السبت، 6 فبراير 2021

بين الإزاحة والتجنيب والزراعة والتلقيح!!

 بين الإزاحة والتجنيب والزراعة والتلقيح!!


محمد سعد الأزهرى

الحركات النسوية تحمل فوق رأسها تحديث المجتمع وعلي رأسه المرأة! 
 ولكي يتم هذا التحديث فلابد من تغيير المنظومة الفكرية التي تقف عائقاً أمام هذا التحديث. 
 فهناك منظومة لإزاحة وتجنيب بعض الموروثات النصية (بعض نصوص القرآن والسنة) لأنها تعارض أصل فكرة هذا التحديث المزعوم (فهو تلويث وليس تحديث). 

 فأحد أصول فكرتهم هي بثّ مصطلحات المساواة التامة بين الرجل والمرأة حتى تصير قرآناً بين الناس، ولأن نصوص الوحي أعلى وأوضح وأنقى من هذا المصطلح وغيره، فإنهم يعتَبرون هذه النصوص القرآنية أو النبوية، حجر العثرة الأول بالنسبة لهم أمام انتشار هذه الأفكار وتلك المصطلحات التساووية! 
 فهذه النصوص تخبرنا أن المساواة لا تكون إلا عند التماثل، وأن العلاقة بين الرجل والمرأة تكاملية وليست تصادمية، وأن المجتمع الصالح يتكوّن من الجنسين، وأن الأسرة في ديننا هي التي تتكون من رجل وامرأة ، وليس عندنا أسرة تتكون من جنس واحد!! وأن نصوص الوحي تعتنى بالقلوب وبالسلوك وبالحقوق، وأنها تدرك الفرق الواضح بين الجنسين سواء في الهيئة الخارجية أو الداخلية، (شعر وصدر وحوض ومخ وعضلات وكرات دم بيضاء وتنفس وشكل الجمجمة) إلخ إلخ وغير ذلك من الأشياء الواضحة التي تبين عدم التماثل في الهيئة نفسها، وليس معنى هذا التفاوت علوّ صنف على صنف، وإنما إثبات اختلاف التركيب لاختلاف المهن والتعاطي مع الحياة، وبالتالي أيضاً التأكيد على معنى التكاملية لا التصادمية.

 ولكي تظل الحركة النسوية في الصورة فإنها تتغاضى عن مثل هذه المعالم الظاهرة لكي تُدخل المرأة في معركة خاسرة ومفتعلة، حتى تبعدها عن أصل تكاملها، لتجعلها أحد رؤوس الحربة لتخريب موطنها ومنزلها وسكنها، ظنّاً منها أنها ستخرج منه برأس مرفوعة وحريةٍ منزوعة وأصفادٍ مخلوعة! وخلال هذه الفوضى يتم اتهام النصوص مرة أخرى أنها تكرّس فوقية الرجل، وتعطيه منزلة ليست له، وتستدل بنصوص الميراث التي تخبرنا بأن للذكر مثل حظّ الأنثيين على ذلك! 
 ورغم أن هذه النصوص لن تعطي الأنثى في الميراث أكثر من الذكر عندما يكون أخاً، إلا أن نفس هذه النصوص تعطيها أكثر من الذكر عندما يكون أخاً للأب! ! 
 فالذكورة هنا لم تكن أصلاً في التفاوت وإنما القُرب والبُعد من المتوفي وأشياء أخرى! 
 ولأن هذه الحركات النسوية تريد تلويث النهر لا إصلاحه، فإنها تغض الطرف عن مثل ذلك رغبة منها في المزيد من وصم نصوص الوحي بالحط من قيمة المرأة وتهميشها وجعلها درجة ثانية بالنسبة للرجل، وذلك حتى يُشوَّه الوحي بالنسبة للمرأة خصوصاً التي تجهل حقيقة الأمر، فيسهل عليها نبذه أو عدم الدفاع عنه، بل ويصل ببعضهم الهجوم عليه! ! وبهذا تصل الحركة النسوية إلى مرادها بالطعن المباشر وغير المباشر في العقبة الكؤود التي تقف أمام أفكارها وهذا ما أسميته بالإزاحة والتجنيب! والمرحلة المقابلة لها هي زرع الأفكار الجديدة وتلقيحها مكان القديمة، ليسهُل عليها السيطرة على العقل الجمعي النسوي داخل مجتمعاتنا، فتظل تردد وبصوتٍ عالٍ أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو الأصل الذي يجب على الدول والأفراد والمجتمعات أن يحذو حذوه، وأن يكون مرجعاً للجميع، وعند الاختلاف نتحاكم إليه، ونرضخ له، فتحديث المجتمع لا يمكن أن ينزل من السماء وإنما هي أوامر الأرض الغربية التي نعشقها، ونرجو اللحاق بها، والسير في ركابها، وأن الحل الجذري لتخلفنا أن نضع جميع خطواتنا فوق نفس الخطوات التي سار عليها أسلافنا من أصحاب النقاء الإنساني والبشرة البيضاء واللون الذهبي والعيون الملوّنة! ويساعدهم في ذلك أرباب الفنون حيث تخدير المسلسلات والأفلام للجماهير، وتغييب الوعي الجمعي بمخالفتهم الناعمة لنصوص الوحي وسط غيبوبة شبه تامة للعمائم والمدّعين نسبتهم إلى السلف وكذلك المنشغلين بالتغوّل في مفاريد التفقّه أو غريب المُلح وفي نفس الوقت يتركون عُمق دينهم يُهاجم ويشوّه ويُحرّف بل ويُبَدّل من خلال علمنة الطرح وبمساعدة عمائم الفتنة والتخاذل والسقوط! إذا مراحل التغيير تكمن في تدمير الأفكار الصلبة من خلال الطعن المتكرر لنصوص الوحي واتهامها بأبشع التهم، وفي نفس الوقت إحلال الأفكار الناعمة محلها، حتى يتم السيطرة على العقل الجمعي النسوي داخل بلادنا، فتتحول إلى مستعمرة أخرى من مستعمرات الغرب، وتستمر التبعية حتى يعود أصحاب البشرة السمراء عبيداً لأصحاب البشرة البيضاء!! وللتكرار فإن الحلول المتاحة تكمن في نشر الوعي بانتظام دون كلل ولا ملل، واستغلال كافة الوسائل المتاحة لذلك، وبذل المال والجهد والنفس في سبيل إيقاف هذه الموجه التغريبية الهائلة والتي أصابت القلوب مع السلوك. 
 ولابد أن يكون هذا الجهد في صور جماعية حتى نقلل الفاقد ونرتفع بالجهود الفردية لتدخل مساراً جماعياً صلباً يصعُب السيطرة عليه. وإلى حين الوصول لذلك فيجب على الأفراد الذين يؤمنون بالدفاع عن هُويتهم ودينهم ألا ينتظروا دعماً من أحد، ولا تأييداً من أحد، بل عليهم المضي قُدماً نصرة للهُويّة ودفاعاً عن الوجود، وللإعذار أمام الله بأداء الأمانة، فهو الذي يدبّر وهو الذي يرفع ويخفض، وهو الناصر وهو المعين، وهو حسبنا ونعم الوكيل. 

 #معركة_الوعى 
 #خطورة_الحركات_النسوية 
 #الهدف_التبعية 
 #ضد_التغريب 
 #الأسرة_أمن_وأمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق