مصر أرض الميدان.. والفاعلون فريقان
- د. صفوت بركات
عندما كتبت هذا المقال في العام 2011، فقد هاجموني هجومًا شرسًا، وليتهم كذبوني وفقط، بل لا استطيع ذكر ما أصابني لليوم لبشاعته وخسته، إليكم المقال:
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وآله
وبعد
أخي الفاضل إنك تنظر نظرة ضيقه للأمور والمشهد للفعل اليوم، ليس مصر وأنا أطلعك عليه لتعرف من نواجه في اللحظة الآنية أرض الميدان مصر والفاعلين فريقين:
الفريق الذي تنتمي إليه وأنا وغيرنا من التيارات الوطنية بكل مكوناتها.
والفريق الآخر الغرب والسعودية والإمارات وعُمان والأردن وإسرائيل، وأنا أقصد النظم السياسية، لا الشعوب المعركة علي ماذا الإسلام المسار الطبيعي للمسار السياسي بدون تدخلات الإسلام الحضاري؟
وإن تم هذا في خلال عشرة سنوات ما المتوقع الحتمي الحدوث، وليس الظني منها، بحسب مناهج العلم السياسي والسيسولوجي للشعوب في المنطقة العربية والإسلامية علي اختلاف مواقعها؟
1- سقوط الأقنعة وإدراك الشعوب أن الذي بأوطانها ليس إلا إسلام العبادات والأربع المقاصد الأخرى معطله.
2- سقوط حتمي لتلك النظم وما تمثله.
3- قيام نظم جديدة علي غرار ما حدث في مصر.
4- التحكم في شريان الحياة للعالم ومصادر الطاقة ومضائق الاتصالات العالمية من البحار والمحيطات.
5- سقوط الغرب دوله تلو الدولة وسيادة الإسلام في العالم.
لعلك اطلعت علي ما تمثله الثورة المصرية وضع نفسك قائدًا لدولة من المعسكر الآخر، وكيف يكون سلوكك تجاه الفريق الأخر الذي يمثل الإسلام.
والواجب العلم به علما قطعيا بالأدلة والبراهين والوثائق أنك في وجه العالم،
ثم ننتقل للواقع المصري:
الدولة المصرية بها مؤسسات تمسك بمفاصل الحكم ملتحقة بالنظام الدولي والإقليمي ومتورطة فيه لدرجة الانفكاك عنه، ستكلف أفراد تلك المؤسسات الهلاك إن لم يؤدِّ المهمات المنوطة به،
وهي وضع العراقيل أمام تقدم التيار الإسلامي خطوة جديدة للأمام، وإن أرادوا وحسنت نواياهم، فهم مشفقون علي الناس والوطن من عدم تكافؤ الخصوم، من حيث التحكم في عوامل خطرة علي الوطن، ودون حروب.
ويجعل الناس حينئذ ينقلبون علي المشروع الإسلامي لعدم وجود الأرضية المؤهلة لإدراك الواقع والقدرة علي تحمل النتائج المحتملة للمواجهة ولذا تكلفة الصراع كبيرة..
واعلم أن الاطلاع علي جزء من المشهد دون إدراك باقي الصورة ومعرفة كل المعلومات المؤثرة تأثيرا مباشرا، يكون حكمه ناقص، ولو حسنت نواياه،
وما تحرك النصارى والعلمانيون وغيرهم إلا من قبيل إضعاف الاقتصاد كمرحلة أولى من مراحل الصراع.. وذلك لتكبيل البلد بالتزامات تحد من حرية اتخاذ قرارات مؤثرة في الإرادة الدولية.
إذا فشل إثناء المصريين عن الإسلام تكون القيود الاقتصادية العامل المؤثر فيما بعد لعرقلته والاتجاه لسيناريو آخر لإفشاله، وجعل الناس ينقلبون عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق