السبت، 10 مارس 2018

بعد مائة عام..!!


بعد مائة عام..!! 

بقلم: الدكتور محمد عباس


هامش:
لست أخفي عليكم يا قراء أنني في أشد الغضب لانفراط عقدنا وعماء بصائرنا..
ولو أن الشارع الإسلامي قام بواجبه لما سقطت بغداد عاصمة الخلافة بالأمس، و أفغانستان قبلها، وفلسطين والشيشان والأندلس ,..و..و.. ، والثورة في مصر غدا.. ومكة بعد غد..
أتميز غضبا.. كان من الصعب عليّ أن أكتب مقالا و أنا في هذه الحالة من الغضب، فاستبدلت بالمقال هذا النص الأدبي الذي يتخيل أحول الأمة بعد قرن، إذا ما استمر عجز الشارع الإسلامي وصمته أمام أعداء الداخل والخارج.. أمام إسرائيل والليبراليين وأمريكا والعلمانيين وانجلترا والاشتراكيين الثوريين والمخابرات البريطانية وممدوح حمزة والمخابرات الروسية ورفعت السعيد والمخابرات الأمريكية وسعد الدين إبراهيم والمخابرات الإسرائيلية وعمر سليمان ، لن نتغير إلا إذا غيرنا هؤلاء ، فلن يغير الله ما يحيق بنا حتى نغير ما بأنفسنا..



رأس السنة العبرية

احتفلنا اليوم بعيد عظيم، هو عيد رأس السنة، حيث يباح لنا فيه ما لا يباح في غيره من الأيام، وتضاعف حصتنا من الحشيش والأفيون.
ابني الأحمق قال:
- يا أبي.. لا يجوز لنا الاحتفال به.. إنما يجب أن نحتفل بالسنة الهجرية.
ورددت عليه في غضب:
- يا أحمق، هل تريد أن تهدم إنجازات مائة عام من الحضارة والحداثة والتنوير، هل تريد مقاومة العولمة؟.. ثم أن العالم أصبح قرية كبري يحكمها بنو إسرائيل، وقد ألغوا كل التقاويم ما عدا التقويم العبري الذي نحتفل به اليوم.
ثم همست له ناصحا:
- يا أحمق .. الاحتفال برأس السنة الهجرية أو الميلادية محظور بحكم القانون.. و الاتهام في حالة الاحتفال بهما من الاتهامات المشددة التي يتضمنها قانون مكافحة الإرهاب.


رهينة

قمت من نومي فزعا على كابوس و أضغاث أحلام كدرت علىّ اليوم كله.. إذ رأيتني متخلفا ينتمي للقرون الخالية أعيش حياة التطرف والشعارات البالية و أوهام المجد . . وفجأة رأيتني مارا على السجن فصُــمّ سمعي من الصياح والنواح والعويل والبكاء، فوقفت أسأل :
- من المعتقل ؟
أجابوا في ذهول :
- أخذوا مصر رهينة حتى يسلم العرب أنفسهم !!.
فصحوت من النوم فزعا ومستعيذا بالنظام العالمي الجديد.



نفق

شرع رئيسا إمارة خيبر و إمارة بنى قريظة في حفر نفق تحت قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فهرعت إلى السلطان أستنصره و أصرخ :
- سوف يهدمونه كما هدموا المسجد الأقصى منذ مائة عام . .
نظر إلى في عناد وغباء وثقة وعنجهية وغرور قائلا :
- لكنهم يحفرون تحت الأرض ولا يهدمون فوقها يا أحمق.. ألا تعلم أن سطح الأرض لنا وباطنها لهم؟..
فرحت أولول :
- هكذا هدموا المسجد الأقصى منذ مائة عام..
فقلت له:
- يا أحمق يا متهور يا متطرف . . . للحرم رب يحميه !!.



تفوق

عادت ابنتي من المدرسة تكاد تطير، ويكاد الدم يتفجر من وجنتيها، وعلا صوتها حتى قبل أن تدخل صائحة :
- الأولى . . . الأولى . . .
التففنا حولها نهنئ صائحين :
- مبارك . . مبارك . .
راحت تحكى لنا عن التفاصيل، حين جاء المفتش وراح يسأل التلاميذ عن أعظم حكام العرب في ألفى عام ، وأجاب التلاميذ الخائبون إجابات خاطئة، فقد قال واحد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقال له المفتش بخشونة أنه يسأل عن الحكام لا عن الأنبياء، فقال آخر عمر بن الخطاب فطرده المفتش من الفصل، وقال الثالث عمر بن عبد العزيز فطرده، وقال الرابع صلاح الدين الأيوبي فطرده، وقال الخامس سيف الدين قطز فطرده، وقال السادس محمد الفاتح فطرده، وقال السابع أنور السادات فصمت المفتش وراح يقلب نظره فينا.
وواصلت ابنتي الحكاية قائلة : عند ذلك رفعت إصبعي فطلب منى أن أجيب فقلت :
- بنيامين نتنياهو، وقد حكم في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد .
عند ذلك انبهر المفتش وطلب من الجميع أن يصفقوا لي.
و أضاف المفتش مزيدا من المعلومات فقال أن عبقرية نتنياهو جعلته يعتمد على طابوره الخامس في بلاد العرب من المنافقين الليبراليين العلمانيين الحداثيين الاشتراكيين الثوريين لإجهاض ثورة إرهابية في مصر لو أنها نجحت لهددت وجود إسرائيل، وقد أفشل أعوانه الثورة في مصر ليبدأ هو بعد فشلها بمذابح هائلة أباد فيها الأغيار الأشرار.. وفي خلال ذلك نجح في إشعال حرب عالمية منذ مائة عام، عندما دبر تفجيرات كبيرة في بلد كان اسمها أمريكا، وكانت منذ مائة عام إمبراطورية كبري، لكنها دخلت في حرب طويلة مع بلاد كثيرة انهار بعدها اقتصادها وتفككت ولاياتها، ونشبت بين الولايات حروب كثيرة، وتحولت جميعا إلي دول من دول العالم الثالث لا تزيد تقدما عنا. وبعد أن أنهي المفتش شرحه منحنى هذه الجائزة .
أخرجت الجائزة من حقيبتها ، فرحنا نتأملها فرحين ونحن نهتف بأصوات ارتفعت إلى "عنان" السماء :
- مبارك . . . مبارك . . .
كنا جميعا من السرور في غاية عدا ابني الإرهابي الذي تكدرت ملامحه واكفهر وجهه ، وبصق.


مظاهرات

اشتعلت مملكة الجيزة و إمارة أسوان ومملكة جيزان وسلطنة عدن وحتى صحراء بغداد بالمظاهرات وسقط عشرات القتلى، لكننا سمعنا أن القتلى بالمئات في إمارات إمبابة ودمشق وجبل لبنان والأهواز وشبرا، وسمعنا أن شهداء سقطوا في مملكة الإسكندرية وسلطنة بنى سويف وجمهورية غزة العظمى وفى أرجاء كثيرة أخرى من أنحاء ممالك الشر التي كانت تسمى قبل تقسيمها: العالم العربي.




شذر مذر

قال لي ابني الإرهابي وهو يمسك كتابا من الكتب الصفراء:
- هل تعلم يا أبي أن كل هذه الممالك والإمارات كانت بلدا واحدا قبل أن تتمزق شذر مذر..
فانقبض قلبي وتأهبت للرد على اتهاماته الظالمة لإسرائيل بأنها هي التي مزقت بلادنا..صرخت فيه:
- وهذه أيضا هل تتهم بها إسرائيل؟..
فتمتم والحزن ينهش كبده:
- لا يا أبي.. بل فعلها الشيوخ حين اختلفوا فانتشرت الشروخ وساد المسوخ وتمزقت بلادنا بأيدي علمائنا ولم يكن على العدو إلا الإعلان..
ثم راح يتمتم:
- شيوخ البصرة.. شيوخ الكوفة.. شيوخ دمشق.. شيوخ الإسكندرية .. شيوخ القاهرة.. شيوخ الصعيد .. وشيوخ الأزهر.. والشرعية.. وحتى الصوفية.. تفرقوا جميعا منذ وقت بعيد .. وانتهوا جميعا منذ زمن مديد.. ولم يعد إلا شيوخ بني إسرائيل الذين جمعوا الفقه والشرع على رأي واحد .. فاجتمع الجميع عليه.. ومن خرج عنه فإنه إرهابي أو كافر.. والأغلب كليهما!!
وحمدت الله كثيرا على أنه كف عن اتهاماته الظالمة لأسيادنا اليهود.


حشيش

كنت جالسا على المقهى مع أصدقائي من الصعاليك ندخن الحشيش ونشم الكوكايين والهيروين، وانسطل واحد منا فقال:
- من أعجب ما قرأت في تاريخ القرن العشرين أن مواطني ذلك الزمن كانوا يستطيعون السفر من القاهرة للجيزة دون تأشيرة خروج أو دخول.. ولم يكن على قناطر قصر النيل وعباس و 6 أكتوبر و 15 مايو أي نقاط حدودية أو مكاتب للجمرك..
انفجرنا ضاحكين على ذهاب عقله ، فاندفع يقول :
- ليس ذلك فقط، بل كان يمكن السفر من القاهرة للإسكندرية دون أية إجراءات ، فقد كانتا مدينتين في دولة واحدة!!.


إرهاب

قابلتني امرأتي بالصراخ والعويل فهتفت فزعا :
- مات الولد ؟ !..
أجابت بالدمع:
- يا ليت . .
صرخت فيها:
- انطقي . . ماذا حدث؟
قالت :
- انضم إلى جماعات العنف و الإرهاب . .
ناديت الولد على عجل ، وراحت هي تولول نادبة البيت الذي ستهدمه دبابات إسرائيل العظمى حين يكتشفون أمر الإرهابي الذي يقطنه .
سألت الولد في غضب عما حدث فأجاب:
- مجرد كتاب في تاريخ القرون الماضية ، ممنوع من التداول بأمر الحاكم العسكري الإسرائيلي.
أمسكت بالكتاب أتصفحه، فإذا به مليء بالتخريف، وكتمت ضحكي، فقد كان مؤلفه أكثر انسطالا من صعلوك المقهى، وكان يقول أن الواحد منا كان يستطيع السفر من المغرب إلى أفغانستان دون جواز سفر.
التفت إلى امرأتي مطمئنا :
- لا تراعى . . . هذا المؤلف حشاش . . . وذلك الكتاب من الكتب الصفراء . . . كتب الخرافة والسحر .


نجيب محفوظ

سمح لنا الحاكم العسكري بزيارة أقاربنا في إمارة العجوزة فاجتزنا الأسلاك الشائكة والحواجز الإليكترونية وقضينا يوما جميلا ، وعلا صراخ الأطفال وشجارهم وهم يتنابذون بعظماء التاريخ متفاخرين فصرخت ابنة الأقارب :
- نجيب محفوظ كان من العجوزة .
صرخت ابنتي :
- بل كان يعمل في المقهورة . .
همس لي ابني الإرهابي:
- اسمها القديم كان : القاهرة !!.
قلت له :
-إياك والحشيش !!.
فتمتم:
ثم أن نجيب محفوظ هذا كان من أنصار إسرائيل..
فقلت له معنفا:
- وهذا ما يزيد من قيمته يا أحمق.


نشرة أخبار

لعن الله الناس، إنهم لا يصدقون نشرة الأخبار أبدا، ويتبادلون الشائعات رغم نفي المتحدث الرسمي اليهودي. وقد انتشرت شائعة اليوم عن انتصارات حققها الإرهابيون الذين يحاربون الحضارة والحداثة والعولمة منذ أكثر من مائة عام بعد أن استسلم العالم كله، وظلوا هم صامدين، أما ابني الأحمق فيسميهم أصحاب الرايات السود الذين لا يضرهم من يخذلهم.


احتفال

رغم المظاهرات ، أقام الحاكم العسكري احتفالا ضخما بمناسبة مرور أكثر من مائة وثلاثين عاما على هزيمة بلد إرهابي كان اسمه مصر ، كان يريد أن يدمر اليهود رمز الحضارة والحداثة والعولمة والتقدم ، وهتفنا كثيرا ضد هذا البلد ، ولعنّاه ، ودعونا عليه.
وتمتم ابني الأحمق قائلا:
- هذا البلد كان بلدنا، وقد ظل متماسكا طيلة مقاومته لبني إسرائيل.. فلما استسلم لهم بمعاونة الليبراليين والعلمانيين والاشتراكيين الثوريين ..تفتت.


قرآن

قالت لي زوجتي لائمة مغاضبة :
- ستترك الولد يقرأ في الكتب الصفراء حتى يهلك ونهلك، وساعتها لن ينفعك الحشيش.
قلت لها جادا والدخان الأزرق يتشكل حولي فيمنحني سعادة أسطورية عندما أتوهم أنى لم أوجد قط :
- لا تخافي عليه من الانضمام إلى الإرهابيين أتباع أسامة بن لادن، مادام لم يقتن القرآن أو البخاري.


روز اليوسف

احتفلنا اليوم بأقدم مجلة عربية في المنطقة الواقعة بين النيل والفرات واسمها روز اليوسف - ويدللونها بروزا - وقد كانت هي المجلة الوحيدة التي حصلت على ترخيص باستمرار صدورها في العصر الحديث . أما الصحيفة فقد كانت صحيفة الشرق الأوسط، والاحتفال بها بعد أيام، أكثر الله من احتفالاتنا..أما في مطلع الشهر القادم فسوف نحتفل ببطل من أعظم أبطالنا قد مات منذ ما يقرب من قرن بعد أن نجح في تحرير البلاد من الإرهاب ليلتحق بالاستنارة والحضارة تحت حكم إسرائيل.. أما اسمه فهو مذموم حمزة.


مظاهرات

ما أشد رعونة الطلاب وما أسوأ ما يفعلون حين يسيطر الظلاميون والإرهابيون على أفكارهم، واليوم كدروا مزاجي فلم أستطع الذهاب لتدخين الحشيش مع رفاقي، فقد قاموا بمظاهرة حمقاء تنادى بأن يعود الأذان للصلاة باللغة العربية كما كان قديما ، و أن يتوقف الأذان بالعبرية.
قلت في غيظ :
- يا أبناء الأفاعي ، وهل ثمت من يصلى؟ !


جمعة

اشتعلت المظاهرات اليوم أيضا لسبب غريب . . فقد طالب المتظاهرون بأن يكون يوم الجمعة يوم عطلة رسمية أسوة بالسبت والأحد . . وقلت لنفسي :
- يالنا من شعب كسول لا يحب العمل .


الإرهابي

يظهر أن أم الولد على حق، إما أن يكون إرهابيا أو أنه مجنون، وقد فاجأني اليوم حين كنت مع أصدقائي الصعاليك ندخن الحشيش والكوكايين والهيروين، لم يشاركنا لكنه بدا أكثر انسطالا منا، وقف صامتا لفترة يحدق فينا ونحدق فيه ، وفجأة انطلق يغنى :
يحدق التاريخ في تاريخنا . . . بمنتهى الذهول ..
يقول : ماذا يا ترى . . . عساي أن أقول ؟ !. .
يجمعنا في كومة . . . يبعد عنا خطوة . .
يشد بنطلونه. . .
وفوقنا يبول !
فجأة ..ابتعد الولد عنا خطوة .. و فتح زمام بنطاله المنزلق... وبال علينا . .



تفـسـير

الإرهابي الرجعي المتخلف، عدو الحضارة والحداثة أوشك اليوم أن يوقعنا في مأزق خطير، فقد وقف في المسجد يحمل تفسيرا للقرآن غير الذي سمحت به السلطة الإسرائيلية، والذي انكبت عليه خيرة العقول الإسرائيلية تحت إشراف أعظم الحاخامات عشرات الأعوام حتى أنجزته فكان أعظم هدية للمسلمين، فبعدها جفت منابع الإرهاب وانقضت عصور الأساطير والخرافات.
همس الإرهابي للمصلين:
- التفسير الموجود الآن كفر، وهذه هي التفاسير الصحيحة، ابن كثير وابن الأثير، وصفوة التفاسير.. ويوجد أيضا في ظلال القرآن..
وقاطعته غاضبا:
- وماذا نفعل بتفاسير بنيامين وكوهين وجورج ودافيد ورفعت السعيد ونوال السعداوي ومحمد أبو خرطوش وزياد وحمزاوي يا رجعي يا متخلف.
واصطحبته إلي المنزل مسرعا وداعيا الله ألا يشي بنا واش.


احتفال

حضرنا اليوم احتفالا عظيما بيوبيل أنساني الحشيش نوعه : فضي أم ذهبي أم ماسي أم حديدي، وتعددت الخطب وتعدد الخطباء عن أعظم مشروع هندسي في القرن الحادي والعشرين، ألا وهو هدم السد العالي الذي كاد يوردنا موارد التهلكة ، وانهالت آيات الشكر على العبقرية اليهودية التي كشفت لنا مخاطره وخلصتنا منه.
وعدت إلى بيتي كي أواصل الاحتفال بالمناسبة القومية مع أبنائي وزوجتي ، لكن الكهرباء كانت مقطوعة، والظلام كان دامسا.


شهامة

بلغت شهامة أصدقائي الصعاليك أنهم عرضوا أنفسهم لخطر الاعتقال من أجلى، فقد فوجئوا بابني المسطول يرفع عقيرته في الشارع ويغنى أغنية قديمة اسمها : القدس عروس عروبتكم ، فرفعوا عقيرتهم بالصياح وراحوا ينشدون نشيدا عبريا حتى ذاب في أصواتهم صوته، فاصطحبوه إلى البيت، وراحوا يحذرونني أنه لو - لا قدر الله - وسمعه العسس، لجاءوا ، وهدموا بيتي.


صلاة

ذهبت إلى الصلاة - فهي مسموح بها - فتركزت خطبة الشيخ التي تسلمها من مركز الخطب اليهودي الذي تم تأسيسه منذ مائة عام كي يمنعوا المساجد من أن تكون أوكارا للإرهاب، وتركزت الخطبة على لعن الإرهابيين والتحذير منهم ، وعلى ضرورة طاعة ولى الأمر، وتذكرت ابني الذي يناصر هؤلاء الإرهابيين أتباع أسامة بن لادن ، ونهش القلق قلبي.


فتوى

عمت المظاهرات وانتشر البلاء وافتقد الأمن، وطاردنا الرصاص في الشوارع كالذباب، وسقط العشرات والمئات والألوف فقلنا ليس لها من دون الله كاشفة، لكن وسائل الإعلام راحت تحثنا على سماع خطبة المفتى، وسمعناها متلهفين، فتلى قليلا من القرآن وقليلا من الأحاديث ثم قال : - من لزم بيته فهو آمن، ومن لزم الأمير فهو آمن، ومن لزم قصر الحاكم العسكري الإسرائيلي فهو آمن.
فلزمنا بيوتنا.
وراح ابني الإرهابي ينوح:
- حتى المفتى.. يردد أقوال الأنبياء الصالحين من قلب كقلوب الشياطين..
فطفقت أنظر إليه في غضب وغيظ..




أسامة بن لادن

صرخت في ابني حين أخبرتني أمه أن الانحراف قد بلغ به إلى غشيان دور سيئة السمعة تتاجر في شرائط الفيديو القديمة الممنوعة:
- إلا أسامة بن لادن . . كله إلا هو . . العقوبة على اقتناء شرائطه أضعاف مضاعفة فهو سيد المتطرفين بلا منازع.
تمتم ابني الإرهابي قائلا:
- الغريب أنه الوحيد الذي لم ينهزم أمامهم، وما يزال أتباعه يحاربونهم في جبال بلاد اسمها أفغانستان!!.


استسقاء

صلينا اليوم صلاة الاستسقاء ودعونا الله كثيرا، فلقد جف الزرع وهلك الضرع و أكلنا الجيف ولم يسقط المطر بعد، ابني الإرهابي الذي جف قلبه وقست روحه راح يروج الادعاءات وينشر الأساطير والشائعات عن أيام لم يكن النهر فيها يجف قط. فسألته في استنكار وغيظ:
- متى و أين حدث ذلك، يا إرهابي يا مروج الإشاعات يا كذاب؟ !.
فراح يشرح لي الأمر عن بلاد كان يمر بها نهر لا تجف المياه فيه، وقد كانت شقيقة، وكان اسمها السودان، إماراتها الآن تشكل جزءا من مملكة الحبشة المتحالفة مع بنى إسرائيل، وراح يهرف فلم أطق مواصلة السماع، وانصرفت إلى صلاة الاستسقاء وقد جف حلقي.

سولار

حاصرتنا إمارة الجيزة وشبرا الخيمة ومنعوا عنا الماء والسولار والغذاء فقضي الأطفال والشيوخ وبقينا كالمسوخ ندعوا على إخوتنا ونطلب من اليهود العون ولولاهم لقضينا جوعا وعطشا..


علامة استسلام

احتفلنا اليوم بعيد قلّ أن يتكرر بين القرون، إذ في إطار التطوير الشامل لكل مناشط الحياة وتحديثها وصل التطوير أخيرا إلى القرآن فتمت إباحة تلاوته بمعناه لا بلفظه، وإلى مناهج اللغة العربية التي كاد أن يهجرها الناس لفرط استعصائها على الألسنة، ولقد نحا المنهج الجديد إلى التخفيف والتبسيط وحذف الحشو والتكرار وما لم يعد يلزم، ولقد تم في اللغة حذف الشعر، وفى النحو تم إلغاء الفاعل و إبقاء المفعول به، وتغيير المنصوب إلى المنصوب عليه، وحذف المرفوع و إبقاء المجرور، ولقد لحق التطوير بالإملاء أيضا، ففي علامات الترقيم أضافوا إلى علامة التعجب وعلامة الاستفهام علامة جديدة، سموها علامة الاستسلام!!.



احتفالات 1

ما أسعد أيامنا، فما من يوم يمر دون احتفال، وبالأمس كنا نحتفل بذكرى وعد بلفور، وكنا قبلها قد احتفلنا بذكرى ثغرة الدفرسوار وقصف الإرهابيين في بحر البقر وإسقاط طائرة الإرهابية سلوى حجازي، و إسقاط طائرة إرهابيين إيرانية، وقصف مصنع الشفاء السوداني الذي كاد أن يهلك العالم بسمومه، وقتل الإرهابيين في دير ياسين والإسماعيلية وقانا، ودفن الإرهابيين المصريين أحياء في حرب 67 من القرن قبل الماضي ، وكذلك دفن مئات الآلاف من الإرهابيين العراقيين أحياء في نفس القرن.


احتفالات 2

علقنا الزينات في الشوارع، أما الرايات فترتفع خفاقة سامقة كآمالنا، ففي الأسبوع القادم تحل ذكرى الانهيار النهائي لممالك الشر التي كانت تسمى بلاد العرب.


الظلاميون

حدثت اليوم فتنة عظيمة سقط فيها المئات قتلى، فالمتخلفون الظلاميون المتأسلمون الحمقى، الجهلة الذين لا يفهمون الفن العظيم والإبداع والتنوير والحرية التي يجب أن تتاح له بلا أية قيود قاموا بمظاهرات صاخبة احتجاجا على لوحة رسمتها فنانة يهودية عظيمة عن خنزير يمسك عظمة يكتب بها القرآن، وتلفت حولي في رعب ثم صحت بصوت عال:
- مال الدين بالفن والإبداع يا متخلفين يا ظلاميين!.


خسة

بلغت خسة ابني الإرهابي أنه راح يشوه تاريخنا ويلقى بالأوحال على أبطال بلادنا، فلقد ضبطته يقرأ كتابا ممنوعا فأخذته منه عنوة ورحت أتصفحه فهالني ما فيه، فإذا بالخسيس لا يبالي بعاره ولا يخجل من كشفي له بل ويبادرني قائلا بوقاحة:
- لم يكونوا أبطالا ولا حكاما ولا زعماء ولا رؤساء ولا أمراء ولا سلاطين ولا ملوكا بل كانوا خونة، ولم تنكشف البلايا إلا بعد موتهم، فالملك الباكي كان عميلا والرئيس الضاحك كان لصا وذو اللحية الشهباء كان مغرما بالصغار أما الشيخ الأقصر فقد كان متورطا في زنا المحارم.
هتفت فيه :
- اخرس يا خسيس..
لكنه واصل قائلا:
- عرف الأعداء الصهاينة بنقاط ضعفهم فيسروها لهم وابتزوهم بها.
هتفت به محذرا و أنا أخفض صوتي و أتلفت حولي:
- الصهاينة أصدقاء لا أعداء يا أحمق..


عزاء

رحنا نسري عن صديقنا في همس ، وتبرع له كل منا بجزء من تموينه من الحشيش والكوكايين والهيروين، لكنه راح يهتف باكيا:
- إلا الشرف . . إلا الشذوذ . .
ثم راح يحكى لنا كيف اكتشف العلاقة بين ابنه ومدرسه اليهودي، وكيف ذهب إلى مدير المدرسة يحتج، فهدده بخطورة التدخل في حرية ابنه الشخصية لأن ذلك مجرّم بنصوص القانون والنظام الجديد، وقد يترتب عليه حرمانه من تربية ابنه و إسنادها إلى ذلك المدرس وبصورة رسمية عن طريق التبني أو الزواج .. ثم راح ينعى عليه تخلفه، وسيطرة التقاليد البالية عليه.
رحنا نُسرّ بالعزاء متلصصين، فالجهر بالعزاء في مثل تلك الأحوال معصية .


أزهر

عمت البلاد اليوم فتنة عظيمة بعد أن أفتى الشيخ الذي انتقاه الحاكم الإسرائيلي من خيرة علماء الأزهر فتوى جديدة باختصار أركان الإسلام إلى ثلاثة، كما أفتى بنسخ سورتي البقرة والإسراء من القرآن الكريم إضافة إلى ما تم تقليصه في العقود الماضية، فالإرهابيون والغوغاء والحمقى لم يدركوا بعد أن التطوير سنة كل شئ، و أن الأمور بجوهرها وليس بعددها..



الخليج الإسرائيلي

ما ألطف اليهود . .
ما أشد ما تظلمهم الافتراءات والشائعات . .
لكنى أشهد أنه بعد الحرب النووية . . ومنذ إنشائهم الحكومة العالمية . . لم يمنعوا في بلادنا صياما ولا صلاة . . و لم يكونوا ليمنعوا الحج إلى بيت الله لولا انتشار الفتن في بلاد الحجاز ونجد حيث يخرج قطاع الطرق والأعراب على قوافل الحجيج فيقتلونهم ويسلبون متاعهم حتى أصبح الذاهب مفقودا والعائد مولودا..
ابني المجنون يدعى أنهم هم الذين شرذموا الحجاز ونجد كي يستولوا على المناجم والآبار فيها، وأن عصاباتهم كانت هي التي تقتل الحجيج.
وأضاف ابني الإرهابي قائلا:
- لم يكتفوا بتخريب الحجاز فقط، فلقد أبادوا دويلات كاملة كانت تقع على الخليج العربي رغم أن هذه الدويلات كانت طوع بنانهم، أبادوها بعد أن نضب البترول منها وحولوها إلى مقابر لنفاياتهم النووية.
و أخذ الإرهابي يشير إلى مساحات على الخرائط قائلا:
- انظر إلى هذه المقبرة النووية الكبرى، مكانها كانت دولة اسمها قطر، وهذه المساحة أيضا، تشغلها الآن النفايات السامة، ليس فيها أي بشر، وكانت فيما مضى إمارة زاهرة اسمها الكويت، انتهى وجودها عندما استعانت بالذئب على شقيقتها فجاء والتهمهما معا، هل تتصور يا أبي: كل هذه الخرائب حول الخليج العربي كانت مدائن زاهرة..
أمسكت بأطلس الجغرافيا وهتفت به :
- يا جاهل . لا يوجد بالخرائط خليج اسمه الخليج العربي..!!
أشار إلى مساحة زرقاء وقال وهو يبكى:
- كان خليجا إسلاميا اختلف المسلمون على تسميته بالعربي أو الفارسي ثم أذعنوا منذ مائة عام وانصاعوا لتسميته: " الخليج الإسرائيلي " .
قلت له في غضب :
- لم نعرف السكينة والأمان إلا في ظل حكومتهم العالمية . . أم تريد بنا أن نعود إلى عصور التخلف والدول.



دعاء

يوم الجمعة الماضية اصطحبت ابني الإرهابي معي للصلاة عساه أن يتعلم من صحيح الدين الحداثي ما يشفيه من الانحراف والإرهاب. . وفى ختام الخطبة راح الشيخ يدعو ونحن نجأر : " آمين " . . ماعدا ابني فقد صمت . . ثم راح الشيخ يدعو للحكام وولاة الأمر بالهداية والغفران.. لكن ابني الإرهابي راح يتمتم :
- اللهم لا تغفر لهم . . يا إبليس إنهم جندك فلا تتخل عنهم !!.



تحديد

ما أنجح السياسة وما أنجع الخطط، لقد حققنا بقيادة بنى إسرائيل ما فشلنا طول العمر في تحقيقه، وقد كان أعظم نجاح لنا في مجال تحديد النسل، ففي خلال المائة عام الماضية بلغ تعداد المناطق والإمارات والولايات والمشيخات والقبائل والعشائر الممتدة من مدافن النفايات النووية الكبرى في البلاد التي كانت تسمى قبل تمام دمارها بلاد الكويت والخليج إلى مدافن الكيماويات الكبرى في الصحراء المغربية ومن تخوم روسيا حتى أواسط أفريقيا عددا لا يزيد اليوم عن خمسين مليون نسمة، وقد بلغ من نجاحنا أننا تفوقنا تفوقا حاسما حتى على بنى إسرائيل أنفسهم، رغم ما اشتهر عنهم من عبقرية وإدارة وتخطيط، ففي نفس الفترة ازداد عددهم من خمسة ملايين إلى ستين مليونا..!!..


المؤتمر الاقتصادي

ما أعظم بنى إسرائيل وما أرقهم، وما أشد إنسانيتهم، فلولا معونتهم وحنطتهم وشعيرهم لأكلنا الكلاب والقطط الميتة، ثم أنهم لم يكتفوا بكل ذلك، فهاهم أولئك يعقدون مؤتمرا لتنشيط اقتصاد إمارتنا والإمارات المجاورة وجلب الاستثمارات إلينا من أصقاع العالم، وقد تنبئوا لنا - إذا ما اتبعنا سياساتهم بصدق و إخلاص - أن يتحسن اقتصادنا خلال عشرة أعوام فقط للدرجة التي نتمكن فيها من توفير رغيف خبز كل يوم لكل مواطن.



صيام

الحمد لهيئة الأغذية اليهودية.. فوالله ما ندرى ماذا كنا نفعل في ديننا الصعب لولاها .. ولا كيف نصوم كل هذه الساعات دون طعام ولا شراب..
لقد بشرتنا هيئة الأغذية تلك بأنهم توصلوا بالتكنولوجيا المتقدمة وعن طريق علم الجينات وعلم الوراثة إلى طعام لا يفطر من يتناوله.
أما البشرى الأهم . فهي أنهم بسبيلهم إلى اختراع شراب لا يفطر ولا يسكر !!..



معرض

اصطحبت الأسرة إلى معرض الكتاب ، ورحنا ننهل من مناهل المعرفة ، ونتأمل مباهج التكنولوجيا والإبداع في الطباعة والنشر والتوزيع ، عدا ابني المجنون فقد ذهب إلى كتب التراث، لكنه عاد ساخطا وهو يقول :
لم أجد إلا كتبا لأدونيس ورضا هلال وجابر عصفور وصلاح عيسي ورفعت السعيد وجمال الغيطاني . .
هتفت فيه مقرّعا :
- أولئك هم عيون الثقافة والأدب يا أحمق.
لكن قليل الأدب نظر إلى شذرا وراح ينشد :
آه يا شرطة أخلاق القصور الفاسقة . . .
آه يا مرتزقة . . ياجنادير . . يا جرائيش . . يا أصائيل مرابد !
يا زبالات الموائد . . .
كم تطوعتم لا لتحرير الجماهير بل لتحرير الصكوك
كم جعلتم شعبي المسحوق . . . مسحوقا لتجميل قباحات الملوك
كم أقمتم في بيوت الشعب باسم الشعب . . .
والشعب بقعر السجن راقد . . .
دمه من فوقكم . . من تحتكم . . من حولكم . . بين أياديكم . .
على المأساة شاهد . .
منذ أجيال وشعبي . . . فوق سندان الحكومات . . . .
وأنتم فوق شعبي مطرقة . . .
منذ أجيال وأنتم تستريحون على أكتاف شعبي المرهقة . . .
وتدورون بسوح المهرجانات سكارى . . . كالكلاب الشبقة . . .
وتبولون عليه الكلمات الزلقة . . .
متى كان لكم ذوق . . . لكي تتهموا ذوقي بسوء الذائقة ؟..
متى استاء من البصق . . . جدار المبصقة ؟..
خشيت من مغبة الأمور بعد أن أفسد علىّ بهجتي، و خشيت أن يسمعه أحد فاصطحبته إلى البيت مسرعا ورفعت عقيرتي بأغنية عبرية كي لا يتسبب غناء الطائش المجنون فيما لا تحمد عواقبه فإذا به ينشد مغالبا إياي في ارتفاع الصوت :
إعلامنا معتل . . . كحبل بهلوان !
كافر : لكنه في منتهى الإيمان !
منذ افتتاحه الإرسال بالقرآن . . .
وانظر إلى اختتامه الإرسال بالقرآن .
ماذا إذن لو ملأ الفراغ ما بينهما . . .
بسيرة الشيطان ؟ ! ..


شرف

أفضل الأيام ما مضى، وخير الأعوام ما انقضى، فلقد سمعنا عن أيام كان الشرف فيها أغلى من الذهب، وكان الرجل يبيع شرفه فيصبح رئيس تحرير أو وزيرا أو حتى ملكا، وكانت المرأة تبيع شرفها فتصبح من أصحاب الملايين، الآن . . لا ثمن للشرف ، وزميلتنا في العمل تبيع شرفها منذ أعوام للسيد المدير اليهودي ولم يوافق لها حتى على إجازة يوم لشأن عارض، وحتى أنا : أبيع شرفي كل يوم ولم أحصل على علاوة ولا على مكافأة !!.




متعة 1

ما أعظم الحرية.. بل ما أمتعها..
ولست أدري كيف كان يعيش أجدادنا قبل أن يبيح فقهاؤنا زواج المتعة بعد انتصار مملكة الخير الإسرائيلية على ممالك الشر كافة.



مظاهرات
المتحجرون الظلاميون المتأسلمون الحمقى قاموا بمظاهرات مطالبين بأن تكون اللغة العربية هي اللغة الأولى ، و أن نعود إلى كتابتها بالحروف القديمة من اليمين إلى اليسار، و أن تكون هي لغة التعليم والدواوين والجامعات.
قلت لنفسي متعجبا :
وماذا نفعل بالعبرية إذن . . يا أعداء الحضارة والتقدم.


الرايات السود

ضحكنا كثيرا عندما نطق العجوز الصامت أخيرا وهو يمضغ المنزول ويدخن الحشيش ويخطف من كل منا كل آن و آخر شمة كوكايين أو هيروين، قال مرتديا طيلسان العلم :
- هل تظنون أن إسرائيل كانت دائما أكبر قوة في العالم.؟
لم يجب أحدنا ولم يهتم لتخريفه، لكنه قام هو نفسه بالإجابة على نفسه فقال:
- لا ، قبلها . . كانت أمريكا أقوى منها و أكبر. . وقبل أمريكا كانت روسيا . . وقبل روسيا كانت بريطانيا وفرنسا. . وقبلهما كانت دولة إسلامية كبرى هي سيدة العالم.
تأملنا تأثير مخلوط الحشيش والمنزول والكوكايين والهيروين على عقله.. ثم انفجرنا ضاحكين.. وأخذ العجوز الملتاث يسبنا وهو يقول:
- وهل تظنون أن إسرائيل ستبقي أقوي قوة في الدنيا.. لا.. فالأيام دول.. و أتباع أسامة بن لادن أصحاب الرايات السود قادمون.. أصحاب الرايات السود قادمون.. أصحاب الرايات السود قادمون..


مرض

مرضت أم الإرهابي فأصر ألا يفحصها إلا طبيب مسلم . . ولم نترك جحر ضب في البلدة إلا وبحثنا فيه .. فقلت له :
- يا متعصب . . يا متخلف . . ألم يكن حارس بيت المال عند عمر بن الخطاب يهوديا.؟ .. يا أحمق.. ألا تعلم أن تنظيم العمل الجديد قد جعل ممارسة الطب لليهود والخدمة للعرب.. لن تجد طبيبا مسلما..
وأصر الولد علي رأيه، وعثرنا بعد مشقة علي طبيب مسلم ، ويبدو أنه إرهابي كابني . . فقد ازورّ عنا وراح يتهامس مع ابني ثم نظر إلينا وهو يتمتم :
- نعم الجدود وبئس من وَلَدُوا . .


تقدم

ما أعظم التقدم الذي جلبته الحكومية العالمية لأبناء صهيون إلينا . . لا كبت ولا قمع ولا قهر ولا ممنوع . . النساء رهن الطلب . . والمخدرات على رفوف المينى ماركت . .
ما أعظم الحرية . . وما أجمل البشر وهم يسيرون في ميادين العتبة والسادات ومحمد على عراة كما ولدتهم أمهاتهم . . أما عن الحدائق فحدث ولا حرج .

مسرح

اصطحبت الأولاد إلى المسرح . . وضحكنا كثيرا من تمثيل العراقي . . وفى طريق عودتنا فاجأتني ابنتي بالسؤال :
- بابي . . ما معنى عراقي.
احترت قليلا. . لكنني أجبت في حزم واختصار كي لا تكشف جهلي:
- يعنى قزم.
لكن ابني الإرهابي قال :
- بل كان يوجد مكان بلاد ما بين النهرين بلد كبير اسمه العراق.. تحالف إخوته مع أعدائه على شعبه فحاصروهم وحاربوهم وأبادوهم، الباقون منهم أقزام أو مشوهون كما رأيتم .. نتيجة الجوع والمواد الكيماوية واليورانيوم المشع.
همست لابنتي:
- لا تصدقيه فإنه يخرف.


مجاعة

سادت المجاعة مملكة مكة فأرسل ملكها يسأل الشيخ الكبير عن جواز أكل لحم الموتى..
لم نعرف بم أجاب الشيخ لكن ابني المجنون رد على فتواه بقول ما أدرى إن كان يقصد بها الشيخ الكبير أم الملك، قال:
- يا فاجر . . تأكلون لحم الأحياء وتستفتون في الموتى؟ !.



أزهر

خفف الله عليه كما يخفف علينا، فلقد أفتى فضيلته -أبقاه الله- في إطار التطوير باختصار أركان الإسلام إلى ركن واحد، وكنا نصفق طربا وتلهج ألسنتنا بالحمد لكن ابني الإرهابي كان يعوي.


متعة 2

جزى الله فضيلته كل خير.. فلم يأل جهدا في تيسير أمور الدين والدنيا علينا.. ولقد أثارت فتواه الأخيرة بشأن تطوير الفتوى القديمة عن زواج المتعة كثيرا من اللغط.. ففي الفتوى القديمة كان يشترط في المرأة أن تكون غير متزوجة.. أما في التعديل الجديد فقد أسقط هذا الشرط .. كما أسقط العدة.. وبهذا اكتملت الرحلة الطويلة نحو تحرير المرأة والتي بدأت منذ مائة عام..



كلب

ابني المجنون يزعم أن الأطباء اليهود يزرعون أجنة الكلاب في أرحام بناتنا . .
ملأني الاشمئزاز من الفرية و الافتراء فصرخت فيه :
- إخرس . . يا كلب . .
أجاب باكيا :
- الكلب يعوي إذا ضرب . . أفلا يحق للإنسان أن يفعل ذلك . . لكن هناك قوما أحط من الكلاب لا يعوون إذا ضربوا . . .
احترت . . هل يسبنا الولد أم يخرف . . فلم أرد . .


تاريخ

ما أكذب التاريخ . .
عبر اليوم بالمقهى مسطول يغنى على العود . .
راح يروى الأساطير والملاحم والفتن والبداية والنهاية . . وكان مما قال أنه منذ مائة عام كانت هناك دولة كبيرة تمتد من الإسكندرية حتى أسوان ومن العريش حتى السلوم . . و أن هذه الدولة حاربت ذات مرة إسرائيل وانتصرت عليها !!..
وواجهناه بالاستنكار والازدراء فواصل:
- وقبل ذلك بقرون فإن الحدود التي تشغلها إسرائيل اليوم من بلاد الأفغان حتى المحيط ومن روسيا حتى الحبشة كانت بلدا إسلاميا كبيرا..
ونهرناه ولكنه واصل:
- والبلاد التي تشكل ضواحي تل أبيب اليوم كانت بلادا عربية مستقلة.. فبلد كان اسمه سوريا وبلد كان اسمه الأردن وبلد كان اسمه لبنان..
قاطعناه.. ومنعناه من مواصلة الحديث .. ثم طردناه شر طردة . . وحذرناه من مغبة العودة مرة أخرى . .
وعدنا إلى مخدراتنا عاجزين عن مقاومة الضحك والدهشة لانتشار الكذب والخرافات .



قِبْلة
صرخ ابني الإرهابي المجنون :
- كَـفَـرْ . . والله كفر . .
ضربته بالحذاء صائحا به:
- إنه الشيخ الكبير . . يا كافر . .
صاح باكيا لكن ألم الضرب بالحذاء لم يصرفه عن الملاحاة والمماحكة والجدل فقال:
- كيف يفتى بجواز تحويل القبلة إلى حائط المبكى وهيكل سليمان يا أبى.
أشفقت على الدم المنهمر منه تحت ضربات الحذاء فقلت له في هدوء عساه يتعلم ويفهم:
- يا أحمق ..أولا..هو الشيخ الكبير..وعصيانه كفر..ثانيا..ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضى الله عنهم يوجهون وجههم هناك في البداية ..أليس تقليدهم سُنّة ..وثالثا.. إنه لا يقصد حائط المبكى..بل يقصد بيت المقدس والمسجد الأقصى الذي بُنًىَ الهيكل على أنقاضه . .
وواصلت قائلا :
- أليست القدس من مقدساتنا . .
صاح قائلا :
- لم يعد فيها مسلم . .
لاحظت انهمار دموعه دما . . دما . . فخشيت أن أكون قد أسرفت في ضربه . . و أن يكون الحذاء قد فقأ عينه . . فاصطحبته على عجل إلى طبيب العيون . . اليهودي . . وفى الطريق حاولت أن أسترضيه فرحت أسرى عنه قائلا :
- ومع ذلك يا بنى . . فرأي الشيخ الكبير صواب يحتمل الخطأ..



تليفزيون

حالفنا الحظ بسبب ابنتي المتفوقة فحصلنا على جائزة ضخمة من التليفزيون. . فقد كنت أسير خالي البال معهم نتنزه على المستنقعات والبحيرات التي حلت محل النيل الخالد واحتفظت باسمه تحت حراسة العسكر اليهود الذين نشروا الأمن والأمان ومنعوا الفوضى والزحام عندما حددوا لكل إمارة يوما تنفرد فيه بالنزهة على النيل الخالد. . وفجأة وجدنا فريقا من التليفزيون والمخرج الشهير يسأل عن أهم المعارك في التاريخ الوسيط . . وسألني ابني الإرهابي : "ما معني الوسيط"؟.. لكنني نهرته كي لا تفوتني المتابعة . . اشتد الزحام وتعددت الإجابات . . فمن قائل أنها معركة شالون وقائلة أنها معركة اليرموك وثالث يصرخ بل معركة هيستنجز وهمس الإرهابي بل معركة حطين لكنى نهرته وقال آخر أنها معركة بوفين واعترض واحد لم أره من فرط الزحام قائلا بل معركة كريسى.. كل هذا والمخرج الشهير يقلب شفتيه امتعاضا من الخطأ. وساد الصمت فقال واحد معركة أنقرة فواصل المخرج اشمئناطه وصرخ واحد : المعركة النووية الأخيرة التي انتصرت إسرائيل فيها على العالم ودمرت عواصم التخلف والتطرف والقطرية وأنشأت الحكومة العالمية الواحدة . . . ولانت ملامح المخرج الشهير وقال بتعاطف :
- إجابة كان يمكن أن تكون صحيحة لولا أن علماء التاريخ يعتبرونها بداية العصر الحديث . .
فواصل قائلا وهو يتفحص شفاهنا في خيبة أمل:
- إذا لم يجب أحد الإجابة الصحيحة سأعطيك نصف الجائزة . .
وفجأة صاحت ابنتي المتفوقة بصوت رفيع رقيع :
- أنا أعرف الإجابة . .
دعاها المخرج أمام كاميرا التليفزيون . . واستبد بي القلق أن تخطئ في الإجابة لكنها صرخت :
- حرب الخليج . . ولها أسماء أخرى : . . حفر الباطن . . والمجد للعذراء . . .
قاطعها المخرج في نشوة :
- إجابة صحيحة . . . إجابة صحيحة . . .
وطلب منا أن نصفق لها فاشتعلت أيدينا بالتصفيق وبحت أصواتنا من الهتاف و تطوع المخرج الشهير بإضافة التفاصيل قائلا:
- كانت تلك هي الحرب التي مهدت للانتصار النهائي للحضارة والتقدم على الهمجية والوحشية والتخلف . . ومن أبطالها الرئيس بوش والرئيس مبارك والملك فهد . .
ثم واصل قائلا :
- كانت تلك المعركة دليلا فذا على تفوق العقل اليهودي ونجاح توقعاته فقد تمت بكل تفاصيلها تحت سيطرته وتخطيطه . . فيها جدع الإرهابيون المتوحشون المتخلفون أنوفهم وسملوا عيونهم . . وبعدها لم تقم لهم قائمة..
ثم أمر لابنتي بجائزة ضخمة . . .
أما ابني الأحمق فقد راح يهمس:
- أعظم المعارك لم تحدث بعد..
ونهرته خشية أن يسمعه الناس فتسوء العواقب فراح يتمتم:
- أصحاب الرايات السود قادمون.. أصحاب الرايات السود قادمون.. أصحاب الرايات السود قادمون..



حج

قلت معرّضا بابني الإرهابي في تأفف:
- متى يتوب الله علينا من القلة الحاقدة التي لا تفتأ تثير الاضطرابات كلما أصدر فضيلة المفتى فتوى؟ .
صرخ فىّ:
- يا أبى هذا كفر فأفق.
قلت له متجاهلا قلة أدبه في الرد علىّ:
- زعمتم أنهم ألغوا الحج، ولم يلغوه إلا بعد أن أصبح مخاطرة، فلما أعادوه اشتد هناك الزحام حتى كاد أن يموت الناس، ولقد كان ذلك عجيبا بعد مائة عام من التطوير، وكان يدل أننا لم نتحضر بعد، فلماذا تعترضون يا متخلفين على تنظيمه؟ !..
صرخ الإرهابي قليل الأدب :
- ليس تنظيما يا أبى، هل قرأت نص الفتوى؟ !.
أجبته في ضيق لسفسطته:
- ولماذا أشغل نفسي بالتفاصيل يا أحمق، قرأت العناوين، وهذا مجرد تنظيم، وذلك اختصاصه.
لكن الولد واصل الصراخ:
- لقد أفتى بتوزيع أيام الحج على العام كله بدلا من اقتصارها على أيام عيد الأضحى.
نظرت إلى الولد في ذهول غير مصدق و أنا أحبس ضحكة تعربد في أحشائي، فلقد قلت لنفسي أن فضيلته قد توصل إلى نوع من الحشيش لم يصل إليه أحد!!.



شائعات

لم يكف الإرهابيون أعداء الحضارة والتقدم والسلام -لعنهم الله- عن نشر الشائعات . . وقد استغلوا أبشع استغلال قيام العلماء والخبراء بحفر نفق تحت قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وادعوا مالا أستطيع النطق به . . ولقد رد رئيس وزراء بنى قريظة على هذه الشائعات قائلا :
- إنهم كذابون مثل نبيّهم . .
أخرسني الرعب والخوف من عودة انتشار الفتن لكن ابني الإرهابي لا يكف عن الصراخ ..



إصلاح

أصلح الشيخ الكبير ما أفسده فضيلة المفتى بعد اندلاع مظاهرات الغضب، فقد ألغى الفتوى الخاصة بتوزيع الحج على أيام السنة، وتفتقت قريحته عن حلول فذة، فقد ابتكر أنواعا من الحج تختلف عن الطرق القديمة التي كان الحج يستغرق فيها أياما وأسابيع، ولقد سمى نوعا منها "الماكرو حج" ويستغرق ثلاثة أيام، ونوعا آخر سماه : " المينى حج " يستغرق يوما واحدا، لكن عبقريته تجلت في نوع آخر سماه: " الميكرو حج " وفيه يكفى أن تحلق الطائرات بضع دقائق في سماء عرفة ثم يعود الحجاج دون أن يتركوا مقاعدهم، وكان هذا النوع أغلى أنواع الحج، أما رمى الجمرات فقد تكفل بها سلاح الجو الإسرائيلي.




فتنة

ضج الناس في الحج للاختلاف في المناسك..
تقاتلوا حتى سال الدم أنهارا.. فاجتمع الحاخام بالشيخ في اجتماع لم يحضره غيرهما أحد.. وقد نجحا ببركة الحاخام وسماحة الشيخ في إخماد الفتنة وحل جذور المشكلة.. فقد اتفقا على أن يتم في كل تجمع كبير من تجمعات المسلمين بناء نماذج هي صورة طبق الأصل من المناسك ابتداء من عرفة ومرورا بالمزدلفة وانتهاء بالمسجد الحرام.. ولقد أعلن الحاخام -بين امتناننا وشكرنا- تبرع إسرائيل ببناء خمسة نماذج في المقهورة والجزائر ودمشق وبغداد وإسلام أباد.. ثم فاجأنا بإنشاء نموذج سادس أكبر من الأصل في تل أبيب نفسها.. اشتعلت أكفنا وحناجرنا من الهتاف والتصفيق.. رحنا نتبادل التهاني والنظرات مشيدين بدهاء شيخنا الكبير الذي تمكن من استدراج الحاخام لكل هذه التنازلات .. إلا أن شيخنا الكبير لم يكتف بالدهاء فقد أسبغ علينا رحمته عندما وافق أن يبنى كل تجمع أصغر من المسلمين عرفاتهم ومناهم ومسجدهم الحرام حيث يقيمونها بجهودهم الذاتية .. وأفتى بأن الحج إليها يجزى عن الحج إلى مكة ..
بهذا الاجتماع التاريخي استطعنا أن نحل مشكلة دامت أكثر من خمسة عشر قرنا بلا حل..
رجعت إلى ابني مشتعلا بالحماس أصرخ فيه:
- يا إرهابي.. يا ظلامي .. يا متألم .. لقد غزوناهم واستولينا على عاصمتهم .. إن ما حدث يساوى الاستيلاء على تل أبيب نفسها ..
لم يشاركني الإرهابي - قليل العقل والذوق - حماستي .. وبصق .. وقررت أن أعاقبه علي سوء أدبه.. لكنني تراجعت حين نظرت إلي بصاقه.. فقد كان.. دما.. دما..


كتب
سألت ابني الإرهابي في قرف غاضب:
من أين تأتى بهذه الكتب الممنوعة التي لا تحوى غير الخرافة والكذب؟ !
راح يشرح لي أنه بعد استيلاء بنى إسرائيل على العالم حرقوا كل الكتب التي تكشف بربريتهم عبر التاريخ، وهنا تطوع جماعة من أهل الحقيقة فحفظ كل منهم فصلا من كتاب من كتب التاريخ لا يكف عن ترديده وكتابته وطبعه بالوسائل البدائية إذا تيسرت له، ثم توزيعه على من يتوسم فيه أنه من أهل الحقيقة. وكان كل من يحفظ كتابا يتسمى باسم مؤلفه، فهذا البخاري وهذا مسلم وذاك الصحيحان و أولئك ابن تيميه..
وقلت له مرتاعا:
- لكن هذه الكتب لا يقتنيها إلا الإرهابيون يا إرهابي..
قال والدموع في عينيه:
- يا أبى أدعوك للحق والحقيقة فاشهد.
تمتمت بصوت حرصت ألا يسمعه :
- أبناء الحقيقة ثلاثا: واحد مات مصلوبا، وواحد مات مجنونا، وواحد لم يولد بعد.




هجرة

قال لي ابني الإرهابي :
-هذا فراق بيني وبينكم . .
هتفت في دهشة :
- إلى أين . . ولماذا . . ؟
قال كأنما يحدث نفسه :
- في عالمكم . . ما بين قماط الميلاد وكفن الموت ليس إلا الذل والكذب والنفاق . .
اعتصر قلبي بالخوف والاستيحاش و آلمتني دمعة انحشرت في عيني فقلت والرحمة تقطر من قلبي والجزع يكاد يهلكني :
- يا بنى اصبر . . فإن من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع . . هل تحسب أنى لا أفهم . . بل أفهم .. فافهم أنت الدرس . . . عندما يكون الفهم صنو الموت أو الخراب فادّعً الجهل . . .
تمتم قائلا:
- الجاهل عدو نفسه فكيف يكون صديق غيره . .
انسحق قلبي تحت وطأة تصميمه فقلت :
- إلى أين ؟
قال كأن لم يسمعني :
- من سل سيف البغي قتل به . .
قلت :
- شلنا العجز والضعف فامكث . .لن تستطيع أن تفعل شيئا. .
قال :
- لن أستحي من عمل القليل فالعدم أقل منه . .
قلت نائحا:
- يا بنى قد ملكوا الدنيا . . لا عاصم اليوم إلا من رحموا . . فامكث حتى يقضي الله أمرا ..
قال :
- إن الله يرزق كل طائر رزقه لكنه لا يرميه له في العش . .
صرخت وقد جثم الحزن على قلبي :
- لن تستطيع شيئا . . . ملكوا أقطار الأرض . . لمن الملك اليوم.. أليس لهم ؟
أجاب:
- بل لله الواحد القهار . .
صرخت ملتاعا وهتفت مرتاعا:
- أين تذهب؟..
- فقال:
- إلي الفئة المنصورة.. ونزحف تحت رايات الجهاد الخفاقة باسم " لا إله إلا الله محمد رسول الله" .. نزحف بها عليكم فلا يوقفنا شئ.. نزحف إليكم فنستعيد مكة والمدينة وبيت المقدس والقاهرة ودمشق و إسلام بول وطهران والخرطوم والمغرب و الأندلس..
وراح الولد يبتعد هامسا :
- لكل شمس مغرب . . ولكل ليل فجر . . . ولكل أول آخر . . إلا الأول والآخر . .
وانسرب وسط الظلام . . ورحت بين الدموع أسائل نفسي : حلم أم علم . . أم كابوس و أضغاث أحلام تنتمي للقرون الخالية وحياة التطرف والشعارات البالية و أوهام المجد . .
ولم أستطع الإجابة عن أي سؤال فهرعت إلى رفاقي الصعاليك مشتاقا إلى الحشيش والكوكايين والأفيون ممنيا نفسي أن يبلغ انسطالي مبلغ أن أحلم أنى لم أولد .




الدكتور محمد عباس
تاريخ النشر4/15/2012

[1] - الشعر الوارد فى هذه القصة للشاعر الكبير أحمد مطر.







هناك تعليق واحد:

  1. فلن يغير الله ما يحيق بنا حتى نغير ما بأنفسنا

    ردحذف