السبت، 30 سبتمبر 2017

فوق السلطة - صندوق الفتاوى


فوق السلطة 
 صندوق الفتاوى




يُروى عن السلطان سليمان القانوني أنه لم يُنفذ أمراً إلا بفتوى، من شيخ الإسلام أو من الهيئة العليا للعلماء في الدولة العثمانية، وبعد أن تُوفي وجدوا أنه أوصى بإنزال صندوقٍ معه إلى القبر، فقرر العلماءُ فتحه والاطلاع على ما بداخله أولاً، لتأخذَهم الدهشة؛ فالصّندوق ممتلئ بفتاويهم. فراح العلامةُ أبو السعود يبكي فوق السلطان، ويقول لقد أنقذت نفسَك يا سليمان، فأيّ سماء تُظِلنا، وأي أرضٍ تُقِلُنا إن كنا مخطئين، في صندوقِ الفتاوى.

ألف مبروك للمرأة السعودية، ولوكلاء بيع وتصليح السيارات في المملكة، بفارق قرنين من الزمن، وبسرورٍ لف العالم العربي والبيت الأبيض في واشنطن، دخلت المرأة السعودية عصر السيارة من باب "الشوفير" الواسع، وهذا الإنجاز ما كان ليتم لولا توجيهات وجهود القيادة السعودية الشابة.
أول الحوادث التي سجلت بعد القرار تَحطم حافلة من موديل 1971، وعلى متنها 21 راكباً عالماً بالطريق، وكانت المركبة بقيادة عبد العزيز آل الشيخ، وتفيد المصادر الطبية بأن جميع الركاب تعرضوا لتشوهات، لن يستطيعوا بعدها مواجهة الجمهور. وقد بدأ الحادث عندما انحرفت المركبة عن الطريق العام، وأخذت طريقاً فرعياً بأمر من الشرطي، وهو طريق لطالما حذر منه قائد المركبة. 
إذن، تخلت هيئة كبار العلماء بتغريدة من سطرين لم يكتملا، عن فتوى عاشت عليها أجيال، وظلمت نساء كثيرات، وعلى المعترضين اليوم أن يفتحوا قلوبهم قبل عيونهم، أمام تسونامي الانفتاح والترفيه، الذي سيجتاح المملكة بالفرح والحُبور. فماذا يخبئ صندوق الفتاوى الجديدة لهيئة كبار العلماء، للتماشي مع العلمنة القادمة، التي بشر بها الرجل الإماراتي الأكثر وضوحا يوسف، السفير يوسف العتيبة.
صفة التشدد والتطرف لم تعد حكراً على قطر في الإعلام السعودي؛ فالعربية تصف الفتاوى السابقة  لهيئة  كبار العلماء بالتطرف والتشدد.
وبعد لحظات على إعلان الأمر الملكي زف مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي الخبر،  لكنه فوجئ بعدم تفاعل الحضور، فصفق لنفسه وصفقوا لتصفيقه.
معظم الحاضرين لم يستوعبوا الخبر بسرعة: مرأة تقود سيارة ألمانية برخصة سعودية؟! وأنجيلا ميركل تقود ألمانيا للمرة الرابعة. حصل تضارب أفكار في جزء من الثانية؛ فلم يستوعبوا ما سمعوا...  وحدها المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، فوجئت ففرحت وضحكت.
الحدث استحق بيان تهنئة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي طلب المزيد من الإصلاحات، نحو تعزيز حقوق النساء في السعودية. وفي إطار الإصلاحات، مُنع الشيخ سعد الحجري من الإمامة والخطابة بعد تداول فيديو له يربط بين سيارة المرأة وعقلها وشرفها.
يا رجل، المرأة لا تعطى رخصة لقيادة سيارة؟ وقد أعطاها الله رخصةً بل أمراً لتربية البشرية؟ قرر يا شيخ.. المرأة بنصف عقل أم بربع عقل، بآخر المحاضرة رح تطلع معك بلا عقل.
انقسم المجتمع السعودي أمام مشهد الحفلات الموسيقية الصاخبة، التي رافقت العيد الوطني في الرياض، لأول مرة تخرج النساء مع الرجال، إلى احتفال مختلط، في بلادٍ بُنيت فلسفتها على التشدد في منع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.
ليس أسهل من قطع بث برنامج الفتاوى على التلفزيون السعودي، إذا كانت فتوى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان لا تتماشى مع التوجهات الرسمية؛ فيصبح مشهد الغروب سيد الموقف، ودون سابق إنذار.
فنانة يُقال لها وعد، جلست على علم السعودية بما عليه من عبارة التوحيد، التي لا تخص قُطراً دون غيرِه، والحل للمناسبات القادمة علم النخلة والسيفين، وربما يكون حلاً دائماً.
أيضاً أزعج الناس غناء فنان يُقالُ له طلال سلامة، عندما غنى كلمات اعتُبرت أنها مقتطعة من سورة الفلق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق