جاهد مع أهل غزة.. وإن كرهت!
د. حاكم المطيري
قال النبي ﷺ لمن جاء يبايعه على الإسلام وأبى البيعة على الصدقة والجهاد، خشية القتال وكراهية الموت وذهاب المال، فقال له النبي ﷺ: (لا صدقة ولا جهاد فبمَ تدخل الجنة)!
فالجهاد بالنفس والمال والرأي والكلمة مما تكرهه النفوس لما فيه من جهد ومشقة ولما يترتب عليه من تلف للأرواح والأموال وتعرض للأذى من العدو وأوليائه وجر عداوتهم وقد أخبر الله عن هذه الكراهة فقال: ﴿كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾
فلا يسقط وجوب الجهاد خشية العدو الكافر وخشية أوليائه أو الخوف على التجارة والأموال، ولا يسقطه كذلك كراهية من يجاهد العدو بسبب خلاف حزبي أو فكري أو نفسي، فقد أجمع الصحابة على الجهاد مع كل من قام بالجهاد برا تقيا كان أو غير ذلك مادام القتال في ذاته مشروعا خاصة إذا كان الجهاد فرض عين ودفع للعدو كما في غزة وفلسطين وغيرها من بلدان المسلمين المحتلة.
وقد كان المأمون العباسي والمعتصم والواثق يقولون بالاعتزال وأكرهوا الأمة وعلماءها عليه فلم يتوقف أئمة السنة عن الجهاد معهم ولم يتعطل الجهاد في عصرهم؛ لما في القيام به من المصالح الكلية العامة والمحافظة على أرض الإسلام وحرماتها ووجود المسلمين فيها.
وقد قال النبي ﷺ: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) لعدوه ويتخلى عن نصرته.
وقال ابن حزم: (ولا إثم بعد الكفر بالله أعظم من إثم من نهى عن جهاد الكفار وأمر بإسلام حريم المسلمين)!
أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق