السبت، 27 يوليو 2019

استراتيجية " ريطة"..!!


         استراتيجية " ريطة"..!!
د.عبدالعزيز كامل
و (ريطةُ) هذه.. هي امراة حمقاء ، كانت تعيش بمكة وقت نزول الوحي..وكانت لها "استراتيجية "خرقاء في توجيه نتائج إنجازاتها مع بناتها..فقد كانت تأمُرُهن بعد أن يُحْكِمْنَ غزْل الصوف طوال كل يوم أن يقُمْنَ بنقضه مع انتهاء اليوم ..
وهذه المرأة - كما قال المفسرون - هي التي ضُرب بها المثل في قول الله تعالى..( وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ) النحل/٩٢
** بعض الإسلاميين اليوم - أو المحسوبين عليهم - .. يقدمون للعمل. الإسلامي " استراتيجية "؛ تشبه (استراتيجية ريطة ) ..!! 
فعلى الرغم من ضراوة الهجمات العلمانية اللادينية واللا أخلاقية على الدين وأهله.. وبرغم ازديادها مع الأيام شدة وحِدَّة..ومع أن العاملين للدين بهذه الأجواء في أشد الحاجة إلى من يُضَمِّد جراحهم ويُلَمْلِم شتاتهم لاستكمال مسيرتهم.. ويخْلِص في نصحهم ليكونوا قادربن على مواجهة أعتى التحديات التي واجهت المسلمين على مر تاريخهم .. فإن هؤلاء (الناصحين) يصرون على أن يزيدوا الطين بِلة.. والصفوف فرقة.. باختيار طريق الهدم والنقض. بدعوى الدعوة إلى النصح والنقد.. !
** العمل الاسلامي عند بعض هؤلاء الناقدين لم تعد له جدوى.!! ..فعلى الإسلاميين جميعهم أن يحُلُوا كياناتهم ويفُضوا جماعاتهم وتجمعاتهم.. فلا يعتصمون بحبل الله جميعًا .. ولا يكونون كالبنيان المرصوص يشُدُّ بعضُه بعضًا.. بل يهُدُّ بعضُه بعضًا ..وذلك عندما يعمل كل منهم فيما يحسنه بمفرده وبما يراه.. بحسب تفكيره أو هواه..!
** وبعض آخر من الناقدين يرى تجارب الإسلاميين كلها هزائم وانكسارات ..فقد خلت من أي إنجازات أو انتصارات..لأنهم - بنظرهم - كانوا مجرد أداة .. نجح في توجيهها وتوظيفها العداة والطغاة..!! 
فلهذا فإن المطلوب هو الوضع المقلوب..فبدل تصحيح المسار لاستثمار نتائج أي انتصار ..وتفاديا للمزيد الأخطار.. فإن الناقدين يقولون بلسان الحال لا المقال : على الموحدين أن يُسَّلِموا بأنهم مهما توحدوا .. فإن عدو الله وعدوهم على كل شئ قدير...وأن وصولهم إليه وانتصارهم عليه صار من ضروب المستحيل..!!
** جهاد المسلمين وتضحياتهم للدفاع الواجب والمُتَعَّيَن عن حُرُماتهم في عُقْر ديارهم.. يحبِطُهُ بعض آخر من الناقدين ..فيغْمِطه هؤلاء القاعدون بعد أن يسلبوا عن المضحين شرف الوصف بالمجاهدين ...بل ينزعون عن شِرْعة الجهاد ذاتها حتى اسمها..فيسمونها .." أعمال العنف "..أو "العمل المسلح"...او يدمَغُونها أحيانًا بوصف (الإرهاب) ..محققين في ذلك غاية مراد المفسدين للدين ..متناسين أن الجهاد الحق هو ذروة سنام الإسلام..وأن رب العالمين هو الذي أمر بإرهاب المعتدين على شرف الحُرُمات والدين..
** (صحوة المسلمين ) التي أثارت رعب اكابر المجرمين خلال العقود الأربعة الخالية ..ينظر إليها بعض آخر من الناقدين .. على أنها كانت سرابًا بقِيعة.. وخرابًا يَبَابًا بلا قيمة.. ويسخر هؤلاء من رموزها ومؤسسيها فيسميهم (الصحويين ) !! مع أن هؤلاء الناقمين لو فقهوا لعلموا .. أن ما سُمي اصطلاحًا ب (الصحوة الإسلامية) كانت ولاتزال قدرًا إلهيًا .. ترجم عن سُنَّةٍ ربانيةٍ بتجديد الدين.. في أوائل كل قرن هجري يمُرُ على المسلمين...
** ينقِمُ كثيرٌ من النَّقَدَةِ النَّقَضَة، على تيار عريض من الأمة توجههم لسلوك مسلك السلف الكرام في فهم الدين.. مدعين أن ( السلفية)..هي مؤامرة سعودية.. وأن علماء الدعوة النجدية التجديدية..كانوا أداة تعمل لحسابات غربية.. وبعض هؤلاء الناقمين صار يخلط خلطًا شبه متعمدٍ بين بعض المنتسبين زورًا للسلفية من اللئام .. وبين ذات منهج السلف الكرام ..!
** فريق ٱخر من أدعياء النقد..سار في طريق الهدم لرموز الأمة من دعاتها وعلمائها ..بل ومن شهدائها.. باسم رفض الجمود ونقد الحزبية.. وخاصة اذا كانت هذه الرموز إخوانية..متناسين أن دعوة الإخوان المسلمين - عند المنصفين - قدمت مع غيرها للأمة عبر تاريخها ..مالم يقدمه غيرها ، وأنها كانت وقت انطلاقها مصونة وإن كانت غير معصومة..فاستفادت منها جميع كيانات ومُكوِنات الأمة في انطلاقها وتكوينها.. 
نقول : ماذا أبقى النقْد النَكِدُ من بنيان المسلمين في عصر غربة الدين..؟!
أخيرًا...أعتذر من طول المقال...فقد كان يقتضيه الحال.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق