الاثنين، 19 مارس 2018

للقصة بقية-القافزون من سفينة السيسي

    للقصة بقية    

القافزون من سفينة السيسي
تعاونوا معه للإطاحة بخصم منتخب، فكانت النتيجة الإطاحة بثورة يناير. اختلف حساب بيدرهم عن حساب حقله. وباقتراب انتخابات الرئاسة سجن وتضييق.



اجتمعت مصلحة الدولة العميقة في مصر مع أعداء الرئيس محمد مرسي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار يوم 30 يونيو/حزيران 2013.. استغل الجيش المصري المظاهرات فأعلن وزير دفاعهعبد الفتاح السيسي الانقلاب على أول رئيس شرعي منتخب، متسلحا بفرقاء سياسيين جمعتهم معارضة تيار الإخوان.
خلال هذه السنوات جرت مياه كثيرة في مصر.. لا وعود السيسي بتأمين الرفاهية والأمن وجعل مصر "قدّ الدنيا" تحققت، ولا المعارضة نضجت بحيث تعالت على خلافاتها.. فأكلت ثورتها.
بدأ حلفاء الأمس القفز من سفينة السيسي، فكان أولَـهم نائبُـه محمد البرادعي.. وآخـرَهم رئيس أركان القوات المسلحة سابقاً سامي عنان الذي اعتزم الترشح للرئاسة منافساً للسيسي فكان السَـجن عقوبتَـه. وما بينهم قافزون كـُثر أبرزهم أحمد شفيق.. وبينما تعززت صفوف معارضة الرجل عدديا، تعززت جبهته الخارجية مقدما نفسه محاربا للإرهاب، منفذا لأجندات وصفقات تراد للمنطقة.
حلقة الاثنين (2018/3/19) من برنامج "للقصة بقية" عرضت الفيلم الوثائقي "القافزون من سفينة السيسي"، وناقشت المشهد السياسي في مصر المقبلة على انتخابات رئاسة ينافس السيسي فيها نفسه.

المرحلة الأسوأ

يقول رئيس حزب غد الثورة المصري أيمن نور "نحن في اللحظة الأسوأ على الإطلاق.. عدنا إلى ما قبل عام 2005 حيث أول انتخابات رئاسية في تاريخ مصر..  عدنا لمرحلة الاستفتاء بل لما هو أسوأ".
وأضاف أن ما يحدث في مصر حاليا لا يمكن أن يطلق عليها انتخابات، بل هي خداع حول عملية تبدو وكأنها عملية انتخابية ولكنها ليست انتخابات وليست حتى استفتاء.
أما عن القافزين من سفينة السيسي فقال "الجميع أخطأ، لكن من ترك السفينة وإن كان متأخرا أفضل ممن بقي فيها".
ويرى أيمن نور أن الانقلاب في مصر حدث في عام 2011 منذ اللحظة الأولى التي تنحى فيها الرئيس المخلوعحسني مبارك وأسند فيها إدارة شؤون البلاد إلى المجلس العسكري، معتبرا أن الحكم المدني لم يتمكن من أن يأخذ فرصة حقيقية لكي يثبت أقدامه ويواجه أسباب الانقلاب.

انقسام مجتمعي

من جهته، فسّر المعارض المصري عضو جبهة الإنقاذ سابقا ياسر الهواري المشهد الذي سبق الانقلاب في مصر بأنه كان عبارة عن انقسام مجتمعي غير مسبوق في تاريخ مصر، حيث كانت الأطراف السياسية بالكامل في حالة استنفار عام، وكان موقف الجيش ملتبسا حتى على جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم.
وأكد أن ما يحدث في مصر ليس انتخابات ولا تنطبق عليها الشروط الدنيا لأي انتخابات حرة، من حيث حرية الإعلام وحرية الترشح للانتخابات، وهي أمور غائبة في مصر حاليا، فضلا عن أن الحياة السياسية غير موجودة.

ثورات مهدورة

أما الكاتب الصحفي جمال الجمل فاعتبر أن كل ثورات مصر مهدورة منذ ثورة عمر مكرم حتى 30 يونيو2013، ففي مصر هناك دائما خلط بين الثورة وأهدافها وشعاراتها من جهة، والنظام السياسي الذي ينشأ عنها من جهة أخرى.
وأضاف أن ما حدث في 30 يونيو لا يختلف كثيرا عما حدث في 25 يناير رغم التقارب الزمني بينهما، شعوب خارجة طامحة لحياة عادلة كريمة لنوع من الانتصار لحياتهم، ثم تُسرق بشكل أو بآخر لصالح القوة المالية أو الأمنية المسيطرة على مقاليد البلاد، ثم يأتي شخص ما يعد بتعديل الوضع ووعود أخرى يصدقها كثيرون بمنطق الأمل الكامن في الشعوب.
واعتبر الجمل أن الثمن الذي يدفع هو ثمن إقليمي، فالمطلوب هو دور لمصر في الإقليم خاص بالمشروع الصهيوني والأميركي الذي يعاد على أساسه ترتيب المنطقة ومصر تلعب دورا فيه، لكن السؤال هو عن قدرة النظام الحاكم في مصر على الاستجابة لطلبات ستقدم له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق