السبت، 3 يونيو 2017

بلا حدود-يزيد صايغ كبير الباحثين بمعهد كارنيجي للشرق الأوسط











قال كبير الباحثين بمعهد كارنيغي للشرق الأوسط البروفيسور يزيد صايغ إن الدولة القُطرية مهددة في ليبيا والعراق وسوريا واليمن، معتبرا أن تلك الدولة لن تعود كما كانت في تلك الدول.

وأضاف صايغ في حلقة (2017/5/31) من برنامج "بلا حدود" أن معركة الموصل أمامها أمد طويل نسبيا لحسمها، لكن أفقق نهايتها منظور أيضا، مشيرا إلى أن هزيمةتنظيم الدولة الإسلامية  في الموصل تعني هزيمته كطرف عسكري شبه نظامي نواته الصلبة من ضباط وعسكريين مخضرمين.

واعتبر أن المعركة الأهم من معركة الموصل هي معركة بغداد التي قد لا تكون بالسلاح، ولكنها هي التي ستحسم نوع الدولةة القُطرية التي سيتم تكوينها في العراق.

وأضاف أن العراق أصبح له بشكل رسمي جيشان هما الجيش النظامي والحشد الشعبي، مما أدى إلى ازدواجية في المؤسسة العسكرية بشكل واضح ومتفق عليه "وهي ظاهرة جديدة في العالم العربي"، مشيرا إلى أن التنافس داخل الحشد الشعبي يؤدي إلى تنافس سياسي حاد.

وأوضح أن هناك أربعة أقطاب شيعية تتنافس للسيطرة على الدولة في العراق، مضيفا أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ما زالل يتخذ موقفا يؤكد على هوية العراق العربية.

وأكد أن السنة ليسوا كيانا واحدا سواء في العراق أو سوريا أو حتى إقليميا، معربا عن اعتقاده بأن عودة السلم الأهلي في العراق تحتم وصول السنة والشيعة إلى مقايضة سياسية.

وعن كردستان العراق، قال صايغ إنها لن تعود كما كانت تابعة لبغداد، وإنها ستبقى منطقة استقلال كردي سواء كان استقلالا كاملا أو جزئيا.

لا دولة بمصر
واعتبر صايغ أن الدولة كهيكل سياسي دستوري مقبول للجميع لم تعد موجودة اليوم في مصر، مشيرا إلى أنه يوجد في مصر حاليا تحالف لمؤسسات الدولة فيما بينها يعمل على منع أي قوة سياسية أو اجتماعية أخرى من منافسته أو تهديده، وهو يضم وزارتي الدفاع والداخلية والقضاة وجهاز الحكم المحلي.

وأضاف أن لجوء الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الجيش علامة على انهيار المؤسسات الأخرى في الدولة، مشيرا إلى أن تنفيذذ الجيش للمشاريع الكبرى لا يعود لتغوله على الدولة فحسب، وإنما لانهيار كثير من المؤسسات المدنية الحكومية.

ورأى أن أخطر أمر حدث لجسم الدولة المصرية هو ما وصفه بإزالة الميدان السياسي، معربا عن أسفه لأن البرلمان المصري أصبح ناديا للضباط والمنتفعين.

وقال إن مصر مقدمة على انهيار اجتماعي قد تكون له انعكاسات فوضوية عنيفة وأزمة كبيرة ستؤثر على العالم كله، معتبرا أن المخرج السلمي الوحيد في مصر هو قرار الجيش بالخروج من إدارة الدولة عبر التفاوض، لكنه اعتبر أن المشكلة تكمن في عدم وجود من تسلم له الدولة لأنه لا يوجد نظراء مدنيون للجيش في الوقت الراهن.

من جهة ثانية قال صايغ إن الثورات المضادة نجحت بشكل خاص في مصر وإلى حد ما في سوريا وجزئيا في اليمن وليبيا، لكنها لم تنجح كليا في تونس لأن التونسيين اتفقوا على الحوار.

اليمن
وعن اليمن، قال إن احتفاظ الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ببعض القوات العسكرية خلق ازدواجية في المؤسسة العسكرية،، موضحا أن التنافس السياسي في اليمن لم يكن في البرلمان ولكن في الاستيلاء على قوى عسكرية متنافسة.

واعتبر أن العنف المنظم عملة التنافس السياسي في اليمن والعراق وليبيا، وأشار إلى أن اليمن وليبيا شهدا فرصة ذهبية للخروج من المأزق سياسيا بين عامي 2011 و2014.

ووصف خليفة حفتر بأنه لاعب سياسي في ليبيا يمتلك قوة عسكرية. وأضاف أن من يملك قوة عسكرية يملك دورا سياسيا فيي التفاوض في العراق وسوريا وليبيا واليمن.

وعن لبنان اعتبر صايغ أن هناك فقدانا للمرجعية القيمية والقانونية  الرمزية، لكن في المقابل فإن فكرة السلم الأهلي راسخة وقوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق