السبت، 23 سبتمبر 2017

مليونية التحدي..!

مليونية التحدي..!


 د. عبدالعزيز كامل
لم يمت أحد أبرز رموز التحدي في عصرنا؛ فضيلة الأستاذ (محمد مهدي عاكف) وهو يصارع الموت أو المرض - كما يقولون - بل قضى المرشد نحبه وهو يصارع الطغيان حتى ساعة الاحتضار؛ كشأن كل عظماء الأحرار ، وأخيرهم - وليس آخرهم - الدكتور عمر عبد الرحمن، المجاهد الأسير، والشيخ الضرير ، الذي لم يركع لغير الله، ولم يذل أمام جبابرة العالم من الأمريكيين ، وهو ابن الثمانين ..و سجين العشرين.. وغير هذين الشيخين الجليلين الكثير والكثير.. الذين كان موتهم صامدين على العزة بالدين ..رمزًا ملهمًا لكل الهُداة والأُباة إلى يوم الدين.


على الدرب سار الرجل الكبير القدير : مهدي عاكف؛ الذي لم يهن ولم يذل .. فكان تحديه ..أنه لم يسترحم أحدًا فيطالب بحقه في أن يموت بين أهله وذويه.. لكنه مات - كما نحسبه - شهيد الأسرين (السجن والمرض) فكانت وفاته امتدادًا لما كان في حياته من التحدي الذي امتد عبر عصور الطغاة المتتابعين.. فالرجل الذي لم تكتمل إجراءات محاكمته الجائرة في هذه الدنيا (وهو البرئ من كل جُرم وظلم ) سيقف حتمًا هو وكل مظلوم أمام ظالميهم ؛ في يوم القضاء الأكبر
( يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )
واستمرارًا لتحدى الظالمين بعد مماته؛ كأننا نتخيل جثمان الرجل الحر وهو يتحدى العبيد بعد وفاته ؛ أن يسمحوا له بجنازة حرة في يوم تحرره من قبضتهم الكليلة ودنياهم الذليلة ؛ فيأبون رافضين غاضبين ، لأنهم يعلمون أنها ستكون شهادة أمام العالمين.. تجمع الرافضين للظلم والعدوان..وكأن وصفها واسمها: (مليونية تحدي الطغيان) ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق