الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

حروب فرنسا الدينية

 حروب فرنسا الدينية

مذبحة سان بارتيليمي

مذبحة سان بارتيليمي هي مذبحة حدثت في فرنسا عام 1572 


ما كاد الليل يُرخي سدوله ليلة الرابع والعشرين من شهر أغسطس عام 1572م، حتى نادى القساوسة الكاثوليك في باريس وما حولها بقتل كل بروتستانتي يُعثر عليه، فلم تكد الجماهير الكاثوليكية تسمع تلك النداءات من القسس والرهبان، حتى أطلقت لوحشيتها العنان، لتقتل من البروتستانت ما يقرب من خمسة آلاف ، ثم هدأت المذبحة قليلاً، ولكن ما حدث في اليوم التالي أعاد عجلة المذبحة إلى الدوران.

ذلك أن شجيرات الشوك البري أزهرت في غير أوانها في مقبرة للبروتستانت، فهلل الكهنة للأمر، وعَدُّوا الحدث معجزة وعلامة على رضا الله تعالى على ما يفعله الكاثوليك بأعدائه من البروتستانت.

ولما قُرِعَت أجراس الكنائس في باريس احتفالاً بالمعجزة، ظنت الجماهير الكاثوليكية المتعصبة أن هذا القرع دعوة إلى تجديد المذبحة، فاستأنفت القتل من جديد.

وفي تلك الأيام المرعبة أرسل الممثل البابوي في باريس رسالة إلى بابا روما قال فيها:

 " أهنئ قداسة البابا من أعماق قلبي على أن الله شاء أن يوجه شؤون هذه المملكة في مستهل بابويته توجيهاً غاية في التوفيق والنبل، وأن يبسط حمايته على الملك والملكة الأم حتى يستأصلا شأفة هذا الوباء (المذهب البروتستانتي)"

فأمر البابا بالاحتفال ، وسرعان ما أضيئت روما كلها، وأطلقت المدفعية من قلعة سانت أنجلو، وقرعت الأجراس في ابتهاج عارم، وحضر جريجوري الثالث وكرادلته قداساً كبيراً لشكر الرب على "هذا الرضا الرائع الذي أبداه للشعب المسيحي"، والذي أنقذ فرنسا والكرسي البابوي المقدس من خطر عظيم. وأمر البابا بضرب ميدالية خاصة تذكاراً لمذابح البروتستانت.

من تاريخ فرنسا الدموي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق