الاثنين، 5 مارس 2018

روائع الطنطاوي (2)

روائع الطنطاوي (2)


إنَّ كلَّ كلمةٍ تُلقَى في الأُذنِ تكونُ في النَّفسِ كبَذرٍ تُلقَى في الأرضِ، إذا هي لم تُنبِتِ اليومَ تُنبِتُ غدًا، أو تنحَلُّ في الأرضِ فتُبدِّلُ "تركيبَ" ترابَ الأرضِ.
 [مقالات في كلمات ٢/ ١٢٩].


المرءُ في الدُّنيا يسعى إلى شيءٍ لا يبلُغُه أبدًا؛ لأنَّه لا يسعى إليه ليقَفَ عندَه ويقنَعَ به، بل ليُجاوزَه راكضًا يُريدُ غايةً هي صورةٌ في ذهنِه ما لها في الأرضِ وجودٌ!
 [من حديث النفس ص٣٠٩].


وكلُّ كلمةٍ تَنصَبُّ في أُذنِك إنَّما هي كالبَذرةِ التي تُلقَى في الأرضِ المُخصِبةِ، قد تكونُ بَذرةَ خيرٍ فتُنبِتُ في نفسِكَ خيرًا، وقد تكونُ بَذرةَ شرٍّ فتُنبِتُ في نفسِك شرًّا.
[صور وخواطر ص ٢٣٤].


يا أيُّها القُرَّاءُ، أقولُ لكم بعد تجارِبِ ثمانٍ وسبعين سنةً كاملةً في هذه الحياةِ، رأيتُ فيها مِن خيرِها وشرِّها، وذُقْتُ مِن حُلوِها ومُرِّها، أقولُ لكم: مَنِ اغتَرَّ بهذه الدُّنيا واطمأَنَّ إليها فهو أحمقُ.
 [ذكريات علي الطنطاوي ٥ / ١٩٤].

وهل في الدُّنيا شيءٌ بعدَ الدِّينِ أعظَمُ مِن الأدبِ؟ إنَّه كلامٌ، ولكنَّه كلامٌ يجُرُّ فِعالًا، إنَّه كلامٌ، ولكنَّه يُقِيمُكم إن كنتم قاعدينَ، ويُقعِدُكم إن كنتم قائمينَ، ويدفَعُ بكم إلى الموتِ، ويأخُذُ بأيديكم إلى الحياةِ... وكذلك يتصرَّفُ الأُدباءُ بالنَّاسِ.
 [ذكريات علي الطنطاوي ٣ / ٢٩٦].


الأزواجُ بين رجُلينِ؛ رجُلٍ أعمَل سُلطتَه، وأهمَل عاطفتَه، فكان في بيتِه سيِّدًا، ولكنَّه لم يذُقْ طَعْمَ الحُبِّ، ولا عرَف السَّعادةَ الزَّوجيَّةِ، ورجُلٍ تبِعَ عاطفتَه فأطاعَها، وأهمَل سُلطتَه فأضاعها، فعاش في دارِه عبدًا.
 [في سبيل الإصلاح ص ٢٥٨ - ٢٥٩].


ومَن خاف اللهَ - يا أيُّها النَّاسُ - خافَه كلُّ شيءٍ، ومَن أخلَص له وضَع هيبتَه في كلِّ قلبٍ، أمَّا مَن كان مِثلَنا يطلُبُ الدُّنيا ويُريدُ المالَ، ويَبغي الجاهَ، ويحرِصُ على ثناءِ النَّاسِ، فهيهاتَ أن يقدِرَ على شيءٍ. 
[رجال من التاريخ ص ٢٩٠].



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق