الاثنين، 5 أكتوبر 2020

حوارأسرة الأباصيري..

حوار
"عربي21" تحاور أسرة الأباصيري..

قامت السلطات المصرية بتنفيذ حكم الإعدام في حق المواطنين
 ياسر الأباصيري (49 عاما)، وياسر شكر (45 عاما)

وصفت أسرة المواطن المصري ياسر الأباصيري، الذي أعدمته السلطات المصرية، رفقة زميله ياسر شكر، على خلفية إدانتهما في القضية المعروفة إعلاميا بأحداث مكتبة الإسكندرية، تنفيذ حكم الإعدام بالصادم والظالم ضد أبرياء.

وفي حوار خاص لـ"عربي21": حمّلت الأسرة المكلومة في فقيدها، السلطات المصرية مسؤولية إزهاق أرواح أبرياء، بعد الزج بهم في القضية، واتهامهم بأفعال لم يرتكبوها من قبل، ولا تتناسب مع طبائعهم، خاصة أن الفقيد زوج وأب لأربعة أبناء.


وقامت السلطات المصرية، السبت، بتنفيذ حكم الإعدام في حق المواطنين ياسر الأباصيري (49 عاما)، وياسر شكر (45 عاما)، في سجن الاستئناف الشهير بـ "سجن الإعدام" بالقاهرة، التي تم تأكيد الحكم نهائيا فيها بتاريخ 15 أيار/ مايو 2017.

وضمت القضية عشرات المتهمين، وشملت أحكاما نهائية قاسية بالإعدام على اثنين حضوريا، وثالث غيابيا، والمؤبد على 20 محبوسا، و5 غيابيا، و15 سنة لـ21 محبوسا، و10 سنوات لـ 22 محبوسا، على خلفية اتهامهم بقتل 13 متظاهرا عقب أحداث فض اعتصام رابعة بيوم واحد.

في اليوم التالي، كشفت أسرة الأباصيري في تصريح سابق لـ"عربي21" أن السلطات الأمنية رفضت تسليم جثمان الفقيد من مشرحة زينهم بالقاهرة بعد تنفيذ حكم الإعدام، وطالبتهم بالانتظار حتى وقت متأخر من مساء الأحد لدواعٍ أمنية.


وأوضحت الأسرة أن السلطات الأمنية طلبت أن تجرى مراسم الدفن ليلا، وسط حضور عدد محدود من ذوي الضحية وأهله، كما جرت العادة في ضحايا الإعدامات الأخيرة.


اقرأ أيضا: "عربي21" تلتقي زوجة "الأباصيري" المحكوم بالإعدام في مصر

هل خطر ببالكم أن تنفذ السلطات الحكم في المحكوم عليهم بالإعدام بعد سنوات من الحبس؟


في الحقيقة، كان الحكم مخيفا وصادما في بداية الأمر، وكنا نعيش في رعب دائم، ولكن بمرور الوقت ذهب هاجس تنفيذ حكم الإعدام بعيدا، ولم يخطر على بالنا تنفيذه، وكنا نقول إنها أحكام لن تنفذ، وهي للتخويف أكثر منها للتنفيذ.

لكنه، رحمه الله، كان يتوقع تنفيذ حكم الإعدام، وكان مستعدا له في أي وقت، وقبل وفاته بيومين بعث لنا برسالة مضمونها أنه يتأهب لملاقاة ربه وهو راض.

متى كانت آخر مرة قمتم بزيارة الفقيد في السجن؟

لم نره منذ شهور طويلة، وتحديدا في شهر شباط/ فبراير قبل بداية تفشي فيروس كورونا، ثم منعت الزيارات نهائيا بقرار رسمي، ولم نتمكن من زيارته ورؤيته وتوديعه.

كم عدد أولاده وأعمارهم الذين تركهم منذ اعتقاله قبل سنوات؟


له ولدان وبنتان، الولدان أتما دراستهما الجامعية، والبنتان تدرسان بالجامعة، وكان هو المعيل الوحيد لهم، وكان يعمل في مجال المقاولات، ولم يدخر جهدا في تنشئتهم تنشئة طيبة.

ما هي طبيعة الفقيد وأخلاقه، وهل كان يفكر فيما نشب له من اتهامات في التحقيقات التي أدانته؟

"كان خلوقا دمثا محبا للخير ومساعدة الآخرين، وليس له أي مشاكل مع أحد، ولم تسجل ضده أي حادثة عنف، فكيف يتحول بين ليلة وضحاها إلى شخص مؤذ وقاتل ومجرم، وهو كان يتورع عن أذى الحيوانات بأي شكل، فما بالنا بالإنسان؟".

ما هو حجم المعاناة في أثناء زيارته في سجنه وقطع كل هذه المسافات بين القاهرة والإسكندرية؟

كانت هناك مضايقات لا تنتهي، وإجراءات صعبة، وكان من الصعب الجلوس معه أو ملامسته أو احتضانه وضمه وتقبيله، ولم يكن يسمح لنا بإدخال ما يريده من احتياجات خاصة، وكانت مدة الزيارة قصيرة، ولا تلبي رغبتنا في الحديث معه.

هل كان يشكو من أي أمراض قبل دخوله السجن أو بعد دخوله؟


لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة، خاصة أنه كان قي العقد الخامس، وكان يحب الرياضة، ولا يشكو من أي مرض، وكانت طبيعة عمله تفرض عليه الحركة الدائمة، لم يدخن طوال حياته.

لكن بعد دخوله السجن، أصيب بالكثير من الأمراض نتيجة ظروف السجن الصعبة، وعدم المتابعة صحيا، والطعام السيئ، فعانى من ضعف الإبصار، وأصيب بالنقرس، وأمراض العظام.

ما هي معاناتكم مع سلطات السجن في إدخال متعلقاته واحتياجاته الشخصية من طعام ودواء وملبس؟

كان هناك تعنت في إدخال العلاج له، ولم تسمح إدارة السجن في يوم من الأيام بإدخال العلاج اللازم له، وكان متضررا بشدة من فصل الشتاء بسبب عدم السماح لهم بدخول بطاطين وثياب شتوية تقيه من برد الشتاء داخل الزنازين.

هل كان خائفا من تنفيذ حكم الإعدام؟

"لم يكن خائفا أبدا، وكان يسأل الله أن يلقاه شهيدا غير ظالم لأحد، وكان يتمنى صلاح البلاد والعباد، وإقامة العدل وإشاعة الحرية في بلادنا، وكان يؤمن بالحرية والقدر خيره وشره".

ما هي مطالبكم ورسالتكم للسلطة بعد تنفيذ حكم الإعدام؟


"فوضنا أمرنا لله وحده، ولا نريد منهم شيئا، كل ما نريده أن يوقفوا إعدام الأبرياء، والحفاظ على أرواحهم؛ لأنه قد تظهر براءتهم في أي وقت عندما تمر الغمة التي نمر بها، وأن يدعوا الناس تعيش في أمان وسلام، فمن قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا".



وتأتي أحكام الإعدام، في توقيت تم قتل فيه نحو 20 مصريا خلال شهر أيلول/ سبتمبر في السجون بالإهمال الطبي وغيره، برصاص الشرطة بالشوارع من بين المتظاهرين، ثلاثة بينهم من قرية البليدة مركز العياط بالجيزة- ومن المواطنين العاديين إسلام الأسترالي بمنطقة المنيب بالجيزة، والشاب الصعيدي عويس الراوي من قرية العوامية بالأقصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق