روائع الطنطاوي (5)
وسيُظهِر اللهُ الحقَّ ولو طال المدَى، وإن لم يظهَرْ في الدُّنيا فإنَّ هذه الدُّنيا فصلٌ مِن الرِّوايةِ، وليست الرِّوايةَ كلَّها، إنه سيُرفَعُ السِّتارُ عمَّا بقِيَ مِن فصولِها.
[الذكريات ٥ / ١٩٣].
فلا يحكُم الإنسانُ على المريضِ أو البائسِ بظاهرِه فيشُكَّ في عدلِ اللهِ ورحمتِه، ولكن ليدخُلْ إلى الدَّاخلِ، لعلَّ وراءَ الجدارِ الخَرِبِ قصرًا عامرًا، ولعلَّ خلفَ البابِ الضَّخمِ كوخًا خرِبًا، ولعلَّ في هذه الثِّيابِ الرَّثَّةِ وهذا الجسمِ المُمزَّقِ البالي نَفْسًا مُشرِقةً سعيدةً وإنسانًا كاملًا.
[من حديث النفس ص ٢٢٦].
بالإيمانِ استطَعْنا أن نحاربَ بسيوفٍ ملفوفةٍ بالخِرَقِ، وجنودٍ مُهلهَلةٍ ثيابُهم، خاويةٍ بطونُهم، أقوى جيوشِ الأرضِ، وأكمَلُها هيئةً وعتادًا، وأن ننتزِعَ منهم النَّصرَ.
[مقالات في كلمات ص ١٣ - ١٤].
ربما حسِب الرَّجلُ أنَّ كلَّ ما يدخُلُ يدَه فهو رِزقُه، فيَمُنُّ على مَن أعطاه، أو يَضِنُّ على مَن سأَلَه، مع أن فيه ما هو رزقُ غيرِه، رِزقُ ولدِه وأهلِه وخادمِه وتابعِه، وما هو في الحقيقةِ إلا مُوزِّعٌ.
[صور وخواطر ص ٢٦٤].
فلماذا أبكي وأيئَسُ إن أصابني شرٌّ ما دُمْتُ أستطيعُ أن أستخلِصَ الخيرَ القليلَ الذي يكمُنُ فيه؟ لماذا أترُكُ الحيَّاتِ تلدَغُني بسَمِّها ما دُمْتُ أقدِرُ أن أُربِّيَها وأستفيدَ مِن سَمِّها.
[مقالات في كلمات ١ / ٢٧٦].
فما لي بعد أمِّي صديقٌ! تلك هي التي كانت تقبَلُني على عِلَّاتي، والنَّاسُ لا يقبَلونَ إلا محاسِني، تلك التي كانت تُحبُّني أنا، والنَّاسُ يُحبُّون أنفسَهم فيَّ.
[من حديث النفس ص ٤١].
فالعنايةُ باليتيمِ الذي فقَدَ الأمَّ أو فقَد الأبَ أعلى درجاتِ الإحسانِ.
[فصول إسلامية ص ٢٢٢].
إنَّ المصائبَ مِن علاماتِ رضَا اللهِ عنِ العبدِ.
[فصول إسلامية ص ٢١٨].
سيظَلُّ النَّاسُ تحت أثقالِ العُزلةِ المُخِيفةِ حتى يتَّصِلوا باللهِ ويُفكِّروا دائمًا أنَّه معهم وأنَّه يراهم ويسمَعُهم.
[من حديث النفس ص ١٤٩].
هذه هي ملذَّاتُ الحياةِ؛ إنَّها لا تلَذُّ إلا مِن بعيدٍ.
[من حديث النفس ص ٣٠٦].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق