معركة طوفان الأقصى بين إرادة الله… وبين إرادات البشر
المدخل
معركة طوفان الأقصى المشرّفة التي انطلقت على أرض غزة فلسطين في ساعات الفجر في يوم السابع من أكتوبر أي قبل سبعة وثلاثين يوما، لم تحدث طوفانا حقيقيا يسير نحو الأقصى المبارك محررا، ولكنها أحدثت زلزالا حقيقيا زلزل الوضع الدولي والإقليمي والمحلّي، وعرّى المشاريع والكيانات السياسية القائمة، وهي محطّة وسنّة في الفرز لازمة في طريق النّصر.
لقد حقّق مجاهدونا الأبرار بطولات يندر وقوعها في التاريخ البشري والعسكري بالنظر إلى موازين القوة القائمة وغير المتكافئة، وكان ذلك في اليوم الأول من المعركة وفي خطة الهجوم المحكمة، ثم أعقبها ست وثلاثون يوما –حتى كتابة هذا المقال- نحن فيها من يموت ونقتل ونذبح ونشرد ونجوع ونعطش، حتى بتنا نصرخ في كل محفل أن أوقفوا القتل وأوقفوا الحرب قبل أن يهلك من بقي من قومنا صامدين ومن بقي من مجاهدينا الأبرار مرابطين يذودون بأرواحهم في مقارعة مع عدو جبان ينال من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا من الجوّ وهو في مأمن، في ظل تخاذل عربي رسميّ وتواطؤ غربي غير إنساني وغدر إيراني وقح وإدارة أمريكية متوحشة للمعركة!
فما الذي أردناه وما الذي تحقق وما هو السبيل؟
رؤية وإرادة وخيار المقاومة الفلسطينية عند التيار الوطني والإسلامي في فلسطين
من نافلة القول أن قيادة المقاومة الفلسطينية سواء في حركة حماس أو الجهاد أو ألوية الناصر صلاح الدين أو كتائب شهداء الأقصى تقف على ثغر عظيم من ثغور المسلمين في فلسطين، وهي معنية بتحرير الأقصى المبارك وعموم الأرض المباركة فلسطين، وازالة الاحتلال الصهيوني الذي يستهدف عموم الأمة ودولها وشعوبها،والذي قرر الغرب معه ومن خلاله أنيتّخذ من فلسطين قاعدة لأعماله العسكرية والسياسية التي تسعى للنيل من عموم الأمة وتحطيم مشاريعها النهضوية واحدة تلو الأخرى.
وإذا كان أهل كل دار من الديار وكل شعب من الشعوب، يقاتل لأجل قضيته، فان الله قد اختصّ أهل الأرض المباركة وساكنيها بأن يقاتلوا لأجل الأمة جمعاء ولأجل قضايا المسلمين عموما، وهذا فضل الله يختصّ به من يشاء.
لقد وعت القيادات الفلسطينية الصادقة منذ زوال الخلافة الإسلامية أن قضية فلسطين مختلفة ومتميّزة عن كل قضايا العرب والمسلمين باعتبار أربع جوانب تميّزها عن غيرها:
1- وجود المسجد الأقصى المبارك على أرضها.
2- حجم الإرث القرآني والنبوي والوعود الربانية المرتبطة بها.
3- تمركز المشروع الصهيوني الغربي المعادي لمجموع الأمة وثقافتها ودولها وشعوبها على أرض فلسطين .
4- موقعها الجيوسياسي الذي يقع في قلب العالم العربي والإسلامي، ويتوسّط جناحي الأمة وساحتيها الفاعلتين في كل حقب ومراحل الصراع لاسيّما مع الصليبيين، وهما إقليم الشام الكبرى في قارة آسيا وأرض الكنانة المصرية في القارّة الإفريقية.
الخلل الأول والعتيق
رغم الرؤية الواضحة والجليّة لخصوصية القضية الفلسطينية وارتباطها بالأمة سواء باعتبارها الثقافي الشرعي والمرتبط بالأقصى، أو باعتبارها السياسي لعداء المشروع الصهيوني الغربي لعموم الأمة ونيله المتتابع منها في كل جغرافيا المنطقة، أو باعتبارها الجيوسياسي الذي تتوسّط فيه أرض فلسطين بين آسيا وأفريقيا وتتمركز في قلب العالم الإسلامي وجناحيها العظيمين مصر والشام.. رغم كلّ تلك الحقائق التي تجعل قضية فلسطين قضية أمة لا تنفك عنها إلا أن التيارات الفلسطينية المقاومة سواء في الاتجاه الوطني أو الاتجاه الإسلامي وقعت في خطأ قاتل يكفي لوحده أن يزهق أرواح الفلسطينيين جيلا تلو جيل دون أن يحقق النصر، ومهما أنجز من بطولات يذهل أمامها المرء فإنها ستبقى بطولات فريدة لا تجلب نصرا ولا تبني خطوات تراكمية تقرّبنا منه مهما زاد عدد الشهداء ومهما تعاطفت معنا شعوب الأرض!
التيّار الوطني الفلسطيني
لقد انتهج عميد التيار الوطني الفلسطيني ياسر عرفات -رحمه الله- منهجا يبرز فلسطينية القضية الفلسطينية، بعد أن انسجم مع جمال عبد الناصر في عروبية القضية الفلسطينية مستوليا عليها ومحيّدا للعالم الإسلامي عن التدخّل فيها، وما لبث العرب أن شكّلوا منظمة التحرير الفلسطينية لتكون الممثل الشرعي والوحيد حتى أصبحت القضية الفلسطينية قضية عصبوية فلسطينية لا يقرر فيها ولا يتحدث عن خياراتها ومساراتها المتبنّاه إلا الطرف الفلسطيني لا شريك له!
ورغم أن التيار الفلسطيني الوطني خاض نضالا تخلّلته معارك وبطولات سطّرها التاريخ –وهي لا تقلّ في زمانها عن روعة البطولات الحالية في معركة طوفان الأقصى- في جغرافيا متعدّدة وتواريخ متباعدة، ثم انتهى إلى تفكيك قواه العسكرية المتعاظمة في أرض لبنان وإخراجه من بيروت في حالة خذلان عربي فظيع وتواطؤ دولي مريع، إلا أنه لم يقم بإجراء مراجعة تجربته ولا بتصويب مساره، بل انتقل من قصور في رؤيته وخياره إلى خلل وإثم فظيع، وذلك حين انتهى إلى عقد اتفاق خياني مع الإسرائيليين في أوسلو، وهو الاتفاق الذي تدفع كل فلسطين استحقاقاته قتلا وتشريدا وإفقارا وسجنا وهدما وسرقة متعاظمة للأرض، ويدفع الأقصى نتيجته قضما وتغوّلا، فيما المقاوم الوطني القديم يجلس على طاولة التنسيق مع القاتل والمحتلّ!
التيّار الإسلامي الفلسطيني
منذ انطلاقة العمل الجهادي في فلسطين بمرجعيّته الإسلامية على أيدي فتحي الشقاقي -رحمه الله- ورفاقه الأوائل، وبعد أن أجرى تنظيم الإخوان المسلمين(فرع غزة) مراجعته الفقهية الشرعية وغير اجتهاده الذي كان يرى عدم جواز قتال اليهود الغاصبين إلا تحت راية إمام المسلمين، وبات يرى مشروعيّة قتال المحتلّين، فأنشأ تنظيما فلسطينيا مجاهدا أطلق عليه اسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، منذ ذلك الحين استردّ الشعب الفلسطيني عافيته بعد أن وصل إلى هاوية خطرة في اتفاق أوسلو اللعين على أيدي قيادات التيار الوطني الفلسطيني ممثلا بأكبر الفصائل الوطنية وعمود منظمة التحرير وهي حركة التحرير الوطني فتح.
منذ تلك اللحظة وفي نهايات ثمانينيات القرن المنصرم بدأ التصويب الإسلامي للمسار الفلسطيني، لاسيّما وقد زاده زخما تبنّي الإخوان المسلمين للخيار القتالي الذي تفاعلت معه الحركات والشعوب في أصقاع الأرض، كما هرع إليه عموم أبناء الشعب الفلسطيني –حتى أبناء فتح- في ظلّ السقوط الوطني في فخّ التسوية السياسية مع الصهاينة، والتي زادها فحشا تنصّل الراعي الأمريكي الضامن للمفاوضات وتركه لعرفات لقمة سائغة في فم الذئب الإسرائيلي الذي قتله.
ورغم أن حركة حماس اختارت اسم الشيخ السوري عز الدين القسّام باعتباره أوّل وأبرز من قاد الجهاد ضد الانجليز المحتلين والعصابات الصهيونية التي جلبها الانجليز لفلسطين، واستشهد وهو ابن جبلة السورية في أحراش يعبد قضاء جنين بالضفة الغربية، إلا أن حركة المقاومة الإسلامية حماس سريعا ومنذ بدايتها وقعت فيما وقع فيه ياسر عرفات (الخطأ الأول والعتيق) حيث تبنّت مسارا قتاليّا فلسطينيّا محصورا بفلسطين والفلسطينيين، داعية الأمة بأن تقوم بواجبها نحو فلسطين والأقصى في حدود الدعم المالي للمجاهدين، مطمئنة للنّظام العربي الرسمي بعدم مدّ جسورها في منحى الصراع العسكري نحو شعوب المنطقة لاسيّما دول الطوق المحيطة بفلسطين، وهي اليوم مستغربة ومندهشة لعدم قدرة الشعوب العربية الثائرة في الشوارع العربية في محيط فلسطين من المشاركة القتالية في معركة طوفان الأقصى والتحرير!
والحقيقة التي يمكن الوقوف عليها أن هناك سببين لوقوع حركة المقاومة الإسلامية حماس بالخلل الذي وقع فيه ياسر عرفات والتيار الوطني عموما، أحدهما سبب مشترك بين التيار الوطني والإسلامي، والآخر مختلف ومنفصل:
السبب الأول والمشترك:
أن حركتي فتح وحماس استهدفتا تحقيق مكسب السلطة والحكم في سياق مسيرة التحرير وفي ظلّ المحتلّ ! وهما أمران لا يجتمعان عند من يعي معنى مشروع التحرر الحقيقي وانتفاء سويّته في ظل مشاركة سياسية في ظل المحتل وعلى أرضيته، وذلك لأجل تحصيل مكاسب سلطوية تتناقض كليّا مع مبدأ ومسار التحرير!
السبب الثاني والمختلف:
أن حركة حماس باعتبارها ذراع تنظيم الإخوان المسلمين، ورثت من التنظيم معضلة منهجية حقيقية في منهج وسلوك التغيير الذي تتبنّاه الجماعة في كلّ فروعها وأقطارها، وهي القطرية البغيضة، حيث يتبنّى التنظيم الأم مبدأ العمل القطري في بعده المنهجي وليس في بعده الإداري، وهو ما يبيح لذراع التنظيم -وفق رؤيته القاصرة- أن يقيم تحالفات سياسية مع أعداء الأمّة وفق مصالح قطرية سواء في مرحلة اليسر أو العسر، وسواء في وجود الضرورة أو انتفائها طالما يجلب مصلحة ومنافع للتنظيم، حيث تشهد على ذلك علاقة حماس مع ملالي طهران التي بدأت بعد ثلاث سنوات من انطلاقتها سنة 1987، والتي تعززت بمكتب رسمي لها في طهران بعد خمس سنوات من انطلاقتها 1992، والتي شرعنتها زيارة الشيخ أحمد ياسين -رحمه الله- لطهران عام 1998 ، وكلّ تلك الخطوات سبقت مرحلة الضرورة المزعومة والخذلان الرسمي للنظم العربية، والمستخدم في سياق تبرير وتسويغ التحالفات الخاطئة مع عدو ومحتل!
أعود فأقول أن التيار الإسلامي الفلسطيني ممثلا بحركتي حماس والجهاد بدأ تصويب المسار الفلسطيني الذي انحرف وهوى في قاع سحيق على يد قيادات فلسطين الوطنية في حركة فتح ومنهم أبو مازن محمود عباس المنسجم مع ياسر عرفات في جذر خطوة التطبيع الآثمة، بغضّ النظر عن إيقاع المواقف وشكل التعاطي واختلاف الأسلوب وقوة الخطاب.
ولكنّ التيار الإسلامي الفلسطيني لم ينج من الخطأ الأول والعتيق حين غاب عن وعيه –بقصد أو بدون قصد- عن حقيقة أن فلسطين قضية أمة لها استحقاقاتها في كلّ المناحي وليس فقط في منحى التبرع المالي، بل حتى البعد القتالي والعسكري والجهادي الذي يستهدف الصهاينة المحتلين، لاسيما وفلسطين لم تتحرر في تاريخها من داخلها، ولا يكفي إعداد أهلها مهما بلغ لأجل تحريرها بمعزل عن أمتها عند أي عاقل ومدرك للتاريخ!
الكارثة الكبرى
وحين تعاظمت قوة الفلسطينيين ونهضت الأجيال الشبابية الرافضة لمسار التطبيع، وحين تعاظم تغوّل العدوّ الإسرائيلي وباتت المقاومة متصاعدة –وهذا فضل من الله عظيم- لم تسلك المقاومة الفلسطينية قبلتها الصحيحة باتجاه أمتها وشعوبها المسلمة المتحرقة لأجل القتال في الأقصى، ولم تمدّ جسورها نحو شعوب الأمة وحركاتها السياسية وتنظيماتها الحركية لتأخذ دورها في عملية التحرير، فهذا يتعارض مع هدف تحقيق السلطة، بل ذهبت من جديد وبشكل عميق لطهران وأعلنت عن مشروعها (وحدة الساحات) الذي يجمع المؤمنين المجاهدين مع قتلة الموحدين وهادمي بيوت الله وهاتكي أعراض بناتنا وقاتلي علمائنا الربانيين في كل محيط فلسطين!
إرادة الله جلّ جلاله
هو العظيم سبحانه لا اله إلا هو ولا شريك له ولا قوي غيره يقدّر الأمور كيف يشاء ولا يختار لعباده الصادقين إلا الخير.
قدّر الله سبحانه وتعالى غير ما قدّره عباده المسلمين، وغير ما أراده عبيده الكفرة والمنافقين والمحاربين.
وبغضّ النّظر عن الرواية الحقيقية الكاملة –غير المنقوصة- لمعركة طوفان الأقصى المشرّفة، وحقيقة علاقة إيران بها والتي يتفق على نفيها الأمريكيون والإسرائيليون والإيرانيون وقادة حماس السياسيين -والذين أخالفهم جميعا في هذا-، إلا أن الذي قرّر المعركة ورفع سقفها للدرجة القصوى لم يكن أرعنا بلا عقل ولا مسؤوليّة بل راهن وعوّل كامل التعويل على إيران وفروعها في الساحات التي حدّدها منذ شهور عديدة ونطق بها علنا في مواقع كثيرة بعض قادة حماس لاسيما في لبنان.
وهنا يجب تقرير حقيقة خلل منهجي سياسي وعسكري عند حركة حماس، التي نسجت قنواتها وبنت جسورها العسكرية مع إيران ومحورها وفروعها في الساحات، رغم أن إيران نجحت في تفريغ محيط فلسطين القريب والمتوسط من أهل السنة الثائرين ، فيما ابتعدت تماما ومنذ نشأتها عن نسج خطوط قتالية وجسور تنظيمية وسياسية مع حركات وتنظيمات وشعوب المنطقة لتطمئن الأنظمة العربية أنها لا تتدخل في شؤونها مطلقا ولا تتدخل في شؤون الآخرين!
كما يجب هنا تحميل المسؤولية عن حجم أنهار الدماء النازفة والبيوت المهدّمة والعائلات التي أبيدت أو شرّدت لإيران اللعينة التي سلّحت ودرّبت وسمّنت المقاومة ثمّ أسلمتها لإسرائيل المعتدية وأمريكا التي تدير المعركة والمنطقة.
قدّر الله وشاء غير ما أراده وقدّره البشر …
فلو أن إيران دخلت في المعركة –كما راهنت وعوّلت وأرادت قيادة حماس والجهاد- وحرّرت فلسطين أو أزالت كيان إسرائيل كما روّجت في سرديتها الممتدة من مشارق الأرض إلى مغربها، لكفر نصف أهل الأرض ولتشيّع النصف الآخر، ولضيّع دين الله وغابت ملّة إبراهيم وطمست حقائق الدين!
ولو أن النظم العربية الفاجرة والكافرة كنظام السيسي والطواغيت ابن سلمان وابن زايد وبشار وابن حسين ومن لفّ لفّهم استجابوا لنداء العلماء الغيورين للنفير نحو فلسطين وتحرير أقصى المسلمين، لفتن الموحدون وكفر جلّ أهل الأرض، ولضيّع دين الله وغابت ملّة إبراهيم وأقيم حكم الطاغوت في الأقصى وفلسطين!
أرادت القيادات السياسية شيئا -عن صدق وإخلاص- وأراد الله شيئا آخر، وأراد العلماء والدعاة المصلحون شيئا -عن غيره وصدق- وأراد الله شيئا آخر، وإذا كان بنو قومي عن مصلحة حفظ الدين مغيّبون، فان الله أراد لدينه أن يحفظ ويبقى ناصعا جليّا نقيّا لا تلوّثه تحالفات آثمة ولا مراهنات مختلّة ولا دعوات في عير الاتجاه الصحيح.
نعم لقد حفظ الله نقاء دينه رغم أنف القائمين، وذلك بفضل الدماء الزكية التي نزفها المجاهدون الصادقون الأبرار لتكون كلمة الله هي العليا في أرض غزة العزة وفي كل أرض فلسطين، ولتنجو الأمة من مكر وخبث وكفر الأنظمة العربية وتنجو من مآلات المشروع الإيراني المخادع واللئيم.
واذا أرادت الأنظمة العربية ونظام ملالي طهران أن تكون كلمة الله هي السفلى، فقد أراد الله أن يحفظ دينه ونقاء توحيده لتكون كلمة الله هي العليا، فكانت دماء المجاهدين الأبرار التي نزفت على أرض غزة -ولم يتوقف نزيفها مطلقا في القدس وجنين ومدن الضفة- سببا لتفاعل شعوب العرب والمسلمين مع قضية الأقصى باعتبارها مسألة عقيدة ودين تنتمي وتخصّ أمة الموحدين وليست محصورة أو محدودة بالفلسطينيين.
لم يعط الله سبحانه -وهو العظيم- ولا سهما واحدا في معركة طوفان الأقصى المشرّفة للنظام العربي الطاغوتي، بل عرّاه أمام شعبه حتى بات خائنا جليّا وعميل، وحرمه من نيل كرامة الأقصى وفلسطين، وكيف لا وهو ينحر عباده الموحدين ويسجن ويقتل علماءه ودعاته الصادقين، ويسرع في نشر الرذائل في كل بيت وناحية.
لم يدع الله سهما واحدا لملالي إيران القتلة المجرمين في معركة طوفان الأقصى المشرفة، بل فضحهم وأخزاهم وكشف غدرهم بالمسلمين ومنعهم من ركوب موجة القدس، بل أسقطهم في أعين الأمة والشعوب الغافلة، وإذا لم تكن دماؤنا في العراق والشام واليمن كافية لتكشف غدرهم وتفك علاقتهم بقضية المقاومة والجهاد في فلسطين، فان أنهار الدماء الفلسطينية النازفة وبيوتهم المدمرة ومرارة حياتهم القادمة سبب سيجعل شعب فلسطين يسقط كلّ من يرتبط بإيران ومحورها اللعين!
سؤال في جوهر الدين: هل النصر من عند الله حقا؟
نعم هو من عند الله وهذا يقين الموحدين، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة الأنفال الآية 10.
ولأن النّصر من عند الله كان باديا في معركة طوفان الأقصى المشرّفة، فقد مكّن المجاهدين الصادقين الأبرار من رقاب اليهود المحتلّين وقذف في قلوبهم الرعب حتى رأوا الموت بأعينهم وهم ينظرون.
ولأن النّصر من عند الله فقد أظهره الله في معركة طوفان الأقصى المشرفة حين أسقط قيمة وأسطورة العدوّ الإسرائيلي وجعله مكشوفا أمام العالمين، وظهر للأنظمة العربية المطبعة الخائنة أنها تطبّع مع بيت العنكبوت ليحميها حسب تقديراتها وظنها من غزو قريب!
ولأن النّصر من عند الله فقد أسقط الله -نتيجة لدماء المجاهدين الزكية الصادقة- قيمة وأسطورة الغرب الديمقراطي الإنساني الذي يسعى لفرض نفسه ونظرياته وقيمه، وما لبث علمانيّو العرب يروجون له ويدعون لنظرياته ويأمرون الناس بتبنّي قيمه، ويسعون لتغيير دساتير المسلمين وتطويعها لمفاهيم الغرب المتحضّر الذي يزعم أنه يلتزم بالقيم ويقيم العدل ويعلي من شأن الإنسان وحريّته! ففضحهم الله بألسنتهم وذلك حين فقد كل رؤساء الدول الغربية وحكوماتهم وعيهم أمام بطولات المجاهدين وقتال المؤمنين، فاختلّ توازنهم وسقطوا أمام شعوبهم أولا وأمام العالمين ثانيا بسبب تصريحاتهم وخطواتهم المتوحشة وغير الإنسانية والعارية عن القيم والعدل، بل ان القيادة الأمريكية رمز تمثال الحرية والمتشدّقة بالديمقراطية ونصرة المظلومين أمعنت في تصريحاتها التي تحضّ على القتل السريع والمميت والساحق للأطفال والنساء وليس فقط للمقاتلين، الأمر الذي ألّب شعوبها عليها ولم تعد تنفعها تصريحاتها الجديدة بعد أن عادت لوعيها ودورها الماكر والمنافق والذي لم يوما يكن خلاف ذلك في أي حقب من حقبها وتجاه أي قضية من قضايا العرب والمسلمين.
ولأن النّصر من عند الله فقد تجلّت أقدار الله في معركة طوفان الأقصى التي شرّفتها الدماء الزكية النازفة وأرواح الشهداء الصاعدة، فصرفت عن أقصاها وفلسطين المتردية والنطيحة والنظم العربية اللعينة وحزب الشيطان والحوثي اللعين والحشد الشعبي العراقي القاتل اللئيم وملالي إيران الكهنة المجرمين بحقّ الأمة والدين.
دلالة الإيمان بأن النصر من عند الله
يقول سبحانه وتعالى ( كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) سورة المجادلة الآية 21.
لا يشكّ مؤمن موحّد بأن الله ناصر عباده المستضعفين، ولا يشكّ موحّد بأن نصر الله قادم ووعده متحقق مهما طال الزمن سواء شهده أم لم يشهده.
ولأنّ النّصر من عند الله وحده، ولأنه متعلّق به سبحانه، فان تحقّق النصر لا تحول دونه ولا تمنع وجوده وفعله قوة الباطل ومعسكره مهما تعاظمت قوته وبطشه وجبروته، ولو لم يكن كذلك لما كان النّصر من عند الله ولا مرتبطا به -تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا-.
انّ هذا المعنى يدفعنا للتوقّف كثيرا أمام حقيقة غابت عن كثيرين، لاسيّما في ظلّ نظرنا وتركيزنا المتواصل للمعسكر الآخر ولأطراف الباطل والخذلان والغدر والخديعة التي نالت من دمائنا وأهلنا وديارنا وأيقظت فينا آلاما كثيرة وقروحا مؤلمة وكبيرة.
لقد علّق الله النّصر باستواء عباده على الصراط المستقيم، وجعل سقطاتهم في الطريق سببا لتأخّر النّصر، أما أن حادوا عن الطريق فذلك سبب لزوال النّصر مهما كانت في معاركهم من بطولات كبيرة ونفوس راقية وقلوب لله متجرّدة.
ولأن سنن الله قد قضت بذلك حتى سرت على الأنبياء والمرسلين، فقد أنزل الله آياته معاتبا ومقرّعا ومصوّبا لصحابة رسولنا الكريم ومن هم بالجنّة مبشرين، وذلك في غزوات ومعارك عظيمة شهدها أفضل الخلق نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلّم وهو المؤيّد من الله سبحانه، فهل نعي تلك الحقيقة الإيمانية والسنّة الإلهية في النصر والتمكين ونعيد المراجعة وننقد أنفسنا في كل جوانبنا الفكرية والمنهجية والسياسية؟ أم نتوقف أمام وعند بطولات وفداء شبابنا المضحّين الأبرار ونروّج للعالمين أنفسنا وحركاتنا وتنظيماتنا وقياداتنا وننزّهها عن القصور والخطأ والتسبب بالهزائم والخسران؟
النقد الواجب والمراجعة اللازمة وموقف العلماء الأصيل
لن تفلح أمّة ولن تنجح حركة ولن يستقيم مسار التغيير في الأمة دون انقياد خلف رؤية شرعية سليمة، وفهم واقعي عميق ومنضبط بمعايير الدين، يكون على رأسه علماء ربانيّون عن العصبيّة التنظيمية والجهويّة متنزهون، ولعموم أمتهم منحازون، وبقضايا أمتهم مهمومون ومنشغلون، وهم هؤلاء ورثة النبيين المقصودون.
لقد جانب الصواب بعض الدعاة والعلماء المتعصبين والخفيفين الذين طاشت عقولهم في أول يوم من أيام المعركة المشرفة على أرض غزة فلسطين حين أبدعت سواعد المجاهدين قطفا في رؤوس المحتلّين، ثم ما أن بدأ الهجوم الأمريكي الغربي الصهيوني الإسرائيلي في الأيام التالية وحقق فينا أنهارا من الدماء وجعل غزة تبدو غروزني فلسطين، حتى بدأت بعض تلك الأقلام تكتب أوراقا وكتب بعضهم مؤلفا يتحدّثفيه عن بدهيّة وضرورة وسيرورة قتل المدنيين واستشهادهم اللازم في معارك التحرير!
موقف لاشك عليل ومعتلّ في النّظر الشرعي وميزان القيم السوي، فالإسلام شرعة لم تأت إلا لتحفظ الدماء، وموسى عليه السلام لم يبعث إلا مخلّصا لعباد الله من ظلم وبطش فرعون الذي استحلّ الدماء، وقتل المسلم لا يجوز ولا يعتبر فيه الإكراه، وكثير من الأحكام والآيات والأحاديث التي بيّنت قيمة وحرمة الدماء حتى جعلتها فوق حرمة بيوت الله ومساجده الحرام.
وأزعم أنه لو كان على رأس معركة طوفان الأقصى أيمن الظواهري –الذي لا أتفق معه منهجيّا رحمه الله- وتسبب في قتل هذا العدد من نساء وأطفال المسلمين في غزة وعموم فلسطين، لقامت تلك الأقلام وهذه الألسن لتتّهمه بالاستخفاف بدماء المسلمين وعدم الرشد وانتفاء السوية، وأصدرت كتبا وبحوثا علمية تستشهد بالقرآن الكريم وتستنطق السنة والسيرة النبوية لتثبت حجم خطئه وعظيم جرمه في حق شعب فلسطين والأمة!
لا أقول هذا إلا بقصد الإشارة إلى غياب حقيقي لدور فاعل لعلماء الدين الربانيين، فالقائم الآن هو شيوع دور الدعاة الطيبين –الدراويش- وعلماء التنظيم المروّجين، ولن تنجو الأمة وتخرج من عثراتها وتتجاوز أخطاءها المرحلية إلا بدور مختلف وصوت مختلف ومنهج مختلف ونفسية شجاعة وجريئة ومختلفة عن الرائجين، حتى يكون هناك نظر وتدبّر ومراجعة بالمعنى القرآني الذي جسّدته آيات كثيرة في معارك وغزوات النبي صلى الله عليه وسلّم، والتي اعترتها أخطاء من خير الخلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم صحابة كرام معدّلين، فكيف السبيل؟
التمييز والتفريق اللازم في سياق الفهم والنّقد الواجب
لابدّ من التفريق بين مكونات ثلاثة في المشاريع الإسلامية وعلى وجه الخصوص في التجربة الفلسطينية المريرة.
أولا: المكوّن الجهادي
أبدع المكوّن الجهادي والقتالي في فلسطين في كلّ حقبه التاريخيّة، حيث لم تخل الديار المباركة في فلسطين في أي حقبة من حقبها من مناضلين ومقاومين ومجاهدين منذ زمن الاحتلال الانجليزي لفلسطين وبعد أن حلّ الصهاينة اليهود الغاصبين وحتى يومنا هذا، سواء في الفترة التي اعتلا فيها سدة فلسطين الوطنيين أم الإسلاميين، فثقافة الشعب الفلسطيني واحدة وهي مرتكزة وقائمة على معاني القرآن الحكيم وسيرة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وان ما يراه الناس اليوم في غزة والقدس ومدن الضفة، قد رآه ورواه غيرهم من آبائنا ومشايخنا ومجاهدينا الثقات الصادقين في فلسطين وتواتر عن كثيرين وحفظت كثيرا منه الذاكرة الفلسطينية سواء المحكية والمنقولة من جيل الى جيل أو المدونة في الموسوعات والكتب الفلسطينية الكثيرة والمحفوظة.
لقد أبدع المجاهدون الصادقون الأبرار في معركة طوفان الأقصى حتى أدهشوا العالمين، ورفعوا سقف الأمة عاليا، وأعادوا للناس ثقتهم بتاريخهم والأمل بمستقبلهم، بعد أن دكّوا حصون الباطل وأنهوا أسطورة القوة التي لا تقهر في إسرائيل، بعد أن باتت تقهر وتذلّ وتداس في عقر ديارها وقلب مستعمراتها وداخل ثكناتها؟
ثانيا: المكوّن القيادي
لقد حظيت فلسطين بقيادات عظيمة ومضحية، ولكنّها كانت دائمة قاصرة في جانب من جوانبها التي تؤخر النصر وتعرقله، فعنوان الدين لا يكفي وحده ليجلب النصر، بل الفهم العميق والموقف السديد من الناحية الشرعية والسياسية والأخلاقية شرط لازم لنجاح تلك القيادة -وأي قيادة- لاستثمار دمائنا النازفة في مسيرة تحرير حقيقية وتراكمية، وليست هدرا مكرّرا للدماء، أو كمّا مهولا من التضحيات لا يكافئ مطلقا حجم الثمرات المجنيّة، أن ما يميّز القيادات عن القواعد هو وعيها العميق وسويّتها على الصراط وثباتها أمام الأنظمة والطواغيت وزخرف الدنيا، ولا يجوز في حقّها أن تجرّب بدماء النّاس معوّلة على أوهام، ثم تبرر حجم خسائرها والقتل والتدمير الكبير باستحقاق معارك التحرير لتخفي خطأ اجتهادها وسوء فهمها!
أن التعامل القائم في فلسطين ومسارها التحرري والذي يجعل قيمة وحرمة الدماء أقل من قيمة المسجد الأقصى المبارك هو تعامل غير سويّ ولا هو شرعيّ، فالقائد الذي يتحمّل أمانة الدين والعرض والأرض والدماء يستهدف تحقيق أهداف سياسية حقيقية لصالح القضية في المعارك التي يختارها والتي لابدّ أن تسقط فيها الدماء الزكية، دون استخفاف بحرمتها والتغطية على أخطائه المرحليّة هروبا من الحساب، فهل ستحظى فلسطين بقيادات ربانية تعيد قراءة التجربة وتقبل النقد وتنقاد للنصح وتصحح مواقفها وسياساتها وتقلع عن مقولاتها الهشّة وأوهامها المكلّفة، وتعيد مدّ جسورها في الاتجاه الصحيح خارج المعادلة القطرية وبعيدا عن حلفها مع محتلّي عواصم بلاد المسلمين وأعداء الأمة والدين؟ هذا ما يتمنّاه كل مسلم وان تحقّق فهو من بركات معركة طوفان الأقصى وتضحيات رجالها الصادقين بإذن الله.
ثالثا: المشروع بين الشكل والمضمون
أن خصوصية القضية الفلسطينية التي تجعل شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية مستعدّة للتضحية والبذل من أموالها وأنفسها وديارها واستقرارها وأمنها هو أنها قضية إسلامية بامتياز وجزء من عقيدة المسلمين، كما عبّرت عنها رحلة الإسراء والمعراج وكما يعبّر عنها الأقصى المبارك الذي يرتبط به ويعظّمه كل موحّد لله ومؤمن به.
لذلك فان عنوان الدين هو أكبر وأقوم عنوان للمسار الفلسطيني الواجب من حيث الشكل والمضمون، وهو ما يستوجب أن تكون المشاريع الفلسطينية التحررية مرتبطة بشكل حقيقي وكامل بعموم الأمة، بحيث تعطيها الحق والفرصة في تحمّل دورها الإسلامي تجاه فلسطين في كل منحى من مناحيها، ابتداء بالدعاء وانتهاء بالقتال، من خلال مدّ جسور فلسطين مع الشعوب العربية والإسلامية الثائرة والصبر عليها والتفاعل مع قضاياها، بديلا عن الحلف مع أعداء الله الملالي الإيرانيين الذين صادروا حقّ ودور الأمة في فلسطين، لاسيّما وأن فلسطين لم ولن تتحرر في تاريخها من داخلها بل كان دور ساكنيها دائما هو التصدي للمحتلّ ومنعه من التوسع وتحريض المؤمنين على القتال، وهو الفهم الذي يجب أن يضبط إيقاع وشكل وسقف المعارك في فلسطين حتى تتصحّح أوضاع الأمة في محيطها لاسيّما اللصيق.
ان مضمون المشروع المنسجم مع شكله، يقضي بأن يكون لأي مشروع تحرري صحيح هدفين رئيسيين هما، تحرير فلسطين من المحتلين، واقامة شرع الله والتمكين لدينه وحكمه، وهو ما لا يستقيم مع حلف عدوّ يمتلك مشروعا كامل الأركان لهدم الدين وطمس حقائقه وقتل أهله وعلمائه.
ومع معركة طوفان الأقصى المبارك وبعدها لابدّ للخروج من التيه الفلسطيني القائم من إعادة النّظر في المشروع الفلسطيني من حيث شكله ومضمونه، حتى ينسجم ظاهره مع باطنه ومضمونه، ويترجم صدقيّته بفعل وخطوات سياسية تحقق مكاسب حقيقية –وليست موهومة- في صالح فلسطين بحيث لا تصطدم ولا تتعارض مع مصالح الأمة والدين .
الخلاصة
من نافلة القول أن معركة طوفان الأقصى معركة مشرّفة تعبّر عن رصيد الأمة الحيوي وإيمانها العميق، كما تعبّر عن حقائق غابت عن كثيرين في طبيعة الصراع القائم وجوهره العميق، وكما فضحت مشاريع الباطل ومحاوره الدولية والإقليمية، فبيّنت جوهر وحقيقة المشروع الغربي الصهيوني الذي تقوده أمريكا، كما كشفت عن استخدام المشروع السياسي الإيراني للمسألة الفلسطينية بعد أن غدرت بشعبها وفصائلها والمجاهدين، وتسبّبت في حجم الموت والدمار الذي أوقعه الإسرائيليون بأهل غزة خصوصا وأهل جنين والضفة والقدس عموما، كما عرّت النظام العربي الرسمي وزادت الفجوة القائمة بينه وبين الشعوب.
ومع أن معركة طوفان الأقصى الحالية لن تحرر الأقصى المبارك، والذي لا تزال أمامه استحقاقات على رأسها تصحيح أوضاع الأمة باعتبارها المحرر الحقيقي لأقصى المسلمين، الا أنها أحدثت زلزالا حقيقيا كشف عن هشاشة الباطل وقبح مشاريعه، وهي خطوة ومرحلة لازمة في طريق استحقاق النصر المبين.
لكن التركيز الكبير على معسكر الباطل المتمثل في الغرب وإسرائيل وإيران والنظام العربي الرسمي، لا ينبغي أن يجعلنا نغفل عن حقيقة أخطائنا المنهجية والحركية والسياسية التي وقعنا فيها وهي سبب في تأخير النصر.
ولأن النصر من عند الله وليس من لدن سواه، فان تعاظم القوة في معسكر الباطل ليست سببا في زوال النصر بل ذلك من مقتضيات إبراز الحق المنتصر، وان سبب تأجيل وتحقيق النصر هو خلل في التصور والتفكير وقصور في الإعداد واضطراب في المسار، وهو ما يوجب علينا المراجعة الجادة والنقد النزيه اقتداء بمنهج القرآن الكريم في نقده ومراجعته لكل إخفاق حصل مع الصحابة رضوان الله عليهم في غزواتهم ومعاركهم والنبي المؤيد من الله بين ظهرانيهم.
لا شكّ أنه دور العلماء الربانيين الذين يتنزهون عن العصبية الحزبية والجهوية والقطرية، والذين ينحازون لمصالح عموم الأمة ويحفظون دين الله ونقاء التوحيد في كل اجتهاداتهم وأقوالهم الشرعية وخطواتهم السياسية.
رحم الله شهداءنا المضحين، وثبت الله شعبنا المناضل والمسكين، وعزّز الله مجاهدينا الأشاوس الميامين، وأصلح الله أوضاعنا وأوضاع المسلمين، حتى يتحقق تحرير أقصى المسلمين كما حقّقه الناصر صلاح الدين .
ما قلته من حق فمن الله وما أخطات فمن نفسي ومن الشيطان وأستغفر الله .
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 13-11-2023 في اليوم السابع والثلاثين من معركة طوفان الأقصى المشرفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق