هل لا تزال السعودية هي (الهدف الاستراتيجي) ..؟!
د.عبدالعزيز كامل
ما يقلق الغيورين ويزعجهم مما يدور في السعودية، ليس مجرد تخبُط زعامتها أو ضياع هيبتها ، ولكن المُحزن هو التأثير الكبير لضعفها وضِعتها في ضياع بقية الحرمات والمقدرات وتهديد كل المقدسات، فعندما يتحدث المخططون الغربيون المعادون للعرب وللمسلمين عن نوايا السوء بالسعودية ؛ فهم لا يقصدون أسرتها الحاكمة المحكومة، ولا نظامها الملكي أو المملوكي؛ بل يريد المجرمون السوء - كل السوء - بأرض الحرمين، وبقداسة المسجدين، وبنقاء وبقاء شعوب الجزيرة العربية، التي تُعد أقل شعوب العالم الإسلامي استجابة لجهود تلامذة اليهود في العَلْمَنة واللَّبْرَلَة والصَّهينة والنصرنة وبقية الأفكار المُسرطنة...
ما يقلق الغيورين ويزعجهم مما يدور في السعودية، ليس مجرد تخبُط زعامتها أو ضياع هيبتها ، ولكن المُحزن هو التأثير الكبير لضعفها وضِعتها في ضياع بقية الحرمات والمقدرات وتهديد كل المقدسات، فعندما يتحدث المخططون الغربيون المعادون للعرب وللمسلمين عن نوايا السوء بالسعودية ؛ فهم لا يقصدون أسرتها الحاكمة المحكومة، ولا نظامها الملكي أو المملوكي؛ بل يريد المجرمون السوء - كل السوء - بأرض الحرمين، وبقداسة المسجدين، وبنقاء وبقاء شعوب الجزيرة العربية، التي تُعد أقل شعوب العالم الإسلامي استجابة لجهود تلامذة اليهود في العَلْمَنة واللَّبْرَلَة والصَّهينة والنصرنة وبقية الأفكار المُسرطنة...
استهداف الذُّخْيرة الأخيرة للموحدين في مهبط الوحيين؛ غايته مسخ الدين ومسح آخر آثاره التي يُؤمَل فيها ويعول عليها - بعد الله - في بعث العزة للمسلمين، فعدونا يبدو أنه يعلم أن الإسلام سوف يأرز إلى المسجدين في زمان الغربة كما تأرز الحية إلى جُحرها، وأنه (سيعود) غريبًا من هناك كما بدأ من هنالك، ولذلك فإن جهود مكر الليل والنهار من سائر المنافقين ومَنْ وراءهم من الكفار والفجار؛ تسعى ليوم يُذَّل فيه الدين في الوطن الروحي للمؤمنين ،فيهون هذا الدين في قلوب جماهير عريضة غافلة من المسلمين ..
عدوة المسلمين الأولى – أمريكا – التي يديرها اليهود وأشباه اليهود؛ تبنت في العقود الأخيرة مخطط تغريب جزيرة العرب، من خلال البدء بتخريب جوارها القريب؛ فرتبت بدهاء ماكر مخطط إضعاف العراق بتقسيمه ثم تقاسمه مع إيران، بغرض زرع مزيد من عوامل الفرز والصراع الطائفي في المنطقة؛ وجرى التركيز على بلاد الرافدين ريثما تأتي ظروف مرادفة لبقية البلدان المستهدفة..
وقد دق ما جرى بعد غزو العراق عام 2003 ناقوس خطر قوي، كان ينبغي أن يُحذِر المسلمين من الاستهانة بما يتسرب أو يُسرَّب من خطط الأعداء ونواياهم تجاه بلاد الحرمين خصوصًا؛ وتجاه بقية الجزيرة والدول المؤثرة (العراق / الشام / مصر ) عمومًا.. ولكن مَنْ يقرأ في أمة اقرأ..؟!
قبل غزو بغداد بثمانية أشهر تقريباً؛ ظهر تقرير؛ تجاوز حد الصراحة إلى درجة الوقاحة و البجاحة، قًّدمه أحد أبرز الباحثين في معهد (راند) للأبحاث الاستراتيجية، الذي يُعد العقل الاستراتيجي للإدارات الأمريكية، وهو: (لوران مورافيتش) - الذي عمل أيضاً مستشاراً للخارجية الأمريكية – بيَّن ذلك التقرير حقيقة ما كان يبيَّت للمنطقة، وقد نشرته صحيفة واشنطن بوست في 6/8/2002، وجاء فيه قوله : «إن الحرب على العراق مجرد خطوة تكتيكية ستغيّر وجه الشرق الأوسط والعالم، أما السعودية فهي (هدف استراتيجي)، وأما مصر فهي الجائزة الكبرى في نهاية الطريق»...
وقد تكرر المعنى نفسه وبالألفاظ ذاتها تقريباً على لسان رمز يهودي مشهور من الجماعة اليهودية التي حكمت أمريكا في مدتي جورج بوش الابن، والمعروفة باسم (المحافظين الجُدد) وهذا الرمز هو (ريتشارد بيرل) - السياسي الأمريكي الذي عمل مساعداً لوزير الدفاع في عهد ريجان، والذي يوصف في الإعلام الأمريكي بـ (أمير الظلام) و(دراكولا) لميوله العدائية العدوانية ، حيث قال في أعقاب بدء الحملة على العراق: « سيكون العراق الهدف التكتيكي للحملة، وستكون السعودية الهدف الاستراتيجي، أما مصر فستكون الجائزة الكبرى »!
وكان ذلك المسؤول الحاقد قد قدم في عام 1996 دراسة إلى نظيره في العداوة (بنيامين نتنياهو) يقترح فيها أن تتبنى السياسة الإسرائيلية فكرة العمل للقضاء على النظام في بغداد؛ كخطوة أولى نحو زعزعة الاستقرار في العواصم المحيطة بالعراق.
وخطورة تصريحات (مورافيتش) و(بيرل) ضد العراق ومصر والسعودية؛ لم تكن في مجيئها ضمن تنظير علني للتآمر فحسب؛ بل في إن قسماً أساسياً منها وجد طريقه إلى التنفيذ العملي وسط مباركة - وأحياناً مشاركة - من الأطراف المتضررة قبل غيرها..
وقد تجسد التوعد اليهودي الصليبي في الواقع العراقي بعد الغزو الأمريكي، فظهر التطابق بين الأقوال والأفعال، وبدا أن الغزو قد لُفقت مسوغاته من قبل ليكون مدخلاً «تكتيكياً» يمكن الولوج منه إلى ما بعده، حيث استُدرج العراق لغزو الكويت تمهيدا لغزوه ثم تقسيمه ثم تقاسمه بين الفُرس والروم؛ وهو ما مثَّل قاصمة ظهر لما كان يسمى «الوحدة العربية» وأوجد أجواء ممهِدة للتحرك نحو الهدف التالي «الاستراتيجي» وهو (السعودية) من خلال إحاطتها بسوار من حملة شعار الثأر والتثوير الشيعي الرافضي، الذي يستهدف أهل السنة في كل الجزيرة العربية، والتي إذا ما أُضْعِف السنة فيها أو ضيعوا؛ فإنهم سيكونون فيما سواها أضعف وأضيع .
من يراقِب ما يحدث (مِن) و (مع) و(في) و(بين) حكومات الخليج في السنوات الأخيرة؛ سيرى واضحًا.. كيف أن أعداء المسلمين أصبحوا يرون في تلك الحكومات الهدف والوسيلة... وصاروا يعدونها الغاية والأداة... فالأعداء يدمرون بها ما حولها؛ ليدمروها غدًا وهي وحدها، بعد انفضاض من كان يمكن أن يقفوا وراءها ..
وقد كان لهؤلاء الغافلين المستغفلين متنفسًا وامتدادًا وسعةً؛ في موالاة ونصرة مئات ملايين المسلمين الصادقين دون الكفار المحاربين، ولو كانوا يعقلون لاستجابوا لنداء رب العالمين : (لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) ( آل عمران /118)
.. فياليتهم كانوا يعقلون..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق