محمود عباس والسلطة الفلسطينية يحكمون قطاع غزة الضحية جلاداً
دولة بلا جيش، جيش بلا دولة
بقلم الإعلامى الإستقصائي
هشام محمود
عضو مجلس الإدارة بمنظمة “إعلاميون حول العالم”
تشكل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية عبئاً كبيراً على واقع الحقوق والحريات للشعب فلسطيني، والذي هو أصلاً محروم من حقوقه نتيجة وقوعه تحت الاحتلال الإسرائيلي. فالسلطة في رام الله لا تتوانى عن فتح أبواب زنازينها على مصراعيها لمعارضيها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تواصل التنسيق الأمني مع المحتل الإسرائيلي، في صورة لا تعرف معها هوية الضحية والجلاد التي امتزجت في هذا الموقف، إذ تمتلئ سجون السلطة الفسلطينية في رام الله بعشرات المعتقلين السياسيين بتهم متعلقة بمقاومة الاحتلال.
السلطة الفلسطينية تصرف مليار دولار على قوات الأمن
على الرغم من فقدان السلطة الفلسطينية السيادة على أراضيها، وعدم سيطرتها على معظم أراضيها، لكنها تمتلك مؤسسة أمنية تحظى بأكثر من 20 في المئة من الموازنة العامة، مع عقيدة أمنية باتت تسيطر عليها فكرة الدولة، على حساب مشروع التحرر الوطني.
وتستحوذ المؤسسة الأمنية البالغ عدد أفرادها 83 ألفاً على نحو 20 في المئة من موازنة السلطة الفلسطينية (مليار دولار)، غالبيتها تذهب كرواتب، متقدمة بذلك على قطاعات الصحة والتعليم.
سجون أجهزة السلطة ومراكزها الاعتقالية المتراوحة بين 36 و40 منشأة، على اعتبار أن لكل محافظة من محافظات الضفة الإحدى عشرة مركزاً يتبع لأجهزة المخابرات والأمن الوقائي والاستخبارات العسكرية، فضلاً عن تفرع مواقع احتجاز أخرى في القرى الكبيرة والبلدات، وأحياء المدن الكبرى كالخليل ونابلس، إلا أن غالبيتها إن لم يكن كلها تفتقر لأدنى متطلبات الظروف الإنسانية والصحية، فغرف الاحتجاز تفتقر للضوء والتهوية، وخالية من المراوح في الصيف ووسائل التدفئة في الشتاء، كما تنقُص فيها الأغطية ويمنع أحياناً كثيرة استخدام دورات المياه.
الأجهزة الأمنية: تتكون أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية الأمنية من ثلاثة أجهزة رئيسة وهي:
1- قوات الأمن الوطني: وتتولى حفظ الأمن العام في داخل الضفة الغربية والسيطرة على كافة مداخل ومخارج المدن والمحافظة على حدود الدولة، ومساعدة الأجهزة الشرطية في تنفيذ مهامها عندما تكون غير قادرة على ضبط الأمن.
2- المخابرات العامة: وهي الجهة المخولة رسميا بممارسة الأنشطة والمهام الأمنية خارج الحدود الجغرافية لفلسطين، أو داخلها لاستكمال الإجراءات والنشاطات التي بدأت فيها خارج الحدود، ومتابعة كل فعل من أفعال العنف أو التهديد -أيا كانت دوافعه أو أغراضه- يقصد به إلقاء الرعب بين الناس وتعريض حياتهم للخطر.
ثانيا: الأمن الوقائي، ومن وظائفه الكشف المسبق عن مصادر الجريمة قبل حدوثها سواء كانت أمنية أو جنائية أو سياسية، ومتابعة الجرائم التي تهدد الأمن الداخلي للسلطة الوطنية الفلسطينية أو الواقعة عليه والعمل على منع وقوعها، والكشف عن الجرائم التي تستهدف الإدارات الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة والعاملين فيها.
ثالثا: الدفاع المدني، ويتولى حماية الأفراد والثروات الاقتصادية في الدولة، وحماية المرافق العامة لتوفر الخدمات الحيوية والمستمرة للجمهور في أوقات الحرب والكوارث بأنواعها، وتعليم وتدريب المدنيين على طرق الدفاع المدني بمختلف الوسائل.
الأموال
تعتمد السلطة الفلسطينية في تغطية نفقاتها ودفع رواتب موظفيها (ميزانيتها في 2014 بلغت 4.2 مليارات دولار) على عائدات الضرائب الفلسطينية التي تجمعها نيابة عنها إسرائيل طبقا لبروتوكول باريس الموقع 1994، ومساعدات الدول المانحة التي بلغت في 2014 2.58 مليار دولار.
ويأتي في طليعة المانحين الاتحاد الأوروبي (قدرت مساعداته للسلطة عام 2013 بنحو 300 مليون يورو، ثم تراجعت إلى 250 مليونا في 2014)، والولايات المتحدة (تراجعت مساعداتها من 350 مليون دولار سنويا عام 2013 إلى 100 مليون في 2014)، والدول العربية (بلغت مساعداتها في الشهور التسعة الأولى من عام 2014 حوالي 347 مليون دولار) ناهيك عن الملايين التى تتبرع بها الدول العربية وتدخل جيوب السلطة الفلسطينية.
لم تتعلم القيادة الفلسطينية التي أبرمت اتفاقيات أوسلو وحتى من تبعها ممّا حصل، رغم كل التنكُّر الإسرائيلي الحاصل للحقوق الفلسطينية، والتعامل مع هذه اللقاءات على أنها كسب للوقت وحرق لأي التزامات تجاه الفلسطينيين.
في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو، جاء بروتوكول باريس الذي وُقّع في 29 أبريل/ نيسان 1994 بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل” في العاصمة الفرنسية، ليمثل الشقّ الاقتصادي لاتفاقية أوسلو.
إسرائيل” اللاعب الرئيسى من وراء الستار

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق