الأحد، 14 يناير 2024

“عادلة” جنوب إفريقيا حشرت إسرائيل في الزاوية!

 

“عادلة” جنوب إفريقيا حشرت إسرائيل في الزاوية!

لم يكن جديدا على الكيان الصهيوني المحتل أن يملأ العالم صراخا وأكاذيب بعد الجلسة الأولى لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، تلك الجلسة التي برعت فيها المحامية عادلة هاشم عضو الفريق القانوني لجنوب إفريقيا الذي قدم ملفا بالوثائق المكتوبة والمرئية تكشف جرائم الحرب والإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على أهلنا في غزة.

تعرضت جنوب إفريقيا ممثلة في رئيسها ووزير العدل وفريقها القانوني لكل أنواع الاتهامات من جانب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، ووزرائه الذين اتهموا جنوب إفريقيا ورجالها الأبطال بالعمالة لحماس، وصاروا يصرخون بأنهم عملاء حماس، واستضافوا قيادات المقاومة، ويدعمون الحق الفلسطيني، ويتجاهلون حرب الإبادة علينا. ولجنوب إفريقيا تاريخ طويل ومشرف في دعم القضية الفلسطينية.

لسنا أحرارا ما لم تتحرر فلسطين

كل تلك الاتهامات التي كالها الكيان الصهيوني وعصابته لم تكن سوى هذيان بسبب الأدلة القانونية القوية التي قدمها الفريق القانوني لجنوب خاصة عادلة هاشم، ورفاقها أبناء مانديلا، ورئيسها سيريل راما فوزا صاحب البشرة السمراء والقلب الأبيض الذهبي الذي قال: “نحن شعب صغير، وقد نتعرض لمخاطر، لكننا لن نكون أحرارا ما لم تتحرر فلسطين”، وهو من قال أيضا أنه “لم يشعر قط بالفخر الذي يشعر به اليوم”، وذلك تعليقا على رفع بلاده قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

هكذا الرجال، وهكذا الإيمان بالعدل والحق، ولا يهمهم بعد ذلك أن يقف في طريقهم قوة غاشمة تسير تحت عباءة وحماية قوى عظمى. إنه الإيمان الذي يدفع أصحابه للصدح بالحق والحقيقة كما البلابل التي تصدح بطبيعتها التي فطرها الله عليها كل صباح فيعجب بها البشر جميعا بكافة عقائدهم وديانتهم.
هكذا تحول الفريق القانوني لجنوب إفريقيا إلى بلابل تصدح بالحق والعدل وتنادي بالحرية لفلسطين وأهلها، وتطالب المحكمة الدولية بإيقاف حرب الإبادة الدائرة في غزة، والضفة الغربية المحتلة، والقدس المحتلة.

كان صراخ الكيان الصهيوني وقادته ليس فقط بسبب ما قدمه فريق جنوب إفريقيا، وهو ملف بكل جرائم الكيان التي امتدت طويلا -76 عاما- هي عمر الاحتلال والكيان، بل السبب الرئيسي كان هذا الدعم والتأييد الشعبي والإعلامي في العالم للفريق ولرئيس البلد ولوزير العدل.

ظهر ذلك في دعم كل الدول الساعية للحق والعدل، والساعين لإيجاد منظومة عالمية أكثر عدلا في العالم من شعوب إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وآسيا التي تحلم بمنظومة أكثر عدلا من منظومة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب التي تشن حروب الإبادة على الجنوب دوما، وتتوقف آلتهم أمام العربدة الصهيونية، وما الحرب على اليمن الدائرة الآن والقصف الأمريكي البريطاني لصنعاء أكبر دليل على الغطرسة الغربية.

الكيان الصهيوني يصرخ ويكذب

“حشر إسرائيل في الزاوية” حقيقة اعترف بها كل العالم الذي تابع الجلسة الأولى لمحكمة العدل الدولية، واعترفت وسائل إعلام العدو الصهيوني بالهزيمة الإعلامية والقانونية، وقالت يديعوت أحرونوت “بسبب الاهتمام الإعلامي الكبير، جنوب إفريقيا حققت النصر في محكمة العدل الدولية، والإجراءات في المحكمة الدولية هي نصر للفلسطينيين في الحرب حتى بدون صدور قرار مؤقت”.

من ثم صار هناك عبء على المدافعين عن جرائم الكيان بعد أصبح العالم كله يتحدث عن جرائمهم، وقالت القاضية الأيرلندية في المحكمة ” لقد قاموا بإذاعة جرائمهم وتدميرهم على الهواء مباشرة” في إشارة لما قام به جنود جيش الاحتلال من تدمير منازل ومربعات سكنية في بث مباشر وإهداء التدمير لأصدقائهم وصديقاتهم.

صفعت الحقيقة وجه نتنياهو صفعة قوية فصار يهذي ويصرخ من معايير العالم وزيفه!
نتنياهو الذي يغوص في دماء أطفال ونساء غزة، وشيوخها على مدار عمره الدموي يتحدث عن زيف العالم الذي يقف متفرجا على جرائمه منذ 100 يوم يهذي فيقول “العالم مقلوب رأسا على عقب، نحن نحارب الإرهابيين، جنوب إفريقيا تصل للسماء”، بل يتمادى في هذيانه فيصف مجرم الحرب هذا جيشه بأنه الأكثر أخلاقا!

فريق الدفاع عن العصابة الصهيونية استمر على نهج زعيم عصابته، فحاول أن يقلب الحقائق مستدعيا ما يسمى بمحرقة الهولوكوست، مدعيا أن حماس هي التي تقتل الأطفال. حماس هي التي تدمر المنازل على رؤوس ساكنيها بمن فيهم الأطفال والنساء!
حماس تجرف الطرق والبنية التحتية!
صارت كل الحقائق التاريخية مزيفة، ولم يجد فريق الدفاع الصهيوني سوى إلقاء التهمة على المقاومة والضحية، بل إن أحدهم أعلن أن مصر هي التي تمنع وصول المساعدات، “فالمعبر مصري فلسطيني ولا علاقة لنا به”!!

جزء من هذا حقيقي لكن الكيان يهدد بضرب المساعدات أو أي عبور، لكن هم دائما أصحاب ربع الحقيقة أو أقل قليلا، وهذا لا ينفي مسؤولية مصر عن دخول المساعدات لأهلنا في فلسطين، وكان يجب الرد فورا بفتح المعبر ودخول كل المساعدات، وخروج كل المصابين للعلاج ولكن لم يحدث، مثلما لم يحدث أن قامت دولة عربية أو إسلامية بدعم جنوب إفريقيا في المحكمة.

أغنتنا عادلة هاشم وثماني قضاة ومحامين من جنوب إفريقيا عن كل المتدثرين فيما تُعرف بالأمة العربية، وأغنانا رئيس جمهوريتها ووزير العدل بها عن كل الحكومات والدول التي تنطق بالعربية. صاروا لنا أملا نتغنى به، بعدما فضحوا الكيان وعصابته أمام العالم، وقدموا له ما لم نستطع أن نقدمه. كما يقدم أبطال فلسطين في غزة، والضفة، والقدس كل يوم ما يفضح حقيقة بيت العنكبوت المسمى الكيان الصهيوني، وحقيقة جيشه الذي صار نمرا من ورق بفضل أبطال حماس والجهاد، وكل فصائل المقاومة الفلسطينية. وما زال الشعب الفلسطيني البطل يضرب المثل في كل لحظة من البطولة والصمود والبسالة ما أبهر الإنسانية جمعاء، وبإذن الله إنه لجهاد: نصر أو استشهاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق