إنه لايفلح الظالمون..
عندما تمتلئ الأرض ظلمًا وجورًا، ويتفاقم جبروت أصناف الطواغيت في جنباتها.. ويتمادون في انتهاك كرامة النفس وحرماتها من روح ومال وعِرض .. فإياك..ثم إياك أن تحسب (مجرد حسبان) أن عين الله لا تراهم، أو أن عدله وانتقامه سوف يتخطاهم.. ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) [إبراهيم/٤٢]
★.. إذا كان ضحايا الظلم من المؤمنين المستضعفين لا يكادون يرون في ظالميهم ما يذهب الغيظ ويشفي الصدور في هذه الدنيا - إلا قليلا- فلابد أن يستحضروا أن قدر حياة الفناء الصغيرة الحقيرة العابرة بجانب حياة البرزخ الطويلة الغابرة؛ ضئيل هزيل، فوراء الدنيا حياة للظالمين في عذاب مقدور في القبور، قد يمتد لمئات أو ألاف السنين ، سيلقاه حتما كل الطغاة الفراعين ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر/٤٦]
★.. وبعد القبر وقيام الساعة يمتد عذاب من يستحلون ويشرعون ظلم المؤمنين لأبد الآبدين.. فهل تستوي معاناة المظلومين في عمر هو ساعة او بعض ساعة...مع شقاء الجبارين في قبورهم مسجونين إلى قيام الساعة ؟ ثم يدوم يوم تقوم؟ ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ) [الروم/٥٥]
★.. يموت كثير من أكابر الطغاة الظالمين على فُرُشهم ميتة الحمير دون عقاب ظاهر للعيان بنظر الإنسان.. كأمثال نابليون ولينين وأتاتورك وستالين وغيرهم كثير، ممن لايزالون مؤجلين من طواغيت الغرب والشرق، وغيرهم من أزلامهم وأذنابهم .. وحتى لو عُوقب بعضهم ببعض ذنوبهم ؛ فما كان ذلك ليشفي غليلاً أو يُذهب الحزن إلا قليلاً..
★- وهذا يدعو إلى التأمل أو إعادة التأمل في خطاب الوحي لأهل الإيمان ( أهل الإيمان فحسب ).. عندما يخاطبهم الله مبينًا لهم أن استحضار عقاب ظالميهم في الآخرة ؛ هو أكبر وأكثر ما يشفي صدورهم ويطفئ غيظ قلوبهم.. وليتأملوا هذه الآيات ليتذكروا.. كم هي قيمة دار الغرور بأسرها.. إذا قيست بدوام نفحات النار ولفحاتها ..
★ - ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) [ البروج / ١٠ ]
★ - (فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (٤٧ ) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(٤٨) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٤٩) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ (٥٠) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(٥١) [سورة إبراهيم]
★ - (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) [الكهف / ٢٩ ]
★ - ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ )[ الأنعام/ ٩٣]
★ - (وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ (٤٤) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ ۗ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ(٥٤) (الشورى)
★ - وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) [الزمر/ ٧٤]
★ - ( تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ )[الشورى/٢٢]
★ - إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )[ الشورى /٤٢]
★ - (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (٢٢) [السجدة]
★ - وهذا لا يمنع من التعبد بالترقُب والترصُد والتربُص بعاجل هلاك الفجار الظالمين في الدنيا قبل الآخرة.. (وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ) [التوبة/٥٢]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق