هل الناس على دين ملوكهم حقا؟!ْ
الشيخ محمد المختار دي
اللاإنسانيون أو الشبيحة أو المطبّلون أو صانعو الديكتاتوريات وممجّدوها تختلف الأسماء والفئة واحدة والمنهج واحد والطريق واحدة والصناعة واحدة، هم نوع من البشر يختلفون في كلامهم ومعاملاتهم عن بقية البشر، أناس بلا إنسانية وخلق بلا أخلاق، يمجدون المستبد ويقدسون الديكتاتور، ويصنعون الفرعون وبدون ثمن فقط لإشباع رغباتهم في الطاعة العمياء وغريزتهم في عبودية بشر صنعوا منهم آلهة، لا يسألون عما يفعلون من مجازر، ولا يعتبون عليهم إذا استبدوا ولا يحاسبونهم إذا أخطأوا.
كشفت ثورات الربيع في حسناتها عن فئة من شعوبنا العربية يشمتون في القتل ويتشفّون في المجازر ويؤيدون المجرمين فقط من أجل التأييد.
إنهم شبيحة الأسد الذي قتل نصف شعبه أمام أعينهم دون أن يتحرك لهم شعور إنساني يندد، أو على الأقل يستنكر بقلبه، وذلك أضعف الإيمان، لم يؤثر فيهم كيماوي أطفال الغوطة ولا آلمتهم مجازر إدلب ولا أثارتهم الصور والصرخات القادمة من بقية المدن.
هم فقط اكتفوا بالتغريدات الشامتة والبوستات المتشفية، هؤلاء اللاإنسانيون وهم في كل بلد ووراء كل مجرم.
هم المطبّلون للسيسي يمجدونه حتى دون أن يفهموا ما يقوله، كلامه حكم ونظرياته علم يُستدل به وهو الوحيد الذي يحق له التفكير والتخطيط، ودورهم هم فقط قد صدق السيسي فيما قال وأصاب فيما فعل وحتى لو ناقض فعله كلامه هو السيسي خلق عندهم ليمجد.
هم الذي يهتفون باسم "محرر القدس" آية الله حسن نصر الله! الذي ما ناصر إلا شبيحة الأسد وأقرانهم في العراق، ويعظمون الحوثي على علته، ويتعاطفون مع حفتر رغم جرائمه، ويؤيدون الانقلابات الدموية في كل أرض من أفريقيا السوداء.. فتجدهم جميعاً بلا قضية، والأشد من ذلك بلا إنسانية.
هل حقاً الناس على دين ملوكهم كما هو مشهور؟! وكما تكونوا يولّ عليكم كما قيل؛ أم إنها مجرد فئة قليلة مندسة في مجتمعاتنا ومحسوبة علينا لتشوّه صورتنا وتصنع لنا المستبدين؟
في كتابه البداية والنهاية حاول ابن كثير أن يعالج مسألة التبعية العمياء التي كانت توليها الرعية العربية لحكامها، واستشهد بالعصر الأموي وبثلاثة من أشهر خلفائه: الوليد بن عبد الملك، وأخوه سليمان، والخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، فكان الوليد مشهوراً بالعمران فأصبح الناس لا يسأل بعضهم بعضاً إلا عن العمران والبنيان، وكان أخوه سليمان بن عبد الملك مشهوراً بحبه للنساء، فكان العامة لا يسألون إلا عن النساء والشهوة، وكان عمر بن العزيز مشهوراً بالصدقة والصلاة فكان الناس لا يسألون إلا عن الصلاة والعبادة.
هم المطبّلون للسيسي يمجدونه حتى دون أن يفهموا ما يقوله، كلامه حكم ونظرياته علم يُستدل به وهو الوحيد الذي يحق له التفكير والتخطيط، ودورهم هم فقط قد صدق السيسي فيما قال وأصاب فيما فعل وحتى لو ناقض فعله كلامه هو السيسي خلق عندهم ليمجد.
هم الذي يهتفون باسم "محرر القدس" آية الله حسن نصر الله! الذي ما ناصر إلا شبيحة الأسد وأقرانهم في العراق، ويعظمون الحوثي على علته، ويتعاطفون مع حفتر رغم جرائمه، ويؤيدون الانقلابات الدموية في كل أرض من أفريقيا السوداء.. فتجدهم جميعاً بلا قضية، والأشد من ذلك بلا إنسانية.
هل حقاً الناس على دين ملوكهم كما هو مشهور؟! وكما تكونوا يولّ عليكم كما قيل؛ أم إنها مجرد فئة قليلة مندسة في مجتمعاتنا ومحسوبة علينا لتشوّه صورتنا وتصنع لنا المستبدين؟
في كتابه البداية والنهاية حاول ابن كثير أن يعالج مسألة التبعية العمياء التي كانت توليها الرعية العربية لحكامها، واستشهد بالعصر الأموي وبثلاثة من أشهر خلفائه: الوليد بن عبد الملك، وأخوه سليمان، والخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، فكان الوليد مشهوراً بالعمران فأصبح الناس لا يسأل بعضهم بعضاً إلا عن العمران والبنيان، وكان أخوه سليمان بن عبد الملك مشهوراً بحبه للنساء، فكان العامة لا يسألون إلا عن النساء والشهوة، وكان عمر بن العزيز مشهوراً بالصدقة والصلاة فكان الناس لا يسألون إلا عن الصلاة والعبادة.
خرج ابن كثير من نظريته بالتبعية التي توليها الرعية لحكامها فجمعوا المتضادات لثلاثة حكام بين زهو الدنيا وشهوتها وحب الآخرة والاستعداد لها، تلك عادة عربية قديمة جديدة مع اختلاف الزمان والدهر والأيام والدول، خالفوا فيها الدين والمنطق واتبعوا العادة.
ذلك كان من تاريخ العرب سطره ابن كثير. فماذا عن الغرب؟ في تاريخ أوربا، وخاصة الإمبراطورية الرومانية، كانت الفئة الأغلب من شعوبهم على دين ملوكها، تقلّد الحاكم في كل شيء ولا تنازعه أمره، غير أن أوربا المعاصرة الحديثة بثورتها الفكرية غيّرت تلك العادة فانتفض الناس وثاروا في وجه طغاتهم وغيّروا مجرى تاريخ أوربا.
بالأمس القريب أيضاً ثار الناس في بلاد وحاولوا تغيير تلك الأصنام والأوثان، غير أنه ما لبثت أن عادت حليمة لعادتها القديمة بسبب المؤامرات، وأيضاً تلك الفئة من الشعوب التي تعشق صناعة المستبدين وتنميتهم، وهي جيل تربّى على الخنوع والخضوع والتصفيق والتهليل ويلقي باللوم في وجه الشباب العربي الثائر.
تلك الفئة غالباً ما تكون مجردة من كل إنسانية، وتتشفّى وتشمت في مآسي الثائرين من الشعوب والمطالبين الحرية؛ لأن من اعتاد العبودية من الصعب أن يعيش الحرية أو يتقبلها كمسيرة لحياة الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق