الجمعة، 9 مارس 2018

اللعب بالنار: بريطانيا ودعمها الجبان لولي عهد السعودية بن سلمان

اللعب بالنار: بريطانيا ودعمها الجبان لولي عهد السعودية بن سلمان
ديفيد هيرست
على مدى ثلاثة أيام مذهلة، تشهد لندن لمحة لما سيكون عليه الحال ما بعد بريكسيت، أو ما يمكن اعتباره بريطانيا المنكمشة. 

في مشاهد شبيهة بما يحدث في بيونغيانغ أو بيشيك، ظهرت صور الزعيم العظيم على لوحات الإعلانات في مختلف أرجاء العاصمة، وقد تم إعداد وتوجيه الليبراليين الجدد في وسائل الإعلام للتهليل والترحيب به لدى وصوله. 

وسائل الإعلام من صحيفة التايمز إلى صحيفة الديلي تليغراف إلى موقع وزارة الخارجية على الإنترنيت كلها تعزف إيقاعا واحدا بهذه المناسبة، وتصدح أن "هللوا وحيوا الملك، هذا الإصلاحي الشاب والشجاع، هذا الإنسان الدينامو."

هذا بالطبع ليس من زعمائنا العظام، فنحن تجاوزنا ذلك منذ زمن ولم نعد نؤمن بعظمتهم، إذ لم تعد مهمتهم تتجاوز مرافقة الزوار الأجانب في أثناء التطواف بهم عبر الماضي، ليطلعوهم على حجرات الحرب التي كان تشرشل يوجه من داخلها قوات الامبراطورية، التي صارت الآن متحفا مقره الطابق السفلي من مقر الحكومة في وايتهول. 

وما الأبهة التي نحن بصددها إلا للاحتفاء بوصول محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، التي تتوق شركة إيروسبيس البريطانية إلى بيعها جيلها القادم من طائرات تايفون المقاتلة، فلولا طلبات الاستيراد القادمة من سلاح الجو السعودي، لكانت أنوار مصانع الشركة في لانكشير قد أطفئت قبل وقت طويل.

كما أن محمد بن سلمان، الذي يبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاما، هو من سيقرر في أي بورصة سيجري الطرح الأّولي للاكتتاب العام لأسهم أرامكو، أكبر شركة نفط في العالم. إذا حققت أرامكو ما تصبو إليها من تقدير قيمتها بما يقرب من 2 تريليون دولار، فإن قيمة مبيعات 5 بالمائة من أسهمها ستكون في حدود 100 مليار دولار – وهي جائزة ثمينة لو حظيت بها بورصة لندن. 

لا أدري أيهما أسوأ: الاستعراض المرافق لزيارة محمد بن سلمان أم فرقة معدي الأمتعة الذين يصطفون على جانبي السجادة الحمراء بانتظار ما سينالهم من هبات وأعطيات. 

هذا السجود الجماعي الذي نشهده في لندن بالكاد هو الجنة المفقودة لبريطانيا الإدواردية، التي يحلم بها أنصار بريكسيت من أمثال بوريس جونسون ومايكل غوف، حينما يحققون هدفهم المتمثل ببتر البلاد عن أوروبا. 

كانت بريطانيا في مطلع القرن العشرين قد أرسلت مستكشفيها من أمثال إنديانا جونس ومستكشفاتها من أمثال جيرتدرودبيلز، لتعيين وتحديد وتسلق واقتحام الأوصال المتهالكة للامبراطورية العثمانية. اختارت المستكشفة بيلز الأمراء الذين ستتعامل معهم بريطانيا، وقامت هي ومن على شاكلتها مثل تي إي لورانس باصطناع بلدان مثل العراق، رغم أنها ما لبثت أن سئمت دورها. 

حينها قالت بيلز: "بإمكانك أن تضمن شيئا واحدا. لن تراني أشارك بعد الآن في صناعة الملوك، إنه أمر مرهق للغاية." وكانت بيلز قد دعمت عبد العزيز بن سعود، الأمير الذي استولى على منطقة نجد وأصبح أخيرا مؤسس المملكة السعودية. 

بات المرور بين المملكتين اليوم إلى حد بعيد في الاتجاه المعاكس. فعندما يأتي ولي الأمر، مالك البلاد والنفط والثروة والعباد في السعودية، إلى لندن، فإنما يأتي ليتفقد ثروته ويلوح بالعقود والصفقات أمام تجاره وباعته المتجولين – وهو ما آل إليه وضع البريطانيين. 

فكا التمساح


وحتى هم قد يجفلون أمام الراتب الذي سيخصصه لنفسه هذا الشاب حينما يصبح ملكا – هذا إذا لم يكن قد أصبح ملكا بالفعل. 

أخبرني مصدر مقرب من الديوان الملكي السعودي، أن مخصصات الملك تبلغ الآن ما يقرب من 3 مليار ريال، أي ما يعادل 800 مليون دولار شهريا. لا يظنن أحد أن ثمة خطأ في الكتابة، هو بالفعل كذلك، ثمانمائة مليون دولار في الشهر الواحد. 

تتلقى رئيسة وزراء بريطانيا راتبا سنويا قدره 150402 جنيها، ولا يشمل ذلك قيمة الشقة التي تسكنها في مقر الرئاسة في داونينغ ستريت وغير ذلك من مقرات الإقامة الرسمية. أما في الولايات المتحدة الأمريكية فيتقاضى رئيس الجمهورية راتبا قدره 400 ألف دولار إضافة إلى بعض البدلات الأخرى. أما الملك السعودي، فيدفع لنفسه راتبا شهريا يعادل ألفي ضعف ما يتقاضاه الرئيس الأمريكي في سنة كاملة.


تمثل هذه الحقيقة البسيطة مؤشرا على الورطة التي نضع أنفسنا فيها حينما نقيم سياساتنا، ونؤسس صناعاتنا الاستراتيجية ونرسم استراتيجياتنا الإقليمية على رمال العلاقات مع حكام مستبدين مثل هؤلاء. 

ثمة مؤشرات أخرى تنذر بالخطر، فهذا الأمير الذي يشاد به على أنه "إصلاحي جريء في المجال الاقتصادي"، هو الذي زج في السجن باقتصاديين إصلاحيين مشهود لهم من أمثال عمر دباش بسبب مزاعم تورطهم في الفساد، وهو الذي أخضعهم لألوان من التعذيب ليجبرهم على التخلي عن ثرواتهم الشخصية. 

كان عمر دباش يشغل منصب رئيس سلطة الاستثمار العامة في المملكة العربية السعودية، وإليه يرجع الفضل في نقل المملكة من الموقع الرابع والستين إلى الموقع الحادي عشر في قائمة البنك الدولي للبلدان المنافسة تجاريا في عام 2010. 

لا توجد طريقة للتحقق من مزاعم الفساد الموجهة ضد عمر دباش؛ لأنه لا وجود لإجراءات قضائية سليمة، ولا وجود لمحامين ولا وجود لمحاكم ولا وجود لجلسات استماع ولا وجود لأدلة. بل إن اللجنة التي أقيمت لتزعم حملة التطهير ضد الفساد، شكلت خارج إطار النظام القانوني السعودي بالشكل الذي هو عليه. 

هل سيشجع الكابوس الذي تعرض له عمر دباش المستثمرين الأجانب على وضع أنفسهم وأموالهم بين فكي تمساح اسمه محمد بن سلمان؟ لست متأكدا من أنهم سيفعلون ذلك. فمزاج ولي العهد يمكن أن يتبدل في أي وقت ودون سابق إنذار. 

بل إن ما يفعله سيحرض على هروب رأس المال، وها هم العمال الأجانب يغادرون البلاد تاركين وراءهم الآلاف من الوظائف والمهن التي ما تزال تنتظر من يقوم بها. 

وهذا الأمير الذي يشاد به على أنه مصلح اجتماعي، هو الذي تجاوز عدد من أعدم في عهده من السجناء كل عدد سابق. فبحسب ما تقوله منظمة حقوق إنسان بريطانية اسمها "ريبريف"، نفذت في هذا العام 133 عملية إعدام مقارنة بسبعة وستين عملية إعدام خلال الشهور الثمانية التي سبقت ذلك. 

علي الشهابي، مؤسس "أريبيا فاونديشن" الذي جيء به ليدافع عن النظام في مقابلة مع برنامج نيوز أوار الذي بثه راديو البي بي سي العالمي الذي شاركت فيه، لم ير أدنى مشكلة في ذلك، وقال إن الأشخاص الذين تم إعدامهم إنما هم من تجار المخدرات، وادعى أنه لا يوجد من بين من أعدموا معارض سياسي واحد. 

في شهر يناير / كانون الثاني من عام 2016 أعدم 47 شخصا في يوم واحد، كان عدد منهم من الأحداث. 
أحدهم، اسمه علي الربح، أدين بتهمة المشاركة في مظاهرة تدعو للإصلاح السياسي حينما كان في السابعة عشرة من عمره. 

وكما رأينا المرة تلو الأخرى، لا تعبأ بريطانيا بحقوق الإنسان، وأما القضية التي يحتج بها أفراد النخبة في دوائر صناعة السياسة الخارجية فيها فهي الاستقرار. 

وهنا أيضا، نجد هوة متسعة بين الصورة والواقع. ولن أكتب هنا عما يجري في اليمن وعما جرى لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري. 

تظلمات الأردن

الأردن هو المكان الأفضل لجس انعدام الاستقرار في المنطقة، الذي تسببه السياسة التي تنهجها الرياض، علما بأن الأردن هو الآخر حليف عسكري قديم لبريطانيا. 

لا يوجد في عمان من لديه الاستعداد ليتكلم بشكل رسمي عن الأضرار التي يسببها محمد بن سلمان حاليا لمملكتهم. إلا أن ثمة فيضا من المصادر المطلعة داخل الدوائر الرسمية ممن تسمع منهم بصفة غير رسمية عما يشعرون به من قلق عميق. 

أخبرني أحدهم بما يلي: "لم تدفع لنا السعودية قرشا واحدا منذ عامين. وكان الأردن يتلقى ما بين مليار ومليار ونصف دولار من قبل. أما اليوم فلا يصل إلينا قرش واحد. وهذا لا يقتصر علينا فقط. وحتى المال الذي كانوا سيعطوننا إياه للاستثمار لم يصل. ولا دعم نفطي. لا شيء على الإطلاق."

وقال آخر: "لقد بتنا الآن تقريبا في المرتبة العاشرة في قائمة أولويات الرياض".

وأضاف ثالث: "لقد تغيرت العلاقة مع المملكة العربية السعودية بشكل كبير، سياسيا واقتصاديا. من الناحية السياسية، لم يكن محمد بن سلمان ووالده في يوم من الأيام قريبين جدا من الهاشميين. لا يوجد لدى الملك سلمان أي تعاطف تجاه الهاشميين مثلما كان عليه حال بعض أشقائه من قبل. ولذلك، على الجبهة السياسية لا يوجد لا تقارب ولا تعاطف. بل ثمة شعور بأنه ينبغي على الأردن وعلى الآخرين إما أن يكونوا معهم أو يكونوا ضدهم. ونحن لم نكن معهم بشكل كامل لا فيما يتعلق بإيران ولا فيما يتعلق بقطر ولا فيما يتعلق بسوريا. لقد فعلنا ما بوسعنا ولا أظن أنه كان ينبغي علينا أن نفعل أكثر. ولكن من وجهة نظرهم لم يكن ذلك كافيا."

إلى جانب موضوع المال والسياسة الخارجية، توجد لدى الأردن تظلمات أخرى تجاه الرياض. 
فمن وجهة نظر العائلة الهاشمية الملكية الحاكمة، يسعى آل سعود تارة أخرى لانتزاع دور رعاية الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس من الهاشميين. فبعد أن انتزعوا مكة والمدينة منهم في مطلع القرن العشرين، ها هم يسعون لفعل الشيء ذاته بشأن القدس. 

في بلد يشكل اللاجئون الفلسطينيون من الضفة الغربية فيه ما يقرب من ستين بالمائة من السكان، يعتبر عرض ابن سلمان على ترامب تجاوز حق العودة الفلسطيني ورفعه عن طاولة المفاوضات نوعا من الإهانة والتحقير. 

وكذلك لم تستسغ عمان المحاولات المتكررة من قبل ابن سلمان للتنمر على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجباره على استبدال القدس الشرقية كعاصمة للفلسطينيين بمنطقة "أبو ديس"، الضاحية التي تقع خارج المدينة. لا يوجد على وجه المعمورة زعيم فلسطيني واحد بإمكانه أن يقبل مثل هذا الأمر. 

وفي ذلك يقول مراقب أردني آخر جيد الاطلاع: "بالنسبة لنا، هذه المسائل لا تخضع للمساومة، بل هي قضايا أمن قومي."

إلا أن المملكة الأردنية الهاشمية تجد نفسها محشورة في الزاوية، فبينما لا يمكنها أن تخضع وتتحول إلى بحرين أخرى تابعة للرياض، إلا أنها عاجزة عن مواجهة جارتها الجنوبية على المكشوف، وخاصة في ظل ما يمر به الأردن من أزمة مالية خانقة، وهو الذي يعتمد، على سبيل المثال، على تحويلات ما يقرب من نصف مليون أردني يعملون في السعودية. 

هناك حالة من الغليان في الأردن، وهذه الحالة ما هي سوى نموذج لما يتسبب به ابن سلمان من أزمات لحلفاء بريطانيا العرب. بالإضافة إلى ذلك، وفي لقاء مع عدد من الإعلاميين والصحفيين تحدثت عنه مذيعة التلفزيون المصري لميس الحديدي، وصف ابن سلمان تركيا وإيران بأنهما جزء من "مثلث الشر". 


لغة الحرب

مهما كان موقفك من أي من هذين البلدين، فهذه ليست اللغة التي ينبغي أن يستخدمها زعيم قادم بإمكانه أن يؤدي دورا يعزز الاستقرار في المنطقة. فهو بذلك يتحدى الدولة السنية الرائدة في المنطقة ونظيرتها الشيعية في الوقت نفسه. إنها لغة الحرب بلا ريب. 

لا يمكن وصف الأردن، الذي تتقدم قواته الخاصة الصفوف على امتداد جبهة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق، بأنه بلد يشجع الجهاديين أو يمولهم، كما هو حال المملكة العربية السعودية. بل ما فتئ، وبشكل منتظم، يعيق نشاط إسلامييه السياسيين أو يعتقلهم أيضا. 

حينما تقف تيريزا ماي داخل قاعة البرلمان لتقول إن العلاقة مع السعودية تخدم المصلحة القومية البريطانية، فكيف ستعرف هذه المصلحة؟

هل تعي حقا ما الذي يجري حول المملكة العربية السعودية؟ وهل تراها تعبأ بما يجري؟

لا ريب أن المملكة العربية السعودية في ظل قيادتها الحالية باتت مصدر انعدام للاستقرار في المنطقة، وما لم تتغير، فإن المملكة تحت حكم هذا الأمير الذي تحول إلى ملك ستصبح الدولة التالية في الشرق الأوسط التي تتفسخ. 


وهذه هي النار التي تلعب بها بريطانيا من خلال تبني هذا الرجل بشكل كامل وبشكل غاية في الجبن. 











في مشاهد مشابهة لبيونج يانج أو بيشيك ، ظهرت صورة القائد العظيم على لوحات إعلانية في جميع أنحاء العاصمة. وكان الليبراليون الجدد في وسائل الإعلام قد تم إعدادهم وإعدادهم للترحيب بوصوله.

وسائل الإعلام من صحيفة التايمز و الديلي تلغراف الى وزارة الخارجية في صفحة ويب كلها في ببراعة على هذه الخطوة. كلهم يبكون: "الجميع يرحبون بالملك ، المصلح الشاب الجريء ، الدينامو البشري!"


لا أعرف ما هو الأسوأ: عرض الحملة MBS أو فرقة من حوامل السجاد يصطفون لإطعام في الحوض الصغير

هذا بالطبع ليس قائدنا العظيم. لقد تخلينا منذ زمن بعيد عن إيماننا بهم. وتتمثل مهمتهم في قيادة الأجانب إلى أسفل درج الممرات إلى غرف حرب تشرشل ، حيث كان قائد القوات البريطانية يوجه قوات الإمبراطورية. إنه الآن متحف تحت وايتهول.

الجعجعة هي لوصول محمد بن سلمان ، ولي عهد المملكة العربية السعودية ، الذي تسعى شركة بريتيش أيروسبيس (بي إي إي) إلى بيع الدفعة التالية من مقاتلي تايفون . بدون أوامر من سلاح الجو الملكي السعودي ، كانت الأضواء في مصانعها في لانكشاير قد خرجت منذ فترة طويلة.

MBS هي الـ 32 عاما التي ستقرر أي سوق أسهم ستقوم أرامكو ، أكبر شركة نفط في العالم ، بتقديم عروضها الأولية للسهم. إذا حققت أرامكو قيمة 2 تريليون دولار ، فإن بيع خمسة في المائة من أسهمها سيبلغ 100 مليار دولار - وهي جائزة سمينة لبورصة لندن .




لا أعرف ما هو الأسوأ: العرض الترويجي MBS أو فرقة من حوامل السجاد يصطفون لإطعام في الحوض الصغير.

فالجسر الجماعي الذي يحدث في لندن يكاد يكون الفردوس المفقود من بريطانيا الإدواردية أن يحلم بريكسيت مثل بوريس جونسون ومايكل غوف عندما حققوا هدفهم ببتر البلد من أوروبا.

في مطلع القرن العشرين ، أرسلت بريطانيا إنديانا جونزيس أو جيرترود بيلز لتخطيط وتسلق وقهر شظايا الإمبراطورية العثمانية المتحللة.اختار بيل الأمراء الذين تتعامل معهم بريطانيا. أشخاص مثلها ، وأنشأت تي. إي. لورانس دولًا مثل العراق ، على الرغم من أنها سئمت من دورها.

وقالت "يمكنك الاعتماد على شيء واحد". "لن أشارك أبداً في خلق الملوك مرة أخرى ؛ إنه إجهاد كبير جدًا." قام بيل بالترويج لعبد العزيز بن سعود ، أمير كان قد استولى على منطقة نجد ، وأصبح في نهاية المطاف مؤسس المملكة السعودية.

واليوم فإن الحركة بين المملكتين هي في الغالب الطريقة الأخرى. عندما يأتي "ولي العهد" (حرفياً "سيد كل شئوننا") ، صاحب جميع الأراضي والنفط والأصول والشعب السعودي ، إلى لندن ، يتفقد أصوله ويتعثر في العقود أمام تجارته والباعة المتجولين - وهو ما أصبح البريطانيون.
فكي تمساح

حتى أنهم قد يجدون من راتب أن هذا الشاب سوف يدفع نفسه عندما يصبح ملكا - إذا لم يفعل ذلك بالفعل.

يقول مصدر مقرب من البلاط الملكي السعودي إن علاوة الملك الشهرية تبلغ حالياً 3 مليارات ريال ، أي ما يعادل 800 مليون دولار. لا ، أنت لم تخطئ ذلك. ثمانمائة مليون دولار في شهر واحد.

تدفع لرئيس وزراء المملكة المتحدة 150،402 جنيه إسترليني في السنة ، باستثناء قيمة شقتها في داوننج ستريت وغيرها من المساكن الرسمية. رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يأخذ 400،000 دولار في السنة بالإضافة إلى البدلات الأخرى. لكن الملك السعودي يدفع لنفسه مبلغ 2000 مرة هذا المبلغ - في شهر واحد.


الأمير ، الذي أشاد بأنه "مصلح اقتصادي جريء" ، يضع الإصلاحيين المؤكدين مثل عمرو الدباغ في السجن بتهم الفساد المزعومة.

هذه الحقيقة الصغيرة هي مجرد مؤشر واحد للمشكلة التي نخزنها لأنفسنا عندما نبني سياساتنا ، وصناعاتنا الاستراتيجية واستراتيجياتنا الإقليمية على رمال العلاقات مع الطغاة مثل هؤلاء.

أضواء التحذير الأخرى تومض. الأمير ، الذي أشاد بأنه "مصلح اقتصادي جريء" ، يضع الإصلاحيين المؤكدين مثل عمرو الدباغفي السجن بتهم الفساد المزعومة ، ثم يعذبونهم حتى يسعلون أموالهم.

وكان الدباغ ، الذي كان رئيساً للهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية (SAGIA) ، قد نُسب إليه الفضل في نقل المملكة من المرتبة 64 إلى المرتبة الحادية عشر في قائمة البنك الدولي الخاصة بالأعمال التنافسية في عام 2010.

لا توجد طريقة لاختبار ادعاءات الفساد ضد الدباغ ، لأنه لا توجد إجراءات قانونية ، ولا محامين ، ولا محاكم ، ولا جلسات استماع ، ولا تقديم للأدلة. تم إنشاء اللجنة التي أقيمت لقيادة عملية التطهير هذه خارج نطاق النظام القانوني السعودي ، كما هي.

هل الكابوس الذي تعرض له الدباغ لتشجيع المستثمرين الأجانب على وضع أنفسهم وأصولهم في فكي تمساح يسمى MBS؟ أنا لست متأكدا من أنهم سوف يفعلون. يمكن أن يتغير مزاج ولي العهد في أي وقت.

ما يفعله هو وصفة لرحلة رأس المال. العمال الأجانب يغادرون بالفعل في جماعات حاشدة ، تاركين الآلاف من الوظائف الوضيعة شاغرة.


ظهرت إعلانات في لندن قبل زيارة بن سلمان (زودت)

وقد أعدم الأمير ، الذي يتم الترحيب به كمصلح اجتماعي ، عدداً أكبر من السجناء أكثر من أي وقت مضى. وفقا لمجموعة حملة ريبريفالبريطانية لحقوق الإنسان ، تم تنفيذ 133 عملية إعدام منذ أن أصبح حزب م.ب.س وليًا للعهد مقارنة بـ 67 في الأشهر الثمانية السابقة.

علي شهابي ، مؤسس المؤسسة العربية التي طُرحت للدفاع عن النظام في خدمة Newshour لـ BBC World Service التي شاركت فيها ، لم يلاحظ أي مشكلة في هذا الأمر. وقال إن الذين أُعدموا هم زعماء عصابة مخدرات. وادعى أنه لم يتم إعدام أي شخص بتهم سياسية.

في يناير 2016 ، تم إعدام 47 شخصًا في يوم واحد. وكان العديد منهم من الأحداث. أحدهم ، علي الريح ، أدين بالمشاركة في المظاهرات المطالبة بالإصلاح السياسي ، عندما كان عمره 17 سنة.

وكما رأينا مراراً وتكراراً ، فإن بريطانيا لا تهتم كثيراً بحقوق الإنسان. إنها حجة الاستقرار التي تلعب بقوة أكبر مع نخبة السياسة الخارجية.

هنا مرة أخرى ، الفجوة بين الصورة والواقع واسعة بشكل خطير. لن أكتب هنا عن اليمن أو ما حدث لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
شكاوى الاردن

مكان أفضل لقياس عدم الاستقرار الإقليمي المنبعث من الرياض هو الأردن ، وهو حليف عسكري بريطاني آخر قديم.

لا أحد في عمّان سيتحدث في سجل الضرر الذي تسببه MBS حالياً لمملكتهم. لكن الكثير من المصادر المطلعة في الأوساط الرسمية سوف تتحدث عن الشواغل الخطيرة.

قال لي أحدهم: "السعودي لم يدفع لنا سنتا واحدا في غضون عامين. كان الأردن يحصل على ما بين مليار و 1.5 مليار دولار. اليوم لا نحصل على عشرة سنتات. انها ليست لنا فقط. حتى الأموال التي كانت ستقدم لنا للاستثمار لم تأتِ. لا مساعدات نفطية. صفر."

وقال آخر: "نحن الآن في المركز العاشر في قائمة أولويات الرياض".


مشاعر في عمان ترتفع. إنها مجرد لقطة من الفوضى التي يخلقها بن سلمان بين الحلفاء العرب في بريطانيا

وأضاف ثالث: "تغيرت العلاقة مع المملكة العربية السعودية بشكل كبير سياسيا وماليا. سياسيا ، محمد بن سلمان ووالده لم يكونا قريبين من الهاشميين. لا يمتلك الملك سلمان أي صلة بالهاشميين الذين ربما يكون إخوانه الآخرون. إذن على الجبهة السياسية ليس هناك صلة ، ولا تعاطف.

"هناك شعور بأن الأردن والآخرين يجب أن يكونوا معهم أو ضدهم. لذا لم نكن معهم بالكامل في إيران ، وفي قطر ، وفي سوريا. لقد فعلنا ما بوسعنا ولا أعتقد أنه كان ينبغي علينا أن نذهب إلى أبعد من ذلك. لكن بالنسبة لهم لم يكن هذا كافياً.

لدى الأردن شكاوى أخرى مع الرياض ، بصرف النظر عن المال والسياسة الخارجية. من وجهة نظر العائلة المالكة الهاشمية ، يعارض بيت آل سعود مرة أخرى محاولة تحلّل دورهم كحارس للأماكن المقدسة الإسلامية في القدس. استغرق الأمر مكة والمدينة بعيدا عنهم في أوائل القرن العشرين. الآن تحاول أن تفعل الشيء نفسه مع القدس.


رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي تستقبل ولي العهد محمد بن سلمان في 7 مارس 2018 (AFP)

في بلد يشكل فيه اللاجئون الفلسطينيون من الضفة الغربية 60 في المائة من السكان ، فإن عرض بن سلمان إلى دونالد ترامب ليأخذ حق العودة الفلسطيني من على الطاولة هو إهانة.

محاولات بن سلمان للتنمر محمود عباس ، الرئيس الفلسطيني ، لتبادل القدس الشرقية كعاصمة للفلسطينيين لأبو ديس ، وهي ضاحية في ضواحي المدينة ، لم تتراجع بشكل جيد في عمان. لا يوجد زعيم فلسطيني على هذا الكوكب يستطيع قبول هذا.

وقال مراقب أردني آخر يتمتع بمكانة جيدة: بالنسبة إلينا ، هذه الأمور ليست مساومة. إنها مسائل تتعلق بالأمن القومي ".

لكن المملكة الهاشمية محاصرة. لا يمكن أن يتدحرج ويصبح البحرين البحرين. ولكن لا يمكنها مواجهة جارتها الجنوبية غير المستقرة علانية.يمر الأردن بأزمة مالية حقيقية. يعتمد الأمر ، على سبيل المثال ، على تحويلات أولئك الأردنيين البالغ عددهم 500.000 عامل في السعودية.

مشاعر في عمان ترتفع. إنها مجرد لقطة من الفوضى التي يخلقها بن سلمان بين حلفاء بريطانيا العرب. في اجتماع حضره مضيف التلفزيون المصري ، لميس الحديدي ، وصف بن سلمان تركيا وإيران بأنها تشكل جزءاً من "مثلث الشر" .
لغة الحرب

أياً كان رأيك في أي من هاتين القوتين ، فهذه ليست لغة زعيم المستقبل الذي يمكنه أن يلعب دوراً للاستقرار على المستوى الإقليمي. إنه يتحدى كل من الدولة السنية الرئيسية في المنطقة والشيعية في نفس الوقت. إنها لغة الحرب.

لا يمكن وصف الأردن ، الذي كانت قواته الخاصة في طليعة جماعة "داعش" في سوريا والعراق ، بأنه بلد يشجع أو يمول الجهاديين ، كما فعل السعوديون. وهي تحاول بشكل منتظم تعطيل عمل الإسلاميين السياسيين أو سجنهم أيضًا.

لذلك عندما ينهض مايو في مجلس العموم ويقول إن العلاقة مع السعودية هي في المصلحة الوطنية البريطانية ، كيف تحدد هذه المصلحة؟

هل تفهم حقا ما يحدث في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية؟ هل تهتم؟

تحت هذه القيادة ، تعتبر السعودية مصدرا لعدم الاستقرار الإقليمي. ما لم تتغير ، فإن المملكة في ظل هذا الأمير - تحول الملك يمكن بسهولة أن تصبح الدولة القادمة في الشرق الأوسط إلى التفكك.

هذه هي النار التي تلعبها بريطانيا ، بتأييد هذا الرجل بشكل كامل ورائع للغاية.

- ديفيد هيرست هو محرر في ورئيس منطقة الشرق الأوسط العين. كان رئيسًا للأكاديمية الرائدة في صحيفة الغارديان ، ومدير تحرير أجنبي سابق ، ومحرر أوروبي ، ورئيس مكتب موسكو ، والمراسل الأوروبي ، ومراسل أيرلندا. انضم إلى الجارديان من اسكتلندا ، حيث كان مراسل التعليم.

الآراء الواردة في هذه المقالة تنتمي إلى المؤلف ولا تعكس بالضرورة سياسة التحرير في Middle East Eye.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق