يا بؤس هذه الأمة وشقاءها!
محمد عناية الله أسد سبحاني
من بؤس هذه الأمة وشقائها أن علماءها الراشدين المرشدين، وأبناءها البررة المتفوقين تمضي حياتهم الغالية وراء قضبان الحديد، ولا تستفيد منهم الأمة!
وما أنسَ لاأنسَ تغريدة ناشطة سعودية: إن أفضل جامعة في العالم هي سجون السعودية، لما فيها من شخصيات عباقرة وأصحاب المهارات!
والشخصيات في السجون ليسوا عشرات ومآت، بل هم آلاف وآلاف!
تمضي حياتهم الغالية المباركة في زنزاناتهم الملعونة بعيدين عن إخوانهم وأخواتهم ! وبعيدين عن شعوبهم وشبابهم! وبعيدين عن أرضهم وسمائهم!
يظلّون في سجونهم أعواما وسنين تحت أنياب الظالمين، ومخالب الغاشمين !
ويلفظون أنفاسهم الأخيرة في تلك الزنزانات الملعونة بصورة تبكي العيون وتقرّح الجفون، وتفتت الأكباد!
وليس من همّنا الحديث عن سجون الأعداء، فسجون قومنا أدهى وأمرّ!
يحدث هذا كله مع خيرة أبناء الأمة! والأمة الإسلامية في الشرق والغرب تكون بأمس حاجة إلى قدراتهم ومهاراتهم! وإلى تجاربهم ومواهبهم!
وتكون بأمس حاجة إلى علومهم وتخصصاتهم! وإلى تربيتهم وإشرافهم!
حتى تملك رصيدا ضخما من العلم والتقوى، وحتى تواكب الحضارة الحديثة بهمة عالية وجدارة فائقة، وتقوم بدورها المرتقب في قيادة البشرية الحائرة!
فالأمة تخسر هؤلاء العمالقة الأفذاذ، وتبكي عليهم، والظالمون الغاشمون
يرقصون ويفرحون أنهم تخلصوا منهم!
وهنا ترنّ في آذاننا تلك الكلمات الشجيّة البليغة، التي ودّع بها نبينا الكريم عليه السلام أمته الحبيبة،حيث قال في خطبته الأخيرة في حجة الوداع:
«ألا، أي شهر تعلمونه أعظم حرمة»؟ قالوا: ألا، شهرنا هذا.
قال: «ألا، أي بلد تعلمونه أعظم حرمة»؟ قالوا: ألا، بلدنا هذا.
قال: «ألا، أي يوم تعلمونه أعظم حرمة»؟ قالوا: ألا، يومنا هذا.
قال: «فإن الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلغت» ثلاثا، كل ذلك يجيبونه: ألا، نعم.
قال: «ويحكم، أو ويلكم،، لا ترجعنّ بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض» (صحيح البخاري- رقم:6785)
شيئا من الحياء! يا حكام المسلمين!
شيئا من الحياء! يا رؤوساء بلاد المسلمين!
ستلقون نبيكم صلى الله عليه وسلم، وستوقفون أمام ربكم لا محالة!
فكيف تواجهون نبيّكم بأيديكم المتلطخة بدماء الصالحين الأبرياء؟
وماذا يكون جوابكم حين يسألكم ربكم عن أعمالكم الفاجرة السوداء؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق