الخميس، 4 يناير 2024

تحرير القدس لا يرتبط بتحرير محيطها

 تحرير القدس لا يرتبط بتحرير محيطها

صفوت بركات 

قبل نحو عشر سنوات كتبت: يسأل أحدهم، أنت تقول لن تتحرر القدس قبل تحرير محيطها، وتقول أيضا إن «إسرائيل» ستزول قريبا وهذا كلام متناقض؟

والجواب بعد حمد الله رب العالمين

أصل وجود إسرائيل واحتلال القدس سابقا وحاليا لم يأت قبل تهيئة المحيط وجعل البيئة المحيطة لها حامية وقابلة لها ولا تصدق البروبجندا الحكومية من كافة الأنظمة المحيطة وكل ما يشاع عن حروب قد خاضتها الدول المحيطة معها، كانت حروب تأسيس مشروعيات للحكام، ونفى التهم والعمالة والخيانة تجاههم، وكلها حروب محسوم نتائجها سلفا، وقبل خوضها لتكريس وتصدير أسطورة الجيش الذي لا يهزم، للشعوب.

وصفقات أو معاهدات سلام تستهلك أجيال، لينشأ أجيال جديدة على أن «إسرائيل» حقيقة، وسابقة لميلادهم، ليتعاملوا معها على أنها أمر واقع، في ظل ثقافة السلام، متناسين التوثيق للملكية في أجلّ كتاب سماوي، والمحفوظ بقدرة الله، وليس البشر، ولن يمكن محوه أو تبديله أو تزويره،

وثانيا أساس وجود «إسرائيل» هو الأسطورة، التي إذا تحطمت بفضل الشذاذ من القبائل وهم جماعات المقاومة كحماس وغيرها، لم يعد هناك حجة ولا مشروعية ولا مسوغات لنظم الحكم التي تخضع للمركز بتل أبيب أو تل الربيع.

وهنا تتماهى كل العوامل التي تستخدمها النظم لجعلها سبب وأساس مشروعيتها ويبدأ ينشب بها الضعف وتفقد كل المشروعيات وتتهاوى بالتزامن مع تهاوى الأسطورة وبداية الهجرة من إسرائيل والهروب..

وتنشأ مشروعيات جديدة بعد سقوط القوميات والعلمانية والليبرالية وكافة المرجعيات، التي تحكم المنطقة، وتنبعث شرعية ومرجعية الشذاذ والذين يوصمون بالإرهاب وهي الشريعة وعودة اليهود بعد زوالهم من إسرائيل بعد خروج الدجال وعودتهم من فارس وغيرها إلى فلسطين.

وليس صحيح أن هؤلاء الإرهابيين من الصهاينة واليهود، هم من سنحاربهم أخر الزمان، بل هؤلاء سيمحون منها لتنزل بها الخلافة، ثم يأتون في جيش لحرب الخلافة بها، وتكون نهايتهم.

وكل من يصدر لكم أن هؤلاء لا قضاء عليهم إلا قبل القيامة فهو مغالط لحقائق العلم والتاريخ ويلوي أعناق النصوص لتدجين الشعوب وإشاعة الأسطورة والتي -والحمد لله- بدأت في التهاوي ولن يحررها جيوش عربية أو إسلامية ولكن من سيحررها ويسقطها شذاذ القبائل وهم الجماعات المقاومة وسيصاحب هذا تهاوي النظام العالمي.

وإنّ غدا لناظره قريب ولسوف يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.


    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق