رمضان فلسطين
هدر دم نابليون،
المنخفضات،
في كل الحروب بين القوى العظمى كالتي تجرى اليوم بين أمريكا وروسيا على الحقيقة وعلى أرض أوكرانيا وفي حالة الانسداد وصلابة الطرفين وعدم حسم الحرب والتي لا تجرى على الأرض فقط ولكن في كل بنية النظام العالمي وقطاعاته من اقتصادية وعسكرية يفكر الطرفين في منخفضات لتصريف الحرب لحسمها،
وغالبا تقع على جغرافيا بها أزمات مزمنة أو مجمدة بتحريكها أو إشعالها لتوجيه بوصلة الرأي العام والعالمي إليها،
ثم تجرى التسويات بين الأطراف وقبول الأمر الواقع في جغرافيا الصراع الأولى ومنطلق الصراع،
والمنخفض المرشح لتصريف الحرب،
والمرشح هو فلسطين لأن الإضرار بصهيون حتى لو بقدر قليل وصناعة توازن ردع مع محيطها يعنى غلق محطة التموين للغرب وللمرة الأخيرة سواء طوعا أو كرها،
وبتسخين البحر الأحمر ومضيق هرمز ولو لأسبوع واحد بنفس درجة التسخين،
ولأن أي توازن ردع حول صهيون خسارة الغرب لمحطة التموين والتمويل الخليجي والذى ضمن للغرب الرفاهية وتجاوز كافة أزمات السياسات الرأسمالية من ١٩٣٤ وحتى اليوم،
وعندها الخليج بين أمرين بضعف صهيون وتوزن الردع حولها الاستجابة الطوعية وهى الأكيدة بالتحول بالولاء للشرق والطلاق أو تجميد العلاقات إلى أدنى درجة مع الغرب وهو المرشح، وباحتمالات تفوق التسعين بالمائة،
أو الانفجارات الاجتماعية وتهشم الخليج وتحوله لركام يحتاج لعقد من الزمان حتى ينشأ به نظام جديد،
ولأن صهيون وظيفتهم الأولى إسناد النظم الخليجية والعربية كحدائق خلفية للنظام الغربي و لتظل محطة تموين وتمويل وقواعد عسكرية حارسة المنطقة من تسلل الصين وغيرها من القوى المناوئة للغرب،
وعند ضعف صهيون ستكون كالبقرة المغرية للذبح ولن ينتظر مشتهى ذبحها وهم كُثر في تفسير للونها وصفارها الفاقع كما فعل صهيون من قبل فليس هناك بقر يمكن ذبحه غيرها وهو سر هرولة مسؤولين منهم لأمريكا ليس لخشية الصدام بالأقصى بين أعيادهم المزعومة وصيام رمضان..
ولكن لليقين بأن لكل حرب بين قوتين عظميين في حال توازن القوى وغياب الحسم الذهاب من أحد أطرافها إلى المنخفضات الجغرافية والحساسة والتي تجعل الطرف الآخر يتنازل ويستسلم لتسوية الحرب في مناطق اشتعالها أولا والإقرار بنتائجها كما جرى في ١٨٨١وأهدر المجتمعين بفيينا دم نابليون..
وهذا ما يفسر جنوح العرب وقادة الخليج المراوغة وعدم التصريح أو التلميح بالولاء لأحد الأطراف وتوكيل وزير خارجية قطر بالذهاب لموسكو لنقل المواقف الخليجية والعربية ولو سرًا ومن تحت الطاولة وحلحلة الأزمة الأم وربما عرض تحمل بعض الخسائر الروسية تفاديا للحتميات التي ستقود روسيا والفلسطينيين وإيران وحزب الله والغزاويين للجولة الثانية من سيف القدس..
والذي سيغير موازين العالم ولقرن وتواجه نظام عالمي من قسم شرق وغرب وعلى حساب الجغرافيا العربية والخليجية منها بالدرجة الأولى..
لأن الغرب بحال خسارته للخليجي توازن الشرق والغرب ربما لقرن قادم فضلا عن أن هزيمة الغرب في هذه الأزمة فلن يخسر الخليج فقط،
ولكن أوربا ستكون بين أمرين:
• الاستقلال عن أمريكا ونسج علاقات مع الشرق الصين وروسيا.
• أو إعلانها الحياد التام.
وفي كل الأحوال كل الحروب العالمية السابقة وحرب الأفيون والحروب التي جرت في الشرق ما لم تحسم يجرى تصريفها بالمنخفضات الجغرافية والمناطق الرخوة والحساسة بخلاف الغرب فهو لا يقبل في تاريخه غير الحسم واستسلام عدوه..
ولهذا، الجميع يحصر الحرب في أوكرانيا ولا يريد لها الانتقال إلى أي جغرافيا أخرى ولكن ما لم يقدم الغرب التضحية بأوكرانيا فهي حربه الأخيرة على الهيمنة واحادية القطبية وللمرة الأخيرة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرشد قادة المسلمين لأقوم السبل والاستجابة لهوية الأمة لأنها الاختيار الآمن والوحيد لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق