الاثنين، 15 يوليو 2019

ويل لأمه


   ويل لأمه   




جبران-خليل-جبران


عندما كتب جبران خليل جبران ويلات الأمّةبالتأكيد كان يحدوه أملٌ كبير ومساحة تفاؤل بأنّ ما يطلقه من صرخات فلسفيّة ثوريّة يحمل طاقة التغيير، محزنٌ ومؤلم جداً أننا ما زلنا في مرحلة التحسّر والترديد معه «الويل لنا» تاريخ ويلات ورثناه أباً عن جدّ وعن جدّ الجدّ أيضاً!
لا تزال بعد كلّ هذه العقود التي مرّت، كأنّه كتبها بالأمس 

«ويلٌ لأمةٍ تنصرف عن الدين إلى المذهب، وعن الحقل إلى الزقاق، وعن الحكمة إلى المنطق»... 

«ويلٌ لأمةٍ تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع. وتشرب مما لا تعصر»... 

«ويلٌ لأمةٍ مغلوبة تحسب الزركشة في غالبيتها كمالاً، والقبيح فيها جمالاً».... 

«ويل لأمة تكره الضيم في منامها، وتخضع إليه في يقظتها».... 

 «ويلٌ لأمةٍ لا ترفع صوتها إلا إذا سارت وراء النعش، ولا تناحرُ إلا إذا وقفت في المقبرة، ولا تتمرد إلا وعنقها بين السيف والقطع».... 

«ويلٌ لأمةٍ سياستها ثعلبة، وفلسفتها شعوذة، أما صناعتها في الترقيع».... 

«ويلٌ لكل أمةٍ تقابل كل فاتحٍ بالتطبيل والتزمير، ثم تشيعه بالفحيح والصفير لتقابل فاتحاً آخر بالتزمير والتطبيل».... 

«ويلٌ لأمةٍ عاقلها أبكم، وقويها أعمى، ومحتالها ثرثار».... 

«ويللإ لأمةٍ كل قبيلةٍ فيها أمة».... 




 أليس هذا واقعنا الغارق في الترقيع فإذا رقعت من هنا انفتقت من هناك؟ 
ألا تدور حولنا ثعالب السياسة مخادعة تفترسنا ونحن نتفرّج عليها ولا نفكّر حتى بالدّفاع عن أنفسنا؟

من روائع جبران خليل جبران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق