الدفاع الأخير عن الفطرة الإنسانية
نحن اليوم، في أكثر مراحل تاريخ العالم الحديث حرجاً وجدلاً، لفهم رحلة العبور الفلسفي الجديد، وتقييم أفكار المجتمعات وإنتاجها الثقافي، وكيف تُقيّم الأفكار التي تحولت إلى منتج عالمي، شمل الحيوان والشجر، والانتفاضة الفكرية ضد الإنتاجية الحديثة للعالم، تشكّلت في أكثر من ظاهرة، منها حركات الخضر والبيئة وغيرها. غير أنه، وإلى اليوم، لم يصل العالم إلى دعوة عالمية تُعيد تفكيك هذه المنتجات، وتأثيراتها على الإنسان، سلامته.. وقيمه.. وحريته الفطرية، ليس لعدم وجود مقاومات فكرية متعدّدة، بعضها من عالم الجنوب، وبعضها من عالم الشمال ذاته، لكنها إلى اليوم عاجزةٌ كلياً عن تشكيل محاضن إنقاذ للمستقبل البشري الجديد.
تستمر ورطة العالم الحديث الذي رُبط قراره الدولي السياسي بمنظومة انتصار عسكري، في الحرب العالمية الثانية، ومفهوم تقسيم العالم إلى شمالٍ متفوّق وجنوب مُستَثمر تحكمه قوة الشمال، وهي قوة لا تقوم على نهضة الإنسان وكرامته، وإنما على حجم ما تملكه هذه القوة، في تقدمها الاقتصادي أو تصنيعها العسكري من التقليدي إلى النووي، فتدخل شريكاً مشاكساً أو عضواً جديداً كالعهد الصيني الزاحف.
وتتزامن لعبة الأمم الجديدة مع صعود يميني متطرّف في عدة أديان وجماعات بشرية، وكم هو مؤسفٌ أن يكون الوجود الإسلامي هو المتفق عليه خصماً مزعوماً لإنسانية هذه الجماعات الدينية والقومية، فتتم تصفية الحسابات الانتخابية والمصالح المادية، على حساب حريتهم
ودمائهم، ويحاسبون جماعياً على أعمال متطرّفين إسلاميين، من الغرب إلى آسيا، ويُسقط ضحاياهم من إحصاء البشر. وعلى الرغم من ذلك، نؤكد رؤيتنا، منذ اختطاط رحلة المعرفة، بأن الأصل الأول في مقاومة الظلم العالمي هو نهضة الشرق وحريته.
وما يجري اليوم من استخدام نظم الاستبداد في الشرق، لقهر أفكار الحرية، وقمع فكر النهضة، والتلاعب بمشاعر الناس، باسم الدفاع عن الإسلام المختطف، وأن الإسلام الحقيقي، بزعم مذهب المستبدين الجدد، هو الحالة الرخوة التي تخضع لشروط الغرب السياسي، وعلى المسلمين المضطهدين أن يقدّموها، فحتى زعم المستبد إنه يحمي جوهر الدين لعامّة المسلمين أسقطه اليوم، وكلما تكرس الاستبداد في كل دولة من عالم الشرق، ضعفت وانهارت قيم المسلمين، في ظل قصور خطاب المعرفة، وحصار منابره، ونشر خطاب البروباغندا الموسمي الذي يثبت آلية العصف الذهني المضطرب، في نفوس الجماهير، ويزيد من بلبلة الشباب باسم حماية الإسلام، وهو في الحقيقة يُلقي بهم إلى دركات التخلف والاضطراب الذي يمكّن الجناة منهم.
ومع الحملة الاجتماعية الشرسة لإسقاط حق الفطرة الأولى، علاقة الحب بين الرجل والمرأة، الميلان الطبيعي الذاتي، والذي من خلاله تسقى الغريزة التي يستشعرها الإنسان منذ بلوغه، كما يستشعر الطعام والشراب، تحتشد الحملة العالمية الجديدة، والتي ترعاها المشارطة الغربية على مجتمعات المسلمين، في المهجر وفي الشرق الكبير.
العالم الغربي الحديث اليوم يتقدّم إلى فرض المثلية القسرية، ومطاردة الأسرة، وبعث الشكوك الأولى والاضطراب في حياة الطفولة عبر مناهج التعليم، وعبر إنتاج السينما والدراما، وعبر كل منتج اجتماعي، وكل توقيع حياتي معاصر وكل لوحة طريق، يطوف به أطفال العالم ويتلقاه شبابهم. وهذا القهر للمجتمع الإنساني المؤمن بحرية فطرته، وتكامل القيم مع تنظيم الغريزة الطبيعي غير المتكلف، بغض النظر عن دين هذا الإنسان أو مذهبه الوجودي، لا علاقة له بالحريات الشخصية، ولا حماية الأفراد ذوي النزعات المخالفة للفطرة، بسبب ضغط هذه البيئة، أو بسبب خلل يعشيه الإنسان لظرف في حياته، سواءً كان حالة مَرَضية أو ممارسة قاسية اجتماعية ضده كضحية، فهذا لا يحول الغريب المستنكر إلى فطري، في كل الحياة
البشرية ليس غبر الثقافة ولا التلقين، بل عبر الاستشعار البيولوجي المجرّد الذي يعيشه إنسان العالم منذ العهود القديمة حتى عهد الصناعة، وما يسمّى العالم المتمدن، ميل الفتاة إلى الفتى، ثم حكاية الحب أو التجاذب، ثم إنشاء الأسرة الذي بموجبه جئنا لهذا العالم، ولا يوجد اليوم أي نظرية تصمد، تطرح أن المثلية ستنتج طفولة مستقلة بين المثليين، تعتمد على ذات الجنس، فلماذا يضطهد الناس تحت هذا المفهوم ولماذا يُحاصرون؟
حق السلامة والدفاع القانوني، ورأي الإنسان في نزوة سلوكه شيء، وتعميم القهر الثقافي المثلي على الإنسانية شيء آخر، لا يوجد مطلقا معادلة علمية خضعت لمقياس دراسة عادلة تقول بمصداقية النظرية المثلية، بل يوجد العكس، والنظرية لا تسقط الحقيقة العلمية، في علم الاجتماع والصحة واتجاهات الحياة البشرية.
وأين حق المرأة؟ أين حق المرأة في ركن أساسي من خلقها، من حياتها الفطرية، في شراكتها مع الرجل الذي تهواه، ويؤسّس بنيانهم بشروط شراكتهم وتعاونهم، بغض النظر عن كل ثقافة أو دين، لماذا يحوّل الرجال والنساء إلى كائنات عضوية، ويُدفعون إلى ممارسة الغريزة منفصلين، عن تكامل الذكورة مع رحلة الأنوثة، والحب بين الجنسين، ثم تأرجح أولئك الأطفال
الذين هم زهرة الدنيا لكل العالم.
ماذا عن الظلم، ماذا عن العنف الإجرامي في حياة الأسر، ظلم المرأة في البيت أو العاملة أو الناشطة الحقوقية أو السياسية، في كل ركن من الظلم الاجتماعي؟ هذا لا علاقة له بحرّية الفطرة، وسويّة الأسرة، هذه الأمراض والمظالم تعالج بالتثقيف وبالقانون وبالعقوبة الرادعة، وليس بقتل حق الأسرة وهدم مذهب الحب بين الجنسين.
ما يجري في بقاع العالم، من عنف وتجاوز داخل إطار الأسرة، حالات بغيٍ مَرَضيّة لا تُعالج بنشر وباءٍ آخر، ولا تُهدم المودة بين أركان الأسرة، بل بتصحيحها والربط بين الموقف الأخلاقي للإنسان الراشد والروح التي تسري في فطرته، لحب أعضاء هذه الأسرة، أخوة وأخوات، حبا عاطفيا تضامنيا، وتبقى مساحة الحب الرومانسي ومحضنه الجنسي الفطري للمرأة والرجل. هذه رسالة الفلسفة الإسلامية، فهل باتت قلعة الدفاع الأخير عن الأسرة البشرية.
وتتزامن لعبة الأمم الجديدة مع صعود يميني متطرّف في عدة أديان وجماعات بشرية، وكم هو مؤسفٌ أن يكون الوجود الإسلامي هو المتفق عليه خصماً مزعوماً لإنسانية هذه الجماعات الدينية والقومية، فتتم تصفية الحسابات الانتخابية والمصالح المادية، على حساب حريتهم
وما يجري اليوم من استخدام نظم الاستبداد في الشرق، لقهر أفكار الحرية، وقمع فكر النهضة، والتلاعب بمشاعر الناس، باسم الدفاع عن الإسلام المختطف، وأن الإسلام الحقيقي، بزعم مذهب المستبدين الجدد، هو الحالة الرخوة التي تخضع لشروط الغرب السياسي، وعلى المسلمين المضطهدين أن يقدّموها، فحتى زعم المستبد إنه يحمي جوهر الدين لعامّة المسلمين أسقطه اليوم، وكلما تكرس الاستبداد في كل دولة من عالم الشرق، ضعفت وانهارت قيم المسلمين، في ظل قصور خطاب المعرفة، وحصار منابره، ونشر خطاب البروباغندا الموسمي الذي يثبت آلية العصف الذهني المضطرب، في نفوس الجماهير، ويزيد من بلبلة الشباب باسم حماية الإسلام، وهو في الحقيقة يُلقي بهم إلى دركات التخلف والاضطراب الذي يمكّن الجناة منهم.
ومع الحملة الاجتماعية الشرسة لإسقاط حق الفطرة الأولى، علاقة الحب بين الرجل والمرأة، الميلان الطبيعي الذاتي، والذي من خلاله تسقى الغريزة التي يستشعرها الإنسان منذ بلوغه، كما يستشعر الطعام والشراب، تحتشد الحملة العالمية الجديدة، والتي ترعاها المشارطة الغربية على مجتمعات المسلمين، في المهجر وفي الشرق الكبير.
العالم الغربي الحديث اليوم يتقدّم إلى فرض المثلية القسرية، ومطاردة الأسرة، وبعث الشكوك الأولى والاضطراب في حياة الطفولة عبر مناهج التعليم، وعبر إنتاج السينما والدراما، وعبر كل منتج اجتماعي، وكل توقيع حياتي معاصر وكل لوحة طريق، يطوف به أطفال العالم ويتلقاه شبابهم. وهذا القهر للمجتمع الإنساني المؤمن بحرية فطرته، وتكامل القيم مع تنظيم الغريزة الطبيعي غير المتكلف، بغض النظر عن دين هذا الإنسان أو مذهبه الوجودي، لا علاقة له بالحريات الشخصية، ولا حماية الأفراد ذوي النزعات المخالفة للفطرة، بسبب ضغط هذه البيئة، أو بسبب خلل يعشيه الإنسان لظرف في حياته، سواءً كان حالة مَرَضية أو ممارسة قاسية اجتماعية ضده كضحية، فهذا لا يحول الغريب المستنكر إلى فطري، في كل الحياة
حق السلامة والدفاع القانوني، ورأي الإنسان في نزوة سلوكه شيء، وتعميم القهر الثقافي المثلي على الإنسانية شيء آخر، لا يوجد مطلقا معادلة علمية خضعت لمقياس دراسة عادلة تقول بمصداقية النظرية المثلية، بل يوجد العكس، والنظرية لا تسقط الحقيقة العلمية، في علم الاجتماع والصحة واتجاهات الحياة البشرية.
وأين حق المرأة؟ أين حق المرأة في ركن أساسي من خلقها، من حياتها الفطرية، في شراكتها مع الرجل الذي تهواه، ويؤسّس بنيانهم بشروط شراكتهم وتعاونهم، بغض النظر عن كل ثقافة أو دين، لماذا يحوّل الرجال والنساء إلى كائنات عضوية، ويُدفعون إلى ممارسة الغريزة منفصلين، عن تكامل الذكورة مع رحلة الأنوثة، والحب بين الجنسين، ثم تأرجح أولئك الأطفال
ماذا عن الظلم، ماذا عن العنف الإجرامي في حياة الأسر، ظلم المرأة في البيت أو العاملة أو الناشطة الحقوقية أو السياسية، في كل ركن من الظلم الاجتماعي؟ هذا لا علاقة له بحرّية الفطرة، وسويّة الأسرة، هذه الأمراض والمظالم تعالج بالتثقيف وبالقانون وبالعقوبة الرادعة، وليس بقتل حق الأسرة وهدم مذهب الحب بين الجنسين.
ما يجري في بقاع العالم، من عنف وتجاوز داخل إطار الأسرة، حالات بغيٍ مَرَضيّة لا تُعالج بنشر وباءٍ آخر، ولا تُهدم المودة بين أركان الأسرة، بل بتصحيحها والربط بين الموقف الأخلاقي للإنسان الراشد والروح التي تسري في فطرته، لحب أعضاء هذه الأسرة، أخوة وأخوات، حبا عاطفيا تضامنيا، وتبقى مساحة الحب الرومانسي ومحضنه الجنسي الفطري للمرأة والرجل. هذه رسالة الفلسفة الإسلامية، فهل باتت قلعة الدفاع الأخير عن الأسرة البشرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق