حروب فرنسا الدينية
مذبحة سان بارتيليمي
ما كاد الليل يُرخي سدوله ليلة الرابع والعشرين من شهر أغسطس عام 1572م، حتى نادى القساوسة الكاثوليك في باريس وما حولها بقتل كل بروتستانتي يُعثر عليه، فلم تكد الجماهير الكاثوليكية تسمع تلك النداءات من القسس والرهبان، حتى أطلقت لوحشيتها العنان، لتقتل من البروتستانت ما يقرب من خمسة آلاف ، ثم هدأت المذبحة قليلاً، ولكن ما حدث في اليوم التالي أعاد عجلة المذبحة إلى الدوران.
ذلك أن شجيرات الشوك البري أزهرت في غير أوانها في مقبرة للبروتستانت، فهلل الكهنة للأمر، وعَدُّوا الحدث معجزة وعلامة على رضا الله تعالى على ما يفعله الكاثوليك بأعدائه من البروتستانت.
ولما قُرِعَت أجراس الكنائس في باريس احتفالاً بالمعجزة، ظنت الجماهير الكاثوليكية المتعصبة أن هذا القرع دعوة إلى تجديد المذبحة، فاستأنفت القتل من جديد.
وفي تلك الأيام المرعبة أرسل الممثل البابوي في باريس رسالة إلى بابا روما قال فيها:
" أهنئ قداسة البابا من أعماق قلبي على أن الله شاء أن يوجه شؤون هذه المملكة في مستهل بابويته توجيهاً غاية في التوفيق والنبل، وأن يبسط حمايته على الملك والملكة الأم حتى يستأصلا شأفة هذا الوباء (المذهب البروتستانتي)"
من تاريخ فرنسا الدموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق