الثلاثاء، 9 يناير 2024

هل الصيّاد “الغرب المستعمر” أرحم بنا من كلابه “حكام المسلمين”؟

هل الصيّاد “الغرب المستعمر” أرحم بنا من كلابه “حكام المسلمين”؟ 

د. عثمان محمد بخاش
باحث في الفكر الإسلامي والقضايا المعاصرة
أكتوبر 24, 2023
هذا ليس بجدال عبثي، بل هو مصيري في صلب المواجهة الدائرة حاليًا ليس فقط في غزة العزة، بل في كل منبر وساحة وشارع وفي كل بيت، وفي الاتصالات المكثفة وراء الكواليس للتوصل إلى مخرج من المواجهة الدائرة في غزة هاشم، المواجهة التي تتصارع فيها الدماء الزكية للمجاهدين الأبطال مع أنفاس الحكام الخونة، كلاب الصياد الغربي الذي ثبّت حظيرة سايكس بيكو، ونصّب على كل قفص منها حاكماً ناطوراً يُفلته ليكون له كلب صيد متى تجرأت الأمة على محاولة هدم هذه الحظيرة!

نعم لقد أصاب الإعلامي فيصل القاسم بصيحته المدوية: “لا تستعينوا بالصياد ليحميكم من كلابه التي أفلتها عليكم”. 
ولكن هذه الصيحة لم تجد لها آذانا تسمعها لدى الحكام، ولا لدى المشايخ ولا لدى قيادات الثوار، بل أصموا آذانهم عنها، وأصروا على التمسك بأقفاص حظيرة سايكس بيكو وفق تعليمات الصيّاد الغربي الحريص كل الحرص على منع وحدة المسلمين، والحريص على تقديس قاعدة “فرق تسد” فهي السبيل لحماية جرثومة إسرائيل وهي السبيل لضمان استمرار هيمنته على المنطقة. 
و”فرق تسد” لا تمانع في أن يتقاتل اليمنيون فيما بينهم، ولا أن يتقاتل السودانيون فيما بينهم، ولا العراقيون والليبيون وووووو، فدماء المسلمين لا قيمة لها بنظر الصياد الغربي ولا بنظر كلاب الصيد الحكام المجرمين.

فلا عجب أن تكررت الكلمات تلو الكلمات في “مؤتمر القاهرة للسلام” ،الذي عقده الأمس السبت 21-10-2023 صانع السلام في ميدان رابعة ، كلها تشدد على أن الحل للمواجهة الدائرة في غزة يكمن في “حل الدولتين”، أي إقامة دولة (هكذا يصفونها مع أنها خالية الدسم منزوعة السلاح والسيادة ولا تعدو أن تكون بلدية) ضمن حدود 4 حزيران 1967. 
وشددت كلمات المتحدثين من البحرين الى السعودية إلى إلى، على “ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية”!! ولم يسع صاحب قاعدة العديد (حاكم قفص قطر) إلا التأكيد بسيره على نفس نهج زملائه من النواطير، ومع أنه لم يلق كلمة في مؤتمر القاهرة إلا إنه أكد في تصريح له: ” نحن دعاة سلام، ونتمسك بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام مع إسرائيل”.
وهذا أمر متوقع من نواطير سايكس بيكو فهم يقومون بالدور الذي أناطه بهم الصيّاد الغربي: الحفاظ على الحظيرة والحيلولة دون هدم أقفاصها من الجماهير الغاضبة التي هدرت مزمجرة من جاكرتا إلى المغرب مطالبة بنصرة أهلنا في غزة العزة.

ولكن للأسف لم يقف الأمر عند هؤلاء النواطير بل تعداه لنسمع كلام خالد مشعل أبو وليد في مقابلته مع قناة العربية إذ قال: سبق أن قلت لكل من جيمي كارتر (الرئيس الأمريكي الأسبق) و للرئيس الروسي ديميتري مدفيديف: أمامنا خياران: “إما أن ينصفنا المجتمع الدولي وفق القرارات الدولية، وإما أن نقاتل “.

إنا لله وإنا إليه راجعون، فقد فات ابو وليد أن “المجتمع الدولي” قد بالغ في إنصافنا منذ وعد بلفور سيء الصيت مرورا بقرار 194 بالنكبة (1948) و حرب سيناء 1956 ثم نكسة 1967 وقرار 242 ثم ايلول الأسود ثم تل الزعتر و اجتياح اسرائيل للبنان 1982 (حين قام البطل عرفات بالاعتراف بقرار 242) إلى أوسلو 1993 التي مكّنت المستعمرين من نشر مستعمراتهم في الضفة الغربية إلى ترسيم الحدود البحرية بين اسرائيل ولبنان فتتمكن اسرائيل من استخراج النفط والغاز بحماية صواريخ ما بعد حيفا …

والغريب في كلام خالد مشعل إنه أعفى الجيوش من واجبها الشرعي في تلبية نداء الجهاد، وقال إن الجيوش غير مهيئة لخوض المعركة!! ولم يتردد في دعوة الشعوب إلى الذهاب إلى الحدود للتضامن مع أهلنا في غزة!! ومطالبة الدول بموقف ضاغط لوقف العدوان الصهيوني!!

فجاءه الجواب في مؤتمر القاهرة :الخطابات الخشبية بتطبيق قرارات الصيّاد (الممثل عبر الأمم المتحدة)، وغفل عن أن إسرائيل ما كان لها أن توجد لولا الصيّاد الغربي أولا، وحماية الحكام النواطير لها ثانيا بتعطيلهم فريضة الجهاد! 
كما أنه اعتبر أن ايران قامت بدعم المقاومة في غزة، مع يقينه التام أنه لا يفل الحديد إلا الحديد: وأن شريط غزة الرملي على ساحل البحر يحتاج إلى مناصرة الجيوش له لخلع جرثومة إسرائيل وليس للتوصل إلى وقف العدوان الصهيوني، لتتكرر جولات وجولات من المواجهات غير الحاسمة!

أما صاحب صواريخ ما بعد بعد حيفا فقد طلعت رائحته ولا يحتاج إلى كثير بيان، لا هو ولا صاحبه في سرداب طهران صاحب فيلق القدس الذي تاه في الصحراء وتعطلت بوصلته إلا حين يوجه لسحل مدن سوريا والعراق…وليس السلطان العثماني بأفضل حال، فقد رفض حتى إغلاق سفارة العدو!

بينما ولي العهد في مهبط الوحي مشغول بافتتاح بطولة الرياضة الالكترونية ، وقس على ذلك من مخازي الحكام نواطير الحظيرة الذين يسارعون في سفك دماء المسلمين متى صدرت تعليمات الصياد ولكنهم صم بكم عمي عن استغاثات الأقصى المبارك مسرى النبي و استغاثات أهلنا من بين ركام القصف الإسرائيلي في غزة، ومع أن دول الغرب تداعت بشكل فاضح لمد إسرائيل بكل أصناف الأسلحة الفتاكة إلا أن هؤلاء النواطير أصموا آذانهم عن تلبية الفريضة الربانية الجهاد.

كيف يستقيم هذا الأمر: نلجأ إلى الصيّاد – الغرب المستعمر لينصفنا؟ ويُلجم كلاب صيده( من بشار الكيماوي الى السياسي سفاح رابعة إلى الجنرالات المتقاتلين في السودان إلى…) فلا يُفلتها علينا!! ومتى سمح الصياد (أمريكا) بفتح معبر رفح لإدخال عشرين شاحنة أو سبعة عشرة تقوم الفصائل بإصدار بيان مشترك “تشيد فيه بجهود مصرعلى فتح المعبر”، بدل مناشدة جيوش المسلمين من مصر إلى الاردن الى تركيا وغيرها لتلبية فريضة الجهاد لخلع جرثومة إسرائيل مرة وإلى الأبد!! فتتحول القضية المصيرية من تحرير فلسطين كاملة إلى فتح المعبر والحصول على حفنة من المساعدات!!

واما مشايخ الفضائيات أصحاب الجوائز الكريمة من نواطير الحظيرة فاعلموا أن كل شهيد يسقط في غزة العزة سيحاسبكم يوم القيامة على تقصيركم في الصدع بكلمة الحق و استنهاض الأمة للقيام بما أوجبه الله تعالى عليها، وهم يعلمون أنه ما لا يتم الواجب (تحرير فلسطين تحت راية الإسلام) إلا به (الجهاد) فهو (خلع الحكام المجرمين الذين عطلوا فريضة الجهاد وقمعوا حركة الأمة المطالبة به) واجب.



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق