نماذج من تاريخ فرنسا الدموي البغيض
أبرز "جرائم" فرنسا الاستعمارية، التي وثّقها التاريخ وشهد بها الضحايا؟
التفجيرات النووية:
بين سنوات 1960 و1966، أجرت السلطات الاستعمارية الفرنسية 17 تفجيرا نوويا في عمق الصحراء بالجزائر.
وتسببت تفجيرات فرنسا النووية في مقتل 42 ألف جزائري وتعرّض الآلاف لإشعاعات نووية أدت إلى إصابتهم بأمراض سرطانية، كما تلوثت البيئة وباتت منطقة "رڨان"، التي كان مسرحا للتجارب، غير صالحة للحياة.
فاقت قوّة تفجير القنبلة الأولى قنبلة هيروشيما بثلاث مرات، وإلى اليوم لا يزال الجزائريون يطالبون فرنسا بتعويضات عن هذه الجريمة.
"مجازر 8 ماي 1945":
تُعرف هذه القضية في الجزائر باسم "مجازر 8 ماي 45". ففي هذا اليوم خرج الآلاف في ولايات سطيف وقالمة وخراطة (شرق)، ابتهاجا بنهاية الحرب العالمية الثانية، آمِلين أن تفي فرنسا بالوعد الذي قطعته لهم وهو الاستجابة لمطلب الاستقلال، الذي رفعوه إليها عبر أحزاب وطنية
خلال "معركة الجزائر" سنة 1957، اختفى أكثر من 8000 رجل من سكان العاصمة، بعدما اختُطفوا من منازلهم وتعرّضوا لتعذيب رهيب وقتل بطرق بشعة أبرزها طريقة "جمبري بيجار".
وتتمثّل هذه الطريقة في "غرس الرجال مِن أقدامهم داخل قوالب إسمنتية من أرجلهم وتركهم على هذه الحال حتى يجف الإسمنت، وبعدها يُحملون في طائرات عسكرية ويُرموا في عرض البحر، حيث يموتون غرقا".
وقد عثر بحارة جزائريون على هذه القوالب الإسمنتية وبداخلها آثار أقدام.
التعذيب:
ذهب ضحية هذه السياسة أعداد لا حصى من الجزائريين وحتى الفرنسيين، الذين ساندوا الثورة الجزائرية، آخرهم أستاذ الرياضيات موريس أودان، الذي اعترفت السلطات الفرنسية قبل أيام لزوجته بمقتله على أيدي جنودها، وكشفت تفاصيل ما جرى له بعد اعتقاله.
وقد اعترف الجنرال ماسو، أحد كبار جنرالا الحرب في فرنسا سابقا، بأن التعذيب في الجزائر "كان أمرا مُشاعا، وكان يُمارس على نطاق واسع"، هذا الأمر أكّده الجنرال بول أوساريس من خلال اعترافاته في كتاب "أجهزة خاصة"، وهو الذي أشرف على تعذيب وقتل القائد الثوري الكبير العربي بن مهيدي.
ومن الشواهد الحية على التعذيب، المُقاومة الجزائرية لويزة إيغيل أحريز، التي ربحت قضايا ضد ضباط فرنسيين أمام القضاء الفرنسيين، وتعتزم محاكم جنرالات آخرين أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي.
مذبحة نهر السين:
في 17 أكتوبر 1961، تصدّت القوات الفرنسية في باريس لقرابة 60 ألف متظاهر جزائري طالبوا بالاستقلال، وكانت نتيجة القمع مقتل 1500 جزائري بالرصاص أو غرقا في نهر السين، و800 مفقود وآلاف المعتقلين.
يُسمّى هذا اليوم في الجزائر "يوم الهجرة"، ففيه تظاهر الجزائريون المقيمون في باريس، بدعوة من جبهة التحرير الوطني، فخرجوا ليلا متحدّين منعا للتجول فرضته عليهم السلطات الفرنسية.
وخلال فترة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، وصف ما حدث في أكتوبر 1961 للجزائريين بأنّه "قمع الدموي"، وأضاف بأن "الجمهورية تقرّ برؤية واضحة بهذه الوقائع. بعد 51 عاما على هذه المأساة"، لكن دون أن يقدّم اعتذارا.
جماجم المقاومين:
تُعتبر قضية جماجم المقاومين الجزائريين، من الشواهد الحيّة على جريمة ارتكبتها فرنسا خلال فترة استعمارها للبلاد.
ظهرت هذه القضية سنة 2011، وأثارت جدلا كبيرا في الجزائر وفرنسا، خاصة بعدما اتضح أن الجماجم تعود لبعض كبار قادة المقاومة، وضعتها فرنسا في علب كرتونية في "متحف الإنسان" بباريس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق