتب أمام كل لون واستخلص منه ما تعكسه من دلالات وما تفيده من دروس أثرت وتؤثر في حياة المسلمين، وتوجِّه مسيرتهم ومواجهتهم لأعدائهم.

• وذكر الكاتب ما للمصائب والمحن من فوائد تختلف باختلاف الناس وتمثلت في: معرفة عز الربوبية وقهرها، ومعرفة ذل العبودية وكسْرها، والإخلاص لله تعالى، والإنابة إلى الله والإقبال عليه، والتضرع والدعاء، والحلم عمن صدرت عنه المصيبة، والعفو عن جانيها، والصبر عليها وهو موجب محبّة اللّه وكثرة ثوابه، والفرح بها لأجل فوائدها، والشكر عليها لما تضمنته، وتمحيصها للذنوب والخطايا.

• وتحدث الكاتب عن حياة الرعيل الأول من المسلمين، وكيف تعرضوا لسلسلة من الابتلاءات، بدأت من بعث محمد نبياً، وإعلان دعوته لعشيرته الأقربين، وكيف كانت الفترة المكية على مدى ثلاثة عشر عاماً مشحونة بالابتلاءات والشدائد والإيذاء البدني والنفسي، منها:

رفض الكفار دعوة النبي واتهموه بالكذب والسحر، ووسعوا من دائرة هذه الافتراءات فأخذوا ينشرونها في موسم الحج على رؤوس الأشهاد، وكان أبو لهب -وهو عمه- من أشد الناس إيذاءً له، فدفع ولديه عتبة وعتيبة -بإصرار وشدة- إلى تطليق زوجتيهما: "بنتي رسول الله: رقية وأم كلثوم" ولا ذنب لهما إلا أن أباهما بُعِث نبياً ورسولاً، وكان يجول خلف النبي في موسم الحج والأسواق لتكذيبه علانية، وكان يضربه بالحجر حتى يدمي عقباه، وكان من جيرانه المشركين من يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلي، وعزله كفار قريش هو وبني هاشم في شعب أبي طالب عدة سنوات وأعلنوا مقاطعتهم، وحرموا على أنفسهم مصاهرتهم والتعامل معهم وكانت من أشق السنوات على رسول الله، وحاولوا اغتياله في بيته ولكن الله أنقذه بالهجرة إلى المدينة.

وابتلاه الله بموت أهم سندين له من البشر وهما خديجة زوجته، وعمه أبي طالب في عام واحد سمي بعام الحزن.

هذا بعض ما نزل بالنبي من شدائد، وصاحب ذلك ما نزل بالمسلمين -وخصوصاً العبيد والضعفاء- من تعذيب وأذى وانتهاكات:

فكل قبيلة عذبت من أسلم منها، وكان أبو جهل إذا سمع أن رجلاً قد أسلم، توعده ببلوغ الخسارة الفادحة في المال والجاه، وكان عم عثمان بن عفان يلف عثمان -بعد أن أسلم- في أوراق النخيل ثم يدخنه من تحته أي يعرضه للنار، وكانت أم مصعب بن عمير تجيعه وتطرده من البيت فتخشف جلده خشف الحية، وكان أمية بن خلف يضع في عنق عبده بلال بن رباح حبلاً ويسلّمه للصبية يطوفون به جبال مكة، ويكرهه على الجوع، ويطرحه في حر الظهيرة ثم يأمر بصخرة ضخمة فتوضع على صدره.

وهذه الشدائد التي ابتلي بها النبي والمسلمون في مكة تكشف حقائق متعددة، منها:

1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعيش لدعوته، ورصد لها كل جهده وطاقته ونفسه وحياته اضطلاعاً برسالة النبوة الخاتمة، واستجابة لأمر الله، غير مبالٍ بما يتعرض له من أخطار فكان المثل الأعلى.

2- أن صورة النبي المبتلى الصابر الثابت على اليقين، كانت نصب عيون المسلمين الذين نزل بهم الأذى الذي امتد لسنوات، فكانوا يتأسون بالنبي في التحمل صابرين محتسبين.

3- دلّ هذا الابتلاء على عظمة الشارع وعظمة شريعته فاعتباراً للأحداث والوقائع -كمنهج القرآن المطرد في معالجة الأمور- بدأ ظهور "فقه الابتلاء"، وبذلك رخص الله للمؤمن أن ينطق بكلمة الكفر "تقيّة" إذا خاف على نفسه الهلكة، ما دام قلبه مطمئناً بالإيمان، وهذا من عظمة التشريع، واتساق جوانبه وواقعيته دون تناقض.

4- وابتلاء المسلمين في الفترة المكية دليل على مصداقية العقيدة الإسلامية ومصداقية الرسول؛ لأنه تطبيق عملي لسنة الله في الدعوات.

5- لا يستطيع أحد أن ينكر أن التأثير البالغ لما نزل بالمسلمين في مكة من بلاء يتمثل في "تأهيلهم" لتحمل أعباء الدعوة في مسيرتها؛ فقد صقل نفوسهم بطاقة إيمانية لا تغلب بعد أن اكتسبوا الدروس، وتساوى في هذا "التأهل" رجل من العلية أصحاب العز والثراء كمصعب بن عمير الذي عذبته أمه وأهله بالجوع والطرد، وعبد فقير لا أهل له ولا مال كبلال بن رباح.

وأخيراً، في ظل ما نراه من عربدة إسرائيل وقوى البغي العالمية التي تساندها، يتساءل الكاتِب: ما الحل؟ وكيف يتخلص المسلمون من هذا البلاء؟ وكيف يعود للمسلمين كيانهم؟

ويجيب:

1. بالعودة إلى الله، والتحلي بالقيم الإسلامية الأولى في كل مجالات حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والتعليمية انطلاقاً من كتاب الله وسنة رسوله مع الانتفاع بمعطيات الحضارة الغربية فيما لا يتعارض مع ديننا وثوابتنا.

2. تحقيق الوحدة الإسلامية بدءًا بتصفية الخلافات العربية، ولا مانع من البدء بعد ذلك باتخاذ خطوات في سبيل اتحاد أو وحدة اقتصادية عربية أو سوق عربية مشتركة تتسع دائرتها لتكون سوقاً عربية إسلامية مشتركة.

3. على مستوى الشعوب يجب توجيه رؤوس الأموال العربية إيداعاً واستثماراً إلى الأسواق والمشروعات في نطاق الدول العربية والإسلامية مع إعطاء رؤوس الأموال الضمانات الكافية.

4. مد الشعوب الإسلامية المحتاجة بالمعونات، مع ملاحظة أن تكون المعونات إنتاجية في هيئة مصانع أو استصلاح أراضٍ وزراعتها.

5. إنشاء صندوق عربي إسلامي باسم "دينار الإنقاذ" أو ما شابه ذلك تتبناه الدول العربية الإسلامية شعوباً وحكومات في شكل تبرع رمزي أو ضريبة رمزية.

6. إمداد المجاهدين في كل مكان بما يحتاجونه من مال وسلاح وليكن ذلك سراً وبطرق حكيمة.

7. إذا صعب حالياً إنشاء "جيش إسلامي" فلا أقل من التركيز في مناهج التدريس على فقه الجهاد وأن يهتم بالجانب التربوي السلوكي في فروع مادة التربية الدينية.




قراءة الشيخ/ إبراهيم مصطفى
باحث شرعي


ملخص ما قرأت:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: [عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلّا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له] رواه مسلم.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما ابتليت ببلية إلّا كان لله علّي فيها أربع نعم: إذ لم تكن في ديني، وإذ لم أحرم الرضا، وإذ لم تكن أعظم، وإذ رجوت الثواب عليها.
أهمية دراسة الابتلاء:
1- سنة إلهية.
2- يربط بعديد من القيم الدينية والخلقية والإنسانية.
3- يستغرق عهود الرسل والأنبياء ويشكل ساحة زمنية واسعة في تاريخنا.
4- نعيش الآن عصر الغربة والكربة.
5- صور شامخة للصابرين في العهد المكي.
الابتلاء لغة: اختبار، امتحان.
يقول الفيروز أيادي (القاموس المحيط): البلاء يكون منحة ويكون محنة.
ويمكن الجمع بين السراء والضراء، لقوله تعالى: “وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” سورة الأعراف 168.
والفتنة تأتي بمعنى الابتلاء والاختبار تقول: فَتَنْتُ الذهب إذا أدخلته النار لننظر ما جودته، فهو مفتون وفتين.
الفتنة والابتلاء:
اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسار ليشكروا، وتارة بالمضار ليصبروا، فصارت المحنة والمنحة جميعًا بلاء، فالمحنة مقتضية للصبر، والمنحة مقتضية للشرك، والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر، فصارت المنحة أعظم البلاءين، وبهذا النظر قال عمر: (بلينا بالضراء فصبرنا، وبلينا بالسراء فلم نصبر) الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن71.
وعن مصدر الفتنة يقول الراغب الأصفهاني: الفتنة أعم من الابتلاء. ومن ناحية الكيف الفتنة أشد من الابتلاء. وتأتي أفعال الابتلاء أحيانا مسندة إلى الله، أمَّا الفتنة لا تأتي ظاهرة مسندة إلى الله مطلقًا. وتشترك مادتا البلاء والفتنة في ارتباط الاستعمال بوقائع ومواقف تاريخية.
[1] من هدي القرآن الكريم في الابتلاء (مواقف وحقائق ودروس وعبر):
1) الابتلاء وخلق الإنسان:
قال تعالى: “إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا” سورة الإنسان 2، فالابتلاء مرتبط بتكوين السموات والأرض، أصيل في نظام الكون وسفن الوجود.
(فاليقظة للنفس في الابتلاء بالخير أولى من اليقظة في الابتلاء بالشر والصلة بالله في الحالين هي وحدها الضمان) في ظلال القرآن.
2) الابتلاء والجمود: “وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ” سورة الفجر 16، لاحظ أكرمن وأهانن.
3) الابتلاء بين الصبر والشكر: يقول ابن القيم في عدة الصابرين وزخيرة الشاكرين: (فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم، وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم فصاروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
وقال ابن أبي الدنيا: الصبر الجميل، والهجر الجميل، والصفح الجميل، فالصبر الجميل الذي لا شكوى معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه.
قال خلف بن اسماعيل الخزاعي: إن من شروط الصبر: (أن تعرف كيف تصبر، ولمن تصبر، وما تريد بصبرك وتحتسب في ذلك وتحسن النية فيه، لعلك أن يخلص لك صبرك وإلَّا فإنما أنت بمنزلة البهيمة نزل بها البلاء فضطربت لذلك ثم هدأ فهدأت، فلا هي عقلت ما نزل بها فاحتسبت وصبرت ولا هي عرفت النعمة حين هدأ ما بها فحمدت الله على ذلك وشكرت).
قال الحسن: (إذا أنعم الله على قوم سألهم الشكر، فإن شكروه كا قادرًا على أن يزيدهم، وإن كفروه كان قادرًا على أن يبعث نعمته عليهم عذابًا) عدة الصابرين.
قال عبد الله بن عمر بن عبد العزيز: (ما قلَّب عمر بن عبد العزيز بصره إلى نعمة أنعم الله عليه إلَّا قال: اللهم إني أعوذ بك أن أبدل نعمتك كفرًا وأن أكفرها بعد أن عرفتها وأن أنساها ولا أثني عليها) عدة الصابرين.
4) الابتلاء والتمايز بين الناس:
قال تعالى: ” وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ..” سورة الأنعام 165. يقول الفخر الرازي في تفسيره: جعلهم خلائف الأرض، جعلهم يخلف بعضهم بعضًا، إنهم خلفاء الله في أرضه يملكونها ويتصرفون فيها.
5) الابتلاء والآخرة:
قال تعالى: “إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ، يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ” سورة الطارق 8-9.
6) ابتلاء المسلمين في العهد المدني:
وكان ذلك في بيعتي العقبة الأولى والثانية وحادث الهجرة التي غيّرت الدنيا، وكانت بداية التأريخ الإسلامي.
يقول سيد قطب: (التعبئة الحقيقية للصف الإسلامي، التعبئة في مواجهة المشقة والجهد والاستشهاد والقتل والجوع والخوف ونقص الأموال والأنفس والثمرات التعبئة في هذه المعركة الطويلة الشاقة العظيمة التكاليف).
معركة أحد كان من نتائجها حيث أنها ابتلاء:
1. كشفت عن حقيقة المنافقين قبل أن تبدأ المعركة.
2. كان البلاء الثاني هو النصر.
3. كان البلاء الثالث وهو أشدها ما أشاعه الكفار من قتل محمد صلى الله عليه وسلم.
4. مظهر التضحية والفداء ممن كانوا حول الرسول صلى الله عليه وسلم.
7) الابتلاء وبنو إسرائيل:
اليهود ليس لهم أصالة جنسية أو مكانية في هذه المنطقة، ومن ابتلاءاتهم: ابتلائهم في معارضتهم لملك طالوت عليهم.
[2] هدي السنة في الابتلاء:
1) الابتلاء في أحاديث قصصية:
أ- حديث الإمام مسلم عن الساحر والراهب والصبي. ويستفاد من هذا الحديث:
• إثبات كرامات الأولياء.
• جواز الكذب في الحرب ونحوها.
• حقيقة يقينية باستجابة الله لعباده المؤمنين.
• إرجاع المؤمن وخاصة الداعية يرجع الأمر كله لله.
• على الداعية اهتبال كل فرصة للدعوة إلى الله.
• على المؤمن الداعية أن يحسن التدبير والتخطيط لنشر دعوته.
الابتلاء بالسراء: الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة عن الأبرص والأعمى والأقرع من بني إسرائيل، ويستفاد منه:
لحظة التنوير على لسان الملك للذي رد الله عليه بصره. أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك.
2) عرض الابتلاء إجابة على سؤال:
عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث يشير إلى معان:
• جلوس الرسول واحمرار وجهه بعد أن كان متوسدًا يدل على شدة اهتمامه بأمر المسلمين ومشاركتهم همهم.
• لم يجب على السؤال الذي طرحه خباب ولكن انتقل إلى ماضي المؤمنين المبتلين التائبين الصابرين.
• فتح الرسول صلى الله عليه وسلم قلوب المؤمنين للأمل وعدم اليأس.
• وقوله صلى الله عليه وسلم: [ولكنكم تعجلون] عدم استعجال الثمرة.
وحديث مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه: [قلت يارسول الله أي الناس أشد ابتلاءً؟ قال: الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجدل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة] أخرجه الترمذي.
3) البلاء بين المؤمن والمنافق:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مثل المؤمن كمثل الخامة (الزرع) من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء] متفق عليه.
[3] من صور الابتلاء في الأمم الغابرة كما عرضها القرآن الكريم:
1. الابتلاء بالسراء: أصحاب الجنة. صاحب الجنتين. قارون وفتنة المال والعلم.
2. الابتلاء بالضراء: سيدنا إبراهيم وولده الوحيد. أبتلاء سيدنا أيوب بالمرض.
3. ابتلاء بالمرأة والسجن: سيدنا يوسف.
4. الابتلاء في الدين: المؤمنون وأصحاب الأخدود.
5. الابتلاء بالآيات: ثمود وناقة صالح.
[4] من صور الابتلاء في الأمة الإسلامية:
1- حديث الإفك.
2- ابتلاء الأمة بالجوع والطاعون (عام الرمادة – طاعون عمواس 17-18 ه في الشام).
3- ابتلاء العلماء مثل أحمد بن حنبل رحمه الله ومحنة خلق القرآن (28 أو 29 شهر فترة سجنه وتعذيبه).
إنتهى الكتاب، ورحم الله الكاتب وأسكنه فسيح جناته.


ولنا وقفة أخيرة، فإن الابتلاء من سنن الله في كونه، ويبتلى المرء على قدر إيمانه، فكلما كان ابتلاؤك عظيم دلَّ على عظم شأنك عند الخالق سبحانه، وقربك وحبه لك وتمسكك به، و”لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ” سورة النور11، وطالما أعلنت إيمانك فلابد من الاختبار، قال تعالى: “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ” سورة العنكبوت 2. فاللهم “رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا” سورة الممتحنة 5، وألَّا تفتننا في ديننا وألَّا تستبدل بنا غيرنا.


 قراءة اونلاين  هنـــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق