القرية الظالمة..!!
إذا كان العالم قد أصبح قرية واحدة - كما يقولون - فإن هذا ليس لمجرد التقدم المذهل في التقنيات، أو التسارع المفرط في عالم الاختراعات والاتصالات والمواصلات، ولكن أيضا لأن ذلك العالم صار قرية واحدة، تتحكم فيها حكومة جبرية عالمية، ذات فروع إقليمية ومحلية ..تمثل إدارة واحدة بإرادة واحدة..تأبى إلا أن تعادي دين التوحيد وأهله .. والعجيب في ذلك أن طغاتنا كأنهم قد دعوا العالم كله للتداعي علينا ، والتناوش والتناهس حول قصعتنا ( أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) (الذاريات/٥٣)
★.. الإدارة الدولية للقرية الظالم أهلها تناست أن إرادة الله فوق كل إرادة، ومشيئته تسبق كل مشيئة ، وجهلت أو تجاهلت أنه هو الْقَوِي الْقَهَّار، الْعَزِيز الْجَبَّار ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النُّور/٤٤].
★.. في زمان الغربة الذي نعيشه؛ تتوزع إدارات القرية الظالمة بين إرادات كفار وفجار ودعار من المنافقين معلومي النفاق، لكن الكفر الصريح هو عنوان ( الحكومة العالمية) للقرية الدولية، وخطاب الوحي يخاطب أمثال هؤلاء المكذبين بسنة الاستدراج والإملاء والإمهال..ولايهمل غيرهم من أحزاب الشيطان ..فاسمع كلام الله لهم وعنهم وفيهم..
★.. إنه - تعالى- يستدرج المكذبين للرسالة بعقاب في الدنيا يعقبه عذاب الآخرة ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِيّ مَتِينٌ ﴾ [الْأَعْرَاف١٨٢-١٨٣]
** ﴿ فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِيّ مَتِينٌ ﴾ [الْقَلَم/٤٤-٤٥].
** ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آلِ عِمْرَانَ:١٧٨]
** ﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: ١٦٩]
**﴿ إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا ،فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ [الطَّارِق/١٧].
★.. والله عز وجل يملي لظالمي هذه القرية :
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إِبْرَاهِيم/٤٢]
** ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [الْحَجّ/٤٨]
** وَقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِيُ لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هُود(١٢٢]» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
★★.. وهو سبحانه يمهل المنافقين المناصرين للنصارى واليهود على المسلمين ﴿ أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُون َ﴾ [التَّوْبَة/١٢٦]
** ﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التَّوْبَة/٥٥].
★★.. والله عز وجل يمتع الفجار المتكبرين المترفين؛ ويؤخرهم حتى حين
** ﴿ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾ [الشُّعَرَاءِ: /٢٠٦- ٢٠٨]،
** ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الْأَنْعَامِ/٤٤]
★★.. وهكذا يعامل الأتباع والأشياع المتواطئون مع الطاغين..
** ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [الْحَجِّ: ٤٨]
** ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )[الأعراف/٩٥,]
ثم خاطب الله تعالى أهل القرى كلها قائلا { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (٩٩) } [الأعراف]
أما المستضعفون فإنهم يستعجلون.. والله لايعجل بعجلتهم ، ولذلك لما شكا بعض الصحابة شدة الأذى في مكة قبل الهجرة ، طالبين من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم ويستنصر لهم ؛ قال:(والله لَيتمَّنَّ هذا الأمر... ولكنَّكم تستعجلون) رواه البخاري..
وقال فيما أخرجه أحمد وصححه الألباني :(ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر)
فاللهم اربط على قلوب المسلمين، حتى تريهم آياتك في أعداء الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق