السبت، 17 مارس 2018

ردة فعل الأستاذ كوكتيل على موت فيزيائي ملحد


ردة فعل الأستاذ كوكتيل على موت فيزيائي ملحد


د. إياد قنيبي
ردود الأفعال على موت فيزيائيٍّ ملحدٍ عبر اليومين الماضيين تبين مدى التشوه (لم أجد كلمة ألطف من هذه تعبر بصدق عن المشكلة)..التشوه النفسي والفكري والعقدي الذي تراكم في نفوس بعضٍ منا نحن المنتسبين إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يحتاج إلى فكفكة قبل العلاج.

سأستعرض هذه التشوهات (ولْنَتَلَطَّفْ بتسميتها المشاكل) من خلال حوار مع الأستاذ "كوكتيل"، الذي هو بالفعل كوكتيل من المشاكل!...وتحت كل فقرة من الحوار نبين نوع المشكلة التي تعبر عنها كلمات صاحبنا "كوكتيل":

- كوكتيل: "رحم الله فقيد البشرية العالم الفيزيائي الكبير"..

- يا رجل ! كيف تترحم على كافر؟


- كوكتيل:
تكفيريتكم هذه هي التي جرت الويلات والتخلف على أمتنا.

1. المشكلة: نفسيةُ كوكتيل تحكمها العُقَد من ممارسات مشوهة فتفقد التوازن في التفكير واتخاذ المواقف، فتتطرف في الاتجاه الآخر!

- كوكتيل: من الإنصاف للرجل...

2. المشكلة:
الحرص على الظهور بمظهر الإنصاف و"الإنسانية" بالتعريف العَلماني الزائف، لا الإسلامي الذي تحكمه قِيَم الحق والعدل.

- يتابع كوكتيل: من الإنصاف للرجل أن نقدر إنجازاته العلمية العظيمة التي قدمها للبشرية.

3. المشكلة: النظرة المادية التي تُقَيم الناس بمقاييس مادية بحتة لا تأخذ بعين الاعتبار حسن أو سوء توظيف الإنجازات العلمية لتحقيق الغاية من وجود الإنسان: عبادة الله وعمارة الأرض بما يحبه سبحانه.

- ما الذي قدمه هذا الفيزيائي بالضبط؟

- كوكتيل:
"نظرية كل شيء، ونظريات أخرى"

- ما معنى نظرية كل شيء؟

- كوكتيل: ها؟! لا أدري، لكن واضح أنها شيء مهم في عالم الفيزياء.

4. المشكلة: الثقة المطلقة في آلة الإعلام الغربية ورفعُ من رفعته دون معرفة لماذا رفعته! والرغبة في التمسح بأذيال الرموز الغربية ليبدو "ذكياً" مثلهم!

- كوكتيل: ماذا قدم المسلمون في المقابل؟ لا شيء سوى التخلف والتناحر و..و..

5. المشكلة:
الخزي من الانتساب للأمة الإسلامية والجهل بوجود قامات علمية كبيرة وخيرية عظيمة فيها لا يُبرزها الإعلام!

- كوكتيل: بغض النظر عن المعايير الدينية، أنا أمدحه من ناحية إنسانية.

6. المشكلة: "اعتبار الدين "أحد" وجوه التقييم للمبادئ والأشخاص والأفكار وأن هناك معايير معتبرة من خارج الدين، يعني ليس الدين حاكما مطلقا على كل شيء!

- يا رجل! لكن الله تعالى قال: (والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)

- كوكتيل: "هو اجتهد وهذا ما أوصله إليه علمه..لا نستطيع أن نسيء الظن به أنه عرف الحق واستكبر عليه أو اتبع هواه"

7. المشكلة: حسن الظن بالملحدين أنهم يبحثون القضايا الكبرى بتجرد وحرص على معرفة الحق، مع سوء الظن بالله أنه جعل كبرى الحقائق، وهي وجوده تعالى، مسألة خفية قد لا تظهر لطالب الحق!!

- يا رجل أقول لك كفر بالله وكان داعيا إلى الكفر بالله، ألحد بسببه عدد من الناس.

- كوكتيل: في المقابل قدم للبشرية نظريات عظيمة في عالم الفيزياء.

8. المشكلة: الاستهانة بحق الله تعالى!!

- كيف تستغفر له وتدعو له بالرحمة وقد أكَّد الله تعالى في آيات كثيرة أن الكفار لا يدخلون الجنة أبدا فقال:

(والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي)

(فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه)


-كوكتيل:
"هذا فهمك أنت للنصوص.

9. المشكلة:
اعتبار النصوص القطعية الواضحة محتملة لتفسيرات معارضة تماما لها بما يجعل النص القرآني بلا دلالة بالمرة!

- طيب وماذا تقول في الحديث الذي رواه البخاري أن أبا طالب، وهو الذي نصر دعوة النبي ولم يدعُ للإلحاد مثل صاحبك، ومع ذلك نهى الله نبيه أن يستغفر له فقال:

(ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى)

- كوكتيل: البخاري عليه كلام، لا تستدل لي بأحاديث البخاري.

10. المشكلة: الشك فيما أجمعت الأمة على قبوله بالإجمال، بما يُشعر باستغباء الأمة بعلمائها وأذكيائها عبر أربعة عشر قرنا في مقابل الانبهار بــ"أذكياء" الغرب والثقة المطلقة فيهم!

الخلاصة: نجح أعداؤنا عبر سنين طويلة في بناء شخصية انهزامية، مستحية من نفسها وأمتها وهويتها، منبهرة بالسيد الأبيض المستعبِد وكل ما يأتي من طرفه، سيئة الظن بربها، قليلة التعظيم له سبحانه، شاكَّة في دينها ومصادره المعرفية، فاقدة للاعتصام بمحكمات القرآن، ناظرة إلى نفسها وتاريخها بعيون أعدائها، مهجوسة بالدفاع عن نفسها من تهمة التطرف ولو بالوقوع في إنكار المعلوم من الدين بالضرورة.

وعلى من يريد حل مشكلة كوكتيل مراعاة ذلك كله، وتفكيك هذه المشاكل وحلها واحدة واحدة، فالأمر أكبر بكثيييير من مجرد تعزية!

ملاحظة:
أستاذ "كوكتيل"..كتبتُ هذه المقالة نصيحةً لك وإشفاقاً عليك، لتُدرك نفسك، وليس سخرية منك ولا حضَّاً لأحد على أن يحكم على نواياك...فأرجوك، تفكر في الكلام بهدووووء..(وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق