أي ولاية...وأي عهد...؟!
عبدالعزيز كامل
ولاية حكم الجزيرة العربية ورعاية مصير الحرمين الشريفين..ليس شأنًا داخليًا سعوديًا، ولا أمرًا إقليميًا خليجيًا ..ولا عربيًا قوميًا...بل هو شأن عامٌ لعامة أمة الإسلام، وما يحدث من تطورات متسارعة في بلدان الخليج بسبب صراعات وصرعات حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، لم يعد يحتمل مداراة أو محاباة، فبرغم كل التصرفات الطائشة والباطشة..ورغم كل السياسات الرعناء الحمقاء لحاكم السعودية الجديد "غير المتوج" منذ ثلاث سنوات: محمد بن (سلمان " الحكيم" )..فقد عينه أبوه وليا للعهد..بعد الإطاحة "المتوقعة" بولي العهد - محمد بن نايف - ليكون (ابن سلمان) في الغد القريب ملكًا مسؤولًا عن أهم بلد إسلامي، في أدق وأعقد وأخطر ظرف تاريخي..على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي..!!...
فرحماك يارب العباد ببلاد الحرمين...وبمواطني جزيرة العرب.. وبشعوب العالم الإسلامي من عهد بدا عوار بداياته..ولانعلم مسار نهاياته..
تذكرت الرؤيا التي رأيتُها في سجن (الحائر) الانفرادي بالرياض عام 1430هجري، الموافق للعام 2009 ميلادي، حيث رأيت ملك السعودية الأسبق - فهد بن عبد العزيز - وهو يظهر - بعد وفاته - في صورة حية متحركة في صدر جريدة سعودية ورقية (ولم تكن تقنية الصور المتحركة في المواقع الألكترونية قد ظهرت بعد)..وكأن الملك يُدلي ببيان إلى الشعب السعودي، وقد بدا عليه الوجوم والحزن الشديد، وهو يخاطب شعبه في شكاية متباكية، يقول فيها بلهجة عامية سعودية: (اللي سوَّاه هادول ...كان سببًا في تفكك "امبراطوريتنا"..!!)..
فلما استيقظت من النوم وقتها وليس حولي أحد.. فهمت مغزى رؤيا الملك.. فقد وقع في نفسي أثناءها أنه يقصد بكلامه جناحًا في الأسرة المالكة، سيكون تملكه وبالاً عليها.. لكن الذي لفت انتباهي وتعجبي وقتها أنه قال..(امبراطوريتنا) ولم يقل (مملكتنا)..!!..
وبعد تأمل قصير؛ تذكرت أن الامبراطوريات هي التي تحكم نفسها وتتحكم في غيرها من أقطار، بخلاف الممالك ،التي تحكم أرضها فحسب، ثم قلت في نفسي.. صحيح : السعودية أصبحت كامبراطورية، لأن حكامها يكادون يحكمون او يتحكمون بسياساتهم وقراراتهم فيمن حولهم ، وبخاصة دول ما يسمى (مجلس التعاون الخليجي).. التي تتحكم بدورها في كثير مما حولها بنفوذ ثرواتها.. وسلطان أموالها..!..
تملكني شعور من الخوف والحزن بعد تلك الرؤيا..لا على انهيار تماسك مملكة آل سعود، ولا على تفكك مجلس التعاون الخليجي.. ولكن خوفي كان - ولايزال - من انكشاف غطاء الحماية والرعاية عن أكثر بلدان العالم أهمية وقدسية ..وأقرب شعوب المسلمين من الدين الصحيح والفطرة السوية...وأكبر مواطن ثروات المسلمين، التي ضاعت ولاتزال تضيع في غير مصالح المسلمين... وأهم من هذا وذاك ..تضاعَفَ القلق والخوف من يومها ولليوم ..على مستقبل استقرار المسجدين المُعظَّمين..والحرمين الشريفين.. الذين يواجهان اليوم خطر(مشروع التدويل )..الذي يعني في النهاية...بداية أحداث ماقبل النهاية..!
لأن تدويلهما يعني الضياع ..بين الذئاب والكلاب والسباع والضباع.. من رؤوس الكفر والبدع والهرطقة والزندقة، الذين يراد لهم أن يتداولوا الإشراف على شؤون الحرمين...وهو ما تساعد عليه الآن - وبكل أسف - تصرفات من يُفترض فيهم حماية الحرمين..!
كثفوا الدعاء..في هذه الليالي والأيام ..بأن يكشف الله عن الأمة بلاء إمارة السفهاء في الجزيرة وغيرها... ويمن عليها بولاية حكماءَ أمناءَ أكفاء..يصونوا الحرمات..ويحقنوا الدماء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق