ماذا يحدث فى مصر ؟ هل أصبحت أم الدنيا خارج الدنيا ؟!
د.صلاح الدوبى
جنيف – سويسرا
مئة مليون مصري يرفعون أكف الدعاء فلا تهتز السماء، ولا تحزن الملائكة، ولا تصب السماء غضبها على العصابة التى تحكم مصر منذ الإنقلاب العسكرى البوليسى الدموى ، قتلة الشرفاء .. و سارقى الفقراء وصانعي الزمن الأغبر.. آلاف من المصائب منذ ذلك التاريخ لو نزلتْ على أى شعب آخر لقطع أبناؤه الحاكم وحراسه ومعاونيه ومؤيديه وكل من أحاط به وألقى بهم إلى الحيتان بالقرب من شرم الشيخ عقابا لها وليس طعاما شهيا.
قرى مصرية تثور لكرامتها وتصمد فى وجه قتله مصاصى الدماء،ألاف من البلطجية يعملون في خدمة الشعب بإسم القانون، وقرى أخرى تغنى وترقص على انغام تسلم الأيادى حتى لو حكمهم حمار فهم فى واد سحيق لايغضبون، يدسون أنوفهم في الطين، تسرق أموالهم، تغتصب نساءهم وأطفالهم في وضح النهار وهم لايغضبون بل يرقصون ، لعنات ابناءهم ستخجل من حمل أسماءهم، وسيقولون مر من هنا آباؤنا العبيد .
نذهب الآن خلسة إلى قسم شرطة فى عاصمة مصر “القاهرة” لن تصدق عينيك وهي ترى في وضح الشمس مكانا لن يفلت من الضباط والمخبرين فيه يوم القيامة إلا بضعة أفراد يعدون على أصابع اليد، أما الآخرون إذا رأتهم جهنم سمعوا لها تغيظا وزفيرا، هناك ترقص الشياطين مع المأمور وضباطه، وهناك بؤرة الفساد، والرشوة لا تختلف عن التحية والسلام، ويستطيع أي شخص أن يتاجر بأى كمية مخدرات أو متفجرات أو ممنوعات .
وبعدما نقل ملك الموت مقره الرئيسى إلى ام الدنيا، وغادرها إبليس وهو واثق من أن جيش كامب ديفيد ووزارة الداخلية المصرية سيتولون مهمته بأمانة تامة غير منقوصة،وبعد أن أوفى مفتى الجمهورية شوقى علام بالوعد لإبليس، فأصبح لا يشرق صباح على نهر النيل، أو ينطلق أذان الفجر من فوق مأذنة مسجد يقول..حي على الصلاة ،ولا يستطيع كائن من كان ذكر الصلاة على النبى الكريم عليه الصلاة والسلام ، مفتى مصر الذى تم تدريبه وحصل على نجمة مخبر فى أمن الدولة يتهم مسلمى أوروبا في تصريح صادم: “نصف مسلمي أوروبا دواعش”.
وفي خضم دائرة العنف تمكن صوت الكذب من اختراق النسيج المتماسك للحقائق، وغطت طبقة هشة من الأدلة عالم الكذب والافك والتزييف والتزوير في تاريخ وطن..وضاع المصريون بين مؤيد للسيسى، ومؤيد للحرية، وسقطت أهم جزء منير تحافظ عليها شعوب الأرض جميعا وهي ذاكرة الشعوب. أسأل يوميا نفسى ماذا حدث للشعب المصرى ؟
أبحث وأقرأ، وأتأمل، وأتابع، وأتحاور مع آخرين في محاولة ايقاظ العملاق المخدر وأنا على يقين أنه مازال على قيد الحياة ، فلا يتحرك جسده الممتد من أقصاه إلى أدناه.
سلخانات حماة الشعب والإختفاء القسرى والسجون وسرقة الأموال والآثار والثروات هي ثمن ندفعه جميعا لأننا عشنا وسنظل جبناء، صامتون، في بلادة ولا مبالاة والوطن كله يمزق ويُسحل ويُنهب أمام ناظرينا، ونحن نتبع المثل القائل “امشى جنب الحيط “”والباب اللى يجيلك من الريح “. ألاف من العائلات بالكامل تهجر من منازلها فى سابقة في التاريخ لم تحدث من قبل ، وكأنهم من دولة أخرى ونحن لا نغضب.
الرئيس المرحوم “محمد محمد مرسي عيسى العياط” رحمة الله عليه قام الضباط بالواجب الوطني الكامل بتوجيهات عليا وذلك بالتعامل مع المصريين كالصراصير أو أقل، وبعد ساعات من التعذيب انقذ ملك الموت المسكين وحمله إلى الملكوت الأعلى، فصعود الروح أرحم من الكهرباء وأحذية ضباط الشرطة في عهد عسكرى الجيش عبد الفتاح السيسى.
من هي العصابة التي تحكم مصر وتتحكم فيها وتوجه الناس إلى حيث تريد ؟ من هي العصابة التي تحكم الرأي العام وتوجهه وتديره كيف تشاء ؟ من هي العصابة التي تصنع من الباطل حقا ومن الحق باطلا وتسخر من الكبار والصغار على السواء ؟ من هي العصابة التي تزيف الصور وتفبرك الأشرطة وتروج الشائعات والأباطيل ؟ وأين هي العصابة التي تلتقط الأخبار الجيدة وتسخر منها وتقلل من شأنها ؟ وأين تعمل تلك العصابة التي تلتقط أخبارا من هنا وأنباء من هناك لتنفخ فيها من روحها الشيطانية لتنتشر وتنتشر ولا نراهم حين نكتشف كذبهم وخداعهم !
تتحدث مع كل مصري تقابله وتحدثه فيصف لك ماحدث كأنه يعيشه منذ أن خرج من بطن أمه، فيحدثك عن الفساد والرشوة والمحسوبية والغلاء وتسمم المزروعات والأمراض المعدية والوبائية وسرطنة الزراعات وتلوث الهواء وسد النهضة وتهجير اهالى سيناء ومحاصرة قرية الميمون وكرداسة.. تبحث كتب التاريخ وتاريخ ثورات الشعوب وحِكَمِ الصالحين لعلك تعثر على سرّ تعطل الجهاز العقلى للمصريين فلا يزيدك البحث إلا حيرة، تخترق شوارعَ قاهرة المعز فتمرعلى ملايين الفقراء يعيشون في المقابر وكأنهم يقومون بخدمة الأموات، فلا تعثر على اشارة واحدة أنهم غاضبين على اوضاعهم المعيشية ولوأن واحدا منهم يصيح في الآخرين بأن لهم حقوقا يجب عليهم الحصول عليها، لرجموه حتى الموت، وربما طاردوه، وطردوه إلى خارج مقابرهم.
مائة وعشرون ألف سجين من أبناء مصر خلف القضبان محرمين من التنفس، وانهيار نظام التعليم، وإعلام أصبح فضيحة العالم بأسره ينافس أكثر الدول المتخلفة ، والمصريون لا يغضبون.
يرى المصرى توظيف الدولة آلاف من المسجلين أكثر خطرا على الأمن القومى تأتي بهم سيارات الشرطة بأوامر مباشرة وتوجيهات صارمة من عبد الفتاح السيسى، عاملوا المواطنين كما تعاملون الفئران ، ينتقمون من كبار السن، ويتحرشون جنسيا بفتيات مصريات ثاروا عندما إختفى الرجال من الوطن.
بحثت عن كلمة سر تجعل المصريين يغضبون ويثورون مثل باقى شعوب الأرض، وإكتشفت أخير بعد بحث مضنى أن الغضب تأتي به الملائكة فقط وهى لاتجتمع فى مكان يوجد فيه عبد الفتاح السيسى ورئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، حنفي علي الجبالي، رئيس البرلمان الحالى، وهو صاحب الحكم الشهير بإسقاط حكم مصرية جزيرتي تيران وصنافير.وعلى جمعة و شوقي إبراهيم علّام .
من أي مكان تعمل تلك العصابة التي أفشلت فرحة المصريين بإنجاز جيشه العظيم بل وأفشلت حتى فكرة الانتظار إلى موعد عمل الجهاز بمستشفيات البلاد للحكم على الاختراع الجديد.. والآن تقتل الأمل في مشاريع ومصانع لا يستولى عليها الجيش الهمام جيش الجنمبرى والكعك وتربية الخرفان والتي يمكن ان تقضى على البطالة وتدفع بدماء العمل إلى شرايين عشرات الصناعات المختلفة من الأخشاب إلى الكهرباء ومن البلاط إلى الأدوات الصحية ومن الطوب إلى الدهانات والبويات؟
كيف تنشر أخبارها عامدة متعمدة فيلتقطها الأغبياء والحمقي والمختلون نفسيا والمغرضون المستفيدون الراغبون في فشل المرحلة ثم تنتقل منهم إلى الملايين في كل مكان ؟
ربما نعرف مكانها.. ومن المؤكد أننا نعرف كيف تعمل.. وكيف يلتقط منهم هؤلاء أكاذيبهم وأباطيلهم ولكن لذلك مقالا آخر..!!
لا تصدقوا أنفسكم وتعتقدوا أن هذه البلاد بلادكم.. هذه عزبة تعيشون فيها دون حقوق.. يمكن أن يتم اختطافكم فى أى لحظة دون أن يعرف أحد لكم طريق جرة
إصحوا وفوقوا ولا تصدقوا أن هناك شيئا اسمه الحقوق القانونية والدستورية.. لا تمشوا وراء هذا العسكرى الجاهل البطال الذى يريد لكم أن تعيشوا فى دولة لا تحكم بمنطق القرون الوسطى.. لا تظنوا أن أكبر مخاوفكم ستكون فى اقتيادكم إلى أماكن معلومة فنحن قادرون ودون حساب ولا عقاب أن نقتادكم إلى أماكن غير معلومة لا يعرف لها الذباب الأزرق طريق جرة.. إذا أردتم أن تفتحوا أعينكم على اتساعها لتروا كيف يتغير العالم ويتطور فتذكروا دائما أن هناك عصابة يمكن أن توضع على أعينكم فى أى وقت».
أن الكثيرين قد خافوا وارتعبوا وانكمشوا وبدأوا يراجعون حساباتهم وبدأوا يفكرون فى وسائل للهجرة من مصر،
هجرة إلى مراكب الموت ، أو هجرة إلى حلم الجنة التى لا سبيل الى الوصول لها.
أن العالم المتقدم قد أغلق أبوابه فى وجوهنا بالضبة والمفتاح، ولم يعد لدينا إلا هذه البلاد نأخذ حقوقنا فيها بالقانون والدستور أو نموت على ترابها أحسن وأشرف من الموت فى بلاد غريبة، وأننا مهما خدرنا أنفسنا سنفيق يوما على حقيقة أكثر بشاعة.
المعركة الحقيقة ضد دولة العصابة إنما تخاض هناك، لن ينجو أحد من غدر الأفعى وسمها إذا قُطع الذيل وبقي الرأس.
أى كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه سيأتى يوما يصبح فيه المعروف منكرا والمنكر معروفا .
فهل أصبحت العمالة لاسرئيل واجب قومى مصرى وأصبحت الدعارة شرف ، والسرقة أمن قومى ، والنهب والسرقة أمن استراتيجى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق