الخميس، 25 يوليو 2019

فضائح دولية سياسية ودينية تعصف قريبا تمس الكيان الصهيونيوالأقصي..

فضائح دولية سياسية ودينية تعصف قريبا
تمس الكيان الصهيونيوالأقصي..


أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية



تؤكد الأخبار المتداولة في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، أن هناك عاصفة ستدوى قريبا إذ ستتم الإطاحة بعددٍ لا يستهان به من كبار الشخصيات العامة. فذلك هو ما أعلنه موقع "يو إس ڤانيتي فير" يوم 17/7/2019: (It’s going to be staggering, the amount of names !)، أي "كمّ الأسماء سيكون مذهلا"..
ويؤكد المقال الفاضح ان عددا كبيرا من المهتمين في الحزب الجمهوري يؤكدون ان الملياردير چفري إبشتاين "عميل للموساد وقد تآمر ضد الولايات المتحدة قبل وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر".. مع مراعاة تعتيم الإعلام الفرنسي على فضائح إبشتاين في فرنسا..
وفي 16/7/2019 تكشفت العديد من الحقائق لتدين لوبي إسرائيلي عالي المستوى، يعمل عبر كندا والكونجرس الإسرائيلي، وان چفري إبشتاين، الذي وجدوا معه جواز سفر منتهي الصلاحية صادر له من السعودية سنة 1980، وانه يقطن بها.. كما أضافت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أنه من أصدقاء إيهود باراك المقربين..
أما وسائل الإعلام الأمريكية، فقد أعلنت ان المحكمة الفيدرالية قد أمرت بنشر خلال الأيام القليلة القادمة تقريرا يصل الى ألفين صفحة، محفوظ تحت الأحراز منذ عام 2015، حول فضائح الملياردير چفري إبشتاين. وتتضمن هذه الوثائق أسماء شخصيات رفيعة المستوى عبر العالم، قامت باستخدام دعارة قاصرات، ساهم فيها كلا من چفري إبشتاين وغسلين ماكسويل، ابنة عضو الموساد روبير ماكسويل.. والغريب ان تواصل فرنسا التعتيم على العلاقة الشديدة الصلة بين إبشتاين واللوبي الصهيوني الدولي.
وفي 23/7/2019 أعلن ألكسندر آكوستا، أمين عام حزب العمل في إدارة ترامب، استقالته، وكان يشغل قبل ذلك منصب المدعي العام لمدينة فلوريدا.. وقد استقال لاتهامه بأنه أتم اتفاقية شديدة الأهمية لصالح إبشتاين، الذي يعد من كبار المستثمرين والحاصل على إدانة في قضايا اعتداءات جنسية على قاصرات.. ويتواصل مسلسل الاستقالات في البيت البيض لكنها لا تتشابه في الأسباب. وهذه الاستقالة تدعم الفريق غير المستقر والذي يسعى منذ عامان ونصف، بعد انتخاب ترامب، للبحث عن حلقة نجاة. غير ان ألِكسندر أكوستا قد تم اتهامه في الأسبوع الماضي في نيو يورك في قضايا استغلال فتيات قصّر واحتمال ادانته بالسجن لمدة خمس وأربعين عاما..
ويتخذ موضوع چفري إبشتاين منحنى خاص، وهو الأساس في هذا الموضوع، لأنه شديد الارتباط بالعديد من المشاهير ورجال السياسة ومنهم دونالد ترامب وبيل كلينتون والأمير أندرو ابن ملكة إنجلترا..
ونترك غثاء القاع الذي تموج فيه بعض قيادات الغرب لننتقل الى الشق الأهم في هذا المقال: ففي الاحتفال الذي اقامته السفارة الأمريكية بالكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، احتفالا بالعيد القومي الأمريكي قبل موعده بأسبوعين تقريبا، قال دافيد فريدمان، السفير الأمريكي في إسرائيل أثناء الاحتفال وهو يشرب النخب التقليدي: "لشانه حازه بيروشالاييم" أي: "هذا العام في القدس" !
وقد تبدو هذه العبارة لا معنى لها، إلا ان من يدركون المعنى الأعم لها ويربطون بين العبارة اليهودية الأخرى حين يحتفلون ب "يوم كيبّور" (عيد الفصح)، إذ يقولون: "إيشانا بابه ببيروشالايم حابنويه" أي:
"العام القادم في إعادة بناء القدس"..

والجزء الذي تمت إعادة بنائه في القدس حاليا تشير إلى إعادة بناء المعبد إذ لا توجد أية إشارة الى إعادة بناء المعبد في تحيات متبادلة إلا في هذه.. ومن الواضح ان السفير الأمريكي في إسرائيل قد أوضح في تهنأته ان المعبد الثالث سيعاد بنائه في القدس هذا العام.. وليت المسلمون يفيقون !
وبعد ذلك بيومين قال السفير الأمريكي، بعد افتتاحه الموقع الأثري "طريق الحجاج" مشيرا الى الصلة الوطيدة بين الآباء المؤسسون للولايات المتحدة ومدينة القدس، مؤكدا ان بيان الاستقلال الأمريكي يتضمن "ان كل إنسان مخلوق على قدم المساواة مع غيره وقد منحه الخالق بعض الحقوق التي لا يمكن المساس بها خاصة الحرية والبحث عن السعادة".
ولمن قرأ العهد القديم يدرك أن تلك الحقوق موجودة فيه بفضل من صاغوه، ومنها عبارة يوشع: "من صهيون سيخرج القانون، ومن القدس كلمة الدائم".. وهي عبارة تلكيكية لإثبات جذور غير موجودة لا تاريخيا ولا دينيا لترسيخ الاحتلال زعما بنصوص منسوجة نسجا..
وإدراك معنى هذه العبارة الواردة في التهنئة يدرك الصلة بين إنشاء الولايات المتحدة ومدينة القدس، كما يدرك كل ما دار ويدور بين إسرائيل والولايات المتحدة، بل ولماذا جازف الحجاج بحياتهم في القرن السابع عشر للوصول الى "العالم الجديد" وإقامة ما أطلق عليه الكثيرون آنذاك: "القدس الجديدة"..
وحينما فشلوا في إقامتها هناك غرسوها في فلسطين بعد اقتلاع غالبية سكانها الأصليين: الفلسطينيين..

زينب عبد العزيز
23 يوليو 2019 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق